المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل واذا فكر العبد في قوته طعامه وشرابه كيف يدخل من مدخل واحد ويستقر في موضع واحد وهو المعدة فيقيض الله له في ذلك الموضع من الحرارة والاسباب الاخر ما ينضجه ويتميز جوهره وصافيه ونافعه فيتفرق في جميع اجزاء البدن لتغذيتها وتنميتها وما يبقى من الثقل جعل الله مخارج يخرج منها لئلا يبقى فيضر ويقتل ولا يزال هذا المعمل العظيم يعمل عمله باذن الله. ويؤدي مهماته فهل هذا من مقتضى الطبيعة والمصادفة؟ كما يقول الماديون ام هذا تقدير العزيز العليم الذي احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل له السمع والابصار والافئدة فتبارك الله احسن الخالقين وقد نبه الله على البعث بالتفكر في اطوار الانسان وتنقلاته فقال يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الارحام ما نشاء الى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى ارذل العمر. لكي لا يعلم من بعد علم شيئا وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ذلك بان الله هو الحق وانه يحيي الموتى وانه على كل شيء قدير وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور فجعل الله تنقل الانسان في هذه الاطوار. واحياءه الارض بعد موتها دليلا وبرهانا على هذه الامور الخمسة التي يتميز بها المؤمنون ويثبتونها تصديقا لله ولرسوله واستدلالا بهذه البراهين العقلية والحسية