من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وقال تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال المصنف وفقه الله تعالى اقتضاء اسماء الله لاثارها من العبودية ان اسماء الله الحسنى وصفاته العليا مقتضية لاثارها من العبودية والامر اقتضاؤها لاثارها من الخلق والتكوين وقد مضى الحديث عن اقتضائها لاثارها من الخلق والتكوين والحديث هنا في اقتضائها لاثارها من العبودية كالخضوع والذل والخشوع والانابة والخشية والرهبة والمحبة والتوكل وغير ذلك من انواع العبادات الظاهرة والباطنة فان كل اسم من اسماء الله وكل صفة من صفاته له عبودية خاصة هي من مقتضياتها ومن موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها وهذا مطرد في جميع انواع العبودية التي على القلب والجوارح وبيان ذلك ان العبد اذا علم بتفرد الرب تعالى بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والاحياء والايمان فان ذلك يثمر له عبودية التوكل على الله باطلا ولوازم التوكل وثمراته ظاهرا قال الله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا وقال تعالى وتوكل على العزيز الرحيم. وقال تعالى رب المشرق والمغرب لا اله الا هو. فاتخذه وقال تعالى وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا واذا علم العبد بان الله سميع بصير عليم لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات والارض وانه يعلم السر واخفى ويعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وانه تبارك وتعالى احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا. فمن علم باطلاع الله عليه ورؤيته له. واحاطته به. فان ذلك يثمر له حفظ اللسان والجوارح وخطرات القلب عن كل ما لا يرضي الله. وجعل تعلقاته هذه الاعضاء بما يحبه الله ويرضاه قال الله تعالى الم يعلم بان الله يرى وقال تعالى واتقوا الله ان الله سميع عليم. وقال تعالى اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير وقال تعالى واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه فلا ريب ان هذا العلم يورث في العبد خشية الله ومراقبته والاقبال على طاعته والبعد عن مناهيه قال ابن رجب رحمه الله راود رجل امرأة في فلاة ليلا. فابت فقال لها ما يرانا الا الكواكب. فقالت فاين موكبها؟ اي اين الله الا يرانا فمنعها هذا العلم اقتراف هذا الذنب والوقوع في هذه الخطيئة واذا علم العبد بان الله غني كريم بر رحيم واسع الاحسان وانه تبارك وتعالى مع غناه عن عباده فهو محسن اليهم رحيم بهم. يريد بهم الخير ويكشف عنهم الضر. لا لجلب منفعة لا لجلب منفعة اليه من العبد ولا لدفع مضرة. بل رحمة منه واحسانا فهو سبحانه لم يخلق خلقه ليتكثر بهم من قلة ولا ليعتز بهم من ذلة ولا ليرزقوا ولا لينفعوك ولا يدفعوا عنه. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منه وكبره تكبيرا وقال تعالى فيما رواه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. رواه مسلم فاذا علم العبد ذلك اثمر فيه قوة الرجاء قوة رجاءه بالله وطمعه فيما عنده وانزال جميع حوائجه به واظهار افتقاره اليه واحتياجه له يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد والرجاء يثمر انواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفة العبد وعلمه واذا علم العبد بعدل الله وانتقامه وغضبه وسخطه وعقوبته فان هذا يثمر له الخشية والخوف والحذر والبعد عن مساخط الرب. قال الله تعالى واتقوا الله واعلموا ان الله شديد العقاب قال الله تعالى واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون. وقال تعالى فان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا ان الله عزيز حكيم واذا علم العبد بجلال الله وعظمته وعلوه على خلقه ذاتا وقهرا وقدرا فان هذا يثمر له والاستكانة والمحبة وجميع انواع العبادة. قال الله تعالى ذلك بان الله هو الحق. وان ما من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير وقال تعالى وهو العلي العظيم. وقال وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة السماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون واذا علم العبد بكمال الله وجماله اوجب له هذا محبة خاصة وشوقا عظيما الى لقاء الله اه ومن احب لقاء الله احب الله لقاءه. متفق عليه ولا ريب ان هذا يثمر في العبد انواعا كثيرة من العبادات. ولهذا قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وبهذا يعلم ان العبودية بجميع انواعها راجعة ان العبودية بجميع انواعها راجعة الى الاسماء والصفات ولهذا فانه يتأكد على كل عبد مسلم ان يعرف ربه ويعرف اسمائه وصفاته معرفة صحيحة وان يعلم ما ما تضمنته واثارها. وموجبات العلم بها فبهذا يعظم حظ العبد نصيبه من الخير ان المؤمن الموحد يجد بايمانه ويقينه باسماء ربه الحسنى وصفاته العليا الدالة عظمة الله وكبريائه وتفرده بالجلال والجمال ما يجذبه الى اجتماع همه على الله حبا تذللا خشوعا وانكسارا رغبا ورهبا. رجاء وطمعا وتوافر همته في طلب رضاه باستفراغ الوسع في التقرب اليه بالنوافل بعد تكميل الفرائض والتوفيق والرشد بيد الله لا مانع ما اعطى ولا معطي لما منع ولا حول ولا قوة الا به عز وجل. نعم نسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يوفقنا لكل خير وان يزيدنا ايمانا وهدى وصلاح اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا