المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة بليغة الاولى لربيع الاخر. الحمد لله الذي بامره تقوم السماء وبعدله ينصف المظلوم من الظالمين يوم الجزاء وبلطفه اعطى الكثير وطلب اليسير ونمى. فهو المعروف بالمعروف واغاثة الملهوف وهو اهل المنع والعطاء ونشكره على نعمه وشكره يعيد على من يشكر الشوارد من النعمة. سبحانه لا يخاف من امن به وعمل صالحا ظلم ولا هضما واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. رحيم بعباده وسع كل شيء رحمة وعلما. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي هدى به الامة من العمى. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه الاعلام والعلماء وسلم اما بعد ايها الناس اوصيكم واياي بتقوى الله. فاتقوا الله وطهروا السرائر لمن هو بها عالم. وتوجهوا الى الله بالانكثار عن المآثم والخروج من الغصوب والمظالم والاقلاع عن الصغائر والعظائم. فان احدكم يعصي وهو غافل هائم فيعود عقاب معصيته على الاطفال والبهائم. فيا حسرة المفرط بنفسه صاحب الشيبة البيضاء والصحيفة السوداء. والبصيرة العمياء عن الهدى فيا حسرة على ما تبع من الهوى. وغفل ولهى عن مجالس الاذكار ومباحثة العلماء. ليندمن المفرط في دار البقاء. يا قومي اعتبروا بمن قبلكم واقبلوا نصائح النصحاء. قبل ان يصبح احدكم منبوذا في ارض بيد جسمه الناعم وقد كان طعما للدود والبلا. وماله قسما بين الاقرباء. يقتسمونه بالغل والشحن وينفقونه على الشره في ذاتهم بالريا. وصاحبه المسكين مطلوب بالحساب والجزا. بعيدا عن الاصحاب والاود. وحيدا فريدا قد سلب ولها عن الاهل والاقرباء في قبر موحش مظلم ضيق الارجى. الى يوم يشفق فيه حتى الاولياء والملائكة والانبياء يوم الحساب والقصاص بالاعتدال لا بالاعتداء بين يدي ديان الارض والسماء. يوم اقتص للجماء من القرناء يوم يؤخذ ابائي من الابناء وللابناء من الاباء يوم يجزي الله الخلق بالقلوب والاعمال لا بالابدان ولا بالاولاد ولا اسمى فيا اهل الغفلة اقيموا بالله من سنة الاغفاء. فالله الله طهروا قلوبكم من دنس الاهواء. فان القلب المدن بالذنوب عن الله بعيد. الا ان داء القلب اعظم الداء. وصلاح القلب هو الاصل الذي تثبت عليه قواعد البناء. كيف يصلح للعالم معرفة وهو يعمل اعمال الجهلاء. كيف تصلح للعابد عبادته وهو يرتدي برداء الرياء والكبرياء. كيف تصلح للغني حريته وهو لا يغضب لله بل يغضب ويرضى لاجل البيضاء والصفراء. فقد كان لها عبدا. فهذا باخبث المنام نازل لتقديمه الهوى على الهدى. كيف تصلح للفقير سلامته؟ وهو لا يصبر ولا يسلم لله في امر القضاء. كل هذه علل وامراض في الدين. اسأل الله لي ولكم منها العافية والشفاء. اذا فسدت البواطن فحق للظواهر بتهدم البناء اي فساد اعظم من المعاصي؟ وان شرها يعم ضرره اهل المدن والقرى. فاجتنبوا رحمكم الله الرياء والربا والزنا الطيبة والنميمة والكذب والحسد. فان ذلك سبب نزول البلاء. الاوان اقل المعاصي يكفي في نزول الوباء. فكيف بكم اذا اجتمعت على الولاء فالحق تعالى غيور يغار على ملكه من المعاصي وفعل الفحشاء. واذا ظهرت والعياذ بالله من ذلك جل جلاله فطهرها اما بالسيف واما بالقحط واما بالوباء. هذه سنة الله نافذة في خلقه. فاسألوا عنها في والمنتهى فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. الا ترون انكم في كل يوم تشيعون الى الله ورائحة. وقد اسرع الموت يأخذ خياركم انتقالا ورحلا. فالله الله عباد الله انتبهوا قبل ان ينقطع من ايديكم حبل الرجاء فباب الاجابة مفتوح لصاحب التضرع والابتهال والدعاء. ويد الرحمن مبسوطة لقبول التوبة والاستغفار من من عصى فبادروا رحمكم الله فالامر عظيم. وحقيق بالجد والاخلاص لله في الدعاء. اللهم يا سميع الدعاء يا من اوجب على خلقه الفناء واختار لنفسه البقاء. عافنا وجميع المسلمين والمسلمات من كل وباء وبلاء. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. واذا اردنا ان نهلك قرية صرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمر قلناها تدميرا. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم ان اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم