والامام البخاري رحمه الله تعالى لما عقد هذه الترجمة باب ما لا يجوز من اللعب والمزاج اراد ان ينبه على ان من مزف او لعب لا بأس بهذا الامر ولا شية فيه ما لم يكن فيه مخالفة فهو لما يقول لما قال لك ما لا يجوز اراد ان ينبهك ولما ذكر لك في هذه الترجمة حديثا واحدا في باب ماذا يجوز ما المزاح؟ لا يعني هذا انه قيل الا نقتلها؟ قال لا انظروا هذا الاحتمال آآ العظيم وسعة العفو والصفح وضعت له سما بغية قتله بغية موته صلوات الله وسلامه عليه. ثم يؤتى بها وقد اقرت بذلك الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين قال امير المؤمنين في الحديث الامام البخاري رحمه الله باب ما لا يجوز من اللعب والمزاح حدثنا عاصم بن علي قال حدثنا ابن ابي ذئب عن عبد الله ابن السائب عن ابيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني يقول لا يأخذ احدكم متاع صاحبه لاعبا ولا جادا. فاذا اخذ احد عصى صاحبه فليردها اليه. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب ما لا يجوز من اللعب والمزاح هذه الترجمة عقدها رحمه الله ليبين ان الواجب على العبد اذا اراد ان يجمع نفسه وان يريح فؤاده بنوع من المزاح او اللعب المباح الا يخرج به الى حد مخالفة الشرع وهذا ضابط لا بد منه في باب اللعب والمزاح. الاخشو فيه الاباحة ولكن لا يفرج الانسان بمزاحه او لعبه عن حدود الشريعة واداب الاسلام واخلاق الدين الفاضلة فاذا خرج عن حدود اداب الشريعة واخلاق الاسلام اصبح امرا محرما يأثم فاعله حتى وان كان فعله على وجه المزاح او المداعبة او اللعب كأن يكذب مازحا او ان يخدع غيره ويمكر ويمكر به ماسحا او يفعل امرا منكرا في الشرع يفعله مازحا او نحو ذلك فاذا خرج النبي والمزاح عن حدود اداب الشريعة واخلاق هذا الدين اصبح امرا محرما وعملا منكرا ويأثم فاعله حتى وان كان قد اراد به المزاح ولهذا عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب ما لا يجوز من اللعب والمزاح واراد بذلك ان ينبه الى ان المزاح واللعب مباح ولهذا قال ما لا يجوز منه اللهب والمزاح مباح ولكن هناك امور تفعل على وجه الله او على وجه المساح وهي محرمة ولهذا عقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة ليبين ان هذا الامر ما لا يجوز من اللعب والمزاح وعرفنا ان المزاح والله اذا اخل صاحبه باداب الشريعة واخلاق الاسلام فانه لا يجوز بل يمزح يمزح المسلم ولا يكذب يمزح المسلم ولا يغف يمزح المسلم ولا يمكر باخيه يمزح المسلم ولا يسخر باخيه المسلم كم من مزاح خرج على وجه السخرية بالاخرين بل من الناس من يغتاب الاخرين مازحا تجده في مجلسه يتندر وينكت باغتياب الاخرين ويضحك ويضحك من عنده غيبة للاخرين واكل للحومهم بالباطل هذا عمل منكر ولا يحل ويا ذا الباهر لانه خرج عن اداب الشريعة واخلاق الاسلام فالمزاح مباح واللعب مباح واذا خرج به صاحبه عن ادب الاسلام وخلق وعن خلق هذا الدين فانه يتحول الى امر منكر والى اثم ومعصية لله تبارك وتعالى ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح قال ويل له ويل له ويل له الذي يكذب ليضحك الناس الذي يكذب ليضحك الناس. هذا الذي يكذب ليضحك الناس ياتي بامور كذب ومراده ان يدخل سرورا وانبساطا على من عنده فيضحكون ونبينا عليه الصلاة والسلام يكررها ثلاثا ويل له ويل له ويل له فهذا يدل على آآ خطورة هذا الامر خطورة على خطورة هذا الامر من من يكذب وهو اراد بكذبه المداعبة والمزاح وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال انا زعيم انا زعيم ببيت وسط الجنة لمن ترك الكذب ولو كان مازحا فهذا التنظيم وذاك ترهيب لا يجوز للانسان ان يكذب من اجل المزاح والمداعبة لانه اذا كذب من اجل آآ المزاح والمداعبة اخل من اجل آآ المزاح بادب من اداب الاسلام وخلقا من خلق الدين فعله الى امر منكر والى معصية لله تبارك وتعالى ولهذا صح في الحديث في سنن الترمذي وغيره عن ابي هريرة رضي الله عنه قالوا يا رسول الله انك تداعبنا انك تدربنا قال عليه الصلاة والسلام نعم ولا اقول الا حقا نعم ولا اقول الا حقا وهذا ضاغط والله تعالى يقول لقد كان لكم لرسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. فهذا ضابط عندما يريد شخص ان يمزح او يداعب اخوانه فعليه ان يداعبهم لكن عليه الا يقول الا الا حقا اما ان ان يكذب ويحمل نفسه اثما اثم الكاذبين ماذا لا نضحك الاخرين فيغنمون ضحكا ويغنم اثما قال قال عليه الصلاة والسلام نعم ولكن لا اقول الا حقا وهذا ضابط في المزاح ينزح ولا يقول الا حقا ولهذا كان من هديه عليه الصلاة والسلام كانه يمازح اصحابه ويمازحونه ويبتسم عليه الصلاة والسلام ويضحك ويضحكون وبينهم مباسطة ولهذا قال العلماء فيما يتعلق الكذب آآ فيما يتعلق بالمزاح والمداهبة ان فالواجب ان يكون فيها المسلم على حد الاعتدال والتوسط فلا يكون منقبضا منكمسا لا يبتسم ولا يضحك ولا يباسط اخوانه ولا يؤانسهم بل لا يرى دائما الا منقبض فهذا ليس من السنة هذا ليس من السنة جرير ابن عبد الله البتلي يقول منذ اسلمت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الا مبتسما ما رأيته الا مبتسما ولهذا سنأتي عند المصنف رحمه الله تعالى باب الانبساط الى الناس الانبساط بان تظهر اسارير الانسان وانشراحه ويؤانس الناس ايضا يداعبهم. لان المداعبة التي تأتي في حدود في حدود عدم مخالفة الشرع تجذب الالفة تذهب الالفة والمحبة احيانا يداعبك رفيقك مداهبة لطيفة فتجد انك ملت اليه وارتحت اليه اكثر لانه صار بينك وبينه مباسطة ومؤانسة بخلاف اذا كنت انت واياه لقاءاتكم كلها انكماش وانقباض فالامر مختلف. اذا المداهبة اللطيفة التي ليس فيها مخالفة للشرع فيها خير وفيها فائدة وفيها محملة وفيها الفة وفيها مزيد تحاب وتآخي فكان من هدي عليه الصلاة والسلام ان يمازح اصحابه ان يمازك اصحابه ويمازحونه وفي كتب السنة من هذا شيء كثير وقصص جميلة مثل ما جاء في سنن ابن ماجه ان الضباب الرومي رضي الله عنه يقول دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وكان بين يديه خبز وتمر فدعاني لاكل معه فبدأت اكل من التمر فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم تأكل التمر وفي عين كرامات يماسحه قال تأكل التمر وفي عينك رمت؟ فقال يا رسول الله انا اكل في الجنب الاخر مغلبا مجلس المزح هذا واجب او مثلا والده فيغلب جانب المزح على واجب فهنا يكون اخل هنا يكون اخل فيأثم حينئذ اذا المزاح واللبن مباح ما لما يكن فيه مخالفة شرعية انا اكل في الجنب الاخر فتبسم النبي عليه الصلاة والسلام. جاته عليه الصلاة والسلام امرأة عجوز وقالت يا رسول الله ادعوا الله ان يدخلني الجنة وادعوا الله ان ان يدخلنا الجنة. فقال لها الجنة لا يدخلها العجوز صفح عن الذنب تجاوز عنه تجاوزا كاملا واعتبر ان الخطأ كانه لم يوجد لانه لم يوجد وهذه رتبة علي الجد والعفو هو التجاوز عن الخطأ بعدم الملامة عليه بعدم الملامة عليه والذم على فعله. لا يلومه ولا فحزنت او او بكت المرأة فقال لها ان العجوز تنسى ان شاء انا نشأناهن انشاء فجعلناهن ابكارا عربا اترابا لاصحاب اليمين هذا صح عنه عليه الصلاة والسلام في حديث اخر انه قال يدخل اهل الجنة الجنة نسأل الله من فضله قال يدخل اهل الجنة جعدا مردا ابناء ثلاثا وثلاثين الرجل المسن الذي وصل المئة او جاوز المئة يدخل الجنة وهو ابن ثلاثة وثلاثين. قال جعدا مردا يعني شهره اكاد ووجهه امرد مثل الشاب الذي للثوب بدأ تبلغ لحيته فيدخل اهل الجنة فودنها عليه الصلاة والسلام الى هذا الامر فسرت وفرحت ادهاه رجل وقال يا رسول الله احملني احملني فقال ما عندي ما احملك عليه الا ولد الناقة ما عندي ما احملك عليه الا ولد الناقة. قال وماذا اصنع بولد الناقة؟ يعني ما استطيع اركب فقال له النبي عليه الصلاة والسلام وهلا وهل يلد وهل ترد وهل تلد الناقة النوق وهل يلد ولد الناقة الا النوق فولد الناقة الناقة الكبيرة هي ولد للناقة والفحم الكبير وولد للناقة. فقال فقال لا اجد احملك الا على ولد الناقة. فكان عليه الصلاة والسلام يداعبهم ويؤانسهم ويلاطفهم ويبتسم اه لهم عليه الصلاة والسلام اذا ذكروا امرا طريفا وكلاما جميلا يبتسم اه يضحك عليه الصلاة والسلام لكن كما تقدم لا يقول الا الا حقا فهذا يفيد ان المزاح مباح بل مطلوب بل ومن السنة ان يمازح الانسان اخوانه ومن كان منقبضا منكمسا لا يمازح الناس ولا ينبسط معهم ولا يغلس اليهم فهذا خلاف السنة لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام على هذه الصفة. والله تعالى يقول لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ايضا فيما يتعلق بجانب الاعتدال في المزاح اذا مسح الانسان مع اخوانه يمزح باعتدال بعض الناس وقته كله مزاح وقته كله ميزان ولا يعرف له جد من هجر هذا خلاف السنة النجاح ليس مقصودا لذاته حتى يمضي الانسان وقته فيه. ويستهلك حياته فيه. ليس مقصودا لذاته وان من مقصودا لغيره المقصود بالمساحة ان تجم نفسك وان تريح فؤادك حتى تلفظ لطلب العلم حتى تنشط للعبادة حتى تنشط لاعمال الخير ولهذا حنظلة في قصته المعروفة مع ابي بكر رضي الله عنه لما قال لابي بكر نافق حنظلة قال وما ذاك؟ قال اذا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ووهبنا وحدثنا كأننا نرى الجنة رأي العين. واذا عافسنا الضيعة والاولاد غفلنا ونسينا فذهب هو واياه الى الرسول عليه الصلاة والسلام وذكر له الامر فقال عليه الصلاة والسلام اما والله لو تدومون على ما انتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة في سكك المدينة ولكن سنة وساعة ولكن ساعة وساعة بل قال عليه الصلاة والسلام لنفسك عليك حق ولولدك عليك حق ولزوجك عليك حق تعطي كل ذي حق حقه يعطي العبادة حقها واوقات العبادة للعبادة وايضا اوقات مؤانسة الاخوان في حدود هذه ايضا مطلوبة ولها فائدة ولها ثمرة اما ان يكون حياة الانسان اه مزاح والمزاح هو مقصوده وهو مطلوب حتى ان بعض الناس من اجل المزاح من اجل مجالس المزاح ربما فوت فريضة من فرائض الاسلام ينادى للصلاة ولا ولا يجيب من اجل ان يجلس مع صاحب الله يمزح هو واياه ويضحك هو وياه وينادى للصلاة فريضة من فرائض الاسلام فلا يجيب هذا اخلال بالدين من اجل المثال وظهر الدين من اجل من اجل الميزان ولهذا المزاح مباح اللعب مباح ما لم يكن فيه مخالفة شرعية اللعب مباح والمزاح مباح ما لم يكن فيه مخالفة شرعية. فاذا وجد فيه مخالفة شرعية فهو محرم مخالفا شرعيا كأن يمزح وهو يكذب كان يمزح وهو يغتاب كان يمزح ويسخر باخوانه المسلمين كان يمزح بمسح يفوته او ينهب لعبا يفوته واجبا دينيا واجبا دينيا سواء حق من حقوق الله او حق من حقوق الناس مثال يجلس مع مجلس مسح مع اخوانه ورفقائه وامه تحتاج اليه في خدمة لها فلا يقوم لخدمتها هذا الحديث الواحد هو الذي بل هي ضابط ما لا يجوز من من المزاح. بل هناك احاديث اخرى لكن اراد ان ينبه يعني كأنه يريد ان يقول لك اذا اردت ان تمسح مراعيا اداب الاسلام فاحذر ما مما لا يجوز من المزاح لانه اراد ان اكرر لك هذا الامر اذا اردت ان تمزح مراهيا اداب الاسلام فاحذر ما لا يجوز من النزاهة. لانك اذا وقعت في ما ما ما يخالف ادب فلان خرجت بالمزاح عن حده او عن حد الاباحة الى حد التحريم او حد الكراهة بحسب المخالفة التي وقعت فيها واورد رحمه الله تعالى حديث عبدالله بن الثائب عن ابيه عن جده قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يأخذ احدكم متاع صاحبه لاعبا ولا جادا لا يأخذ متاع صاحبه لاربا ولا جادا. هذا مما هذا مما لا يجوز من النزاع ان يأخذ الانسان متاع لصاحبه ويكون مريدا بذلك المسح والمتاع كل ما ينتفع به الانسان كل ما ينتفع به الانسان من لباس او حذاء او قلم او كتاب او غير ذلك فيقول عليه الصلاة والسلام لا يحل او لا يأخذ احدكم متاع صاحبه لا لبن ولا جادا. المتاع هو ان حاجات الانسان وما يرغب الانسان في اقتناءه وما يحتاج اليه من متاعه فهذه الامور لا حل لاحد ان يأخذ منها لا قليلا ولا كثير لا على وجه الجد ولا على وجه ايضا المزاح لماذا لانه ان اخذ متاع صاحبه على وجه الجد اخذه جادا فهذا يعتبر ماذا سرقة او اختلاس او اخذ مال الغير بغير حق وهذا حرام واذا كان اخذه على وجه المزاح ثم بدأ صاحب المتاع يبحث عن متاعه ثم دخل على قلبه حزن او ارتاح او ظن انه قد سرق ثم تكدر خاطره وقتا ثم بعد وقتها يأتي صاحبه وهذا يتكرر من بعض الناس يأتي اليه صاحبه ويقول خذ حبينا نذاهبك اي مداعبة هذه لما تبقي لصاحبك ساعات او او بعض او ايام وهو قلق ومضطرب وحزين بل احيانا تدخل ربما ادخلت عليه مفسدة ربما اتهم اخر ربما اتهم اخر ربما قال في حق اخر انت الذي اخذته. فيقع في النفوس عداوة وشحناء ويكون تترتب على ذلك مفسدة وربما مفاسد ولهذا قال لا يأخذ احدكم متاع صاحبه لاعبا ولا جادا ان كان جادا فهو افضل للمال بغير حق وان كان مازحا ففيه تحزين للمسلم ترويع له وآآ ادخال القناع القلق على قلبه وكل هذا لا يجوز ولا يحل قال فاذا اخذ احدكم عصا صاحبه فليردها اليه الى قد فيما لو وقع الانسان بشيء من هذا فليبادر اعادة ما اخذه الى الى صاحبه ولا يعود لمثل هذا الامر ولفعل مثل هذا العمل لانه فيه اه مخالفة الشاهد ان ان هذا الحديث فيه تنبيه الى ان من المزاح واللهب ماذا يجوز وضابط ذلك ما قدمته سابقا وهو اذا كان في المزاح مخالفة شرعية اذا كانت في المزاح مخالفة شرعية او في اللعب مخالفة شرعية فهو لا يجوز نعم. قال رحمه الله باب الدال على الخير. حدثنا محمد ابن كثير قال اخبرنا سفيان عن الاعمى عن ابي عمرو الشيباني عن ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اني ابدع بي فاحملني. اني ابدع بي مني. ابدع. اني ابدع بي فاحملني قال لا اجد ولكن ائت فلانا فلعله ان يحملك. فاتاه فحمله. فاتى النبي صلى الله عليه وسلم اخبره فقال من دل على خير فله مثل اجر فاعله ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب الدال على الخير الفظل الدال على الخير وان الدال على الخير كفاعله على الخير وهذا فضل الله سبحانه وتعالى على عباده العمل الواحد قد يثيب الله عليه اكثر من شخص يثيب عليه من باشره ومن دل عليه ومن اعان عليه وفضل الله سبحانه وتعالى واسع يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. ونسأل الله عز وجل ان يوسع علينا اجمعين من فظله جل وعلا ففظل الله سبحانه وتعالى واسع قال بابنا الدال على الخير اي فضل الدال على الخير وان له من الاجر مثل اجر فاعل الخير ولاحظ ملاحظة هنا ان الدال على الخير قد جعله الله تبارك وتعالى سببا لوجود الخير كأن يأتيك شخص يطلب منك مالا ولا تجد اه من المال ما تعطيه ثم دللته الى شخصه فاهطه ففي هذه الحالة جعلك الله سبحانه وتعالى سببا لوصول هذا المال اليه لانك انت الذي دللته على المال فالذي دفع المال يؤجر وانت كذلك تؤجر ايضا الذين يقومون من الشباب وطلاب العلم بالتنسيق مع المشايخ والعلما لالقاء المحاضرات يتصل بالهاتف على عالم من العلماء او شيخ من المشايخ ويقول منطقتنا بحاجة الى درس علمي ومبيهاته الى محاضرة ونرجو ان تلقي عندنا محاضرة يا شيخ نحن محتاجين نرجوك يلح عليه قليلا ثم يستفيد ويأتي الى المنطقة يهد للمحاضرة يتجسم السفر الى المنطقة ثم يلقي محاضرته فيؤجر الشيخ على جهده ويكون هذا باتصاله الذي لم يأخذ منه بضع دقائق ولم يتطلب منه اعدادا بمحاضرة ولا القاء لدرس وربما لا يحسن ايضا القاء درسا او لا يكون من اهل هذا الشأن ولم يتجسم سفرا ثم يكتب له مثل اجره وهذا فضل الله سبحانه وتعالى فضل الله سبحانه وتعالى فهذا الباب حقيقة من الابواب العظيمة التي ينبغي ان يفعلها المسلم في حياته هيبقى هنا ده المسلم في حياته قد يقيض الله لك نشر علما كثير ولا تكون من اهل العلم بنسري اشرطة اهل العلم او كتب اهل العلم. او دلالة الناس الى مجالس اهل العلم وترغيبهم فيه فالدال على الخير كفاعله فهذا الفضل العظيم الذي جعله الله سبحانه وتعالى للدال على الخير يجعل الانسان ينشط في في هذا الباب باب الدلالة على الخير واذكر من اللطايف الجميلة التي مرت بنا في هذا المكان لما قرأنا كتاب تحفة الذاكرين للشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله وهو كتاب جميل ومفيد جدا وجمع فيه رحمه الله تعالى الاذكار المتعلقة بالصباح والمساء وعند النوم في الصلوات وادبار الصلوات والادعية العامة كتاب جميل جدا في اخر الكتاب ختمه بهذا الحديث الدال على الخير كفاعله. فكأنه يقول لك بعد ان من الله عليك بقراءة الكتاب ما دمت عرفت هذا الخير لا تجعل هذا الخير مقتصرا عليك دل عليه دل عليه شجع الناس على العمل به شجعهم على الاذكار. دلهم على فضلها فوائدها والله تعالى يقول والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر هذه الترجمة الدال على الخير والحديث الذي فيها الدال على الخير له مثل اجر فاعله يدلنا على الاجر العظيم الذي جعله الله سبحانه وتعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم صلوات الله وسلامه عليه من دل على خير فله مثل اجر فاعله فالنبي عليه الصلاة والسلام دل هذا الرجل الى هذا الخير ثم جاء واخبره بذلك فقال له النبي عليه الصلاة والسلام من دل على خير فله مثل اجر فعله اي مثل اجر فالخير الذي في امته لم يصلهم الا من طريقه هو الذي دلهم عليه صلوات الله وسلامه عليه فكل عمل يقوم به مسلم للنبي صلى الله عليه وسلم مثل اجره في زمانه وزمان التابعين واتباع التابعين الى زماننا هذا الى ان يرث الله الارض ومن عليها. كل عمل صالح به المسلم من صلاة من صيام من حج الى غير ذلك كل عمل صالح يكتب للنبي عليه الصلاة والسلام مثل اجر فاعله ايضا الصحابة الكرام رضي الله عنهم الان لما نقرأ قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما نقرأ هذه الاحاديث ونتعلم هذا العلم يؤجر هؤلاء سبحان الله يأتيه اجره وهو في قبره يأتيني اجره ولا يزال وهو في قبره كل يوم بل كل ساعة يأتيه اجره وهو في قبره ميت في قبره واجوره تتزايد. ويوجد من الناس من هم على وجه الارض احياء ويمشون ولا يؤجرون وهؤلاء اموات والاجور تتزايد ومن الناس من هو يمشي على وجه الارض ولا يؤجر مهطلا نفسه من الخير بل والعياذ بالله منهم من يمشي على وجه الارض وهو يؤثر ويأثم ولا يزال يكتسب اثما وذنبا وخطيئة فهذا يجهل الانسان الناصح العاقل ينفظ في باب الثواب باب الخير فعلا له وعناية به ودلالة عليه فهذه ترجمة مباركة عظيمة عقدها الامام البخاري رحمه الله في في في هذا الكتاب كتاب الادب المفرد حتى يبقى الانسان يعني من من من التثاؤب العملي في هذه الترجمة الاخلاق التي مرت معنا وافدت منها وسررت بها وبدأت تطبقها دل على الاخرين دل عليه الاخرين فاذا فعلوها كتب لك مثل اثرهم. واذا كان الاخر الذي دللته على هذا الخلق دل اخرا اجر هو واجرت انت ولا يزال الاجر يمشي لك كلما دل اخر والدلالة كانت من طريقك كتب لك فهذا باب عظيم من ابواب الخير ينبغي على المسلم ان يعتني به وان يجعل لنفسه حظا ونصيبا وافرا منه اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى حديث ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال رجل قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قال اني ابدئ بي ابدع بي اي راحلتي وانقطعت هذا معنى ابدع به فاعطني راحلة تحملني ابدع به وما لا ابدي يعني حصل لي امرا غير المعتاد. المعتاد ان نراك راحلتي سليمة وقويمة. واتنقل عليها. فحصل لي امر غير المعتاد ابدع بي بانتقاه راحلتي فاحملني يعني اعطني اعطني راحة راحلة تقلني وتحملني وقال عليه الصلاة والسلام لا اجد لاجئ يعني ليس عندي ما راحلة احملك عليها لا اجد ولم يكتفي بهذا بل قال عليه الصلاة والسلام ولكن ائت فلانا فلعله ان يحملك يأتي فلانا فلعله ان ان يحملك. فدله على شخص يتحرى عليه الصلاة والسلام انه يستطيع ان ان ان يحمله ولهذا قال فلعله فلهله وهذه الكلمة عند الدلالة ايضا فيها فائدة عندما تدل شخصا على اخر لا تدله عليه جزما بان الامر يدخل وانما قلنا اذهب اليه ارجو ان تجد حاجتك عندك. عنده لعلك تجد حاجتك عنده اذا جهزت آآ ولم يعتد ربما آآ احدثت في في نفسه الما لكن اذا كان الكلام سمعه منك مثل هذه العبارات عبارات الترجي لعله ارجو امل اطمع او نحو ذلك فهذا هو الذي يحسم بمثل هذا المقام قال ولكن ائت فلانا فلعله يحملك فاتوب ثمنه فاتاه فحمله اتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره. وهنا ايضا قد يكون من المناسب ومن باب ادخال السرور على الدال على الخير ان يخبر بثمرته اه دلالته وهذا فيه فائدة. اولا فيه فائدة بادخال السرور ان الدلالة اه اثمرت وانه اجر ان شاء الله بدلالته اه اخيه اذا ما حصل من خلال هذه الدلالة مطلوبه فهذه ناحية والناحية الاخرى ايضا فيها تنشيط له تنشيط له في عمل الخير والدلالة على الخير التعاون على الخير على ان الانسان بمجرد النصح حتى وان لم يتحقق المطلوب يؤجر على نصحه يؤجر على نصحه لاخوانه وتعاونه معهم قال فقال اي النبي صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل اجر فاعله من دل على خير جاءت خير له نكرة في هذا السياق فتفيد العموم من دل على خير اي خير كان بين خيرا اي منفعة تكون للانسان سواء منفعة في دينه او منفعة في في دنياه في طعامه في شرابه في لباسه فيها اه اي مكان من المجالات بشرط ان يكون ما دللته عليه خيرا يكون لك مثل اجر فاعل الخير الخير نعم قال رحمه الله باب العفو والصفح عن الناس. حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا شعبة عن هشام ابن زيد عن انس رضي الله عنه ان يهودية اتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فاكل منها فجيء بها فقيل الا نقتله وقال لا قال فما زلت اعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب العفو والصفح عن الناس عقدنا حثا على ذلك ومرغبا فيه ومبينا فضل العفو والصفح وانه من مكارم الاخلاق وجميلها وعظيمها والله عز وجل امتدح العافين عن الناس امتدح اهل الصفح والعفو وامر بذلك ورغب فيه جل وعلا كذلك النبي عليه الصلاة والسلام في في سنته صلوات الله وسلامه عليه ومضى صلى الله عليه وسلم حياته مع الناس بالعفو والصفح والمسامحة. صلى الله عليه وسلم وظرب في ذلك اروع الامثلة في امور لا يطيقها كثير من الناس احتملها عليه الصلاة والسلام وعفا عن اهلها وصفح صلى الله عليه وسلم فضرب في ذلك صلوات الله وسلامه عليه اروع الامثلة قال البخاري رحمه الله باب العفو والصفح العفو والصفح ايا المسامحة والتجاوز عن الذنب او عن خطأ الاخرين في حقك وقال اهل العلم الصفح ابلغ من العفو الصفح ابلى من العفو لانه عفو وزيادة لانه عفو وزيادة فالصف ابلغ قالوا الصفح هو التجاوز عن الخطأ بالكلية واعتباره كانه لم يكن واعتباره كان لم كأنه لم يكن هذا يسمى صفح يتجاوز عن الخطأ الذي وقع ويعتبر ان الخطأ كأنه لم يكن كأنه لم يوجد اصلا كمن وصل تجاوزه عن الخطأ. هذه المرتبة فانه صفحة ولا يذمه على فعله لانه عفى عنه لا يقول لم فعلت كذا ولماذا آآ باشرت الامر الفلاني بكذا لا لا لا يلوم علي ولا يذم عليه عفوا ومسامحة. الشاهد ان الصفح ابلغ من العفو وكل منهما مرغب فيه وجاءت الشريعة بالحث عليه وبيان فضله وعظيم ثوابه عند الله تبارك وتعالى وقد اورد الامام البخاري رحمه الله هنا حديث انس في قصة المرأة اليهودية التي وضعت السم في اللحم الذي قدمته للنبي صلى الله عليه وسلم واهدته له اهدت له ذراع فاتن مسمومة يوم خيبر واكل منها عليه الصلاة والسلام وهذا يفيد جواز قبول الهدية من اليهودي او المشرك جواز القبول قبول هدية ولهذا بوب البخاري لهذا الحديث في صحيحه من باب جواز قبول الهدية من المشرك وقبول الهدية منه هو نوع من ماذا من من تأليف قلبه للاسلام. ايضا اهداؤه اهداؤه بابنا الهدية المشرك سيأتي عند المصنف رحمه الله ومر معنا اثر اه عبدالله ابن ابن عمر لما ذبح الشاة وامر ان يعطى جار اليهودي قالوا له ال اليهودي قال لا قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه والله تعالى يقول لا ينهاكم الله او عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين فهذا التعامل هو نوع من التأليف وهو داخل في قول قول الله سبحانه وتعالى اه ولا فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك كان يأتي الرجل فكان يأتي الرجل الى النبي عليه الصلاة والسلام وليس على وجه الارض ابغض اليه منه مما يسمع كما ان يراه عليه الصلاة والسلام ويرى خلقه وادبه الا ويتحول من ساعته وليس على وجه الارض احب اليه منه تغير تام بدري يتحول من ابغض الناس الى احب الناس بمجرد ان يرى خلقه الكريم. عليه الصلاة والسلام. فلم يكن فظا ولم يكن غليظا. ولم كن سخابا بل كان لينا سمحا صلوات الله وسلامه عليه يهامن الناس بالحسنى بالكلام الطيب الله تعالى يقول وقولوا للناس ماذا حسنا وقولوا للناس حسنا لم يقل وقولوا للمسلمين قال قولوا للناس حسنى عامة لماذا؟ لان قول الحسنى للناس والكلام الطيب الرفيق اللين هو الذي يجلب لا لهذا الدين ونابه من الرحمة رحمة الناس رحمة الناس ورغبة في هدايتهم لي الدخول في دين الله تبارك وتعالى. تأتي الغلظة في مقامات لكن الاصل هو كسب القلوب وتأليفها جاءوا الى النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا استسقي لمضر وهم كفار استسلم مضى يعني يسأل الله ان يشفيهم فقال عليه الصلاة والسلام المضر قالوا نعم. فقال اللهم اسق المضاربة فاجاب الله دعوته وسقاهم هذا فيه تأليف في تاريخ للقلوب وهذا المعاني عندما تغيب عن الناس يتولد منها نفرة الناس عن الدين وعدم قبولهم له او اقبالهم عليه لما فرط الناس في اخلاق النبي عليه الصلاة والسلام نفروا الاخرين من الدين نفروا الناس من الدين واصبح من اصبح منا يريد ان يكيد للاسلام يعرظ الاخلاق السيئة الموجودة عند بعظ المسلمين على انها تمثل ماذا فالاسلام تنفيرا عن دين الله تبارك وتعالى تنفيرا عن دين الله تبارك وتعالى قال انس ان يهودية فيها انك زينب بنت الحارث واختلف في اسلامها هل انها اسلمت باعت او لا اختلف في ذلك اتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة يعني وضعت له فيها سما وضعت للنبي عليه الصلاة والسلام وضعت له بها سما فذكر منها اكل من الشاة فجيء بها فقيل انا نقتلها اعترفت اقرت وجاء في بعض الروايات ان ذراع الشات اخبر النبي عليه الصلاة والسلام انه مسموم وجيء بها فاقرت اقرت بانها فعلت ذلك فقيل الا نقتلها ويقال الا نقتلنا فيقول عليه الصلاة والسلام لا يقول لا لا تقتلوها عفا عنها صلوات الله وسلامه عليه اما انا وصفح صلى الله عليه وسلم هذا هذا مثال ليست مسلمة وعفا عنها فما بالنا في اخطاء صغيرة جدا لا نعفو عن اخواننا المسلمين يهودية وضعت له سما للبغية قتله عليه الصلاة والسلام وعفا عنها فما بال اخلاقنا نحن ظعفت في مسامحة اخواننا المسلمين في اخطاء يسيرة جدا لا الخطأ مثل الخطأ ولا الشخص مثل الشخص انتبهنا يا اخوان الان اصبحنا في في ضعف الاخلاق عندنا ما نتجاوز عن اخواننا المسلمين في اخطاء يسيرة يخطي علينا اه اخونا المسلم خطأ يسيرا فيكبر في نفوسنا ويعظم ولا نتجاوز ويؤتى لاحد ويقال اعف عنه خطأ يسير. يقسم والله لا اسامحه ميت حي وكلام من هذا القبيل نفوس يعني ظعفت في الاخلاق ضعفت فيها الاخلاق باشياء يسيرة جدا حتى بين الاخوان في البيوت وبين الاقارب ادوات واه تباغض واذا فتشت في حقيقة الامر واذا بقضية هل وضع لك سما هل اراد قتلك هل هل اشياء لما تفتش ما ما يوجد مثل هذه الامور العظائم فهنا جريمة كبيرة والفارغة ماذا يهودية والذي كان من النبي عليه الصلاة والسلام هو ماذا؟ للعفو انتهينا اخلاقنا التي اصبحت في في كثير منا لا تحتمل اخطاء يسيرة من من من الاخوان فهذا المثل العالي هذا المثل العالي الرفيع يربي اه المسلم على هذه الخصلة المباركة العفو نبينا عليه الصلاة والسلام عفا عن هذه المرأة وهي يهودية. والخطأ الذي ارتكبته وضعت اما فاذا اخطأ اخي المسلم في حقه خطأ يسيرا او خطأ كبيرا اتجاوز عنه واسامحه واعف عنه واطلب في في من وراء ذلك ثواب الله سبحانه وتعالى الله جل وعلا يحب العافين عن الناس. عفو يحب العافين جل وعلا وامر بالعفو ورغب فيه فيطلب الانسان ثواب الله سبحانه وتعالى. لماذا؟ اوقف نفسي بغضا او حقدا او ضغينة على اخي واو عدم مسامحة له والامر كثير جدا فهذه فرصة لنا ونحن نقرأ هذا الحديث ونقرأ كلام نبينا عليه الصلاة والسلام ان نوطد انفسنا على العفو. واذا كان بيننا وبين بعض الاخوان فرصة انه واذا ما عفونا ونحن نقرأ مثل هذه الاحاديث وفي مثل هذه المجالس متى يتحرك فينا العفو فرصة لنا طيبة اذا كان واحد منا في في نفسه شيء على احد من اخوانه اوى احد اقاربه لا ليكن من الفائزين بثواب العافين عن الناس لكم من من العافين من الفائزين بثواب اهل الصفح والتجاوز رجاء ثواب الله سبحانه وتعالى واقتداء بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام. فهذا الحديث العظيم المبارك حقيقة يحرك في القلوب بشكل قوي جدا العفو والصفح ونسأل الله عز وجل ان يصلحنا اجمعين قال رحمه الله ان هذا عفوا بل هذا الحديث او او نعم هذا السم الذي وضعته وقد تجاوز عنها عليه الصلاة والسلام. جاء في الحديث الصحيح انه عليه الصلاة والسلام عائشة تقول قال لفي مرض موته ما زال اجد ما زال اجد اثر السم يعني اثر في وهنا يقول انس آآ فما زلت اعرفها في نهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ليس هو امر وجد وانتهى بل اثاره باقية بل اثاره باقية اثاره باقية والعفو حصل من النبي عليه الصلاة والسلام اثار الخطأ باقية اثار الجريمة باقية. ما زال عليه الصلاة والسلام يجد اثرها الى لحظاته الاخيرة. ومع ذلك طيب واحيانا يخطأ على بعض الناس خطأ لا يبقى له اثر انتهى ولا يعفو فهنا خطأ كبير واثره بقي الى لفظاته الاخيرة. عليه الصلاة والسلام وانس يقول ما زلت اعرفها في نهوات رسول الله عليه الصلاة والسلام واللهاة هي سقف الحلق وقيل اللحم في في سقف الحوض فيقول اعرفها في لحواته يعني كأنه يحدث فيها نوع من التغير في اللون او فيعرف اثر السم في نهوات رسول الله عليه الصلاة والسلام ما زال معه هذا الى لحظاته الاخيرة ومع ذلك الذي كان منه هو ماذا؟ العفو صلوات الله وسلامه عليه. فاذا فقرأت هذا الحديث وقرأت معه قول الله سبحانه وتعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله باذن الله سبحانه وتعالى تنشط النفس وتقبل على تحقيق هذا المطلب العظيم والمقصد الجليل قال رحمه الله حدثنا محمد بن سلام قال حدثنا ابو معاوية قال حدثنا هشام عن وهب بن كيسان قال سمعت عبد الله ابن الزبير يقول على المنبر خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين قال والله ما امر بها ان تؤخذ الا من اخلاق الناس. والله لاخذنها منهم ما صحبتهم ثم اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنه انه قرأ هذه الاية على المنبر خذ العفو وامر بالعرف واعرظ عن الجاهلين ثم قال والله ما امر بها ان تؤخذ الا من اخلاق الناس والله لاخذنها منهم ما صحبتهم. هذا كلام عظيم جدا وفقه لهذه الاية التي قال عنها بعض اهل العلم انها اجمع اية لمحاسن ومجامع الاخلاق خذ العفو وامر بالعرف واعرظ عن عن الجاهلين اية قول الله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرظ عن الجاهلين قيل عن هذه الاية انها اجمع اية لمجامع الاخلاق وعبدالله بن الزبير رضي الله عنه قرأ هذه الاية على المنبر ثم ذكر فقه هذه الاية قال والله ما امر بها ان تؤخذ الا من اخلاق الناس. والله لاخذنها منهم ما صحبتهم وهذا فقه عظيم وفهم سديد لقوله تبارك وتعالى خذ خذ العفو قال ما امر بها ان تؤخذ الا من اخلاق الناس ما امر بها ان تؤخذ الا من اخلاق الناس والعفو الذي آآ امر الله سبحانه وتعالى آآ امر الله سبحانه وتعالى ان يؤخذ هنا قال خذ العفو هو ما سمحت به اخلاق الناس الناس كما هو معلوم ومتقرر متفاوتون في الاخلاق من هم الرفيق والرحيم والعطوف؟ ومنهم القاسي ايضا منهم آآ الانسان الامين ومنهم الماكر من هم الصادق ومنهم الكاذب الناس متفاوتون والله جل وعلا قال خذ خذ العفو اي ان الانسان في تعاملاته مع الناس في تعامل التعاملات مع الناس يكون معهم بهذه الصفة يأخذ بالعفو يأخذ بالعفو وينظر الى تفاوت الناس في الاخلاق الى تفاوت الناس بالاخلاق فاذا بقيت مثلا انسانا جهولا على الاخرين كيف تتعامل معه هل تقابل آآ جهله عليك بجهله بجهلك عليه اذا قابلت انسانا يتعامل مع الناس بالغش. هل تقابل الغش بالغش اذا تلقيت انسانا يظلم هل يقابل الظلم بالظلم وهكذا فالواجب على الانسان ان يقوم في تعاملاته مع الناس مراعيا هذا الجانب خذ العفو اذن عفو فلا يقابل اه اخلاق الناس بمثلها لا يقابل اخلاق الناس بمثلها. وانما يتعامل مع الناس بالحسنى يشكر للخلق الحسن خلقه الحسن والمسيء يجتنب اساءته ويناصحه ويأمر بالعرف يناصحه يدله على الخير يوجهه ايضا يكظم الغيظ يعفو عن الناس نتسامح ايضا يتحاشى الجاهلين وآآ التجاذب معهم والتساد هذا كله من العمل بقوله سبحانه وتعالى خذ العفو ولا يعني كون الانسان يعمل بهذه الصفة الا يناصح الناس في الاخلاق الخاطئة والتعاملات السيئة ولهذا قال وامر بالعرف خذها العفو وامر بالعرف اي بالمعروف واذا رأيت خطأ نبه المخطي برفق وبرين وبكلمة طيبة وبمناصحة ودلالة على الخير ولا يقف الانسان متكاذبا مع الناس متشادا معهم متخاصما واياهم فان مثل هذه المسالك هي التي توجد الشحناء وتوجد العداوات والبغضاء لكن اذا مضى الانسان بهذه الطريقة فلما من هنا وايضا انتفع الناس به من جهة اخرى فيكون خالط الناس وصبر على اذاهم وفي الوقت نفسه دلهم على الخير وارشدهم اليه ثم ختم جل وعلا الاية بقوله واعرض عن الجاهلين الجاهل اعرض عن جهله لا تقف عند ذهني ولا تماحقه في في جهله لماذا قلت كذا اعرض عنه مثل ما قال القائل واحسن فيما قال. قال ولقد امر على السفيه يسبني فامر ثمة واقول لا يعنيني واقول لا يعنيني كان لو لا يقصدني يقصد شخصا اخر ويعرف انه يقصده لكنه يتجاهل يتجاهل او يعرظ عنه كما امر الله سبحانه وتعالى لكن اذا وقف عند الجاهل وتجاذب هو واياه تولد شرا تولد شرا واسلم طريقه مع آآ الجهلة واهل الجهل ان يعرض الانسان عنهم كما امر الله جل وعلا قال واعلم عن عن الجاهلين فهذه اية من اه الايات التي جمعت اه مجامع الاخلاق في التعامل مع الناس والشاهد من من الاية هو امر الله سبحانه وتعالى ان يأخذ الانسان بالعفو ان يقول بالعفو والعفو عرفنا فضله ومكانته فلما يكون متعاملا مع الناس على هذا الاساس وفي ضوء هذه القاعدة والاصلى العظيم انتفع هو واذهب وسلم ايضا من شرور الناس واذى الجاهلين والتوفيق بيد الله تبارك وتعالى وحده نعم قال رحمه الله حدثنا محمد بن سلام قال اخبرنا محمد بن فضيل بن غزوان عن ليث عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنه ما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا ويسروا ولا تعسروا. واذا غضب احدكم تسكت ثم ختم هذه الترجمة بهذا الحديث حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علموا ويسروا ولا تعسروا وهذا تأصيل مبارك في التعليم وان من يعلم الناس اولا فيه ترغيب في تعليم الناس الخير. علموا هذه دعوة الى آآ الحرص على نفع الناس وتعليم تعليمهم الخير ثم قال يسروا ولا تعسروا وهذا واجب اهل العلم والدعاة الى الله سبحانه وتعالى ان ييسروا على الناس ولا يعسروا عليهم وليس مفهوم التيسير ما يفعله الان بعض الناس من التفلت من احكام الشرع واجبات الدين باب اه بحجة التيسير بل احيانا يترك تترك واجبات بحجة التيسير على الناس. التيسير بالقيام بهذا الدين النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا الدين يسر بهذا الدين ودلالة الناس عليه. لا ان نعطل احكاما من الدين بحجة ان نيسر على الناس بل بعضهم بحجة التيسير اخذ يدعو الى اشياء محرما شرعا ولا تجوز فالشاهد ان التفسير بدعوة الناس الى دين النبي صلى الله عليه وسلم اليس الدين اليس دينه عليه الصلاة والسلام يسر؟ قال ان هذا الدين يسر فالذي يريد ان ييسر على الناس يدلهم على هديه عليه الصلاة والسلام ويرشدهم الى سنته لان هديه وسنته صلوات الله وسلامه عليه هو اليسر فاذا اخرجنا الناس عن نبيه وعن سنته بحجة التيسير كاننا نقول ليس التيسير في هديه وانما فيما ندلهم عليه ونرشدهم اليه التيسير في هديه صلى الله عليه وسلم قال علموا ويسروا ولا تعسروا ثم قال واذا غضب احدكم فليسكت وهذا موضع الشاهد مدى الحديث للترجمة. اذا غضب احدكم اذا استثير وحرك الغضب في في نفسه في موقف او في تعامل ما ترى يقابل هذا الذي اوجد في نفسه الغضب بكلام يقوله وقت غضبه لانه ان قال شيئا وقت غضبه فالغالب انه سيخطئ الغانة انه سيخطئ. لماذا؟ لان الانسان حال الغضب لا يضبط كلامه ويغلق عقله وقد قيل في وصف الغضب وهو من اهم من احسن ما وقفت عليه في وصفه قيل اوله جنون واخره ندم اوله جنون واخره ندم لان الانسان وقت الغضب وفورة الغضب يشبه المجنون بحركاته وفي افعاله والنبي عليه الصلاة والسلام ارشد الغضبان الى ان يسكت يعني وقت الغضب ولا كلمة نهائيا لا تخرج كلمة واحدة امسك عن الكلام. ما دم ما دام الغضب موجود. ولا كلمة امتنع من الكلام تماما قال فليسكت. لماذا؟ لان الكلام الذي سيخرج وقت الغضب غير منضبط. والكلمة اذا خرجت ملكتك اما قبل ان تخرج انت تملكها فلا تخرج كلاما وقت الغضب امسك عن الكلام وقت غضبك واذا سكن والغضب يسكن في حدود دقيقة او دقيقتين او ثلاث ما يأخذ وقتا طويلا فاذا سكن الغظب تكلم بارتياح وانت مطمئن على ما تقول اما اذا تكلم الانسان وقت الغظب فيقول كلاما يسوءه انه قاله ويؤلمه انه قاله. وكم من انسان قال كلاما واعتذر عنه يقول قلت وانا غضبان لانه خالف النبي عليه الصلاة والسلام النبي صلى الله عليه وسلم قال اسكت اذا غضب احدكم فليسكت. فالذي يخالف السنة سنة النبي عليه الصلاة والسلام يجني على نفسه وايضا في حديث اخر قال اذا غضب احدكم يقعد فان سكن غضبه والا فليضطجع والا فليضطجع والشيطان ما يرظيه ذلك ولهذا ايظا جاء ايظا التعوذ بالله من الشيطان والا لو لم يتعود الانسان من الشيطان فانه اذا قعد مطبقا السنة او اضطجع يأتيه الشيطان ويقول له الرجل واقف امامك وتضطجع ولو تجلس وهنا الرجولة وين تجلس لكن اذا فاعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهدى واذا انتهى الغضب يتكلم معه بهدوء وبطمأنينة ونسأل الله عز وجل ان يصلح احوالنا اجمعين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يمن علينا بالاخلاق الفاضلة والاداب الكريمة وان يوفقنا لاتباع سنة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وان يعيذنا جميعا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يأخذ بنواصينا الى الخير وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وان يجعل هذا الذي نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يعيننا على العمل به وان يجعلنا من اهل من اهل العلم النافع والعمل الصالح والتوفيق بيد الله وحده ما شاء لا حول ولا قوة الا بالله وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين