يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين التحذير من دفع الرشوة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه او يسمعه من اخواني المسلمين سلك الله بي وبهم صراطه المستقيم. ووقاني واياهم عذاب الجحيم سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اما بعد فان مما حرمه الاسلام وغلظ في تحريمه الرشوة وهي دفع المال في مقابل قضاء مصلحة يجب على المسؤول عنها قضاؤها بدونه ويشتد التحريم ان كان الغرض من دفع هذا المال ابطال حق او احقاق باطل او ظلما لاحد وقد ذكر ابن عابدين رحمه الله في حاشيته ان الرشوة هي ما يعطيه الشخص لحاكم او غيره ليحكم له او يحمله على ما يريد وواضح من هذا التعريف ان الرشوة اعم من ان تكون مالا او منفعة يمكنه منها او يقضيها له والمراد بالحاكم القاضي وغيره. كل ممن يرجى عنده قضاء مصلحة الراشي سواء كان من ولاة الدولة وموظفيها او القائمين باعمال خاصة كوكلاء التجار والشركات واصحاب العقارات ونحوهم والمراد بالحكم للراشي حمل المرتشي على ما يريده الراشي. وتحقيق رغبة الراشي ومقصده سواء كان ذلك حقا او باطلا والرشوة ايها الاخوة في الله من كبائر الذنوب التي حرمها الله على عباده. ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل فالواجب اجتنابها والحذر منها. وتحذير الناس من تعاطيها لما فيها من الفساد العظيم والاثم الكبير والعواقب الوخيمة وهي من الاثم والعدوان الذين نهى الله سبحانه وتعالى عن التعاون عليهما في قوله عز من قائل وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وقد نهى الله عز وجل عن اكل اموال الناس بالباطل فقال سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل. الا ان تكون تجارة عن تراض منك منكم وقال سبحانه ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون والرشوة من اشد انواع اكل الاموال بالباطل. لانها دفع المال الى الغير لقصد احالته عن الحق وقد شمل التحريم في الرشوة اركانها الثلاثة وهم الراشي والمرتشي والرائش وهو الوسيط بينهما فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لعن الراشي والمرتشي والرائش رواه احمد والطبراني من حديث ثوبان رضي الله عنه واللعن من الله هو الطرد والابعاد عن مظان رحمته. نعوذ بالله من ذلك وهو لا يكون الا في كبيرة كما ان الرشوة من انواع السحت المحرم بالقرآن والسنة فقد ذم الله اليهود وشنع عليهم لاكلهم السحت في قوله سبحانه سماعون للكذب اكالون للسحت وكما قال تعالى عنهم فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموالا الناس بالباطل وقد وردت احاديث كثيرة في التحذير من هذا المحرم وبيان عاقبة مرتكبيه منها ما رواه ابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل لحم انبته السحت فالنار اولى به قيل وما السحت؟ قال الرشوة في الحكم وروى الامام احمد عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من قوم يظهر فيهم الربا الا اخذوا بالسنة وما من قوم يظهر فيهم الرشا الا اخذوا بالرعب وروى الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال السحت الرشوة في الدين وقال ابو محمد موفق الدين ابن قدامة رحمه الله في المغني قال الحسن وسعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى الكالون للسحت هو الرشوة وقال اذا قبل القاضي الرشوة بلغت به الكفر لانه مستعد للحكم بغير ما انزل الله ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون وروى مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فقال تعالى يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا وقال تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا ربي يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام. وغذي بالحرام. فانى يستجاب له فاتقوا الله ايها المسلمون واحذروا سخطه وتجنبوا اسباب غضبه. فانه جل وعلا غيور اذا انتهكت محارمه وقد ورد في الحديث الصحيح لا احد اغير من الله وجنبوا انفسكم واهليكم المال الحرام والاكل الحرام نجاة بانفسكم واهليكم من النار التي جعلها الله اولى بكل لحم نبت من الحرام كما ان المأكل الحرام سبب لحجب الدعاء وعدم الاجابة. لما مر من حديث ابي هريرة عند مسلم ولما رواه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ابتليت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا فقام سعد بن ابي وقاص فقال يا رسول الله ادعوا الله ان يجعلني مستجاب الدعوة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا سعد اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة. والذي نفس محمد بيده ان العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يقبل الله منه عملا اربعين يوما وايما عبد نبت لحمه من سحت فالنار اولى به ذكر ذلك الحافظ ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم عن رواية الطبراني رحمه الله فدل ذلك على ان عدم اطابة المطعم وحلية المأكل مانع من استجابة الدعاء حاجب عن رفعه الى الله وكفى بذلك وبالا وخسرانا على صاحبه. نعوذ بالله من ذلك وقد دعاكم الله الى وقاية انفسكم واهليكم من النار والنجاة بها من عذاب الله واليم عقابه حيث قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون فاستجيبوا ايها المسلمون لنداء ربكم. واطيعوا امره واجتنبوا نهيه. واحذروا اسباب غضبه. تسعدوا في الدنيا والاخرة قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب والله المسئول ان يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه ومن المتعاونين على البر والتقوى. الملتزمين بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يعيذنا واياكم من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. وان ينصر دينه ويعلي كلمته ويوفق ولاة امرنا لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد انه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته التوقيع الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين وجوب التوبة الى الله والضراعة اليه عند نزول المصائب من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يطلع عليه من المسلمين وفقني الله واياهم للتذكر والاعتبار والاتعاظ بما تجري به الاقدار والمبادرة بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والاوزار امين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد فان الله عز وجل بحكمته البالغة وحجته القاطعة وعلمه المحيط بكل شيء يبتلي عباده بالسراء والضراء والشدة والرخاء وبالنعم والنقم. ليمتحن صبرهم وشكرهم فمن صبر عند البلاء وشكر عند الرخاء وضرع الى الله سبحانه عند حصول المصائب يشكو اليه ذنوبه وتقصيره ويسأله رحمته وعفوه افلح كل الفلاح وفاز بالعاقبة الحميدة قال الله جل وعلا في كتابه العظيم الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين والمقصود بالفتنة في هذه الاية الاختبار والامتحان حتى يتبين الصادق من الكاذب والصابر والشاكر كما قال تعالى وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون وكان ربك بصيرا وقال عز وجل ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون وقال سبحانه وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون والحسنات هنا هي النعم من الخصب والرخاء والصحة والعزة والنصر على الاعداء ونحو ذلك والسيئات هنا هي المصائب كالامراض وتسليط الاعداء والزلازل والرياح والعواصف والسيول الجارفة المدمرة ونحو ذلك وقال عز وجل ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم مرجعون والمعنى انه سبحانه قدر ما قدر من الحسنات والسيئات وما ظهر من الفساد ليرجع الناس الى الحق ويبادروا بالتوبة مما حرم الله عليهم. ويسارعوا الى طاعة الله ورسوله لان الكفر والمعاصي هما سبب كل بلاء وشر في الدنيا والاخرة واما توحيد الله والايمان به وبرسله وطاعته وطاعة رسله. والتمسك بشريعته والدعوة اليها والانكار على من خالفها فذلك هو سبب كل خير في الدنيا والاخرة. وفي الثبات على ذلك والتواصي به والتعاون بني عليه عز الدنيا والاخرة والنجاة من كل مكروه والعافية من كل فتنة كما قال سبحانه يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم وقال سبحانه ولينصرن الله من ينصره. ان الله لقوي عزيز الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور وقال تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا. يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون وقال سبحانه ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون وقد بين سبحانه في ايات كثيرات ان الذي اصاب الامم السابقة من العذاب والنكال بالطوفان والريح العقيم. والصيحة والخسف وغير ذلك كله باسباب كفرهم وذنوبهم كما قال عز وجل فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة. ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا آآ وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون وقال سبحانه وتعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير وامر عباده بالتوبة اليه والضراعة اليه عند وقوع المصائب فقال سبحانه يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار يوم لا يخزي الله النبي والذين امنوا معه نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم. يقولون ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا. انك على كل لشيء قدير وقال سبحانه وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون وقال سبحانه ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون وفي هذه الاية الكريمة حث من الله سبحانه لعباده وترغيب لهم اذا حلت بهم المصائب من الامراض والجراح والقتال والزلازل والريح والعاصفة وغير ذلك من المصائب ان يتضرعوا اليه ويفتقروا اليه فيسألوه العون وهذا هو معنى قوله سبحانه فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا والمعنى هلا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ثم بين سبحانه ان قسوة قلوبهم وتزيين الشيطان لهم اعمالهم السيئة. كل ذلك صدهم عن التوبة والضراعة والاستغفار فقال عز وجل ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون وقد ثبت عن الخليفة الراشد رحمه الله امير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز انه لما وقع الزلزال في زمانه كتب الى عماله في البلدان وامرهم ان يأمروا المسلمين بالتوبة الى الله والضراعة اليه والاستغفار من ذنوبهم وقد علمتم ايها المسلمون ما وقع في عصرنا هذا من انواع الفتن والمصائب ومن ذلك تسليط الكفار على المسلمين في افغانستان والفلبين والهند وفلسطين ولبنان واثيوبيا وغيرها ومن ذلك ما وقع من الزلازل في اليمن وبلدان كثيرة ومن ذلك ما وقع من فيضانات مدمرة والريح العاصفة المدمرة لكثير من الاموال والاشجار والمراكب وغير لذلك وانواع الثلوج التي حصل بها ما لا يحصى من الضرر ومن ذلك المجاعة والجدب والقحط في كثير من البلدان وكل هذا واشباهه من انواع العقوبات والمصائب التي ابتلى الله بها عباده باسباب الكفر والمعاصي والانحراف عن طاعته سبحانه والاقبال على الدنيا وشهواتها العاجلة والاعراض عن الاخرة وعدم الاعداد لها الا من رحم الله من عباده ولا شك ان هذه المصائب وغيرها توجب على العباد البدار بالتوبة الى الله سبحانه من جميع ما حرم الله عليهم والبادار الى طاعته وتحكيم شريعته والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه ومتى تاب العباد الى ربهم وتضرعوا اليه وسارعوا الى ما يرضيه وتعاونوا على البر والتقوى وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر اصلح الله احوالهم وكفاهم شر اعدائهم. ومكن لهم في الارض ونصرهم على عدوهم. واسبغ عليهم نعمه وصرف عنهم نقمه كما قال سبحانه وهو اصدق القائلين وكان حقا علينا نصر المؤمنين وقال عز وجل ادعوا ربكم تضرعا وخفية. انه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين وقال عز وجل وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى. ويؤتي كل ذي فضل فضله وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير وقال سبحانه وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا. يعبدونني لا يشركون بي شيئا وقال عز وجل والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله. ان الله عزيز حكيم فاوضح عز وجل في هذه الايات ان رحمته واحسانه وامنه وسائر انواع نعمه انما تحصل على الكمال الموصول بنعيم الاخرة. لمن اتقاه وامن به واطاع رسله واستقام على شرعه وتاب اليه من ذنوبه اما من اعرض عن طاعته وتكبر عن اداء حقه واصر على كفره وعصيانه. فقد توعده سبحانه بانواع العقوبة في الدنيا والاخرة وعجل له من ذلك ما اقتضته حكمته ليكون عبرة وعظة لغيره كما قال سبحانه فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدلله رب العالمين فيا معشر المسلمين حاسبوا انفسكم وتوبوا الى ربكم واستغفروه. وبادروا الى طاعته واحذروا معصيته وتعاونوا على البر والتقوى واحسنوا ان الله يحب المحسنين. واقسطوا ان الله يحب المقسطين واعدوا العدة الصالحة قبل نزول الموت وارحموا ضعفائكم وواسوا فقرائكم. واكثروا من ذكر الله واستغفاره وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر لعلكم ترحمون. واعتبروا بما اصاب غيركم من المصائب باسباب الذنوب معاصي والله يتوب على التائبين ويرحم المحسنين ويحسن العاقبة للمتقين كما قال سبحانه فاصبر ان العاقبة للمتقين وقال تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون والله المسئول باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرحم عباده المسلمين وان يفقههم في الدين وينصرهم على اعدائه واعدائهم من الكفار والمنافقين وان ينزل بأسه بهم الذي لا يرد عن القوم المجرمين انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين الاختلاط بين الرجال والنساء من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه ويطلع عليه من اخوان المسلمين وفقني الله واياهم لفعل الطاعات وجنبني واياهم البدع والمنكرات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد فمن واجب النصح والتذكير ان انبه على امر لا ينبغي السكوت عنه بل يجب الحذر منه والابتعاد عنه وهو الاختلاط الحاصل بين بعض الجهلة في بعض الاماكن والقرى مع غير المحارم لا يرون بذلك بأسا بحجة ان هذا عادة ابائهم واجدادهم وان نياتهم طيبة فتجد المرأة مثلا تجلس مع اخي زوجها او زوج اختها او مع ابناء عمها ونحوهم من الاقارب بدون تحجب وبدون مبالاة ومن المعلوم ان احتجاب المرأة المسلمة عن الرجال الاجانب وتغطية وجهها امر واجب. دل على وجوبه الكتاب والسنة واجماع السلف الصالح قال الله سبحانه وتعالى وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن وقال تعالى واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن وقال تعالى يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن. ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين. وكان الله غفورا رحيما والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة قالت ام سلمة رضي الله عنها لما نزلت هذه الاية خرج نساء الانصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة. وعليهن اكسية سوداء يلبسنها وفي هذه الايات الكريمات دليل واضح على ان رأس المرأة وشعرها وعنقها ونحرها ووجهها مما يجب عليها ستره عن كل من ليس ومن لها وان كشفه لغير المحارم حرام ومن ادلة السنة ان النبي صلى الله عليه وسلم لما امر باخراج النساء الى مصلى العيد قلنا يا رسول الله احدانا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لتلبسها اختها من جلبابها رواه البخاري ومسلم فهذا الحديث يدل على ان المعتاد عند نساء الصحابة الا تخرج المرأة الا بجلباب فلم يأذن لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج بغير جلباب وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء متلفعات بمروطهن. ثم يرجعن الى بيوتهن ما يعرفهن احد من الغلس وقالت لو ان رسول الله رأى من النساء ما رأينا لمنعهن من المسجد كما منعت بنو اسرائيل نساءها فدل هذا الحديث على ان الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون واكرمها على الله عز وجل. واعلاها اخلاقا وادابا. واكملها ايمانا واصلحها عملا فهم القدوة الصالحة لغيرهم وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول الله فاذا حاذونا سدلت احدانا جلبابها على وجهها من رأسها فاذا جاوزونا كشفناه رواه احمد وابو داوود وابن ماجة ففي قولها فاذا حاذونا تعني الركبان سدلت احدانا جلبابها على وجهها دليل على وجوب ستر الوجه لان المشروع في الاحرام كشفه فلولا وجود مانع قوي من كشفه حينئذ لوجب بقاؤه مكشوفا واذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الاجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة منها الفتنة التي تحصل بمظهر وجهها. وهي من اكبر دواعي الشر والفساد. ومنها زوال الحياء عن المرأة افتتان الرجال بها فبهذا يتبين انه يحرم على المرأة ان تكشف وجهها بحضور الرجال الاجانب ويحرم عليها كشف صدرها او نحرها او ذراعيها او ساقيها ونحو ذلك من جسمها بحضور الرجال الاجانب وكذا يحرم عليها الخلوة بغير محارمها من الرجال وكذا الاختلاط بغير المحارم من غير تستر فان المرأة اذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة. لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمة في الرجال وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عظيم وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم استأخرني فانه ليس لكن ان تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى ان ثوبها ليتعلق به من لصوقها ذكره ابن كثير عند تفسير قوله تعالى وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن فيحرم على المرأة ان تكشف وجهها لغير محارمها بل يجب عليها ستره كما يحرم عليها الخلوة بهم او الاختلاط بهم. او وضع يدها للسلام في يد غير محرمها وقد بين سبحانه وتعالى من يجوز له النظر الى زينتها بقوله وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن. ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او ابائهن او اباء بعولتهن او ابنائهن او ابناء بعولتهن او اخوانهن او بني اخوانهن او بني اخواتهن او نسائهن او ما ملكت ايمانهن او التابعين غير اولي الاربة من الرجال او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون اما اخو الزوج او زوج الاخت او ابناء العم وابناء الخال والخالة ونحوهم فليسوا من المحارم وليس لهم النظر الى وجه المرأة ولا يجوز لها ان ترفع جلبابها عندهم لما في ذلك من افتتانهم بها فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اياكم والدخول على النساء فقال رجل من الانصار يا رسول الله افرأيت الحمو قال الحمو الموت. متفق عليه والمراد بالحمو اخو الزوج وعمه ونحوهما وذلك لانهم يدخلون البيت بدون ريبة. ولكنهم ليسوا بمحارم بمجرد قرابتهم لزوجها وعلى ذلك لا يجوز لها ان تكشف لهم عن زينتها. ولو كانوا صالحين موثوقا بهم لان الله حصر جواز ابداء الزينة في اناس بينهم في الاية السابقة وليس اخو الزوج ولا عمه ونحوهم منهم وقال في الحديث المتفق عليه لا يخلون رجل بامرأة الا مع ذي محرم والمراد بذي المحرم من يحرم عليه نكاحها على التأبيد لنسب او مصاهرة او رضاع. كالاب والابن الاخ والعم ومن يجري مجراهم وانما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك لئلا يرخي لهم الشيطان عنان الغواية ويمشي بينهم في الفساد ويوسوس لهم ويزين لهم المعصية وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا يخلون رجل بامرأة فان الشيطان ثالثهما رواه الامام احمد باسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن جرت العادة في بلادهم بخلاف ذلك بحجة ان ذلك عادة اهلهم او اهل بلدهم فعليهم ان يجاهدوا انفسهم في ازالة هذه العادة وان يتعاونوا في القضاء عليها والتخلص من شرها محافظة على الاعراض وتعاونا على البر والتقوى. وتنفيذا لامر الله عز وجل ورسوله وان يتوبوا الى الله سبحانه وتعالى مما سلف منها وان يجتهدوا في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويستمروا عليه. ولا تأخذهم في نصرة الحق وابطال الباطل لومة ولا يردهم عن ذلك سخرية او استهزاء من بعض الناس فان الواجب على المسلم اتباع شرع الله برضا وطواعية ورغبة فيما عند الله وخوف عقابه. ولو خالفه في لذلك اقرب الناس واحب الناس اليه ولا يجوز اتباع الاهواء والعادات التي لم يشرعها الله سبحانه وتعالى لان الاسلام هو دين الحق والهدى والعدالة في كل شيء وفيه الدعوة الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال. والنهي عما يخالفها والله المسئول ان يوفقنا وسائر المسلمين لما يرضيه وان يعيذنا جميعا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا انه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين التحذير من المساهمة في البنوك الربوية والايداع فيها بفائدة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من اخواننا المسلمين وفقني الله واياهم لسلوك صراطه المستقيم وجنبنا جميعا طريق المغضوب عليهم والضالين. امين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد فقد كثرت الدعايات للمساهمة في البنوك الربوية في الصحف المحلية والاجنبية واغراء الناس بايداع اموالهم فيها مقابل فوائد ربوية صريحة معلنة كما تقوم بعض الصحف بنشر فتاوى لبعض الناس. تجيز التعامل مع البنوك الربوية بفوائد محددة وهذا امر خطير لان فيه معصية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومخالفة لامره والله سبحانه وتعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ومن المعلوم من الدين بالادلة الشرعية من الكتاب والسنة ان الفوائد المعينة التي يأخذها ارباب الاموال؟ مقابل مساهمتهم او ايداعهم في البنوك الربوية حرام وسحت وهي من الربا الذي حرمه الله ورسوله. ومن كبائر الذنوب ومما يمحق البركة ويغضب الرب عز وجل. ويسبب عدم قبول العمل وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم وقال تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا ربي يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام. وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك رواه مسلم وليعلم كل مسلم انه مسؤول امام ربه عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن شبابه فيما ابلاه وعن عمره فيما افناه وعن ماله من اين جمعه وفيما انفقه وعن علمه ماذا عمل فيه واعلم يا عبد الله وفقنا الله واياك لما فيه رضاه ان الربا كبيرة من كبائر الذنوب التي جاء تحريمها مغلظا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بجميع اشكاله وانواعه ومسمياته قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون وقال تعالى وما اتيتم من ربا ليربو في اموال الناس فلا يربو عند الله وقال تعالى الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف. وامره الى الله ومن عادى فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون فما اعظم جريمة من حارب الله ورسوله. نسأل الله العافية من ذلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات متفق على صحته وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكل الربا وموكله. وكاتبه وشاهديه. وقال هم سواء فهذه بعض الادلة من كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. التي تبين تحريم الربا وخطره على الفرد والامة وان من تعامل به وتعاطاه فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب وقد اصبح محاربا لله ولرسوله فنصيحتي لكل مسلم يريد الله والدار الاخرة ان يتقي الله سبحانه في نفسه وماله وان يكتفي بما اباحه الله ورسوله وان يكف عما حرمه الله ورسوله ففيما اباح الله كفاية وغنا عما حرم وعلى المسلم الناصح لنفسه الذي يريد لها الخير والنجاة من عذاب الله. والفوز برضاه ورحمته ان يبتعد عن الاشتراك في البنوك الربوية او الايداع فيها بفوائد او الاقتراض منها بفوائد لان المساهمة فيها او الايداع فيها بفوائد او الاقتراض منها بفوائد كل ذلك من المعاملات الربوية ومن التعاون على الاثم والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله سبحانه وتعاونوا على البر والتقوى. ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. واتقوا الله ان الله شديد العقاب فاتق الله يا عبد الله وانجو بنفسك ولا تغتر بكثرة البنوك الربوية ولا بكثرة انتشار معاملاتها في كل مكان ولا بكثرة المتعاملين معها فان ذلك ليس دليلا على اباحتها وانما هو دليل على كثرة الاعراض عن امر الله ومخالفة شرعه والله سبحانه وتعالى يقول وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ومع الاسف الشديد ان كثيرا من الناس لما انعم الله عليهم ووسع عليهم من فضله واغناهم بكثرة المال اصبحوا لا يهتمون بالعمل باحكام الاسلام والاستغناء بما اباح الله لهم عما حرم عليهم وانما يهتمون بما يدر عليهم المال من اي طريق كان. حلالا كان ام حراما وما ذلك الا لضعف ايمانهم وقلة خوفهم من ربهم عز وجل وغلبة حب الدنيا على قلوبهم نسأل الله لنا ولهم السلامة والعافية من كل ما يخالف شرعه المطهر وهذا الواقع المؤلم لحال كثير من المسلمين مؤذن بحلول غضب الله ونقمته وقد قال سبحانه محذرا ومنذرا من شؤم المعاصي والذنوب واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب واني اوجه نصيحتي الى المسؤولين في الصحف المحلية خاصة وفي صحف البلاد الاسلامية عامة ان يطهروا صحافتهم من نشر كل ما يخالف شرع الله المطهر في اي مجال من مجالات الحياة كما اوصي الجهات المسؤولة بالتأكيد على رؤساء الصحف بالا ينشروا شيئا فيه مخالفة لدين الله وشرعه. ولا شك ان اهذا امر واجب عليهم؟ وسيسألون عنه امام الله اذا قصروا فيه كما اوصي اخواني المسلمين عامة ان يتقوا الله تبارك وتعالى ويتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وان يكتفوا بما احله الله ويحذروا ما حرمه الله ولا يغتروا بما قد يكتب او ينشر من فتاوى او مقالات تجيز المساهمة في البنوك الربوية او الايداع فيها بفوائد او تقلل من سوء عاقبة ذلك لان هذه الفتاوى والمقالات لم تبنى على ادلة شرعية لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وانما هي اراء الرجال وتأولاتهم نسأل الله لنا ولهم الهداية والعافية من مضلات الفتن والله المسئول ان يوفق المسلمين عامة وولاة امورهم خاصة للعمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وتحكيم شرع الله في جميع شؤونهم الخاصة والعامة وان يأخذ بنواصيهم الى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم وان يجنب الجميع طريق المغضوب عليهم والضالين انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على خير خلقه نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء اعزها الله بالتوحيد والسنة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين نصح وتذكير من عبدالعزيز بن عبدالله ال باز. الى من يراه من اخواننا المسلمين بمصح بحنس شفاهم الله من امراض القلوب والابدان. وحبب الي واليهم الايمان. وكره الي واليهم الكفر والفسوق والعصيان امين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد لا يخفى ان الله سبحانه خلق الثقلين لعبادته وهي توحيده في العبادة وطاعة امره واجتناب ما نهى عنه في كل زمان ومكان وقد ارسل الرسل وانزل الكتب لبيان هذا الامر العظيم والدعوة اليه قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى. ويؤتي كل ذي لمن فضله وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير وقال تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون وقال تعالى تلك حدود الله. ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين والايات في هذا المعنى كثيرة فالواجب عليكم ان تتقوا الله سبحانه وان تهتموا بهذا الامر العظيم وتناصحوا فيه وان تحذروا التشبه باعداء الله من النصارى وغيرهم. والتخلق باعمالهم الذميمة واهم شيء بعد التوحيد الصلوات الخمس والمحافظة عليها في اوقاتها. وملازمة الزي الاسلامي في الرأس اللحية وغير ذلك والحذر من التشبه باعداء الله في كل شيء لم يأت به الشرع فاتقوا الله في ذلك وتعاونوا على البر والتقوى. واحذروا وساوس الشيطان وطاعته. وطاعة اوليائه الصادين عن كل خير الداعين الى كل منكر حماكم الله من شرهم والهمكم رشدكم واعاذنا واياكم مما يوجب غضبه ونقمته وقد بلغني عن بعضكم ما احزن القلب وشوه السمعة من التهاون بالصلاة وحلق اللحى واطالة الشوارب وشرب قاني واتخاذ التواليت. وعيب من لم يفعل ذلك وذلك والله عظيم وخطره كبير وربما افضى باهله الى موت القلوب والانسلاخ من الدين فاتقوا الله في ذلك واستقيموا على شرعه واحذروا معصيته والتشبه باعدائه لان ذلك من وسائل زيغ القلوب كما قال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وقال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الاخلاق المشار اليها. ودل القرآن الكريم على ان التهاون بشأن من خصال اهل النفاق وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خالفوا المشركين. قصوا الشوارب واعفوا اللحى وفي بعض الروايات واوفوا اللحى وفي الصحيحين ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع وفي رواية احمد وغيره احلقوه كله او اتركوه كله وفي المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من تشبه بقوم فهو منهم وقد تكاثرت النصوص من القرآن والسنة في الامر بمخالفة المشركين. والتحذير من اخلاقهم. لما في التشبه بهم من المضرة العظيمة وهي ان ذلك وسيلة الى الرضا بدينهم والزهد في الاسلام وتعاليمه وكراهة الداعين اليه فاتقوا الله في ذلك واحذروا ما حذركم الله ورسوله منه وانتم تشاهدون كثيرا من الاجانب اذا وصلوا بلاد المسلمين يبقون على زيهم الخبيث واخلاقهم السافلة ولا يتشبهون باخلاق المسلمين التي جاء بها الشرع فانتم احق واولى ان تلزموا زيكم واخلاقكم العالية. وان عابها المشركون عليكم. وفي الحديث من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس. وفي لفظ رضي الله عنه وارضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا وفي لفظ سخط الله عليه واسخط عليه الناس واما الدخان فخبثه ومضرته واسكاره لبعض الناس امر معلوم عند كل من جربه وقد صرح المحققون من اهل العلم بتحريمه ووجوب تأديب من شربه وقد قال الله تعالى يسألونك ماذا احل لهم؟ قل احل لكم الطيبات والدخان من الخبائث باجماع اهل المعرفة به فيكون محرما بنص هذه الاية. ومحرم من وجهين اخرين وهما مضرته واسكاره لبعض الناس فالواجب عليكم الحذر من كل هذه الاخلاق الرذيلة والتناصح في ذلك والتوبة الى الله سبحانه مما سلف وسؤاله عز وجل الهداية والتوفيق والسلامة من كل ما يسخطه وهذه نصيحة مختصرة دعاني اليها حب الخير لكم والخوف عليكم من طاعة الشيطان ونوابه والله المسئول ان يهدينا واياكم صراطه المستقيم وان يجعلنا واياكم ممن يقبل النصيحة ويجتنب اسباب الفضيحة انه على كل شيء قدير وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين وصايا لطلاب العلم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه وبعد فان احسن ما يختم به هذا الكتاب وصايا قيمة مفيدة قدمها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله الى طلاب المعهد العلمي بمكة المكرمة في الرابع عشر من شهر رجب من عام تسعين وثلاثمائة والف للهجرة بعنوان فضل طالب العلم انتقيتها من كتابه الماتع حديث المساء من الصفحة السابعة والعشرين الى الصفحة الرابعة والاربعين رغبت ان اختم بهذه الوصايا الحافلة بالمعاني العظيمة والاداب الكريمة والاخلاق الفاضلة التي هي جمال المسلم طالب العلم حيث قال رحمه الله الحمدلله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد ايها الاخوة الكرام والابناء الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لما فيه رضاه. وان يكفينا جميعا شر القواطع عما يرضيه سبحانه تعالى من المعلوم ان لقاء الاخوان فيه خير كثير كما قال بعض السلف لقاء الاخوان جلاء الاحزان ففي لقاء الاخوان والاحبة فوائد جمة وخير كثير. ومصالح متنوعة تعلمون جميعا ما في طلب العلم من الخير العظيم وما يترتب عليه من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة فطلب العلم الشرعي من افضل القربات ومن اعظم الطاعات وارفعها شأنا فبالعلم النافع عرف الله عز وجل وبه عبد سبحانه وتعالى بالعلم النافع عرف الحلال والحرام. عرفت فرائض الله عز وجل. عرف شرعه ودينه. عرف ما احب وما كره بالعلم النافع ارتفع من هداه الله ووفقه وبالجهل والانحراف ذل من ذل وانخفض من انخفض فضل العلم قال الله جل وعلا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وقال عز وجل شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم فاخبر سبحانه ان الملائكة واولو العلم شاهدان مع شهادته سبحانه بان له الحق وهذه الشهادة العظيمة هي اعظم شهادة في الوجود على اعظم مشهود به من اعظم شاهد هذه الشهادة بتوحيد الله عز وجل وقيامه بالعدل سبحانه وتعالى وهي صادرة من اعظم شاهد وهو الله عز وجل ثم بعده الملائكة واولوا العلم فهي شهادة عظيمة من اعظم شاهد. وعلى اعظم مشهود به. وهو توحيد الله عز وجل وانه سبحانه هو المستحق بان يعبد ويعظم. وانه القائم بالعدل جل وعلا بين عباده فذكر في هذا المقام واولو العلم فلولا انهم في المكانة العليا والمنزلة الرفيعة لما جعلهم شاهدين مع الملائكة بوحدانيته سبحانه وتعالى والادلة من القرآن الكريم على فضل العلم واهله كثيرة جدا. يعرفها من تأمل كتاب الله وفي السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في الاحاديث الصحيحة ما يدل على فضل العلم ايضا. وانه اعظم مطلوب اعظم ما طلبه الطالبون هو العلم النافع قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة فطلب العلم النافع الذي رأسه واساسه توحيد الله وخشيته عز وجل وتعظيم حرماته سبحانه وتعالى هذا سبيل وطريق الى الجنة. لمن اصلح الله نيته وتابع بالعمل من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة فيكفي هذا شرفا وفضلا وحفزا لطلاب العلم. كون عملهم سبيلا الى الجنة. هذا امر عظيم وما ذاك الا لانه يدل على الله. ويرشد الى الله ويبين لك توحيد الله وحقه سبحانه ويوجهك الى الطريق السوي الذي من سار عليه نجا ومن حاد عنه هلك وقال ايضا عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين هذا الحديث العظيم الذي رواه الشيخان في الصحيحين يدلنا على ان من علامات السعادة ومن دلائل الخير ومن براهين العاقبة الحميدة ان تكون فقيها في الدين متبصرا في الدين عارفا بشأن ربك عز وجل هذه من الدلائل العظيمة والبراهين الواضحة على ان الله سبحانه اراد بك خيرا حيث وفقك للفقه في الدين هذا دليل عظيم وبرهان ساطع. على فضل التفقه في الدين. وان المتفقه في دين الله على طريق نجاة وان الله سبحانه متى رزقه الفقه في الدين والبصيرة في الدين؟ فذلك من علامات ان الله سبحانه اراد به خيرا اما من اصيب بالجهالة والاعراض والغفلة عن الله والدار الاخرة وعن طلب العلم فذلك من علامات ان الله اراد به شرا. ولا حول ولا قوة الا بالله فالاقبال على العلم والتفقه في الدين والجد في ذلك من اسباب النجاة ومن طرق السعادة ومن سبل الجنة ومن الدلائل على ان الله سبحانه وتعالى اراد بالعبد خيرا والاعراض والغفلة وعدم الرغبة في طلب العلم من علامات ودلائل ان الله اراد بالعبد شرا. ولا حول ولا قوة الا بالله ايها الابناء الكرام انكم على خير عظيم وعلى طريق نجاة اذا اصلح الله لكم النيات واتبعتم العلم بالعمل. فانتم على خير عظيم فحقيق بكم ان تفرحوا بهذا الخير حقيق بكم ان تفرحوا بهذا الخير وان تشكروا الله عليه عز وجل كون العبد يوفق لسلوك طريق نجاة وسبيل سعادة. هذا من فضل الله ومن رحمته التي ينبغي ان يفرح بها كما قال ربنا عز وجل في كتابه المبين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون فيا اخي حين وفقت لطلب العلم النافع والسير في هذا المنهاج العظيم. والسبيل الطيب القيم. فانت على خير وانت في طريق نجاة فافرح بهذا الخير فرح المغتبط فرح الشاكر فرح الدائم المواصل للطلب المسرور الحريص الذي يريد الخير والسعادة ثم انظر الى من حولك يمينا وشمالا وامام وخلف تجد اكثر الناس قد اعرضوا عن هذا العلم. وقد شغلوا بما هو ادنى. قد شغلوا بطلب الدنيا والاقبال عليها. حتى قظت قلوبهم وشغلتهم عن كل شيء واقبح من ذلك من شغل بالمعاصي والشرور والسيئات ومتابعة الهوى والاكباب على ما يضره وشغل بهذا عما ينفعه في الدنيا والاخرة واقبح من ذلك واشد والعن. من كفر بالله واعرض عن دين الله. ورضي بالحظ الادنى الخاسر من يهود ونصارى ومجوس وملاحدة واباحية وغير ذلك قد صدوا عما خلقوا له قد اعرضوا عن ذلك بل قد انكروه وعارضوه وسبوه فاحمد الله عز وجل ان جعلك سالما من هؤلاء لم تكن مع الذين شغلوا بالدنيا عن الاخرة ولم تكن مع الذين شغلوا بالمعاصي عن العلم النافع ولم تكن مع الكفرة المارقين الذين طبع على قلوبهم حتى رضوا بالكفر والضلالة. وخالفوا الحق واستهانوا به وذموا اهله وعابوا اهله ونفروا منهم ونفروا عنهم احمد الله على سلامتك من هذه الاشياء فيا لها من نعمة عظمى ويا لها من منحة جسيمة من ربك عز وجل ان من عليك وهداك ويسر لك طلب علم نافع الشرعي تسمع كل يوم قال الله قال رسوله تسمع من اساتذتك من المدرسين وتقرأ في دروسك من كلام ربك ومن كلام رسوله محمد عليه الصلاة والسلام. ومن كلام اهل العلم والايمان تارة في الحديث وتارة في الفقه وتارة في القواعد العربية وما يلتحق بها من بلاغات وادب وغير ذلك وطورا في التاريخ والسيرة وطورا في غير ذلك من العلوم النافعة هذه جنة معجلة هذه جنة معجلة يا اخواني جنات ونعيم معجل لمن عقل اذا كان هناك جنات في الدنيا فهذه هي الجنات هذه هي الجنات كون العبد بين روضات العلم النافع والفنون النافعة وفوق ذلك اذا اصلح الله قلبه ورزق الاخلاص فهو في جنة في الداخل وجنة في الظاهر قلبه في الجنة لاخلاصه لله وشعوره بعظمة الله. وايمانه بالله وخضوعه لله وتلذذه بمناجاة ربه وطاعته سبحانه وتعالى. وهو مع ذلك بجسمه في فصول الدراسة وبين زملائه وبين ابائه الاساتذة في جنات ايضا وفي جنات في نعيم بين انواع الاشجار وفنون الثمار يأخذ من هذا وهذا انواع الثمار العظيمة ليست ثمار الرمان والعنب والتمر وشبه ذلك من ثمرات الدنيا. ولكنها ثمار العلم النافع ثمار العلم الذي انت مأمور به وانت في اشد الحاجة اليه حتى تعرف ربك باسمائه وصفاته حتى تعرف دينه الذي انت مخلوق له انت مخلوق لدين الله انت مخلوق لتعبد ربك انت مخلوق لتطيعه سبحانه. انت مخلوق لتسير اليه في الطريق الذي رسمه جل وعلا كما قال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقال جل وعلا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه فانت مخلوق لتستقيم على هذا الصراط لتعبد ربك بما شرع وتسير على هذا الصراط الذي رسمه لك ربك على يدي نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وليس هناك سبيل الى ان تعرف العبادة التي انت مخلوق لها الا بالعلم النافع ان تعلمت ما قال الله ورسوله واخذته عن اهله وكنت بين الطالبين له الراغبين فيه عرفت هذه العبادة التي انت مخلوق لها وعرفت الصراط المستقيم الذي سار عليه الانبياء قبلنا وسار عليه الصالحون قبلنا وسار عليه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام واتباعه باحسان الى يومنا هذا بالعلم النافع الشرعي تعرف هذه الامور فاحمدوا الله ايها الاخوة احمدوا الله ايها الابناء على هذه النعمة العظيمة. واسألوا ربكم المزيد اسألوه المزيد عز وجل واسألوه التوفيق سبحانه وتعالى. وواصلوا الجهود اصبروا وصابروا حتى تدركوا المنى باذن الله عز وجل حاجة الناس في الدنيا الى علماء الشريعة ثم ايها الابناء الكرام لتعلموا ان الدنيا باسرها في اشد الحاجة اليكم وامثالكم الدنيا الان مملوءة بالجهال والكفار الدنيا في طولها وعرضها مملوءة بالجهال والكفار ودعاة النار فاهل الدنيا في جميع اقطارها في اشد الحاجة الى المنقذين الى الدعاة المرشدين. الى الذين يخرجونهم من الظلمات الى النور يأخذون بايديهم الى شاطئ السلامة فهم في اشد الضرورة اليكم ايها الابناء في اشد الضرورة اليكم والى امثالكم من طلاب العلم النافع من طلاب العلم الشرعي فاتقوا الله في ذلك اتقوا الله وجددوا النية الصالحة والعزم الصادق على ان تكونوا ان شاء الله قادة في الخير. ودعاة للهدى وائمة للمؤمنين في الاخذ بايديهم وايدي غيرهم من الم الى طريق النجاة والى سبيل السعادة واياكم والهوينا واياكم والكسل واياكم والميل الى الدنيا واياكم والتثاقل عن العلم النافع فان هذه الامور هي سبب الضياع والانحطاط والحرمان من العلم ولكن شمروا عن ساعد الجد شمروا الى طلب العلم النافع وواصلوا الليل والنهار في المعهد وفي البيت وفي الطريق وفي المسجد وعند لقاء الاخوان وعند لقاء الاساتذة. وفي كل مكان كل واحد يكون حريصا على العلم مع زميله ومع استاذه في اي مكان. ومع كتبه في بيته وفي اي مكان واذا حضرتم الدروس فاحضروها بقلوب واعية قلوب راغبة في الحق قلوب تريد الفائدة تريد العلم تريد البصيرة تريد الهدى المسلمون في كل مكان يتطلعون اليكم والى امثالكم ويعلقون عليكم الامال العظيمة بعد الله في الاخذ بايديهم الى شاطئ السلامة في توجيههم الى الخير في ارشادهم الى اسباب النجاة في شرح المبادئ والمذاهب الهدامة لهم حتى يحذروها وحتى يبتعدوا عنها في فضح الطرق التي يسلكها اعداء الله من اليهود والنصارى والملاحدة فطلاب العلم النافع عليهم مسؤولية عظيمة وعليهم واجب عظيم هم مسئولون امام هذه التيارات الجارفة من الباطل والشر والالحاد مسؤولية طالب العلم في توجيه الناس وانقاذهم على اهل العلم من طالب واستاذ عليهم مسؤولية عظيمة وعليهم واجب عظيم في انقاذ الامة مما اصابها من البلاء. ومما نزل بها من البلاء من شيوعية واشتراكية وقومية واباحية ويهودية ونصرانية. وغير ذلك من انواع الضلالات وانواع الشرور ثم هؤلاء الناس الذين هم اعداء الله واعداؤكم عندهم نشاط مستمر وعندهم تركيز وعندهم عناية وعندهم تكاتف وعندهم بذل اموال وعندهم تضحيات كلها في سبيل الباطل كلها ليخرجوا الناس من النور الى الظلمات ليخرجوا الناس من طريق السعادة الى طريق الشقاء ليخرجوا الناس من طريق الهدى الى طريق الضلال. ليخرجوا الناس من طريق الجنة الى طريق النار ليصدوهم عن الهدى ليسيروا بهم الى الجحيم الى الهاوية ومع هذا عندهم هذا النشاط العظيم والتكاتف والبذل والتضحية. والسر والجهر في كل شيء عندهم عناية سرية وجهرية وتكاتف وتضحية وغير ذلك ولعل كثيرا منكم يعرف ذلك ولا ريب ان هذا يوجب علينا ان نتكاتف وان نتعاون وان نضحي اكثر مما عملوا اذا كانوا يعملون بهذا العمل وهم في طريق النار وهم على الباطل فنحن اولى بخير مما عملوا واكثر مما عملوا واشد. في طريق الحق وسبيل الحق نحن اولى بهذه الجهود واولى بهذا النشاط واولى بهذا التكاتف واولى بهذه التضحيات اولى واولى واولى لاننا في سبيل الحق وهم في سبيل الباطل ايها الابناء الكرام ان طلب العلم النافع يحتاج منا الى جهود يحتاج منا الى تضحية يحتاج منا الى صبر والمسؤولية عظيمة امامكم. والواجب عظيم ونحن معكم. ليس هذا خاصا بكم ولكن امامكم امر العظيم امامكم ميدان واسع ومجال. والامة تنتظركم ونحن معكم وقد فعلنا بعض الشيء ونحن على الطريق نحن واياكم. فالواجب الجد والواجب النشاط والواجب مواصلة الجهود والواجب مشترك على الكهول والشباب والشيب وعلى كل انسان عنده عقل وعنده شيء من معرفة عليه بقدر قدرته وطاقته فالواجب مشترك على الجميع. لا اخصكم به. ولكن عليكم واجب عظيم ومسؤولية عظيمة امامكم تحقيق امال الامة فيكم واعدوا لها وشمروا واجتهدوا لعلكم تؤدون الواجب ولعلكم تنقذون الامة من شاطئ الهلاك الى شاطئ السلامة من الظلمات الى النور من ايدي الشياطين الى النجاة والسعادة وهذا يحتاج منكم الى امور. اوصيكم بها واحثكم عليها الاول النشاط المتواصل والجد المتواصل والحذر من الكسل والتثاقل عن طلب العلم واوصيكم بالنشاط المتواصل والجد المتواصل في كل وقت وفي كل مكان. واوصيكم بالحزم الامر الثاني اوصيكم ايضا بالابتعاد عن مشابهة النساء بالابتعاد عن الرفاهية الزايدة والتنعم الزايد واوصيكم بالحزم والقوة والنشاط والرجولة الكاملة والحذر من الميوعة ومشابهة النساء في كل شيء بالملابس وفي المشي وفي الكلام وفي كل شيء كونوا رجالا بالمعنى الصحيح رجالا مجتهدين رجالا اقوياء عندهم من القوة والحزم والخشونة والنشاط والصبر ما عندهم. حتى اتدركوا ما عند الله عز وجل واياكم وكل ما ينتقد على طالب العلم في اخلاقه وصفاته الظاهرة. اياكم وذاك اياكم والاخلاق المنتقدة والصفات المنتقدة التي تضعف الثقة بكم وتسيء الظن بكم وتجعلكم موضع الحديث بين الناس عليكم بالصفات الحميدة والاخلاق الكريمة والنشاط المستمر والجد في طلب العلم والمسارعة الى كل خير والابتعاد عن كل خلق مشين في الظاهر والباطن الامر الثالث اوصيكم بالنية الصالحة فالنية الصالحة اساس لكل خير واوصيكم بالنية الصالحة ان تقصدوا بهذا العلم وبهذا الطلب وجه الله عز وجل تقصدوا بهذا العلم ان تنقذوا انفسكم من الجهالة. وان ترشدوا غيركم من ابناء جنسكم. عليكم بالنية الصالحة اياكم وقصد الدنيا والوظائف والحظ العاجل كما هو الواقع من بعض الناس ومن كثير من الناس لا عليكم بالهمة العالية والنية الصالحة والقصد الشريف قوموا بهذا العمل وبهذا الجد وبهذا النشاط اقصدوا به وجه ربكم اقصدوا به الله والدار الاخرة اقصدوا ان تنقذوا انفسكم من الجهالة وان تنقذوا اخوانكم في الدنيا من الجهالة والضلالة. لا تكن الهمة ضعيفة عليكم بالنية العظيمة والقصد الصالح والعزم الصادق والهمة العالية تقصدون بطلبكم وجهادكم وجه الله عز وجل وان تنقذوا انفسكم من الجهالة وان تعرفوا حق الله عليكم وتعملوا به. وان تعرفوا ما نهى الله عنه فتتركوه وتبتعدوا عنه وتقصدوا مع ذلك ان تنقذوا الناس. وان تعلموا الناس وان ترشدوا الناس من ابناء اوطانكم وغيرهم حتى تكونوا دعاة وهداة للحق ومنقذين للبشرية مما هي فيه من الباطل. هذا هو الطريق الصحيح اما ان يقصد بهذا الطلب الوظيفة لان تكون استاذا تأخذ معاشا راتبا او لان تكون مديرا او كاتبا او كذا او كذا فهذا قصد سيء وهذه همة الدنيا لا تليق بطالب العلم فالدنيا حاصلة لك ولغيرك اذا اخذت باسبابها حصلت ولكن الامر العظيم ان تكون في مقام الانبياء هذا الامر العظيم ان تكون في مقام الانبياء داعيا الى الله مرشدا الى الله تخرج الناس من الظلمات الى النور تعلمهم حق الله تبين لهم حدود الله تحذرهم من محارم الله توقفهم عند حدود الله. هذا المقام العظيم. مقام الانبياء وهم خير الناس. وافضل الناس الانبياء وافضل الناس بعد الانبياء من سار على طريق الانبياء بالجد والعمل الصالح والاخلاص لله وطلب العلم النافع والعمل به جاء في الحديث الذي رواه ابو داوود وغيره بسند جيد عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام انه قال من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ولا حول ولا قوة الا بالله وعرف الجنة يعني ريحها. هذا وعيد عظيم ويروى عنه عليه الصلاة والسلام من طلب العلم ليجاري به العلماء او ليماري به السفهاء او يصرف به وجوه الناس اليه ادخله الله النار ولا حول ولا قوة الا بالله ومن كان عنده نية منحرفة فيسأل ربه اصلاحها ولا يضعف عن العلم بل يطلب ويجتهد ويسأل ربه اصلاح نيته قال بعض السلف واظنه سفيان اما الثوري واما ابن عيينة طلب العلم للدنيا او قال طلب العلم لغير الله. فابى ان يكون الا لله فالعبد اذا سار على الطريق واجتهد يسر الله امره واعانه على الاخلاص فاذا وجد العبد من نفسه شيئا من الميول الى الدنيا في طلبه للعلم فليجتهد في طلبه في اصلاح نيته وجهاد نفسه. حتى تستقيم النية لله وحده سبحانه وتعالى ولا يقف عن العلم ولا يضعف ولكن يجتهد في اصلاح النية والاخذ بنفسه وجهادها حتى تستقيم على النية الصالحة الامر الرابع الاقبال على الدروس والعناية بالدروس كلها لا ترضوا بالادنى لا ترضى بنمرة اي درجة لا ترضى بنمرة الدنيا لا عليك بالهمة العالية احرص على ان تكون حائزا على النمرة العالية. هكذا يكون طالب العلم الحريص. يبذل ويجتهد في حصول الدرجة العليا والوصف الاعلى. مهما امكن ومهما استطاع هذا الامر الرابع مهم كثير من الناس لا يبالي اذا ادرك النجاح. ولو الدرجة الدنيا فلا بأس عليه ولا يضره ذلك ولا يبالي هذا من ضعف الهمة وقلة النشاط لا ترضى بهذا عليك بالهمة العالية والجد والنشاط والمواصلة في كل وقت من غير ان تهلك نفسك لا فاربأ بنفسك اربأ بنفسك وارفق بها ولكن جاهد حسب الطاقة وحسب الامكان. من دون الاضرار بنفسك فالنفس هي المطية النفس مطية لابد من مراعاتها فالمنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى فلا بد من رعاية النفس ولا بد من اعطائها بعض حقها حتى تقوى وحتى تسير ولكن المراد من هذه الوصية حفظ الوقت والنشاط المقدور عليه. والجهاد المقدور عليه المتواصل حتى تدرك باذن الله الحظ الاعلى والدرجة العليا الامر الخامس اوصيكم ايضا ان تكون العناية بالعلوم الدينية والمواد الدينية كالحديث والعقيدة والفقه ومصطلح الحديث واصول الفقه تكون لها العناية الخاصة العناية الكبرى مع الجد في الجميع. والحرص على جميع المواد كلها كما تقدم لكن يكون للعلوم الدينية العناية الكبرى لان بها تمتاز على غيرك تستطيع التوجيه بها لغيرك بها تعرف حكم الله عز وجل على الوجه الاكمل تخص علوم الدين بمزيد عناية خص علوم الدين بمزيد عناية واعلاها واعظمها علم العقيدة. التوحيد توحيد الله في ربوبيته وفي الوهيته وفي اسمائه وصفاته هذا قسم عليك بالعناية به. اعتني به كثيرا وادرسه كثيرا. واياك والتساهل بهذا الامر كثير من الناس تساهلوا بهذا الامر فصاروا قضاة ومدرسين وهم لا يعرفون العقيدة السلفية لا يعرفون العقيدة الصحيحة تساهلوا في الاصل في علم العقيدة وتهاونوا باعطائه حقه من الدراسة والتمحيص وازالة الشبه فصاروا دكاترة وهم صفر في العقيدة صاروا دكاترة لا مجرد مدرسين. بل دكاترة اخذوا الشهادة العليا والماجستير والدكتوراة وهم صفر في العقيدة صفر ما يعرف شيئا في العقيدة تجدهم على عقيدة الجاهلية من عبادة القبور والتعلق بالاموات لانهم ما درسوا العقيدة كما ينبغي. ولا درسها لهم اساتذتهم الذين اخذوا عنهم. فخرجوا صفرا في هذا الباب فاذا حرم طالب العلم من العقيدة فاي شيء بعده اي شيء عنده بعد ذلك تخص العقيدة بعناية خصوها بمزيد عناية مع الاساتذة وفي المتون التي بايديكم قصوها بمزيد عناية ومطالعة ومذاكرة والسؤال والاستكشاف عن الشبه وعن ردها حتى تمتازوا بذلك وحتى تتخرجوا ان شاء الله وانتم في غاية من البصيرة في العقيدة السلفية العقيدة في باب توحيد العبادة. وفي باب اسماء الله وصفاته. اما توحيد الربوبية فالجاهلية تعرفه ولكن لابد ايضا من دراسته حتى نعرفه على بصيرة كثير من الناس ما عرف حتى توحيد الجاهلية كثير من الناس وهم مدرسون ما عرفوا حتى توحيد الجاهلية توحيد ابي جهل ما عرف فعليكم ايها الابناء الكرام عليكم بالعناية بالدروس الدينية. وعليكم بالعقيدة خاصة. اولوها بمزيد عناية في البيت والمسجد والطريق ومع الاستاذ ومع الزملاء حتى تعرفوا ما هناك من شبه وحتى تعرفوا الرد عليها وكشفها ولا سيما في هذا العصر عصر الالحاد والاباحية عصر الشيوعية والاشتراكية عصر الملاحدة المشبهين الضالين عصر اتباع لينين وماركس انتم في اشد الحاجة الى ان تعرفوا هذه العقيدة الصحيحة. وما يلبس به اعداء الله وفيما تردون عليهم في شبههم وشرهم وهذا المقام مقام عظيم فاوصيكم ايها الابناء الاعزاء بالعناية بالدروس مطلقا وبالدروس الدينية خاصة وبالعقيدة بالاخص اوصيكم بان تعنوا بها اعظم عناية واوصي اخواني الاساتذة بان يعنوا بها اعظم عناية اوصي اخواني الاساتذة ان يعنوا بالدروس الدينية وبالعقيدة. واوصيهم جزاهم الله خيرا بان يعنوا بها غاية العناية ويعطوها حقها من العناية معكم حتى تتخرجوا ان شاء الله من بين ايديهم وقد درستموها وهضمتم هضما كاملا وامامكم باذن الله الكليات ايضا. فيها خير كثير ولكن ارجو الا تخرجوا من هذا المعهد الا وقد حصلتم على الخير الكثير والدراسة الوافية عن العقيدة والعلوم الدينية والعلوم الاخرى كالعربية وملحقاتها الامر السادس اتباع العلم بالعمل يجب ان يكون على بالنا وهو العمل هذه الامور كلها وسيلة. والمقصود العمل ايها الابناء فاوصيكم بالعمل اوصيكم بالعمل بالعلم كونوا مهتمين بالعمل اعظم من اهتمامكم بالعلم كلما عرفتم شيئا من الحق فبادروا اليه سارعوا اليه كونوا طلبة علم عاملين لا طلبة علم مفاخرين. او تقصدون امرا اخر من امر الدنيا. لا ولكن كونوا طلبة علم عاملين موجهين مرشدين. ولو انكم في حال الطلب اعملوا وعلموا ووجهوا اتحقروا انفسكم عن التعليم والتوجيه والارشاد لان هذا من الحق الذي عليكم وهو من العمل فكلما تعلمت فعلم وارشد. ولو انك في الابتدائي اذا عرفت خيرا فعلمه الناس. واعمل به اولا الناس اسمعوا الله يقول جل وعلا ينكر على قوم من بني اسرائيل اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب. افلا تعقلون يدلنا على ان الانسان اذا عرف الحق ودعا الناس اليه ولم يعمل به فهذا خلاف العقل. خلاف العقل ليس صاحبه عاقلا فاوصيكم ايها الابناء بان تهتموا بالعمل وان تجتهدوا بالعمل كلما عرفتم شيئا بادروا بالعمل به. والله يزيدكم به هدى فالعمل بالعلم من اعظم الاسباب في المزيد من العلم. وفي توفيق الله للعبد وفي هدايته له جل وعلا كما قال سبحانه وتعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم فاذا اهتدى العبد واستقام على امر الله زاده الله هدى وتقوى قال بعض السلف من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم فيا اخواني العمل امره عظيم وهو المقصود في هذه الدنيا. وهو الوسيلة للجنات فاذا تعلمتم وعملتم فهذا هو المقصود في الدنيا وهو سبب السعادة في الاخرة. فالعلم والعمل هما طريق هما سبب السعادة هما طريق المنعم عليهم قال الله عز وجل اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم اجمع علماء التفسير ان المنعم عليهم هم الذين عرفوا الحق وعملوا به وهؤلاء هم المنعم عليهم الذين عرفوا الحق وتبصروا وعملوا بالحق هؤلاء هم المنعم عليهم وهم الرسل واتباعهم. كما قال الله جل وعلا ومن يطع الله والرسول فاولاه اولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فاوصيكم ايها الابناء بالعمل اولا بالاخلاص لله هذا رأس العلم في كل اعمالكم. في صلاتكم صومكم جهادكم علمكم. امركم بالمعروف ونهيكم عن المنكر وتعليمكم الناس اوصيكم بالاخلاص لله هذا هو معنى شهادة ان لا اله الا الله وان يكون العبد في اموره كلها مخلصا لله. عابدا له وحده سبحانه وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا واوصيكم بالاخلاص لله في اعمالكم كلها ثم بعد ذلك الجد في الاعمال الاخرى واعظمها الصلاة اعظم شيء بعد التوحيد الصلاة فاوصيكم بالصلاة وان تكونوا مثالا عاليا في الصلاة. يقتدى بكم ويتأسى بكم. اذا ظهر اثر العلم عليكم بالعمل تأسى بكم الناس واحسنوا بكم الظن فاوصيكم بالعمل ومن العمل العناية بالصلاة والحرص عليها والمحافظة عليها في الجماعة والمسارعة اليها حين تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح وحث الناس على ذلك وترغيبهم في ذلك وهكذا ما بعد ذلك من الاعمال. من الزكاة اذا عنده مال. صيام رمضان اذا حضر والمحافظة عليه حج الفريضة اذا حضر بر الوالدين صلة الرحم. الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الى غير هذا مما امر الله به ورسوله فاوصيكم ايها الابناء بالعمل واوصيكم بالجد والعلم والعمل. واوصيكم بالعناية بالدروس والاقبال عليها واوصيكم بالمثابرة التامة والعناية التامة والتشمير الدائم المتواصل وحفظ الاوقات فالاوقات عزيزة فاحفظوها واعمروها بالعلم والمذاكرة والتعاون وسؤال الاساتذة عما يشكل عن اخلاص وعن نية صالحة لا عن تعنت ولا عن المفاخرة بالفهم. لا ولكن عليكم بالنية الصالحة في سؤالكم وفي مذاكرتكم كونوا على نية صالحة القصد الفائدة لا المفاخرة ولا اظهار الجد في الفهم. ولكن كل واحد يقصد من مذاكرته. ومن سؤاله لاخيه او لاستاذه او غير ذلك يقصد المزيد من العلم لا ليقول الناس انه جيد او يفهم. لا ولكن يقصد العلم يقصد الفائدة هذا واسأل الله عز وجل ان يوفقنا جميعا لما يرضيه وان يهدينا جميعا صراطه المستقيم. وان يصلح ولاة امرنا وان يهديهم صراطه المستقيم وان يصلح حال المسلمين جميعا في كل مكان ويمنحهم الفقه في الدين وان يولي عليهم خيارهم ويجعلنا واياكم من دعاة الهدى وانصار الحق انه جواد كريم وقد اطلت عليكم بعض الاطالة فارجو المسامحة وصلى الله وسلم على رسولنا ونبينا محمد وعلى اله واصحابه نسأل الله جلت عظمته ان يتغمد شيخنا وامامنا في فردوسه الاعلى وان يجمعنا واياه في مقعد صدق عند مليك مقتدر اللهم اغفر لشيخنا وامامنا وارفع درجته في المهديين. واخلفه في عقبه في الغابرين. واغفر لنا وله يا رب العالمين كما نسأله سبحانه ان يوفق علماء المسلمين الى ما فيه صلاح العباد والبلاد وان يحفظ علماء السنة في كل مكان. ويرفع رايتهم ويكبت شانئهم وحاسدهم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين. والحمدلله رب العالمين المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة