المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان نعيش عبدالله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق. ادخله الله الجنة على ما كان من العمل اخرجه ولهما في حديث عتبانة فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال موسى عليه السلام يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به قال قل يا موسى لا اله الا الله قال كل عبادك يقولون هذا قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبعة في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله رواه ابن حبان والحاكم وصححه وللترمذي وحسنه عن انس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة فيه مسائل الاولى سعة فضل الله الثانية كثرة ثواب التوحيد عند الله الثالثة تكفيره مع ذلك للذنوب الرابعة تفسير الاية التي في سورة الانعام الخامسة تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة السادسة انك اذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده تبين لك معنى قول لا اله الا الله وتبين لك خطأ المغرورين السابعة التنبيه للشرط الذي في حديث عتبان الثامنة كون الانبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا اله الا الله التاسعة تنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات مع ان كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه العاشرة النص على ان الاراضين سبع كالسماوات الحادية عشرة ان لهن عمارا الثانية عشرة اثبات الصفات خلافا للاشعرية الثالثة عشرة انك اذا عرفت حديث انس عرفت ان قوله في حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله انه ترك الشرك ليس قولها باللسان الرابعة عشرة تأمل الجمع بين كون عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام عبدي الله ورسوله الخامسة عشرة معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله السادسة عشرة معرفة كونه روحا منه السابعة عشرة معرفة فضل الايمان بالجنة والنار الثامنة عشرة معنى قوله على ما كان من العمل التاسعة عشرة معرفة ان الميزان له كفتان العشرون معرفة ذكر الوجه قال الشيخ السعدي رحمه الله باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب لما ذكر في الترجمة السابقة وجوب التوحيد انه الفرض الاعظم على جميع العبيد ذكر هنا فضله هو اثاره الحميدة ونتائجه الجميلة وليس شيء من الاشياء له من الاثار الحسنة. والفضائل المتنوعة مثل التوحيد فان خير الدنيا والاخرة من ثمرات هذا التوحيد وفضائله وقول المؤلف رحمه الله وما يكفر من الذنوب من باب عطف الخاص على العام فان مغفرة الذنوب وتكفير الذنوب من بعض فضائله واثاره كما ذكر شواهد ذلك في الترجمة ومن فضائله انه السبب الاعظم لتفريج كربات الدنيا والاخرة ودفع عقوباتهما ومن اجل فوائده انه يمنع الخلود في النار اذا كان في القلب منه ادنى مثقال حبة خردل وانه اذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية ومنها انه يحصل لصاحبه الهدى الكامل والامن التام في الدنيا والاخرة ومنها انه السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه وان اسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه ومن اعظم فضائله ان جميع الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتب الثواب عليها اعلى التوحيد وكلما قوي التوحيد والاخلاص لله كملت هذه الامور وتمت ومن فضائله انه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات المخلص لله في ايمانه وتوحيده يخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي لما يخشى من سخطه وعقابه ومنها ان التوحيد اذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الايمان وزينه في قلبه وكره اليه الكفر والفسوق والعصيان وجعله من الراشدين ومنها انه يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الالام وبحسب تكميل العبد للتوحيد والايمان يتلقى المكاره والالام بقلب منشرح ونفس مطمئنة وتسليم ورضا باقدار الله المؤلمة ومن اعظم فضائله انه يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لاجلهم وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي ويكون مع ذلك متألها متعبدا لله لا يرجو سواه ولا يخشى الا اياه ولا ينيب الا اليه وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء ان التوحيد اذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققا كاملا بالاخلاص التام صار القليل من عمله كثيرا وضعفت اعماله واقواله بغير حصر ولا حساب ورجحت كلمة الاخلاص في ميزان العبد. بحيث لا تقابلها السماوات والارض وعمارها من جميع خلق الله. كما في حديث ابي سعيد المذكور في الترجمة وفي حديث البطاقة التي فيها لا اله الا الله التي وزنت تسعة وتسعين سجلا من الذنوب. كل سجل يبلغ مد البصر وذلك لكمال اخلاص قائلها وكم ممن يقولها ولا تبلغ هذا المبلغ انه لم يكن في قلبه من التوحيد والاخلاص الكامل مثل ولا قريب مما قام بقلب هذا العبد ومن فضائل التوحيد ان الله تكفل لاهله بالفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى واصلاح الاحوال والتسديد في الاقوال والافعال ومنها ان الله يدافع عن الموحدين اهل الايمان شرور الدنيا والاخرة ويمن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة اليه والطمأنينة بذكره وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة والله اعلم