المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة بدون عنوان. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وكفى واصلي واسلم على نبيه المصطفى. الحمدلله الباقي وكل من عليها فان الحمد لله حمدا كثيرا على كل حال. الحمد لله على قضائه وقدره خيره وشره وحلوه ومره سبحان من هو كل يوم في شأن. سبحان من يرث الارض ومن عليها واليه يرجعون. كل نفس ذائقة وانما توفون اجوركم يوم القيامة. فمن زحزح عن النار وادخل الجنة. فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. سبحان من جعل هذه الدار دار سعي وجد. وصفاء واكدار ولم يجعلها دار بقاء ولا موضع استقرار. جعلها دار ممر ولم يجعلها دار مستقر. فيا سعادة من عرف فزرع فيها الخير والاعمال الصالحة. ويا خسارة من اثر دنياه على اخراه. واتبع هواه وكان امره فرطا احيانا من جعل الموت غاية كل مخلوق. ونهاية كل عبد. كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام لو نجا من الموت ناج لعزته او سلم منه سالم لشرفه لكان اولى الناس بذلك واحقهم به رسول رب العالمين امين ولخلد فيها الصفوة من الانبياء والمرسلين. قال تعالى وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد. افان التفهم الخالدون. وقال تعالى والله تعالى يبتلي عباده بالمصائب ليبلوهم ايهم احسن عملا. واي اجمل صبرا وايهم اعظم رضا بقضاء الله وقدره والتسليم لامره. بشر الصابرين على المصائب بالصلاة الرحمة والهدى ووعدهم ان يوفيهم اجرهم بغير عد ولا احصاء. وقال صلى الله عليه وسلم ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول ما امر الله انا لله وانا اليه راجعون. اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها. الا اجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها. هذا جلالة الملك المعظم قد اختار الله له ما عنده انتقل الى رحمة الله التي وسعت كل شيء. سبيله جميع المؤمنين. وطريقه طريق الخلق اجمعين. ذهب شخصه الكريم وما ذهبت اوصافه الجميلة وافعاله. ومضى بنفسه وبقيت مشاريعه الطيبة واعماله. قد علم القريب والبعيد ما فوفقه الله له في حياته من الاعمال الصالحة والمآثر الجليلة والاثار الخالدة. وقد عرفوا ما له من النفع العميم اجرى على يديه من الخير الجسيم. كانت حياته زاهرة بالبركات. وايامه مثمرة للمنافع والخيرات. وكان له الحنو على الرعايا والمستضعفين وكانت له الايادي والشفقة على جميع المسلمين. عاش ولله الحمد حميدا وانتقل بحوله الى ربه سعيدا. له علينا وعليكم من الحق ان ندعو له بقلوب حاضرة. وافئدة صادقة ونيات مخلصة خالصة. فنسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يتغمده برحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته وان يتجاوز عن سيئاته ويرفع له مع ائمة الهدى درجاته. ويجعل ضيافته عند قدومه عليه العفو الغفران والرحمة والكرم والرضوان. واحسن الله لجميع المسلمين فيه العزاء. وجبر الله مصيبتهم فيه بالتوفيق والهدى وعوضهم عنه بصلاح انجاله والتوفيق والتسديد لذريته واله. واقام الله بهم الدنيا والدين. واسبغ الخير على المسلمين ونشر بهم العدل على العالمين ويسرهم لليسرى وجنبهم العسرى. والف بين قلوبهم وجعل مستمسكين بالعروة الوثقى لا سيما الملك المعظم ولي عهده والخليفة من بعده حفظه الله وحرسه وحماه واعانه على مهماته العظيمة وسدد خطاه وجعله مباركا موفقا لما يحبه ويرضاه. واصلح الله به قال المسلمين والف بين قلوبهم وجمع بين شملهم. ولطف الله بهم اخرا كما لطف بهم اولا. واتم عليهم نعم ودفع عنهم المكاره والنقم انه جواد الرؤوف الرحيم. وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم يوم الثلاثاء صباحا الساعة الثالثة في الثالث من شهر ثلاثة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة والف من الهجرة هجرة