الحديث الرابع عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه رواه احمد وهو حديث صحيح هذا الحديث يبين ان استقامة اللسان من خصال الايمان وفي موضوعنا الحديث يبين اثر استقامة القلب على الايمان واثر الاعمال القلبية على الايمان وان نقص الايمان ينتج عنه نقص الاستقامة وان تأثير اللسان على القلب حال استقامته او فساده واضح اثر استقامة اللسان على استقامة القلب يعني من جاهد لسانه في الله حتى لا يخرج من هذا اللسان الاخير ولا يخرج شر فان قلبه يستقيم فالقلب وان كان ملك الجوارح الا انه ان لم يضبط رعيته لا يستقيم حاله هو هو القلب نفسه لابد ان يضبط رعيته اذا ما ظبط رعيته تركها سايبة هو نفسه يفسد لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ففيها ان اعظم ما يراعى في الاستقامة بعد استقامة القلب استقامة اللسان لانه ترجمان القلب والمعبر عنه والمغرفة لما فيه ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم باستقامة القلب ووصى باستقامة اللسان العلاقة واضحة لمن تأملها لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه لا يستقيم الايمان حتى يصلح القلب ويمتلئ بمحبة الله ومحبة طاعته وكره معصيته فلا صلاح للقلوب حتى يستقر فيها العلم بالله واسمائه وصفاته وعظمته ومحبته وخشيته والخوف منه ورجاءه ورجاء ما عنده والتوكل عليه هذه حقيقة التوحيد فلا صلاح للقلوب الا بامتلائها من هذا وبهذا وقوله ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه هذا بيان فيه بيان ان اللسان اذا اعوج ولم يستقم اثر ذلك في استقامة القلب ثم تظهر الاثار على الجوارح ويكون الخذلان والمسألة وصلت الى درجة مدهشة جاء بها حديث عجيب عجيب في محتواه عجيب الحديث هذا ما هو حديث ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اصبح ابن ادم هذا كل صباح يحدث يوميا ونحن ربما لا نشعر اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان هذا نص الحديث اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان ما معنى تكفر اللسان فسر في الحديث فتقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا رواه الترمذي وحسنه الالباني حديث عجيب مرة اخرى اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا معناها ان الاعضاء تتذلل وتخضع للسان وتتوسل اليه هذا معناه طبعا نحن نصبح ما نحس ما نحس انت تحس آآ يعني آآ ما من صباح يوم الا وملكان يقولان اللهم اعطي ممسكا تلف واعطي منفقا خلفا ما تسمعوا لكن هو حق واقع ما من صباح يوم الا وكل فرس عربي يقول هذي اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فانما نحن بك شف الاعضاء تعظ اللسان كل يوم صباحا كل يوم صباحا بالوحي بنص الحديث الاعضاء تفزع الى اللسان وتتذلل اليه وتسأله وتتوسل تقول اتق الله فينا موعظة اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا قال ابن القيم رحمه الله وانما خضعت للسان يعني الجوارح لانه بريد القلب عرفتو الحين القلب الملك تمام ولسان الوزير قال ابن القيم وانما خضعت للسان لانه بريد القلب وترجمانه والواسط بينه وبين الاعضاء وقولها انما نحن بك اي نجاتنا بك وهلاكنا بك ولهذا قالت فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا الفوائد لابن القيم ومما كانت الحكماء قالت لسان المرء من تبع الفؤاد وقد يتورع كثيرون عن الزنا وعن شرب الخمر وعن السرقة وعن غيرها من الكبائر ولا يتورعون عن افات اللسان لا سيما الغيبة واخواتها ولذلك قال السلف اشد الورع في اللسان اصعب الورع ورع اللسان قال ابن القيم رحمه الله ومن العجب ان الانسان يهون عليه يهون عليه التحفظ والاحتراز من اكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك يعني هذي تكون سهلة عليه بعض الناس سهلة عليه ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه حتى ترى الرجل يقول ابن القيم يشار اليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا يزل بالكلمة الواحدة منها ابعد مما بين المشرق والمغرب وكم ترى من رجل يقول القيم متورع من الفواحش والظلم ولسانه يفري في اعراض الاحياء والاموات ولا يبالي ما يقول الداء والدواء ولذلك ابن ابن مبارك رحمه الله لما سئل اي الورع اشد قال اللسان اذا الارتباط الواضح بين استقامة اللسان واستقامة القلب ومن فوائد هذا الحديث معنا في الاربعون في اصلاح القلوب ان من اراد المحافظة على صلاح قلبه فلابد ان يصلح لسانه من اراد اصلاح قلبه فلابد ان يضبط لسانه من اراد استقامة قلبه فلا بد من ورع لسانه ان يملك لسانه للعلاقة الواضحة في هذا