المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ثلاثة ومن رسالة العبودية. اربعة وخمسون واصل ضلال من ضله وتقديم قياسه على النص المنزل من عند الله. واختياره الهوى اعلى اتباع امر الله خمسة وخمسون؟ فالمخالف لما بعث الله به رسله من عباده وطاعته وطاعة رسله لا يكون متبعا للدين الذي شرعه الله بل يكون متبعا لهواه بغير هدى من الله. ستة وخمسون. والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط طين ونحو ذلك من الاسماء مقصودها واحد ولها اصلان. احدهما الا يعبد الا الله. والثاني ان يعبد بما امر لا بغير لذلك من الاهواء والبدع. سبعة وخمسون. كمال المخلوق في تحقيقه عبوديته لله. وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد زاد كماله على درجته. ثمانية وخمسون. والناس يتفاضلون تفاضلا عظيما. وهو تفاضلهم في حقيقة الايمان وهم ينقسمون فيه الى خاص عام. ولهذا كانت ربوبية الرب لهم فيها عموم وخصوص وضروب. تسعة وخمسون. من كان متعلقا برياسة او ونحو ذلك من اهواء نفسه ان حصل له رضي وان لم يحصل له سخط فهذا عبد ما يهواه من ذلك. وهو رقيق له. اذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته. فما استرق القلب واستعبده فهو عبده. ستون العبد لابد له من رزق وهو محتاج الى ذلك فاذا طلب رزقه من الله صار عبدالله فقيرا اليه واذا طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا اليه. واحد وستون كلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته رجاؤه لقضاء الله ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته لله وحريته ممن سواه وبالعكس اثنان وستون. اعراض القلب عن الطلب من الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله لاسيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق بحيث يكون قلبه معتمدا اما على رئاسته وجنوده واتباعه ومماليكه اما على اهله واصدقائه واما على امواله وذخائره واما على ساداته وكبرائه كمالكه وملكه وشيخه ومخدومه وغيرهم ممن هو قد مات او يموت. قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت. ثلاثة وستون عبودية القلب واسره هي التي عليها الثواب والعقاب. اربعة وستون والقلب اذا ذاق طعم عبادة الله والاخلاص له. لم يكن شيء قط عنده احلى من ذلك ولا اطيب ولا الذ. الانسان لا يترك محبوبا الا بمحبوب اخر. يكون احب اليه منه او خوفا من مكروه. فالحب الفاسد انما ينصرف ينصرف القلب عنه بالحب الصالح او بالخوف من الضرر خمسة وستون. القلب خلق يحب الحق ويريده ويطلبه. فلما عرضت له قادة الشر طلب دفع ذلك فانه يفسد القلب كما يفسد الزرع بما ينبت فيه من دغل. ستة وستون ومطالب النفوس واغراضها نوعان منها ما هو محتاج اليه كما يحتاج الى طعامه وشرابه ومسكنه ومنكحه ونحو ذلك فهذا يطلبه من الله ويرغب اليه فيكون المال عنده يستعمله في حوائجه بمنزلة حماره الذي يركبه وبساطه الذي يجلس عليه. بل بمنزلة الكنيف الذي يقضي حاجته تهو فيه من غير ان يستعبده فيكون هلوعا. اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا. ومنها ما لا يحتاج اليه العبد فهذا لا ينبغي له ان يعلق قلبه بها. اذا تعلق قلبه بها كان مستعبدا لها. ربما صار معتمدا على غير الله فيها. فلا يبقى معه حقيقة العبادة ولا حقيقة التوكل عليه. بل فيه شعبة من العبادة لغير الله. وشعبة من التوكل على غير الله. سبعة وستون الجهاد الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الايمان والعمل الصالح. ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان. ثمانية وستون وكلما قويت المحبة في القلب طلب فعل المحبوبات. فاذا كانت المحبة تامة استلزمت ارادة جازمة في حصول المحبوب بات فاذا كان العبد قادرا عليها حصلها وان كان عاجزا عنها ففعل ما يقدر عليه من ذلك كان له كاجر فاعل تسعة اذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه. سبعون كلما ازداد القلب حبا لله زاد فله عبودية وحرية عما سواه. وكلما ازداد له عبودية ازداد له حبا وحرية عما سواه. واحد وسبعون. القلب لا يصلح ولا يفلح ولا يسر ولا يلتذ ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن الا بعبادة ربه وحبه والانابة اليه. ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن اذ فيه فقر ذاتي الى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة. هذا لا يحصل الا باعانة الله له لا يقدر على تحصيل ذلك له الا الله فهو دائما مفتقر الى حقيقة اياك نعبد واياك نستعين. فهو مفتقر اليه من حيث هو مطلوب المحبوب المعبود ومن حيث هو المستعان به المتوكل عليه فهو الهه لا اله غيره وهو ربه لا رب سواه ولا تتم عبوديته الا بهذين اثنان وسبعون. والله سبحانه هو رب العالمين. وكل ما سواه فهو مربوب مفطور فقير محتاج. معبد مقهور وهو الواحد القهار الخالق البارئ المصور وهو وان كان خلق ما خلقه باسباب فهو خالق السبب والمقدر له. وهذا مفتقر اليه كافتقار هذا وليس في المخلوقات سبب مستقل بفعل ولا دفع ضرر. بل كل ما هو سبب فهو محتاج الى سبب اخر يعاونه والى ما يدفع عنه الضرر الذي يعارضه ويمانعه وهو سبحانه وحده الغني عما سواه ليس له شريك يعاونه ولا ضد يناوئه ثلاثة وسبعون اتباع الشريعة والقيام بالجهاد من اعظم الفروق بين اهل محبة الله واوليائه الذين يحبهم ويحبونه وبين من يدعي محبة الله ناظرا الى عموم ربوبيته او متبعا لبعض البدع المخالفة لشريعته. اربعة وسبعون. اذا كان العبد مخلصا لله اجتباه ربه فاحيا قلبه واجتذبه اليه فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء. بخلاف القلب الذي لم يخلص لله ان فيه طلبا وارادة وحبا مطلقا. فيهوى ما يسمح له ويتشبث بما يهواه كالغصن. اي نسيم مر بعطفه اماله