يسر مشروع كبار العلماء بالكويت وبالتعاون مع مؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ان يقدموا لكم هذه المادة الاختيارات الفقهية. في مسائل العبادات والمعاملات. من فتاوى سماحة العلام الامام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله. جمعها ورتبها الشيخ خالد بن سعود بن عامر العجمي كتاب الجنائز. باب تعزية اهل الميت قال الامام العلامة ابن باز رحمه الله اذا حضر المسلم وعزى اهل الميت فذلك مستحب لما فيه من الجبر لهم والتعزية واذا شرب عندهم فنجان قهوة او شاي او تطيب فلا بأس. كعادة الناس مع زوارهم السنة زيارة اهل الميت لعزائهم واذا كان عندهم منكر ينكر عليهم ويبين لهم فيجمع المعزي بين المصلحتين يعزيهم وينكر عليهم وينصحهم. اذا اجتمعوا وقرأ واحد منهم عند اجتماعهم كقراءة الفاتحة وغيرها فلا بأس وليس في ذلك منكر فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اجتمع مع اصحابه يقرأ القرآن فاذا اجتمعوا في مجلسهم للمعزين وقرأ واحد منهم او بعضهم شيئا من القرآن فهو خير من سكوتهم. اما اذا كان هناك بدع غير هذا كأن يصنع اهل الميت طعاما للناس. فيعلمون وينصحون بترك ذلك فعلى المعزي اذا رأى منكرا ان يقوم بالنصح. ان نزل باهل الميت ضيوف زمن العزاء فلا بأس ان يصنعوا لهم الطعام من اجل الضيافة كما انه لا حرج على اهل الميت ان يدعوا من شاؤوا من الجيران والاقارب ليتناولوا معهم ما اهدي لهم من الطعام رفع المعزي يديه وقراءة القرآن قبل الدخول والسلام. هذا بدعة وليس له اصل. لا اعلم بأسا في حق من نزلت به مصيبة بموت قريبه او زوجته ونحو ذلك ان يستقبل المعزين في بيته في الوقت المناسب لان التعزية سنة واستقبال المعزين مما يعينهم على اداء السنة واذا اكرمهم بالقهوة او الشاي او الطيب فكل ذلك حسن. اما الجلوس للعزاء فلا اصل له في الشرع لكن اذا جلس جلوس العادة في بيته وزاره الاخوان يعزونه في الجلوس المعتاد بعد المغرب بعد الظهر بعد الضحى الجلوس المعتاد لا بأس من غير ان يصنع وليمة ولكن يجلس جلوس العادة يأتيه اخوانه ويسلمون عليه ويعزونه. لا حرج في هذا ولو بعد ثلاث ولو عزوه بعد شهر. اخراج اهل الميت بعيدا عن القبور ووضعهم في صف حتى تتم معرفتهم وتعزيتهم بنظام ولا تهان القبور لا اعلم في هذا بأسا لما فيه من التيسير على الحاضرين لتعزيتهم. الافضل في التعزية وعند اللقاء المصافحة الا اذا كان المعزي او الملاقي قد قدم من سفر في شرع مع المصافحة المعانقة لا بأس بالتعزية بل تستحب وان كان الفقيد عاصيا بانتحار او غيره كما تستحب لاسرة من قتل قصاصا او حدا كالزاني المحصن وهكذا من شرب المسكر حتى مات بسبب ذلك لا مانع من تعزية اهله فيه ولا مانع من الدعاء له ولامثاله من العصاة بالمغفرة والرحمة ويغسل ويصلى عليه لكن لا يصلي عليه اعيان المسلمين مثل السلطان والقاضي ونحو ذلك بل يصلي عليه بعض الناس من باب الزجر عن عمله السيء. لا نعلم بأسا في السفر من اجل العزاء لقريب او صديق لما في ذلك من الجبر والمواساة وتخفيف الام المصيبة. لا بأس في العزاء قبل الدفن وبعده وكلما كان اقرب من وقت المصيبة كان اكمل في تخفيف الامها العزاء ليس له ايام محددة بل يشرع من حين خروج الروح قبل الصلاة على الميت وبعدها وليس لغايته حد في الشرع المطهر سواء كان ذلك ليلا او نهارا وسواء كان ذلك في البيت او في الطريق او في المسجد او في المقبرة او في غير ذلك من الاماكن تعزية سنة. يعزي المسلم اخاه بما تيسر من الالفاظ المناسبة. مثل ان يقول احسن الله عزاءك وجبر مصيبتك وغفر لميتك اذا كان الميت مسلما اما اذا كان الميت كافرا فلا يدعى له وانما يعزى اقاربه المسلمون بنحو الكلمات المذكورة التعزية بقوله البقية في حياتك او شد حيلك لا اعلم لهما اصلا تجمع الناس عند بيت المتوفى خارج المنزل ووضع بعض المصابيح الكهربائية كالتي في الافراح هذا العمل ليس مطابقا للسنة. ولا نعلم له اصلا في الشرع المطهر وانما السنة التعزية لاهل المصاب من غير كيفية معينة ولا اجتماع معين كهذا الاجتماع اذا جلس اهل الميت ثلاثة ايام حتى يعزيهم الناس. فلا حرج ان شاء الله حتى لا يتعب الناس لكن من دون ان يصنعوا للناس وليمة الاجتماع في بيت الميت للاكل والشرب وقراءة القرآن بدعة. قول جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه كنا نعد الاجتماع الى اهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة اخرجه الامام احمد وابن ماجة باسناد صحيح لم يكن من عمل النبي صلى الله عليه وسلم. ولا من عمل الصحابة رضي الله عنهم انهم اذا مات الميت يقرأون له القرآن او يقرؤون عليه القرآن. او يذبحون الذبائح او يقيمون والاطعمة والحفلات كل هذا بدعة فالواجب الحذر من ذلك وتحذير الناس منه وعلى العلماء بوجه اخص ان ينهوا الناس عما حرم الله عليهم وان يأخذوا على ايدي الجهلة والسفهاء حتى يستقيموا على الطريق السوي الذي شرعه الله لعباده وبذلك تصلح الاحوال والمجتمعات ويظهر حكم الاسلام وتخفى امور الجاهلية وانما المشروع ان يصنع لاهل الميت طعام يبعث اليهم من جيرانهم او اقاربهم لان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء نعي جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه قال لاهله اصنعوا لال جعفر طعاما فقد اتاهم ما يشغلهم اخرجه الامام احمد واهل السنن باسناد صحيح. الميت يعذب في قبره بما يناح عليه كما صحت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيجب الحذر من ذلك اما البكاء فلا بأس به اذا كان بدمع العين فقط بدون نياحة اذا بعث لاهل الميت غداء او عشاء فاجتمع عليه الناس في بيت الميت فليس ذلك من النياحة لانهم لم يصنعوه وانما صنع ذلك لهم ولا بأس ان يدعو من يأكل معهم من الطعام الذي بعث لهم. لانه قد يكون كثيرا يزيد على حاجتهم بعث الذبائح لاهل الميت هذا خلاف السنة لانه اتعاب لهم بذبحها وطبخها فينبغي عدم فعل ذلك لانه خلاف السنة اعطاء اهل الميت نقودا هذا غير مشروع الا اذا كانوا فقراء ومحتاجين فهؤلاء لا يعطون وقت العزاء ولكن في وقت اخر من اجل فقرهم وحاجتهم الوصية باقامة الولائم بعد الموت بدعة. ومن عمل الجاهلية وهكذا عمل اهل الميت للولائم المذكورة ولو بدون وصية منكر لا يجوز. لا يجوز الاحتفال عند موت احد من الناس وليس لاهل الميت ان يقيموا احتفالا. ولا يذبحوا ذبائح ويصنعوا طعاما للناس كل هذا من البدع ومن اعمال الجاهلية جلوس اهل الميت او غيرهم يوما او اكثر لقراءة القرآن. واهداءه الى الميت بدعة لا اصل لها في الشرع المطهر الذكرى التي تقام للميت في اليوم الثالث من وضعه في القبر ابتدعها من جهل الاسلام وما يجب عليهم نحوه من المحافظة على اصوله وفروعه وليس لديهم وازع ديني سليم بل مشرب بتقاليد اهل الضلال فهو بدعة مستحدثة في الاسلام فكانت مردودة شرعا الاصل في الذكرى الاربعينية انها عادة فرعونية كانت لدى الفراعنة قبل الاسلام ثم انتشرت عنهم وسرت في غيرهم وهي بدعة من كرة لا اصل لها في الاسلام. تأبين الميت ورثاؤه على الطريقة الموجودة اليوم من الاجتماع لذلك والغلو في الثناء عليه. لا يجوز لما رواه احمد وابن ماجة وصححه الحاكم من حديث عبدالله بن ابي اوفى قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المراثي لما في ذكر اوصاف الميت من الفخر غالبا وتجديد اللوعة وتهييج الحزن الاختيارات الفقهية