يسر مشروع كبار العلماء بالكويت وبالتعاون مع مؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ان يقدموا لكم هذه المادة الاختيارات الفقهية. في مسائل العبادات والمعاملات. من فتاوى سماحة العلام الامام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله. جمعها ورتبها الشيخ خالد بن سعود بن عامر العجمي كتاب الجنائز. باب زيارة القبور قال الامام العلامة ابن باز رحمه الله زيارة القبور ثلاثة انواع هي النوع الاول مشروع ومطلوب لاجل الدعاء للاموات والترحم عليهم. ولاجل تذكر الموت والاعداد للاخرة النوع الثاني ان تزار للقراءة عندها او للصلاة عندها او للذبح عندها فهذه بدعة ومن وسائل الشرك النوع الثالث ان يزوروها للذبح للميت والتقرب اليه بذلك او لدعاء الميت من دون الله او لطلب المدد منه او الغوث او النصر. فهذا شرك اكبر. نسأل الله العافية فيجب الحذر من هذه الزيارة المبتدعة ولا فرق بين كون المدعو نبيا او صالحا او غيرهما ويدخل في ذلك ما يفعله بعض الجهال عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم من دعائه والاستغاثة به او قبر الحسين او البدوي او الشيخ عبدالقادر الجيلاني او غيرهم لا يجوز لاحد ان يتبرك بالاموات او قبورهم ولا ان يدعوهم من دون الله او يسألهم قضاء حاجة او شفاء مريض او نحو ذلك لان العبادة حق الله وحده ومنه تطلب البركة وهو سبحانه الموصوف بالتبارك كما في قوله سبحانه في سورة الفرقان تبارك الذي نزل الفرقان وقوله سبحانه تبارك الذي بيده الملك ومعنى ذلك انه سبحانه بلغ النهاية في العظمة والبركة اما العبد فهو مبارك بفتح الراء اذا هداه الله واصلحه ونفع به العباد طلب البركة من القبور او الشفاعة منها او الشفاء للمريض فهذا من انواع الشرك الاكبر فاذا قال يا سيدي فلان اشفع لي الى الله او يقول للميت انصرني او اشف مريضي ونحو ذلك هذا لا يجوز. حديث من زار اهل بيتي بعد وفاتي كتبت له سبعون حجة هذا باطل ومكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له اصل وليست الزيارة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو افضل الجميع تعدل حجه الزيارة لها حالها وفضلها. لكن لا تعدل حجة فكيف بزيارة غيره عليه الصلاة والسلام؟ ان كانت القبور للكفار فان زيارتها للعظة والذكرى من دون ان يدعو لهم كما زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر امه. ونهاه ربه سبحانه ان يستغفر لها. حديث اذا تحيرتم في الامور فاستعينوا باهل القبور من الاحاديث المكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم كما نبه على ذلك غير واحد من اهل العلم منهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليه. حيث قال في مجموع الفتاوى بعد ذكره ما نصه هذا الحديث كذب مفتر على النبي صلى الله عليه وسلم. باجماع العارفين بحديثه لم يروه احد من العلماء بذلك ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتمدة انتهى وهذا المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مضاد لما جاء به الكتاب والسنة من وجوب اخلاص العبادة لله وحده وتحريم الاشراك به ولا ريب ان دعاء الاموات والاستغاثة بهم والفزع اليهم في النائبات والكروب من اعظم الشرك بالله عز وجل كما ان دعاءهم في الرخاء شرك بالله سبحانه قول القائل اسأل الله بحق اوليائه او بجاه اوليائه او بحق النبي او بجاه النبي. هذا فليس من الشرك لكنه بدعة عند جمهور اهل العلم. ومن وسائل الشرك لان الدعاء عبادة وكيفيته من الامور التوقيفية ولم يثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم ما يدل على شرعية او اباحة التوسل بحق او بجاه احد من الخلق فلا يجوز للمسلم ان يحدث توسلا لم يشرعه الله سبحانه التوسل المشروع هو التوسل باسماء الله وصفاته. وبتوحيده وبالاعمال الصالحات نهى صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور في اول الامر لما كان الناس حديثي عهد بالجاهلية والكفر وقد كانوا اعتادوا الغلو في الموتى ودعاءهم والاستغاثة بهم فمنعهم صلى الله عليه وسلم عن الزيارة لئلا يبقى في قلوبهم تعلق بالشرك بالله عز وجل. ولان لا تقع منه اشياء لا ترضي الله لانهم حدثاء عهد بعبادة القبور وتعظيمها ولما استقر التوحيد في قلوب المسلمين وعرفوا معنى الشهادتين وعرفوا شريعة الله اذن لهم بزيارة القبور بعد ذلك لما فيها من المصلحة والتذكر للاخرة. ولقاء الله، عز وجل والزهد في الدنيا والاستعداد للموت وان ما اصاب هؤلاء الموتى سيصيبك مع ما فيها من الاحسان الى الموتى بالدعاء والاستغفار لهم الايقاظ عند الموتى في المقابر هذا لا اصل له وما جاء فيه من الاخبار فهو موضوع لا اساس له. الجلوس عند القبر والتهاليل واكل الطعام تمسح بالقبر والدعاء عند القبر والصلاة عنده كل هذا منكر وكله بدعة لا يجوز القبر لا يفتح الا لحاجة كان ينسى العمال ادواتهم كالمسحاة فيفتح لاجل ذلك او يسقط لاحدهم شيء له اهمية فيفتح القبر لذلك. لا يجوز للنساء زيارة القبور لان الرسول صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور واخذ العلماء من ذلك ان الزيارة للنساء محرمة لان اللعن لا يكون الا على محرم بل يدل على انه من الكبائر فالصواب ان الزيارة من النساء للقبور محرمة لا مكروهة فقط. وقول بعض الفقهاء انه استثني من منع النساء من زيارة القبور قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما. قول بلا دليل والصواب ان المنع يعم الجميع. شد الرحال من بعيد لاجل الزيارة فقط هذا لا يجوز على الصحيح من قولي العلماء. السفر لزيارة القبور ما يجوز لكن تزار بدون سفر يزور القبور في بلده. كانت الزيارة اولا منهيا عنها للجميع ثم رخص فيها للجميع ثم خصت النساء بالمنع فعلى هذا يكون تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة اداب الزيارة كان ذلك في وقت شرعية الزيارة للجميع. قول النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله واصبري للمرأة التي رآها تبكي عند القبر لعل هذا كان في وقت الاذن العام منه صلى الله عليه وسلم للرجال والنساء في الزيارة لان احاديث النهي عن الزيارة للنساء محكمة ناسخة لما قبلها. الذي يظهر لي انه لا ينبغي للمرأة اذا مرت بسور المقبرة ان تسلم لانه وسيلة الى الزيارة. وقد يعد زيارة فالواجب ترك ذلك وتدعو لهم من غير زيارة الافضل للمسلم ان يسلم حتى ولو كان مارا بجوار سور المقبرة ولكن قصد الزيارة افضل واكمل. يشرع لك كلما مررت على القبور ان تسلم على اصحابها وتدعو لهم بالمغفرة والعافية وليس ذلك واجبا وانما هو مستحب وفيه اجر عظيم وان مررت ولم تسلم فلا حرج يكفي السلام على الموتى في اول المقبرة مرة واحدة وتحصل به الزيارة وان كانت القبور متباعدة فزارها من جميع جهاتها فلا بأس. جاء في بعض الاحاديث اذا كان يعرفه في الدنيا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام ولكن في اسناده نظر وقد صححه ابن عبدالبر، رحمه الله لا اعلم في الشرع ما يدل على ان الموتى يعلمون باعمال اقاربهم من الاحياء. لا اصل لتخصيص يوم الجمعة عيدين لزيارة المقابر والمشروع ان تزار القبور في اي وقت تيسر للزائر من ليل او نهار اما التخصيص بيوم معين او ليلة معينة فبدعة لا اصل لها حديث اذا مررتم بقبر كافر فبشروه بالنار لا اعرف له طرقا صحيحة جاء في بعض الاحاديث انه صلى الله عليه وسلم رفع يديه لما زار القبور ودعا لاهلها وقد ثبت ذلك من حديث عائشة رضي الله عنها انه صلى الله عليه وسلم زار القبور ودعا لهم ورفع يديه اخرجه مسلم في صحيحه وقف صلى الله عليه وسلم على القبر بعد الدفن وقال استغفروا لاخيكم واسألوا له التثبيت فانه الان يسأل ولم يقل استقبلوا القبلة فكله جائز سواء استقبل القبلة او استقبل القبر والصحابة رضي الله عنهم دعوا للميت وهم مجتمعون حول القبر لا بأس ان يقف عند القبر او يجلس من اجل الدعاء للميت. ليس فيه مانع اذا دعا واحد وامن السامعون فلا بأس اذا لم يكن ذلك مقصودا وانما سمعوا بعضهم يدعو فامن الباقون ولا يسمى مثل هذا جماعيا. لكونه لم يقصد. الاستشهاد بقصص اهوال القبور تركه اولى لعدم العلم بصحتها ويكفي ما جاء في الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم المهم حث الناس على الطاعة والتحذير من المعاصي. كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة اما الحكايات التي قد تثبت او لا تثبت فتترك. من سمع ميتا يشكو في قبره من حقوق عليه وتأكد له ذلك فعليه ان يبلغ اهله او اذا رآه في المنام وتأكد من ذلك فعليه ان يبلغ اهله بذلك وهذه من العبر التي يريها الله بعض عباده في الارض ليعتبروا فاذا وجد ذلك فلينظر اهله اذا كانت عليه حقوق ثابتة فتؤدى. وليتصدقوا عنه ويدعوا له وقد ذكر ابن رجب في كتابه في احوال القبور شيئا من ذلك في تعذيبهم من هذا النمط وذكر من فتح قبره لبعض الاسباب فوجدوا صاحبه يلتهب نارا. نسأل الله السلامة الاختيارات الفقهية