المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ولما كان الدخان بهذه المثابة مضرا بالدين والبدن والمال كانت التجارة فيه محرمة وتجارته وبائرة غير رابحة وقد شاهد الناس ان كل متجر فيه وان استدرج ونما ماله في وقت ما فانه يبتلى بالقلة في اخره لامره وتكون عواقبه وخيمة. ثم ان النجديين ولله الحمد جميع علمائهم متفقون على تحريمه ومنعه والعوام تبع للعلماء. فلا يسوغ ولا يحل للعوام ان يتبعوا الهوى ويتأولوا تعللوا بانه يوجد من علماء الانصار من يحلله ولا يحرمه. فان هذا التأويل من العوام لا يحل باتفاق العلماء فان العوام تبع لعلمائهم ليسوا مستقلين وليس لهم ان يخرجوا عن اقوال علمائهم هذا واجبهم. كما قال تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وما نظير هذا التأويل الفاسد الجاري على السنة بعض العوام اتباعا للهوى لا اتباعا للحق والهدى الا كما لو قال بعضهم يوجد بعض علماء الانصار لا يوجبون الطمأنينة في الصلاة. فلا تنكروا علينا اذا اتبعناهم او يوجد من يبيح ربا الفضل فلنا ان نتبعهم. او يوجد من لا يحرم اكل ذوات المخالب من الطير فلنا ان نتبعهم. لو فتح هذا الباب فتح على الناس شر كثير. وصار سببا للانحلال العوام عن دينهم. وكل احد يعرف ان تتبع مثل هذه الادلة الشرعية. ولما عليه اهل العلم من الامور التي لا تحل ولا تجوز والميزان الحقيقي هو ما دلت عليه اصول الشرع وقواعده. وقد دلت على تحريم الدخان لما يترتب وعليه من المفاسد والمضار المتنوعة. وكل امر فيه ضرر على العبد. في دينه او بدنه او ماله من غير فهو محرم. فكيف اذا تنوعت المفاسد وتجمعت؟ اليس من المتعين شرعا وعقلا وطبا تركه والتحذير منه ونصيحة من يقبل النصيحة