المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الامام ابن القيم رحمه الله فصل في مذهبهم في انكار تسلسل الافعال الاختيارية في الماضي والمستقبل وقضى بان الله كان معطلا والفعل ممتنع بلا امكان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وقضى اي حكم جهم بان الله كان معطلا في الازل عن افعاله الاختيارية والفعل ممتنع بلا امكان اي انه لا يمكن ان يفعل قال الامام ابن القيم رحمه الله ثم استحال وصار مقدورا له من غير امر قام بالديان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله ثم استحال اي انقلب وصار مقدورا له ان يقدر عليه قبل ان لم يكن كذلك وذلك فرارا من القول بدوام فاعلية الرب تعالى وايضا لما قدر عليه فليس القدرة وصفا له بل هي امر خارج وهذا معنى قوله من غير امر قام بالديان قال الامام ابن القيم رحمه الله بل حاله سبحانه في ذاته قبل الحدوث وبعدها سيان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله بل حاله الى اخره اي انه ليس متصفا بالقدرة سواء كان يقدر على الفعل ام لا هذا بيان مذهبهم في تسلسلها في الماضي واما مذهب اهل السنة والجماعة فهو ان الله تعالى لم يزل متكلما اذا شاء ولم يزل فعالا لما يريد ولا يزال كذلك وقد ذكر شيخ الاسلام على ذلك ما ينوف على الف دليل قال الامام ابن القيم رحمه الله وقضى بان النار لم تخلق ولا جنات عدن بل هما عدمان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه اي وحكم الجهم بان النار والجنة لم تخلقا وانما يخلقان يوم المعاد ثم اذا خلقتا يوم المعاد فهما لابد فانيتان وانما قال الجهم هذا طردا للدليل وهو الدليل المسمى بدليل الاكوان اذ مبناه على قطع التسلسل وهو منع حوادث لا اول لها فكذا يمتنع حوادث لا اخر لها انتهى من التوضيح قال الامام ابن القيم رحمه الله فاذا هما خلقا ليوم معادنا فهما على الاوقات فانيتان وتلطف العلاف من اتباعه فاتى بضحكة جاهل مجان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وتلطف العلاف من اتباعه اي اتى بما يظن انه مقارب لقول السلف وفي الحقيقة انه كما قال الناظم فاتى بضحكة جاهل مجاني اي صاحب مجون قال الامام ابن القيم رحمه الله قال الفناء يكون في الحركات ماء في الذات وعجبا لذا الهذيان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله قال الفناء الى اخره اي ان ذوات اهل الجنة والنار لا تفنى وانما حركاتهم تنقطع فيصيرون كالجمادات وذلك لاجل التزام دليل الاكوان ثم قال الناظم على طريق التهكم بمقالة ابي الهذيل ايصير اهل الخلد الى اخره قال الامام ابن القيم رحمه الله ايصير اهل الخلد في جناتهم وجحيمهم كحجارة البنيان ما حال من قد كان يغشى اهله عند انقضاء تحرك الحيوان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته ايصير اهل الخلد الى اخره اي هل يكونون كالحجارة والجمادات فكيف حال الذي يجامع زوجته فصادف انقطاع حركاتهم وهو على تلك الحال هل يبقى دائما مجامعا ام ماذا قال الامام ابن القيم رحمه الله وكذا كما حال الذي رفعت يداه هو اكلة من صفحة وخيوان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله خيواني كقراب وكتاب ما يؤكل عليه قال الامام ابن القيم رحمه الله فتناهت الحركات قبل وصولها للفم عند تفتح الاسنان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله للفم بتشديد الميم هذا مذهبهم واما قول اهل السنة والجماعة فهو ان الجنة والنار مخلوقتان الان وقبله ولا يزال كذلك كما اخبر الله في غيرنا اية بخلودهما ومن فيهما وهو اجماع من يعتد بقوله من سلف الامة وائمتها واما العلاف فهو ابو الهزيل محمد ابن الهذيل العلاف البصري المعتزلي المتكلم طال عمره ونيف على التسعين ومات سنة ست وعشرين ومئتين من الهجرة من التوضيح تتمة لازم المذهب هل هو مذهب ام لا فيه تفصيل التحقيق انه ان كان كلام الله ورسوله فلازمه مراد قطعا لان الشريعة صادرة من علام الغيوب ما يلزم عليها وما لا يلزم وايضا الشارع معصوم فلا ينطق عن الهوى وان كان كلام مخلوق فلازمه ليس مرادا لانه ليس بمعصوم ولانه لا يحيط علما بكلامه في منطوقه ومفهومه ولازمه وملزومه وانما يستدل بلازم المذهب على بطلانه او صحته فاذا الزمت هذا المتكلم بلوازم فان كانت صحيحة استدل بها على صحة كلامه والاستدلال بها على بطلانه كما هو فعل المصنف يستدل بفساد لوازم مذهبهم على بطلانه وسيأتي ذكر لازم المذهب في كلام الناظم ان شاء الله تعالى ثم قال الناظم تبا الى اخره قال الامام ابن القيم رحمه الله وكذا كما حال الذي امتدت يد منه الى قنو من القنوان فتناهت الحركات قبل الاخذ هل يبقى كذلك سائر الازمان تبا لهاتيك العقول فانها والله قد مسخت على الابدان تبا لمن اضحى يقدمها على اثار والاحبار والقرآن قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته ثم قال الناظم تبا اي هلاكا لمن اضحى يقدمها الى اخره اي ان الذي حملهم على ذلك هو تقديمها على الكتاب والسنة وفي الحقيقة لو كانت عقول ازكى البشر وائمتهم اذهانا ما صاغ ان تقدم على الوحيين فكيف بعقول هؤلاء الذين كما ترى