المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الرسالة الخامسة حول الفرق بين الصفات الذاتية وصفات الافعال وصفات المعاني بسم الله الرحمن الرحيم في العاشر من جمادى الاولى سنة سبعين وثلاثمائة والف من الهجرة جناب الاخ الحبيب الفاضل الحاج محمد العبد المحسن الدعيج المحترم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع سؤالي عن صحتكم وصحة الاخ والعيال وام عبدالمحسن. ارجو الله ان تكونوا باتم الصحة اليوم بنفسه حظيت بكتابك الكريم المؤرخ في الرابع الماضي. ما ادري كيف هو متأخر. فتلوته مسرورا بصحتك وصحة الجميع العائلة مع الاصحاب واشكرك على شرحك عنهم. اسمعنا الله عنكم جميعا ما يسر وقد فهمت ما تفضلت به ما جمعته نتيجة ما وصفتم به الخلاصة بعد مطالعتكم لها. فجزاكم الله عنا خير الجزاء ونرجوه ان يجعل العمل خالصا لوجهه وان يحقق للجميع كل ما نرجوه وكذلك البشارة بوصول الاخ عبدالعزيز اليوسف من جدة بالسلامة في كتابكم السؤال عن شرح صفات المولى وليعلم الاخ الفاضل ان شرحها وتفصيلها غير ممكن. لان لله اسماء وصفات لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا يحصي المثنون على الله الواصفون له اقل القليل منها وليس منها شيء قليل. بل كلها اوصاف عظيمة. ولكني فهمت ان مرادك الفرق بين الصفات الذاتية وصفات الافعال فاعلم ان صفات الزات هي الصفات اللازمة التي لا تنفك ذات الباري عنها. وهي ثابتة له كل وقت وفي كل حال ولا تتعلق بقدرته ومشيئته. وذلك مثل الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والعظمة والكبرياء والعلو والحمد والمجد والجلال والجمال والعزة والحكمة ونحو ذلك من الصفات التي هي من لوازم ذاته لا ينفك ولا يخلو منها. فله منها كمالها وغاياتها ونهاياتها بحيث لا يحيط العباد ببعض هذه الصفات واما صفات الافعال فهي كل صفة تتعلق بقدرته ومشيئته وهي التي ان شاء فعلها وان شاء لم يفعلها وذلك مثل صفة الكلام. فانه موصوف بالكلام الذي لا ينفذ ولا يبيد. وكلامه متعلق بمشيئته وقدرته ان شاء تكلم وان شاء لم يتكلم. وكذلك صفة الرحمة. فانها صفة ذاتية. وصفة فعلية. فانه يرحم من يشاء نصيب برحمتنا من نشاء كذلك الاستواء على العرش. انه لم يستوي عليه الا بعد خلق السماوات والارض كذلك النزول الى السماء الدنيا كل ليلة. فانها من صفات الافعال. فانه ينزل اذا شاء كيف يشاء كذلك من صفاته الفعلية صفات الخلق والرزق والتصريف والتدبير فانه موصوف بانه الخلاق والرزاق المتصرف المدبر للمخلوقات ولكنها تتعلق بمشيئته وقدرته فانه كل يوم هو في شأن وهي شؤون وتدابير وتصاريف يبديها ويظهرها في اوقاتها اللائقة بها بحسب حكمته وحمده وذلك كله بقدرته ومشيئته فهذا على وجه الاشارة هو الفرق بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية واما الصفات التي يسميها بعضهم صفات المعاني فانها ترجع الى الصفات الذاتية والى الصفات الفعلية. فان معانيها عظيمة ثابتة لله. والله موصوف بها على وجه يليق بعظمته. وجلاله تبارك الله رب العالمين وينبغي للعبد المؤمن ان يلحظ في اوصاف المولى امرين جليلين احدهما ان يتعلق بمعرفة اسمائه وصفاته وافعاله وحكمه ليمتلئ قلبه من الايمان به ومن حبه والتلذذ بطاعته تقرب اليه باللهج بذكره والنصيحة لعباده والامر الثاني ان يتعلق بها طالبا من الله تعالى بسببها اصلاح اموره الدينية والدنيوية. فيتعلق قلبه بقدرة الله على كل شيء ورحمته الواسعة راجيا من ربه ان يوجهه للخير في احواله كلها. وان يحفظه من الشرور كلها. وان ييسر لليسرى ويجنبه العسرى وان يصلح له دينه ودنياه ويعلم ان الله تعالى ويعلم ان الله تعالى هو الذي يأتي بذلك كله تعلق القلب بالله في اصلاح الشؤون الدينية والدنيوية وقوة الطمع بفضله وكرمه وقوة التوكل عليه في ذكر اكبر الاسباب واعظمها لحصول المطالب الجليلة والنجاة من من المكاره كلها فمن تعلق بالله كفاه. ومن تعلق به يسر له امور دينه ودنياه. ولا حول للعبد ولا قوة الا بالله العلي عظيم وعلى العبد ان يدخل على ربه من باب الفقر المحض والافلاس الصرف. فيعرف انه مضطر الى الله في جميع احواله لا يمكنه ان يقوم بامر من اموره الا بمعونة الله وتوفيقه. فاذا حصل له ما يحب فلا يقل حصلته بقوته او قدرة بل يشكر مولاه ويسأله اتمام نعمته ارجو الله الا يكلنا واياكم الى انفسنا طرفة عين ولا اقل من ذلك اما ما ذكرت انه لم يبقى ممن هو على طريقة السلف الا القليل. وان البدع التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم قد استكمل خروجها فالامر كما ذكرت في هذا الوقت كان المستمسك بالدين الصحيح مع قلته من اعظم الناس ايمانا واعظمهم عند الله قدرا وثوابا واجرا واما ما ذكرت ان شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم واصحابهما شيخ محمد بن عبدالوهاب هم بقايا هؤلاء السلف فهؤلاء لا شك انهم على طريقة السلف الخالصة وان كتبهم هي التي لا يمكن في هذا الوقت ولا ما قبله انفع منها وبها السبب الوحيد الى سلوك مذهب السلف. مع ان غيرهم من اهل العلم والدين في بقية الامصار والاعصار لهم مساع مشكوك واعمال مبرورة وهم يتفاوتون في ذلك تفاوتا عظيما فعلى العبد ان يحب جميع المؤمنين عموما. ويخص سادات الامة من العلماء الربانيين. والهداة المهتدين بمزيد حب واحترام لما لهم من المقامات العالية والمنازل الرفيعة ويكثر من قول ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم هذا ما لزم وبلغ سلام العيال والاخ احمد وام عبدالمحسن ومحمد الجراح وعبدالرحمن الدسري وعبدالعزيز وعلي يوسف المزيني وجميع المحبين كما منا الولد عبدالله وعياله واخوانه والاصحاب ابراهيم العبد الرحمن وعياله المطوع اما يوسف العبد العزيز فهو الى الان في مكة هو واهله. وبقي يعالج ابنه عبدالله من فضل الله برئ ويمكن يتوجه بعد كم يوم. والعيال كتبهم متصلة وصحتهم تسركم والسلام