يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة فصل اهل السنة واهل البدع اعلم ان اهل السنة والجماعة وهم الصحابة والتابعون لهم باحسان واهل القرون المفضلة. متفقون على اثبات جميع ما ورد في الكتاب والسنة من صفات الله عز وجل. لا فرق بين الذاتية منها كالعلم والقدرة والارادة والحياة والسمع والبصر ونحوها ولا بين الفعلية كالرضا والغضب والمحبة والكراهية وكذلك لا فرق بين اثبات الوجه واليدين ونحوها. وبين الاستواء على العرش والنزول الى السماء الدنيا كل ليلة وغيرها وكلها يثبتونها من غير نفي لشيء منها ولا تأويل ولا تحريف ولا تمثيل وهذا هو الحق وهو الصراط المستقيم. وهو الطريق المنجي من عذاب الله والهدى والنور. وخالفهم في هذا الاصل طائفتان من اهل البدع احداهما الجهمية والمعتزلة على اختلاف طوائفهم. فانهم نفوا جميع الصفات ولم يثبتوا الا الاسماء والاحكام. والايات السابقة كلها تنقض قولهم وتبطله. وكذلك كلامهم هذا ينقض بعضه بعضا. فان اثبات الاسماء والاحكام بلا اوصاف تقوم بالله عز عز وجل محال عقلا كما انه باطل سمعا الطائفة الثانية الاشعرية ومن تبعهم. وهم اخف حالا واهون من المعتزلة. لانهم وافقوا اهل السنة في شيء ووافقوا المعتزلة في شيء وافقوا اهل السنة في اثبات الصفات السبع. وهي الحياة والكلام والعلم والسمع والبصر والارادة والقدرة وافقوا المعتزلة في بقية الصفات. والجميع محجوجون بالكتاب والسنة واجماع الصحابة والقرون المفضلة على الاثبات العام واما النفي للصفات كلها او التناقض فانه مخالف للكتاب والسنة ومناف للعقل الصحيح فلا يثبت للعبد ايمان الا بالايمان المحض والتسليم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بلا شرط ولا قيد والدوران مع النصوص الشرعية اثباتا او نفيا