المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة ثالثة لشهر الله المحرم. الحمد لله القاهر فوق عباده عزا وسلطانا. القادر على كل شيء فما اتخذ في في خلق السماوات والارض اعوانا. الناصر من نصر دينه فحاشاه ان يرهقه خذلانا. العظيم الشان وناهيك بعظمته الربوبية والالوهية شانا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. شهادة ارجو بها يوم القيامة امنا امانة واشهد ان محمدا عبده ورسوله اكمل الخلق في جميع الصفات وارجحهم ميزانا. اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه الذين ايد الله بهم دينه فكانوا على ذلك انصارا واعوانا وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اتقوا اتقوا الله وكونوا كمن قال ربي الله ثم استقام. والتزموا ما وجب عليكم من حقوق الايمان والاسلام. واحبوا الله طه لما يغزوكم من جزيل الفضل والانعام. وعظموا ما عظمه الله من الاشهر المحرمة التي من افضلها الشهر الحرام. فعن ابن رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال ما هذا اليوم الذي تصومونه فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه واهلك فيه فرعون وقومه فصامه موسى شكرا لله فنحن نصومه. فقال صلى الله عليه وسلم نحن احق واولى بموسى منكم. فصامه وامر بصيامه وذلك ان حتى خرج من مصر ببني اسرائيل فرارا من فرعون قاصدا لمعبوده واثقا بموعوده فاتبعه فرعون بجنوده فلما رأى الجمعان وليس الخبر كالعيان. قال اصحاب موسى انا لمدركون. فقال موسى موقنا بوعد ربه الكريم كلا ان معي ربي سيهدين. فاوحى الله الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم. وايبس الله ارضه فسلكه موسى وقومه في دعة وامان. وتبعهم فرعون وجنوده بالبغي والظلم انه العدوان فلما استكمل موسى وقومه خارجين واستتم فرعون وجنوده داخلين امر الله البحر ان يلتئم عليهم وينطبق فذهبت ابدانهم الى الغرق وارواحهم الى النار والحرق. وهذه سنة الله فيمن طغى وبغى وفسق فنسألك اللهم ان توقع بأسك على اليهود ومن اعانهم من الطغاة المعتدين. وان تنصر عليهم عبادك المؤمنين. فانت تملجأهم وناصرهم لا ملجأ لهم سواك. ولا مطمع لهم سوى لطفك ورحماك. انت الذي اذعنت له الكائنات اسرها وقصدته المخلوقات لحاجاتها وفقرها. يا نعم المولى لمن فوض اليه امره وتولاه. ويا نعم طيروا لمن استنصره واحتمى بحماه. فاحذروا المعاصي فانها موجبات للهلاك والمحق. عقوباتها في الاخرة اعظم واشق فانه في كل وقت للطاغين بالمرصاد. ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون من الشر والفساد. فمن طغى على الله وتجبر على عباد الله كانت عاقبته الهلاك بما قدمت يداه. ومن طعن الحق وتواضع للخلق اعزه الله في دينه ودنياه. فاما من طغى ترى الحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى. واما من خاثم اقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي الماء بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم