المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل قوله تعالى اذ يبيتون ما لا يرضى من القول ذم لهم من وجهين من جهة فعل الذنب الاضطراري على الذنب. وثم وجه ثالث من الذنب هو ان الله ذمهم على المكر لان التبييت هو التدبير ليلا على وجه الخديعة للحق واهله من كلامهم وقولهم بما يبغضه الله ولا يرضاه من الاقوال المحرمة ومن الاصرار على ذلك. فقولهم اثم وظلم وبياتهم على واصرارهم عليه اثم اخر. وهذا ابلغ من لو قال وهو معهم اذ يقولون ما لا يرضى من القول فعلى العبد التوبة الى الله من فعل الذنوب والاصرار عليها. فكما ان فعلها معصية فالاستمرار عليها ونية فعلها متى فسمحت له الفرصة معصية اخرى. وعلى العبد ان يبيت ما يرضى الله تعالى من الاقوال والافعال فيفعل ما يقدر عليه من الخير وينوي فعل الخير الذي لم يحضر وقته. والذي لا يقدر عليه. وبذلك يتحقق العبد ان يكون ممن اتبع رضوان الله فيدخل في هذه المعاملة المذكورة في قوله افمن اتبع رضوان الله كمن جاء بسخط من الله تحصل له الهداية في اموره كلها. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم صراطا مستقيما. قوله تعالى وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما في هذه الاية فائدة عظيمة. وهي ان العبد عليه ان يعتمد على الله ويرجو فضله هو احسانه ويعمل ما ابيح له من الاسباب. وانه اذا انغلق عليه باب وسبب من الاسباب التي قدرها الله لرزقه فلا يتشوش لذلك ولا ييأس من فضل الله. ويعلم ان جميع الاسباب مستندة الى مسببها. فيرجو الذي اغلق عليه هذا الباب ان يفتح له بابا من ابواب الرزق اوسع واحسن من الباب الاول وهذه العبودية من افضل عبوديات القلب. وبها يحصل التوكل والكفاية والراحة والطمأنينة. فهذه المرأة المتصلة بزوج ينفق عليها ويقوم بمؤنتها. فاذا حصل لها فرقة منه وتوهمت انقطاع النفقة والكفاية تلجأ الى فضل الله ووعده بانه سيغنيها. وقال يغني الله كلا من سعته. ولم يقل يغنيها. مع ان السياق يدل عليه لئلا يتوهم اختصاصها بهذا الوعد انما الوعد لها وله. فالله اوسع واكثر. ولكن هباته وعطاياه تبع لحكمته. ومن الحكمة ان من انقطع فرجاءه من المخلوقين من كل سبب قد اتصل امله بربه ووثق بوعده ورجا بره فان الله يغنيه ويقنيه. والله الموفق لمن صلح باطنه وحسنت نيته فيما عند ربه