من السماء والارض. تفسير لقوله في الاية الاخرى لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم فالسماء منها مادة الارزاق. والارض محلها وموضعها المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله العزم الذي مدح الله به خيار خلقه كقوله فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل هو قوة الارادة وحزمها على الاستمرار على امر الله. والهمة التي لا تنوي ولا تفتر في طلب رضوان الله وحسن معاملة ملكه. وتوطين النفس على وتوطين النفس على عدم التقصير في شيء من حقوق الله. ولذلك لام الله ادم عليه السلام بعدم استمراره على الامر وحصول الاغترار منه لعدوه. باكله من الشجرة التي عهد الله له بالامتناع من الاكل منها. فقال تعالى ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما. فحصول الفتور وفلتات تقصير مناف كمال العزم. ولهذا لم يكن كمال هذا الوصف الا لمن بلغوا الدرجة العالية في الفضائل انما يصيب العبد من احد امرين. اما من عدم عزمه على الرشد الذي هو الخير. واما من عدم ثباته واستمراره على عزمه. ولهذا كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد من انفع الادعية واجمعها للخيرات فمن اعانه الله على نية الرشد والعزيمة عليها والثبات والاستمرار فقد حصل له اكبر اسباب السعادة. والناس في هذا المقام درجات بحسب قيامهم بهذين الامرين. وحسب ذي الفضل فضلا ان تكون العزيمة على الرشد وصفة. واثاره فمن العلم والعمل نعته واذا حصل له نوع فتور وخلل في هذا المأمور رجع الى اصله وداوى هذا الداء بالتذكر والاستغفار قال تعالى ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون اي تذكروا الخلل الذي دخل عليهم من الشيطان والنقص الذي حصل لهم به الخسران. فابصروا ذلك فبادروا الى سده العودة الى ما عودهم وليهم من لزوم الصراط المستقيم. نسأل الله تعالى ان يجعلنا منهم بمنه وكرمه امين قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس تفسحوا يفسح الله لكم. واذا قيل ان جزوفا شزوا. يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. والله بما تعملون خبير فيها فضيلة التأدب بالاداب الشرعية ورفعة عند الله ولو ظنها الانسان من قسى. فليس النقص غير الاخلال باداب فبالله لعباده ومن فوائدها ايقاع الظاهر موقع المضمر في هذه الاية. حيث قال يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ولم يقل يرفعكم ليدل ذلك على فضيلة الايمان والعلم عموما. وان بهما تحصل الرفعة في الدنيا والاخرة يدل على ان من ثمرات العلم والايمان سرعة الانقياد لامر الله. وان هذه الاداب ونحوها انما تنفع صاحبها آآ ويحصل له بها الثواب اذا كانت صادرة عن العلم والايمان وهو ان تكون خالصة لوجه الله لا لغير بذلك من المقاصد الظاهر ان قوله تعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات