المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره الاصل الثاني الايمان بنبوة جميع الانبياء عموما ونبوة محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم خصوصا الشرح قوله رحمه الله الاصل الثاني اي الاصل الثاني من اصول العقائد الدينية الايمان بنبوة جميع الانبياء عموما لقوله تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون نون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله ايه وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حديث جبريل حين سأله عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره فمن كفر بواحد من الانبياء فهو كافر بهم جميعا وقوله رحمه الله ونبوة محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم خصوصا لانه خاتم النبيين ورسالته عامة لجميع الناس قال تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم وقوله تعالى ما كان محمد احد من رجالكم وذاكر رسول الله وذاكر رسول الله وخاتم النبيين قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وهذا الاصل مبناه على ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد اختصهم الله بوحيه ارسال وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه ودينه الشرح ثم شرع المؤلف رحمه الله في بيان ما يتضمنه الايمان بالرسل فقال وهذا الاصل مبناه على ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد اختصهم الله بوحيه وارساله هذا هو الامر الاول ودليله قوله تعالى الله يصطفي منه ومن الناس فهذا دليل الاختصاص بالنبوة والرسالة ودليل الاحياء والارسال قوله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدين الى صراط مستقيم وقوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح كما اوحينا الى نوح من بعده واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون سليمان واتينا داوود زبورا وقوله رحمه الله وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ دينه هذا هو الامر الثاني فيما يجب نحو الايمان بانبياء الله ورسله فانهم واسطة بين الله وبين خلقه فلم يكن لهم من صفات الربوبية والالوهية شيء قال الله تعالى لنبيه قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ان انا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون فلا يجوز للعبد ان يتوجه بشيء من انواع العبادة لغير الله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وان الله ايده بالبراهين الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به وانهم اكمل الخلق علما وعملا واصدقهم وابرهم واكملهم اخلاقا واعمالا الشرح قوله رحمه الله وان الله ايدهم بالبراهين الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به ايوة مما يجب الايمان به نحو انبياء الله ورسله ان الله سبحانه وتعالى ايده بالبراهين وهي الادلة والعلامات المستلزمة لصدقهم قال شيخ الاسلام رحمه الله الايات والبراهين دالة على صدق الرسل وانهم لا يقولون على الله الا الحق وانهم معصومون فيما يبلغونه عن الله من الخبر والطلب لا يجوز ان يستقر في خبرهم عن الله شيء من الخطأ كما اتفق على ذلك جميع المقرين بالرسل من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم فوجب ان جميع ما يخبر الرسول عن الله صدق وحق لا يجوز ان يكون في ذلك شيء مناقض لدليل عقلي ولا سمعي فمتى علم المؤمن بالرسول انه اخبر بشيء من ذلك جزم جزما قاطعا انه حق وانه لا يجوز ان يكون في الباطن بخلاف ما اخبر به وانه يمنع ان يعارضه دليل قطعي لا عقلي ولا سمعي وان كل ما ظن انه عارضه من ذلك فانما هو بحجج داحضة وشبه من جنس شبه السوف اسطائية الى اخر ما قاله رحمه الله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وان الله خصهم بخصائص وفضائل لا يلحقهم بها احد وان الله برأهم من كل خلق رذيل الشرح قوله رحمه الله وان الله خصهم بخصائص وفضائل الى اخره ايوة من جملة ما يجب الايمان به نحو انبياء الله ورسله ان الله خصهم بخصائص وفضائل ليست مما تكون لغيرهم يعلمون ان الله لم يخلق مثلها لغير الانبياء كما ذكرنا سابقا في ذكر بعض المعجزات التي ايد الله بها انبياءه ورسله وقوله رحمه الله لا يلحقهم بها احد كمن يدعي النبوة او السحرة والمشعوذين فان لهم خوارق للعادة ولكن لا يمكن باي حال ان تصل الى خوارق الانبياء فان خوارق السحرة والمشعوذين ومدعي النبوة مبناها على الفسق والكذب والظلم والشرك والكفر والفواحش ولذا كانت خوارقهم يمكن ابطالها ومعارضتها بخلاف ما اختص الله به الانبياء فان خوارقهم لا يمكن غيرهم ان يعارضها ولا يمكن ابطالها لا من جنسهم ولا من غير جنسهم فان الانبياء يصدق بعضهم بعضا قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وانهم معصومون فيما يبلغون عن الله تعالى وانه لا يستقر في خبرهم الا الحق والصواب الشرح اشتمل كلام المؤلف رحمه الله على امرين يجب الايمان بهما في حق انبياء الله ورسله الاول انهم معصومون فيما يبلغونه عن الله تعالى وهذا باجماع العلماء قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فرسله صادقون فيما يقولون فكل ما يخبرون به عن الله وعن غيره من مخلوقاته فهم صادقون فيه لا يكذبون ابدا ولهذا اجمع العلماء على ان الرسل عليهم الصلاة والسلام معصومون عن الكذب الثاني ان الرسل لا يستقر في خبرهم الا الحق والصواب وذلك لانه من وحي الله سبحانه وتعالى لهم فمن طعن في خبرهم فقد طعن في الوحي قال الله تعالى في حق نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وقد ذكرنا طرفا من كلام شيخ الاسلام عند كلام المؤلف رحمه الله وان الله ايدهم بالبراهين الى اخره فليراجع قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وانه يجب الايمان بهم وبكل ما اوتوه من الله ومحبتهم وتعظيمهم وان هذه الامور ثابتة لنبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم على اكمل الوجوه الشرح قوله رحمه الله وانه يجب الايمان بهم وبكل ما اوتوه من الله ومحبتهم وتعظيمهم هذا ايضا اصل من اصول الايمان بانبياء الله ورسله فكما انه يجب الايمان بهم يجب الايمان بما اتاهم الله وكذلك محبتهم وتعظيمهم والثناء عليهم بما يليق بهم لانهم رسل الله تعالى ولانهم قاموا بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده فاخرجوا الناس من ظلمات الكفر والشرك الى نور التوحيد والاخلاص وقوله رحمه الله وان هذه الامور ثابتة لنبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم على اكمل وجه اي المحبة والتعظيم والتوقير والثناء وغيرها من الامور الجميلة ثابتة في حق النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذلك لانه خاتم الانبياء ورسول رب العالمين للناس كافة ولذا استحق ان يكون خليل الرحمن قال الله تعالى شاهدا ومبشرا ونذير لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الايات يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم انا ارسلناك شاهدا. اي على الخلق ومبشرا اي للمؤمنين ونذيرا اي للكافرين وقد تقدم تفسيرها في سورة الاحزاب لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروا قال ابن عباس رضي الله عنهما وغير واحد وتعظموه وتوقروه من التوقير وهو الاحترام والاجلال والاعظام انتهى المراد من تفسيره رحمه الله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وانه يجب معرفة جميع ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا والايمان بذلك والتزام طاعته في كل شيء بتصديق خبره وامتثال امره واجتناب نهيه الشرح قوله رحمه الله وانه يجب معرفة جميع ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا والايمان بذلك لك اما الايمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فلا خلاف في وجوب الايمان به اما معرفة جميع ما جاء به الرسول فهو يختلف باختلاف الاشخاص منهم من يكون في حقه واجبا كالعلماء ومنهم من لا يكون في حقه واجبا كمن دونهم ولذا قال شيخ الاسلام رحمه الله ويجب على كل احد ان يؤمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ايمانا مجملا ولا ريب ان معرفة ما جاء به من التفصيل فرض كفاية فاذا دخل في تبليغ ما بعث الله به الرسول ودخل في تدبر القرآن وعلم الكتاب والحكمة وحفظ الذكر والدعاء الى الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعاء الى سبيل الرب بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن ونحو ذلك مما اوجبه الله على المؤمنين فهو واجب على الكفاية منهم واما ما وجب على اعيانهم فهو يتنوع بتنوع قدرهم وحاجتهم ومعرفتهم وما امر به اعيانهم ولا يجب على العاجز عن سماع بعض العلم او فهم دقيقه ما يجب على القادر على ذلك ويجب على من سمع النصوص وفهمها من علم التفصيل ما لا يجب على من لم يسمعها ويجب على المفتي والمحدث والمجادل ما لا يجب على من ليس كذلك وقوله رحمه الله والتزام طاعته الى اخره هذا هو معنى شهادة ان محمدا رسول الله فلا تتم هذه الشهادة الا بذلك قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ومن ذلك انه خاتم النبيين قد نسخت شريعته جميع الشرائع وان نبوته وشريعته باقية الى قيام الساعة فلا نبي بعده ولا شريعة غير شريعته في اصول الدين وفروعه الشرح قوله رحمه الله ومن ذلك انه خاتم النبيين كما قال تعالى ما كان محمد ابى احد من رجالكم مناكر رسول الله وخاتم النبي وقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانا خاتم النبيين وقوله رحمه الله قد نسخت شريعته جميع الشرائع كما قال تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه قال ابن سعدي رحمه الله في تفسيرها قوله تعالى وانزلنا اليك الكتاب الذي هو القرآن العظيم افضل الكتب واجلها بالحق اي انزالا بالحق ومشتملا على الحق في اخباره ونواهيه واوامره مصدقا لما بين يديه من الكتاب لانه شهد لها ووافقها وطابقت اخباره اخبارها وشرائعه الكبار شرائعها واخبرت به فصار وجوده مصادقا لخبرها ومهيمنا عليه اي مشتملا على ما اشتملت عليه الكتب السابقة وزيادة في المطالب الالهية والاخلاق النفسية وقوله رحمه الله وان نبوته وشريعته باقية الى قيام الساعة فلا نبي بعده ولا شريعة بعد شريعته في اصول الدين وفروعه هذا حق لا شك فيه فان مقتضى كونه خاتم النبيين يستلزم انه لا نبي بعده ولا شريعة بعد شريعته قال ابن القيم رحمه الله وكما ان محمدا صلى الله عليه وعلى اله وسلم عام الرسالة الى كل مكلف فرسالته عامة في كل شيء من الدين اصوله وفروعه دقيقه وجليله فكما لا يخرج احد عن رسالته فكذلك لا يخرج حكم تحتاج اليه الامة عنها وعن بيانه لها قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويدخل في الايمان بالرسل الايمان بالكتب والايمان بمحمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقتضي الايمان بكل ما جاء به من الكتاب والسنة الفاظها ومعانيها فلا يتم الايمان به الا بذلك الشرح ثم شرع المؤلف رحمه الله ببيان اصل من اصول الايمان الستة وهو الايمان بالكتب فقال رحمه الله ويدخل في الايمان بالرسل الايمان بالكتب وووجه دخول الايمان بالكتب في الايمان بالرسل انه متى امن العبد بالرسل فان الايمان بهم يقتضي الايمان بما جاءوا به من الكتب التي انزلها الله عليهم ومعنى الايمان بالكتب هو التصديق الجازم بانها كلها من عند الله عز وجل انزلها على رسله الى عباده بالحق المبين والهدى المستبين وانها كلام الله عز وجل لا كلام غيره وان الله تعالى تكلم بها حقيقة كما شاء على الوجه الذي اراد ومن الايمان بها ايضا الايمان بكل ما فيها من الشرائع وانه كان واجبا على الامم الذين نزلت اليهم الصحف الاولى الانقياد لها والحكم بما فيها وقوله رحمه الله فالايمان بمحمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقتضي الايمان بكل ما جاء به الى اخره اما الايمان بالكتاب فلم يختلف فيه احد اما السنة فقد خالف في الايمان بها من انحرف عن الطريق المستقيم طريق الذين انعم الله عليهم فقد جاءت نصوص الكتاب والسنة في بيان امر وجوب الايمان بها ولذا قال حسان بن عطية كان جبريل ينزل بالقرآن والسنة على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ويعلمه اياها كما يعلمه القرآن قال الله تعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وقال واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة وقال فليحذر الذين يخالفون عن امره. انتم اصيبهم فتنة قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وكل من كان اعظم علما بذلك وتصديقا واعترافا وعملا كان اكمل ايمانا الشرح قوله رحمه الله وكل من كان اعظم علما بذلك اي بالكتاب والسنة وتصديقا اي التصديق المتضمن لاعمال القلوب واعمال البدن واعترافا اي الاعتراف التام بجميع ما امر الله ورسوله بالايمان به وعملا اي عمل القلب واللسان والجوارح كان اكمل ايمانا وذلك لانه استكمل كل شيء فلم يبق الا وصفه بذلك اي اكمل الناس ايمانا قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره والايمان بالملائكة والقدر داخل في هذا الاصل العظيم الشرح قوله رحمه الله والايمان بالملائكة والقدر داخل في هذا الاصل العظيم ايوة يدخل في الايمان بالرسل صلوات الله وسلامه عليهم الايمان بالملائكة لانهم اخبروا بوجودهم ودعوا الناس للايمان بهم فهم عباد الله المكرمون والسفرة بينه تعالى وبين رسله عليه الصلاة والسلام والايمان بهم احد اركان الايمان الستة فمن كفر بهم او كفر بواحد منهم فقد كفر بالله ورسله قال الله تعالى ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله توليه واليوم الاخر ويدخل ايضا في اصل الايمان بالرسل الايمان بالقدر قال الله تعالى خلقناه بقدر وقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم في بيان اركان الايمان وان تؤمن بالقدر خيره وشره والقدر هو تقدير الله عز وجل للاشياء فقد كتب الله مقادير كل شيء قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ومن تمام الايمان به ان يعلم ان ما جاء به حق لا يمكن ان يقوم دليل عقلي او حسي على خلافه كما لا يقوم دليل نقلي على خلافه فالامور العقلية او الحسية النافعة تجد دلالة الكتاب والسنة مثبتة لها حثة على تعلمها وعملها وغير النافع من المذكورات ليس فيها ما ينبغي وجودها وان كان الدليل الشرعي ينهى ويذم الامور الضارة منها الشرح قوله رحمه الله ومن تمام الايمان به ان يعلم ان ما جاء به حق الى اخره هذا ايضا من مقتضيات الايمان بنبوة محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فلا تتم شهادة العبد للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم نبوة ولا الرسالة الا بما ذكره المؤلف رحمه الله وهي اولا ان يعلم ان ما جاء به حق كما قال تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق الثاني انه لا يمكن ان يقوم دليل عقلي او حسي على خلافه كما لا يقوم دليل نقلي على خلافه اي انه لا تعارض ولله الحمد بين نصوص الكتاب ونصوص السنة فالعقل السليم والحس السليم لا يخالفان نصوص الكتاب والسنة ولذا قال شيخ الاسلام رحمه الله ما علم بصريح العقل لا يتصور ان يعارضه الشرع البتة بل المنقول الصحيح لا يعارضه معقول صريح قط الثالث ان الامور العقلية او الحسية النافعة تجد دلالة الكتاب والسنة مثبتة لها حافة على تعلمها وعملها الى اخره وهذا صحيح فكل ما فيه نفع للافراد والمجتمعات قد قررته الشريعة وحثت عليه فقد امر الله بالعدل مع كل احد وبالاحسان والرحمة لكل احد ونهى عن الفحشاء والبغي على الخلق في دمائهم واموالهم واعراضهم وامر بالوفاء بالعهود والمحافظة عليها وحذر من نقضها بهذه الامور المذكورة وغيرها والعقل والحس جاء بذلك والناس يثنون على من قام بها فقد كانت هذه الامور وغيرها قبل الاسلام يعظمها اهل الجاهلية ويثنون على من قام بها وكذلك الامور المنهي عنها من قبل العقل والحس تجدهم يذمون من قام بها او ارتكبها فجاءت الشريعة تبين ذلك بالدليل الشرعي فاتفقا جميعا قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويدخل في الايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل وسائر الرسل