يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب رسالة في الحث على اجتماع كلمة المسلمين وذم التفرق والاختلاف. فصل في فوائد اتفاق المسلمين وتحابهم والسعي في ذلك وهذا هو المطلوب المقصود الذي جرى الكلام لاجله وهو المقصد الذي فيه يرغب المصلحون واليه شمر المشمرون وبه تنافس المتنافسون ولمثله فليعمل العاملون لما اشتمل عليه من المصالح العظيمة والمهمات الجسيمة وبالجملة فجميع المفاسد التي ذكرت والتي لم تذكر في مفاسد التهاجر والتباغض والتدابر بهذا الامر تزول وتصل بصاحبها الى كل خير وتؤول فبه تحصل الخيرات وتنزل البركات وتستجاب الدعوات وتبدل السيئات بالحسنات وباتفاق كلمة المسلمين يجتمع شمل الدين ويحصل لهم بذلك في الارض العز والتمكين وبه يزيد الاسلام والايمان لان الايمان عند اهل السنة والجماعة قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والسعي في هذا من اكبر الطاعات فيزيد به الايمان درجات وبالتآلف والاجتماع يحصل التعاون على جميع خصال البر والتقوى والخير قال تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس وقال النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بافضل من درجة الصيام والقيام والصدقة قالوا بلى يا رسول الله قال اصلاح ذات البين. فان فساد ذات البين هي الحالقة وفي رواية لا اقول حارقة الشعر ولكن حالقة الدين فاي درجة اعظم من هذه الدرجة التي زاد بها على امهات الفضائل الصلاة والصيام والصدقة وقال النبي صلى الله عليه وسلم والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا افلا اخبركم بشيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم ورتب صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على وجود الايمان ورتب وجود الايمان على حصول التحاب الذي هو سبب الائتلاف ونبه على الدواء لهذا بافشاء السلام لان لين الكلام الذي من اجله افشاء السلام من اكبر الدواعي لذلك