يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب الدين الصحيح يحل جميع المشاكل المشكلة الثانية مشكلة العلم. لقد غلط كثير من الناس في مسمى العلم الصحيح. الذي ينبغي ويتعين طلبه. والسعي اليه على قولين متطرفين احدهما اخطر من الاخر. فالاول قول من قصر العلم على بعض مسمى العلم الشرعي باصلاح العقائد والاخلاق والعبادات دون ما دل عليه الكتاب والسنة. من ان العلم يشمل علوم الشرع ووسائلها وعلوم الكون وهذا قول طائفة ممن لم تتبصر بالشريعة تبصرا صحيحا. ولكنهم الان بدأوا يتحللون من هذا الاطلاق لما رأوا من المصالح العظيمة في علوم الكون. وحين تنبه كثير منهم لدلالات نصوص الدين عليه. والقول الثاني قول من قصر العلم على العلوم العصرية التي هي بعض علوم الكون. وهذا القول انما نشأ من انحرافهم عن الدين وعلومه واخلاقه وهذا غلط عظيم. حيث جعلوا الوسائل هي المقاصد. وحيث نفوا من العلوم الصحيحة والحقائق النافعة ما لا تنسب اليه العلوم العصرية بوجه من الوجوه غرهم ما ترتب عليها من الصناعات والمخترعات. وهؤلاء هم المرادون بقول قوله تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم. فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. فهم فرحوا بعلومهم واستكبروا بها واحتقروا علوم الرسل حتى نزل بهم ما كانوا به يستهزؤون من الحق. ونزل بهم من العذاب الذي وعد به من كذب الرسل وعذبوا في الدنيا بالختم على قلوبهم واسماعهم وابصارهم وعموا عن الحق والعذاب الاخرة اشد وابقى. وما كان من الله من واق. اما مدلول العلم النافع ومسماه الذي دل عليه الكتاب والسنة فهو كل علم اوصل الى المطالب العالية. واثمر الامور النافعة. لا فرق بينما تعلق بالدنيا او بالاخرة. فكل ما هدى الى السبيل ورق العقار قائد والاخلاق والاعمال فهو من العلم. وقسمت العلوم الى قسمين. مقاصد ووسائل توصل اليها وتعين عليها فالمقاصد هي العلوم المصلحة للاديان. والوسائل ما اعان عليها من علوم العربية بانواعها ومن علوم الكون التي معرفة الله ومعرفة وحدانيته وكماله ومعرفة صدق رسله. وثمرتها الاستعانة بها على عبادة الله وشكره وعلى قيام الدين فان الله تعالى اخبر انه سخر لنا هذا الكون وامرنا ان نتفكر فيه ونستخرج منافعه الدينية النية والدنيوية والامر بالشيء امر به وامر بما لا يتم الا به. وذلك حث على معرفة علوم الكون التي تخرج بها ما سخره الله لنا لان منافعها لا تحصل لنا عفوا من دون طلب وفكر وتجارب. قال الله تعالى انزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. فهذه المنافع لا تحصل الا بالمعرفة بفنون الصنائع حتى يتم انتاجها وقد تكاثرت نصوص الكتاب والسنة على الثناء على العلم واهله وتفضيلهم على غيرهم. قال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ وانهم اهل الخشية لله والمعرفة به. قال سبحانه انما يخشى الله من عباده العلماء. وامر الجهال بسؤال اهل العلم. وقد امر بعبادات كثيرة وعفا عن محرمات. والامر بالشيء والنهي عنه لا يمكن امتثال الامر واجتناب النهي الا بعد علمه ومعرفته. فجميع الاوامر شرعية والنواهي تدل على وجوب تعلم العلم الذي تتوقف عليه. كما انه اباح معاملات وحرم معاملات لا يمكن تمييز الحلال والحرام منها الا بالعلم علم وقد ذم من لم يعرف حدود ما انزل على رسوله من الكتاب والحكمة. ومن ذلك انه امر بالجهاد في عدة ايات وباعداد المستطاع من القوة للاعداء. واخذ الحذر منهم ولا يتم ذلك الا بتعلم فنون الحرب والصنائم التي تتوقف القوة والحذر منهم عليها. وامر بتعلم امور التجارة والاصول الاقتصادية. حتى انه امر وان يبتلى الاولاد الصغار اليتامى. ويعلموا التجارة وطلب المكاسب. قال تعالى وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا. فدفاع اليهم اموالهم فلم يأمر دفع اموالهم اليهم حتى يعلم رشدهم ومعرفتهم لامور المكاسب والتجارة. فهذه الشريعة الكاملة امرت بتعلم جميع العلوم النافعة من العلم والتوحيد واصول الدين ومن علوم الفقه والاحكام ومن علوم العربية ومن العلوم الاقتصادية سياسية ومن العلوم التي تصلح بها الجماعات والافراد. فما من علم نافع في الدين والدنيا الا امرت به هذه الشريعة وحثت عليه ورغبت فيه. فاجتمع فيها العلوم الدينية والعلوم الكونية وعلوم الدين وعلوم الدنيا. بل انها جعلت العلوم الدنيوية التي تنفع من علوم الدين. واما المتطرفون فانهم اقتصروا على بعض علوم الدين. فقصروا وغلطوا فاحشا. واما الماديون فانهم اقتصروا على بعض علوم الكون. وانكروا ما سواها فالحدوا ومرجت اديانهم اخلاقهم وصارت علومهم حاصلها انها صنائع جوفاء. لا تزكي العقول والارواح ولا تغذي الاخلاق. فكان ضررها عليهم اعظم من نفعها. فانه منتفعوا بها في جهة ترقية الصنائع والمخترعات وتوابعها. وتضرروا بها من جهة هاتين احداهما انها صارت اكبر نكبة عليهم وعلى جميع البشر. بما ترتب عليها من الفناء والحروب المهلكة تدمير الثانية انهم اعجبوا بها واستكبروا. فحقروا لذلك علوم الرسل وامور الدين. قال سبحانه ان الذين حين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله انه هو السميع البصير. وقال عز وجل وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم. فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا اداتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بايات الله. وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون وقال عز وجل فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم. وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون فتبين مما ذكرنا ان العلوم النافعة في العاجل والاجل هي العلوم التي جاءت في كتاب الله وسنة لرسول الله وانها احتضنت كل علم نافع ومعرفة صحيحة لا فرق بين الاصول والفروع ولا بين الدينية والدنيا ياوية كما احتضنت عقيدتها الايمان بكل حق وحقيقة وبكل كتاب انزله الله وكل رسول ارسله الله الحمدلله