نعم ذكر الشيخ عنوان هنا التوبة. التوبة يا اخوان عظيمة. وعلى الانسان يا اخوان ان يحرص على تجديد بتوبته دائما وابدا. نصوص الكتاب والسنة على الامر بها والحث عليها وما من فضلها عظيمة وكثيرة ومشهورة قال تعالى وتوبوا الى الله جميعا. ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. الى من تاب وامن وعمل عملا من صالح فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. وكان الله غفورا رحيما. الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم. فاذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة قال اوزعني ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني لا اني تبت يقول العلماء هذا تجديد للتوبة. وبما ان الانسان لا يخلو من الذنوب يا اخوان. لا تظن ان الذنوب الموبقات الكبار لا هناك يا اخواني من محقرات الذنوب. ما فيها خطر شديد على صاحبها الخطر ان الانسان لا يظن انه اقترف ذنبا. مع انه كما قال المصطفى قد يقول كلمة لا يتبين فيها بها في نار جهنم ابعد ما بين المشرق والمغرب. ولتوبة الشروط يشير الشيخ اليها وهي مشهورة. من يذكرها لي يا اخوان شروط التوبة. نعم الاقلاع عن الذنب. الندم على ما فات. العزم على العزم على ان لا يعود. ان كان الذنب بينه وبين الاخرين يرد المظالم الى اهلها. هناك مسألة يا اخوان تذكر اذا ذكرت التوبة وقل ان تذكر التوبة الا وتذكر معه. فهل هي شرط او ليست بشرط؟ وهذه المسألة هي اصلاح العمل تتبعتم ايات التوبة يا اخواني؟ في البقرة مثلا الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا. فاولئك اصلحوا في ال عمران الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم. فالنساء الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله. في المائدة فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه وهكذا التوبة ويذكر مع اصلاح العمل. علماء عندما يتحدثون عن اصلاح العمل واقول ينبغي لمن يتحدث عن التوبة ان يتحدث عن هذه المسألة يا اخوة. لا نكتفي بذكر الشروط فقط. بل يذكر ما ذكر الله عز وجل معها من اصلاح العمل يرون ان اصلاح العمل من متممات التوبة ومكملاتها. ليس شرطا فيها لكنه لا ريب من مكملاتها ومتمماتها ثم عسى ان يكون علامة ان الله تعالى قبل توبة العبد لانه هل كل من تاب قبلت توبته؟ قبول عظيم يا اخوة. بعض الناس مجرد ان يترك الذنب يرى انه تاب الله تاب عليه والامر انتهى. نعم الثقة بالله عز وجل كبيرة وعظيمة ولابد منها. لكن لا تنظر لنفسك ولا تثق بعملك. بل علق الامر بمن بيده الامر. ربك سبحانه وبحمده وكان سلفنا رحمهم الله تعالى اذا حصل من الواحد هفوة وتاب. تاب توبة صادقة خالصة غيرت مجرى حياته غيرت مجرى حياته كلها. فتجد وبيستقيم في كل احواله واموره ويقبل على ربه وكل ما ذكر هذا الذنب كلما اقض مضجعه واقلقه. فتجده يجتهد في فعل الخير ويحرص على الاستقامة على شرع الله تعالى ودينه. فينبغي التنبه لهذه المسألة بارك الله فيكم. قبل ان يحج الانسان يتفقد نفسه يا اخوان ويدين نفسه ويحاسبها. وفي الحديث روي عن الصنم انه قال الكيس من دان نفسه وعام لما بعدنا ايش معنى دام يا اخوان؟ احسنتم حاسب نفسك. هذي محاسبة ينبغي ان تكون مع الانسان دائما وابدا يا اخوان حاسبوا انفسكم يقول عمر قبل ان تحاسبوا. وزنوها قبل ان توزن. عندما يؤوي الانسان الى فراشه يحاسب نفسه ماذا عملت من الخير؟ ماذا تركت من الخير؟ ماذا حصل مني من الخطأ؟ فيتوب الى الله ويرجع عن ما بدر منه حصل وكلكم خطا. يا عبادي انكم تخطئون في الليل والنهار. وانا اغفر الذنوب فاستغفروني واذا اراد ان يحج يتفقد نفسه وينظر يا اخوان ماذا عليه من الذنوب؟ لان بعد الحج شيئا وثمرة عظيمة يسعى اليها كل حاج. وهي يا اخوان الحج المبرور ليس السلام جزاء من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه هذا مطلب كبير وعظيم يا اخوان. لهذا ينبغي له ان يتخلص من الذنوب. قبل ان يحج اما اذا حج لعل الله ان ان يكون تقبل حجه فيحرص على حفظ نفسه ان يعود الى المعاصي والذنوب مرة ثانية ما شاء الله عليكم. قال رحمه الله تعالى فصل في وجوب التوبة من المعاصي والخروج من المظالم. اذا هزم المسلم على السفر الى الحج او العمرة استحب له ان يوصي اهله واصحابه بتقوى الله عز وجل كانوا اوامره واجتناب نواهيه. وينبغي ان يكتب ما له وما عليه من الدين ويشهد على ذلك. ويجب المبادرة الى التوبة النصوح من جميع الذنوب لقوله تعالى ايها المؤمنون لكم تفلحون. وحقيقة التوبة الاقلاع من الذنوب وتركها والندم على ما مضى منها والعزيمة على عدم العودة فيها وان كان عنده للناس مظالم من نفس او مال او عرظ ردها اليهم او تحلل منها قبل سفره. لما صح عنه الله عليه وسلم انه قال من كان عنده مظلمة لاخيه من مال او عرظ فليتحلل اليوم قبل الا يكون دينار ولا ان كان له عمل صالح اخذ منه بقدر مظلمته وان لم تكن له حسنات اخذ من سيئة صاحبه وينبغي ان ينتخب لحجه وعمرته نفقة طيبة من مال حلال لما صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا. وروى الطبراني وروى الطبراني عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم اذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ووضع رجلاه في الغرس فنادى لبيك اللهم لبيك نادى مناد من السماء لبيك وسعديك. زادك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور. غير زور واذا خرج الرجل. واذا خرج الرجل من نفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك. زادك حرام ونفقتك حرام وحج غير مبرور. وينبغي للحاج الاستغناء عما في ايدي الناس والتعفف عن سؤالهم لقوله صلى الله عليه وسلم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله. وقوله صلى الله عليه وسلم لا يزال الرجل يسأل ماذا حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم. ويجب على الحاج ان يقصد بحجه وعمرته وجه الله الله والدار الاخرة والتقرب الى الله بما يرضيه من الاقوال والاعمال في تلك المواضع الشريفة. ويحذر كل من ان يقصد بحجه الدنيا وحطامها والرياء والسمعة والمفاخرة بذلك. فان ذلك من اقبح المقاصد سبب لحبو لحبوط العمل وعدم قبوله. كما قال تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينة متى نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم وفي الاخرة الا النار. وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. وقال قال من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ثم اجعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. وينبغي له ايضا ان يصحب في سفره الاخيار من اهل الطاعة. والتقوى والفقه في الدين. ويحذر من صحبة السفهاء والفساق. وينبغي ويتفقه في ذلك ويسأل عما اشكل عليه ليكون على فاذا ركب دابته او سيارته او طائرة او غيرها من المركوبات. استحب له ان يسمي الله فسبحانه ثم يكبر ثلاثا ويقول وانا الى ربنا لمنقلبون. اللهم اني اسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى. اللهم علينا سفرنا هذا واطعنا بعده. اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل. اللهم اني اعوذ بك من اعذار السفر وكآبة المنظر. وسوء المنقلب في المال والاهل. في صحة ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم اخرجه مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ويكثر في سفره من الذكر والاستغفار ودعاء الله سبحانه والتضرع اليه دعوة القرآن وتدبر معانيه ويحافظ على الصلوات في الجماعة ويحفظ لسانه من كثرة القيل والقال والخوض فيما لا يعنيه والافراط في المزاح ويصون لسانه ايضا من الكذب والغيبة والنميمة والسخرية باصحابه. وغيرهم من اخوانه المسلمين وينبغي له بذل البر في اصحابه وكف اذاه عنهم. وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة فيما يفعله الحاج عند وصوله الى الميقات. نعم ذكر الشيخ جملة من الوصايا من وصايا عظيمة منها وصايا لاهله اذا اراد ان يسافر يوصيهم ويوصي عليهم كان له ولد او اخ او فيصيه ويحمله مسؤولياته بتقوى الله عز وجل وان كانت عليه حقوق او ديون فلا ينبغي ان يحج يا اخوة حتى حجة الاسلام اذا كان عليه دين وليس عنده وفاء. بعض الناس عنده دين وعنده وفاة يعني مثل اللي عليهم اقساط او كذا فقير يا اخوان لديه دخل يكفي لتسديد الدين في مدة الاقساط هذا غني كما يقولون بالقوة. لكن في بعض الاحيان وبعض الناس يبلغ محبة الحج الى انه يحج ويريد ان يحج باي طريقة. حتى ولو كانت عليه ديون متراكمة هل يجوز للانسان يا اخوان ان يضيع حقوق الناس ويذهب ليحج والحج ليس بفريضة حتى ولو كان فريضة فالله تعالى عذره قال لمن استطاع اليه سبيلا؟ وهذا غير مستطيع. الواجب يا اخواني ان يتخلص الانسان من حقوق الناس. النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الامر كما في الحديث الذي عندكم. وفي الحديث ما تعدون المفلس فيكم؟ قالوا ها يا اخوان؟ من لا درهم عنده هذا المفلس في الدنيا؟ قال المفلس من يأتي يوم القيامة باعمال امثال الجبال اعمال صالحة كثيرة فيأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وسفك دم هذا واكل مال هذا هذا يأخذ من حسناته وهذا يأخذ منه حتى اذا نفذت حسناته اخذ من سيئاته فيما طرحت عليه ثم طرح في النار ولا قوة الا بالله. الحديث المخرج في الصحيح يغفر للشهيد ذنب الا ماذا يا اخوان؟ الا الدين. حقوق الناس ما تسقط يا اخوان بالاعمال الصالحة. مهما كانت الاعمال عظيمة الواجب على الانسان ان يتخلص من حقوق الناس. الا يعود نفسه اولا الدين يا اخوان. يستغني عن الناس ما الحاجة الى الناس يا اخوان اذل لا قوة الا بالله. ولكن اذا ابتلي واصابته حاجة على كل حال المسلمون كالجسد الواحد يعين بعضهم بعضا ويساعد بعضهم بعضا. واذا احتاج الى شيء من اخوانه دين او شبه فلا بأس لكن لو لم يعود نفسه لكان ذلك خيرا له. ثم ذكر الشيخ يعني جملة من الوصايا رحمه الله وهي انه يختار الرفقة الصالحين. ان الرفقة لهم اثر كبير وعظيم جدا يا اخوان. على الانسان نصوص في هذا معروفة الرفقة اذا كانوا صالحين لا شك ان صلاحهم ادعى الى عاون على الخير. البعد عن السفه. قيل وقال المزاح الذي لا حاجة له. والذي قد يزيد عن حده كانوا اقرب الى ان يكون حجهم وفق الشرع. والحج كما بين النبي صلى الله عليه وسلم يكون مبرور وفي الحديث سئل اي العمل احب الى الله؟ قال الايمان بالله ورسوله. قيل ثم اي؟ قال الجهاد في سبيله. قيل ثم اي قال حج ماذا؟ مبرور. وقوله عليه السلام مبرور اشارة الى ان الحج قد يكون خير مبرور لا قوة الا بالله. وقد يحج الانسان ويعود من حجه ولم يقبل منه الحج. ولا يكن الحج مبرورا الا اذا كان على وفق الشرع على هدي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وحرص الانسان على مثل هذه الوصايا شيخ اشار الى حديث في النفقة حديث الطبراني وهذا حديث ضعيف قال عن الشيخ ناصر ضعيف لكن على كل حال حديث ترغيب في الخير وفضائل الاعمال ومعنى الحديث لا شك صحيح. وانه يجب على الانسان ان يحرص على ان تكون نفقته في الحج حلالا. وان يستغني كما ذكر عن الناس ما استطاع الى ذلك سبيلا