في هذا المال. ولذا قال تعالى لن تنالوا البر حتى تنفق مما تحبون. وقال واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى المال اذا احبته النفوس لم يتعلق بها مأثم انما المأثم يتعلق تحصيلها للمال بطريق مخالف للشرع او بصرفها المال في مساخط الله جل وعلا وهكذا فيما يتعلق بجميع ما تشتهيه النفوس في لباس في طيب في ولاية في غير ذلك من انواع ما تشتهيه النفوس الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم اياكم من الهداة المهتدين اما بعد فكنا فيما مضى نتكلم عن شيء من الاحكام التي وردت في الكتاب والسنة بشأن المفطرات المؤثرة على صوم الصائم قد ذكر الشيخ ما يتعلق ان الصيام يسد مجاري الشيطان. لان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم كما وورد في الخبر ورتب على هذا ان الشارع قد علق على هذه الصفة عددا من الاحكام فالمقصود ان احكام الشارع ان احكام الشارع مبنية على اوصاف محددة لا ينبغي بنا ان نجعل ان نلغي هذه الاوصاف بل كل وصف من هذه الاوصاف معتبر في الشريعة وقد ذكر المؤلف حديث اذا دخل رمظان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وصفدت وذلك ان الشياطين تضعف قواها ويضعف عملها بالنسبة اهل الايمان ولا يعني هذا ان من صفد من الشياطين لا يؤذي بل قد يؤذي في رمظان لكن اذا اقل وعلى هذا فينبغي بالمؤمن ان يستفيد من شهر رمضان تعويد السلامة من الشياطين ومن عمل الشياطين. وذلك ان رب العزة والجلال لما خلق ادم عليه السلام وامر الملائكة ان يسجدوا له سجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه. ومن ذاك الوقت والعداوة قائمة بين ابليس وبين ادم وبني ادم. وقد اقسم هذا العدو بان يبذل كل ما لصد بني ادم عن سبيل الحق والهدى وعن طريق ارضاء الرحمن سبحانه وتعالى. ولذلك فيجب ان نستشعر ان العداوة الحقيقية التي بين المؤمنين وغيرهم منشأها العداوة ومع هذا العدو الشيطان الرجيم وهذا الشيطان قد مكن من ان يجري من ابن ادم مجرى الدم كما ورد في الخبر ولذلك على المؤمن ان يبذل الاسباب التي تجعل هذا العدو الشيطان الرجيم لا منه ومن اعظم تلك الاسباب الالتجاء الى رب العزة والجلال. فانه سبحانه هو الذي خلق هذا العدو وهو الذي يمده بامور كونية ولن يستطيع ان يضل لا احدا الا متاع قدر الله عز وجل على عليه ذلك. وقد جاءت النصوص ببيان ان الله قادر على قادر على كل شيء. ومن ذلك انه سبحانه قادر على تمكين هذا العدو من بعض الناس فهو لا يأتي ولا يعمل ولا يتحرك الا بقدرة من رب العزة والجلال. ومن ثم على العبد ان يلتجأ الى رب العزة والجلالة ان يحميه من هذا العدو. ومما يحمى به من هذا العدو ان يتوكل الانسان على الله تفعل السبب وتعرف ان هذا السبب لا ينجي بنفسه وان كما ينجيك رب العزة والجلال انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون. وانما سلطانه على الذي يتولونه والذين هم به مشركون. والامر الثالث مما نستطيع ان نتخلص به من هذا العدو الاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى. فان هذا العدو ينخمس وينقمع ولا يتمكن من الوسوسة متى كان العبد ذاكرا لله. فاذكروني اذكركم. و قد قال تعالى قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور كيف خناس وكيف وسواس وسواس متى غفل الانسان عن ذكر الله وخناس اي انه ينخنس وينقمع هذا العدو متى ذكر العبد ربه سبحانه وتعالى ومن هذا المنطلق ينبغي بكم ايها المؤمنون ان تكثروا من ذكر رب العزة والجلال. ومن طرائق التخلف من هذا العدو ان نكثر من التوبة. فكلما اغواك عدوك ابليس عد الى الله ولازم جانب التوبة فان الله يحب التوابين. اي الذين يكثرون التوبة كلما اذنب العبد تاب الى الله. وقد اخبر الله عز وجل بان التائبين يبدل الله سيئاته حسنات وتنقلب حال العبد بعد التوبة لتكون افضل منها قبل الذنب وما ذاك الا من رحمة رب العزة والجلال. ومن هنا يعود الانسان نفسه على التوبة. ولا يشترط في التوبة ان يكون الانسان عالما بالذنوب التي قد عملها. بل قد تتوب من الذنوب طرقا سواء ما علمته او ما فعلته بغير قصد. فان العبد يستعيذ بالله او يتوبوا الى الله من ذنوبه كلها. ومما يتوب الانسان منه غفلته ومما يتوب الانسان منه غفلته وتقصيره. لان بعض الناس يظن ان التوبة انما تكون من الذنوب وينسى ان من التوبة ان تتوب الى الله من غفلتك ومن تقصيرك ومن التوبة ان تتوب الى الله لتركك مستحبات فليست التوبة محصورة في ترك الواجبات. وهكذا في المكروهات تتوب الى الله لانك فعلت المكروه فظلا عن فعلك الحرام. وجانب التوبة لها اثر عظيم على العبد ولذلك ارشد افظل الامة الى هذا الباب في افظل الاوقات ومن هنا لما جاءت عائشة رضي الله عنها الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ارأيت ان ليلة القدر ما اقول؟ قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني ولما جاء ابو بكر الصديق افضل الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قل اللهم اني ايش؟ ظلمت نفسي. قال يا ابو بكر يقول ظلمت نفسي فما شأننا نحن فما شأننا نحن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحفظ عنه في المجلس الواحد استغفر الله واتوب اليه. سبعين مرة. ويقول انه ليغان على قلبي. اي يغطى على قلبه صلى الله عليه وسلم. واني لا استغفر الله في اليوم مائة مرة فاذا كان هذا مع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يغان على قلبي فما شأننا نحن؟ فما شأننا نحن نسأل الله ان يحمينا من هذا العدو الشيطان الرجيم من الامور التي تحمينا باذن الله عز وجل من هذا العدو ان تجتمع كلمتنا وان يقوى بعضنا ببعضنا الاخر في طاعة الله عز وجل فان الذئب انما يأكل من الغنم القاصية كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال بان الشيطان ابعد من الاثنين عن الواحد وحينئذ علينا ان تجتمع وان يحرص بعضنا على الاجتماع به اخوانه. وجعل مجتمعهم مجتمعا طاهرا نقيا سليما من غوائل المعاصي كلها. فان العبد متى اجتمع مع اخوانه وتعاون معهم على الخير والبر قد يستحي من الله وقد يستحي من اخوانه فلا تمكن منه هذا العدو اذا اجتمع الناس على هذا المعنى سلموا من عدوهم الشيطان الرجيم في كثير من امورهم قال تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. بعض الناس يأتيه الشيطان تسول له الرغبة في الوحدة والانفراد. هذا لا تكون الا عندما يكون اجتماعه مع الناس على شر وسوء ومخالفة لشرع الله ودينه. اما عندما يكون اجتماع الناس و تعاونهم على بر وتقوى فحينئذ الافضل الاختلاط بالناس والذهاب معهم والمشاركة في مناسباتهم وتخفيف الشر الذي يكون في مجتمعاتهم. عندما تدعو الخلق الى الله بذهابك معهم واتيانك معهم وارشادك لهم بالاسلوب الحسن والكلمة الطيبة حينئذ تكون موافقا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فهذا هو هدي محمد صلى الله عليه وسلم مخالطة الخلق والصبر على اذا هم هذا هو هدي محمد صلى الله عليه وسلم اذا تكرر هذا فان الشيطان له وسائل للعبد يصده عن الله وعن دينه. فمرة يصده بالمعصية وبالجفاء عن منهج الحق وطريق الهدى. ومرة يصده بجعله يسلكه مسالك الغلو حينئذ يفعل امورا مخالفة للشرع على ان هل من الشرع ويكون ممن يصد عن دين الله وعن شرعه باسم فعله لشرع الله زورا وتمويها على الخلق. واذا لم يتمكن الشيطان من جعل الانسان يترك الواجب فيحاول فيه ليترك المستحب. ويحاول فيه ليجعل وقته فيما لا يستفيد منه دنيا ولا اخرة. ومن هذا المنطلق ينبغي بالعبد ان يجعل حياته كلها لله حتى فيما يزاوله من انواع له او ما يقضي به شهوته ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم صدقة. قالوا يا رسول الله يأتي احدنا شهوته فيكون له اجر؟ قال نعم ارأيتم اذا وضعها في حرام هل يكون عليه وزر؟ قالوا نعم. قال فكذلك اذا وضع اها في حلال. ومن ثم عليك يا ايها المؤمن ان تراعي الظوابط الشرعية فيما تعلق بما تؤديه من لهو او ما تفعله مما يحقق شهوة لتكون بذلك مطيعا لله عز وجل وهكذا فيما يتعلق بامر الجماع فان الجماع له اداب في الشرع يحسن المرء ان يلتزمها وهناك واجبات متعلقة به وشروط وضوابط فبالتالي لا بد ان ان يتعلم الانسان هذه المسائل. ولذلك على العبد ان يتقرب الى الله معرفة احكام افعاله قبل ان يفعلها. فانه اذا كان كذلك تمكن من ان ينوي بها تقرب لله سبحانه وتعالى واذا عرفت الظوابط والشروط التي تتعلق باعمالك حينئذ تستطيع ان تتقرب بتلك اعمال لله سبحانه وتعالى. وهذا يؤكد ان على العبد ان يتعرف احكام الله حكم الله يمكن للعبد ان يعرفه بسيلين. كما تقدم اما مراجعة النصوص ان كان من اهل الاجتهاد والمعرفة بدلالات النصوص واما ان يعرفها بمراجعة العلماء وسؤالي اهلي العلم الذين امر الله عز وجل بسؤالهم وحين تكون ممن عصى عدوك الشيطان الرجيم. وهذا يدلك على معنى وهو ان بعض الناس كلما وجد في نفسه معنى تكلم به. ولم ولا يلتفت هل هذا المعنى من وساوس ابليس ومن خطرات عدوك الشيطان الرجيم اوليس الامر كذلك. انتبه لا تتكلم بكلمة حتى تعلم حكم الله فيها. ان عرفتها بنفسك عرفها مراجعة العلماء وسؤال انحاء وحينئذ نعلم خطأ اولئك الذين يريدون ان يعلقوا على كل مسألة وعلى كل حادثة وعلى كل واقعة يريدنا ان يتكلموا بكل شيء وكأنهم هم العلماء وكانهم هم الذين اليهم وكانهم هم الذين يعرفون حكم الله وحدهم وما يعلمون ان ما القي في دورهم انما هو وساوس من هذا العدو الشيطان الرجيم. فان شياطين الانس والجن يوحي بعض بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم. وما يفترون. وآآ منها هذا ما يتعلق بالمنامات. فان بعض الناس يأتي الشيطان ويلقي في منامه اشياء يحدث بها ويظن انها الحق وانها تحذير من الله ونحو ذلك وما يعلم انها مما يلقيه الشيطان في قلبه اثناء نومه. وبالتالي هذه المنامات لا يؤخذ منها حكم الشرعي ولا يستند اليها في ذلك. انما يستند على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومما يتعلق بهذا ان بعض الناس ينغر بوجود كثرة ووجود اناس كثر على طريقته ومنهجه. والكثرة لا تغر العبد المؤمن. فان اكثر الناس لا يؤمنون كما اخبر الله عز وجل وكما قال سبحانه وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ومن هنا فليس هذا من طريق الهداية ولا من سبيلها ومما يتعلق بهذا ان بعض الصالحين يحاول ان ينشر الحق ايجاد كثرة يضغطون على الاخرين فيه ومن ذلك ما يحاوله بعضهم من ما يسمونه الظغط على اصحاب الولاية بوجود حملات ونية او اعداد كثيرة فهذا المنهج ليس هو المنهج الشرعي. المنهج الشرعي جعل الناس بطاعة الله عبادة لله. وليس خوفا من الخلق وانما يفعلون خوفا من الخالق سبحانه وتعالى ومن ثم فحديثنا ووعظنا وارشادنا ينبغي ان يستند فيه على التخويف من رب العزة دلال سواء بالتخويف من العواقب الاخروية او التخويف من الله في العواقب الدنيوية وحينئذ نعلم خطأ اولئك الذين يسيرون على هذه الطرائق المخالفة لشرع الله وكم من مرة استغلت هذه الكثرة لتمرير معاصي وذنوب عظيمة في الامة. يكون منشأ اجتماعهم على خير ثم يأتي من يستغلهم ويستغل اجتماعهم ليجعل ذلك منطلقا الى شر وسوء يجتمعون بدعوى التنديد بالاستعمار في وقت مضى ثم يكون اخر اجتماعهم بحرق الحجاب والدعوة الى تركه فانظر ما هي اوائل الامور وانظر ما هي اواخرها. وهكذا اذا علم الانسان ما وجد من اجتماعات في الناس وتحزبات وتألفات ومظاهرات يكون مبدأها خير يأتي يكون مبدأها دعوة خير. ويأتي الناس وينخرطون معها ثم تكون من لا لاولئك الخلق في تحقيق وتمرير معاص عظيمة يعصى بها رب العزة والجلال او في استجلاب الدنيا للخلق من ولاية ومنصب او مال او غير ذلك من الامور الدنيوية المقصود ان العبد ينبغي به ان يعرف ان هذا العدو الشيطان الرجيم له اتباع واتباعه يمكرون ولا ينبغي بالمؤمنين ان يسيروا في ركابهم وان ينخدعوا بدعواتهم وعلى المؤمن ان يراعي حكم الله فيما يؤديه من الاعمال قبل ان يقدم عليه. ولهذا جاء الشرع تنظيم احكام الدنيا وجعلها موافقة لما يريده رب العزة والجلال ليس العبد منهيا عن قضاء شهوته وانما هو منهي عن قضاء شهوته فيما يخالف الشرع ومن ذلك ما يتعلق منع الصائم منع الصيام للصائم من شهوته. ومن هذا منعه المؤمن من جماع الجماع شهوة والاكل والشرب شهوة والعبد ليس ممنوعا من قضاء شهوته انما يمنع من كون هذه الشهوة تقضى بمخالفة الشرع. ولذا قال قال الله عز وجل في الحديث القدسي الصوم لي وانا اجزي به يدع شهوته وطعامه من اجلي. فعندما يترك الانسان بعظ ما تشتهيه نفسه لانه خالفوا شرع الله يكون مأجورا. وليس هذا في باب الجماع فقط بل في جميع احوال الانسان مثلا المال محبوب للنفوس محبة النفس للمال ليس امرا مكروها انما المكروه ان يمنع الانسان حق الله هذا يجعل العبد يحرص على ان يعرف حكم الله في هذه الاشياء التي تشتهيها نفسه. وبالتالي يضبطها بضابط الشر فليس الشرع فليس الشرع امرا بترك تحقيق الشهوات وانما يأمر بظبط وجعلها على منوال صحيح يعود على الانسان برضا الله عادت الدنيا والاخرة ومن ذلك ان الشرع نهى عن الاسراف في هذه الشهوات. والاسراف منهي عنه شرعا واظرب لكم مما تشتهيه النفوس باب الاكل والشرب. فان الشرع قد جاء بالترغيب في الاكل والشرب بنية التقرب لله عز وجل. فقال وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين وهنا قاعدة اصولية انبهكم عليها وهو ان الاوامر الشرعية قد تكون اوامر كلية وقد تكون اوامر جزئية والجزئية تكون من جهة النوع وقد تكون من جهة الوقت وقد تكون من جهة المكان او غير ذلك من المتعلقات فهنا ما حكم الاكل؟ واجب لا يقول الاكل واجب لكن كونك تأكل التفاح او تأكل الرز او تأكل اللحم هذا مباح فالاكل هذا امر كلي اجمالي انت مأمور بذلك ولذلك قد يتعارض امر ونهي وبالتالي يقدم باب الامر كما في المضطر يأكل الميتة. اليس كذلك هنا تعارض امر ونهي الامر قدم في هذا في هذا الباب ما يدلك على ان الاوامر قد تقدم على النواهي ويشير هذا المعنى الى معنى اخر وهو ان الشرع قد جاء العدل في كل شيء ومن ذلك العدل في المأكل والمشرب حتى ان الشارع امر العبد لا ينتعل في احدى قدميه دون الاخرى. وما ذاك الا لتحقيق العدل بين قدمي الانسان ولذا كان العدل في كل شيء مأمورا به. وتنتبهون هناك فرق بين العدل والمساواة المساواة اعطاء الجميع حكما واحدا واما العدل فيطاء المتماثلين حكما واحدا. واعطاء المختلفين احكام متفاوتة فالعدل مأمور به في الشرع واما المساواة فقد يؤمر بها عند وجود المتساوين وقد منها ولهذا جاءت النصوص بالامر بالعدل لا بالمساواة. ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى ومن هذا العدل فيما يتعلق بالمطاعم والمشارب. فالعبد مأمور باكلها منهي عن اسرافي فيها ومن هذا المنطلق ان الشريعة جاءت بتحريم القول على الله بتحريم الطيبات كما قال سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم. وكما قال في نصوص كثيرة تدل على هذا المعنى ولذلك وبذلك نعلم خطأ اولئك الذين يحرمون على العباد اشياء مما ينتفعون بها باسم او باسماء شرعية. فمرة يسمونه زهدا ومرة يسمونه وراعا ومرة يسمونه تصوفا ونحو ذلك فكل هذا ليس من الشرع في شيء ومخالف لدين رب العزة والجلال ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده ولما نهى عن الكبر قيل يا رسول الله ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال اذا ما هو الورع؟ وما هو الزهد الذي نجده في النصوص وفي كلام العلماء هاد في الدنيا يحبك الله وازهد لما في ايدي الناس يحبك الناس ونحو ذلك الورع والزهد مصطلحان شرعيان. لابد من معرفتهما ووظعهما في معناهما والا نكون حينئذ ممن اضل الخلق ما هو الورع؟ وما هو الزهد الزهد ايش الزهد هو ان تترك ما لا ينفعك في الاخرة بينما الورع ان تترك ما يضرك في الاخرة الزهد ان تترك ما لا ينفعك في الاخرة. هناك اشياء لا تنفع ولا تضر تركها زهد لا يدخل في الورع وهناك اشياء تضر في الاخرة فتركها ورع وزهد وحينئذ هل ترك المال زهد؟ هل ترك اللباس الحسن زهد؟ هل ترك نعيم الدنيا زهد نقول ليس من الزهد ولذا قال الله عز وجل يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم معناه من اتى الله بقلب سليم فانه في يوم القيامة ينتفع بماله وولده لان الاستثناء من النفي اثبات لماذا لماذا لم تفهم الاية على هذا الفهم لانك لا تعرف القاعدة. كما تقدم ان فهم النصوص لابد ان يكون على قواعد تقول لم يحضروا الطلاب الا زيدا. معناها ان زيد حضر لان الاستثناء من النفي اثبات. فهكذا في هذه الاية يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. فانه ينتفع بماله وولده وهكذا في قول الله عز وجل وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا. فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات امنون ولهذا فالعبد مأمور به الزواج ومرغب في ان يسعى لتحصيل الولد. كما ورد في النصوص تزوجوا الولود الودود. فاني مكاثر بكم الامم وامر بالسعي في مناكب الارض بل جعل السعي في المنافي طلب الرزق سببا من اسباب التخفيف على الامة في رفع ايجاب صلاة الليل علم ان سيكون منكم مرظى واخرون يظربون في الارظ يبتغون من فظل الله وامر المؤمنين بعد صلاة الجمعة بهذا المعنى. كما في اواخر سورة الجمعة مما يدلك على ان تحصيل هذه الامور ليس مما يتنافى مع امر رب العزة والجلال وان ترك الاكتساب ليس من الزهد في شيء بل ترك الاكتساب مخالف لشرع شرع الله ولدينه ولهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ومن هذا الباب اثنى النبي صلى الله عليه وسلم على اولئك الذين يكتسبون قال لان يأخذ احدكم لان يأخذ احدكم حزمة من حطب فيبيعها خير له من ان يسأل الناس شيئا اعطوه او منعوه في نصوص كثيرة تدل على هذا المعنى وبالتالي نعلم ان كثيرا من الخلق قد يظل عن الشرع باستعمال مصطلحات شرعية تنزل على غير معناها. ويراد بها غير مراد الله سبحانه وتعالى. كما مثلنا به في كلمة الزهد هنا. وبالتالي هذا يدل على اهمية وجود العلماء الذين يعرفون مراد الله ويعرفون مراد النبي صلى الله الله عليه وسلم من الامور التي اشار اليها المؤلف ما يتعلق الحجامة وقد ذكرنا شيئا من احكام الحجامة واختلاف العلماء فيها وقد ذكر المؤلف عددا من الاخبار الواردة في هذا الباب وعدد من تعليقات العلماء في هذا وقد اتيت بزبدة الكلام في باب الحجامة في ايام اه مظت اذا تقررا هذا فان من الامور التي ينبغي بالعبد ان يعرفها ان الشارع قد تطلع الى جعل الناس لا يقتصرون على الواجبات فقط. وانما يؤدون وانما يؤدون المستحبات ومن هذا ما يتعلق بباب الصيام سواء كانت المستحبات التي يفعلها الانسان في رمضان من سائر ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على البذل والعطاء في رمضان اكثر من غيره. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اشد ما يكون في في رمضان في باب التطوع والصدقة. فكان النبي صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان ما يكون في رمضان. وكان الريح المرسلة كما ورد في الحديث هكذا في سائر العبادات مثلا في عبادة الاعتكاف هي من التطوعات يستحب ان تكون في هذا الموسم العظيم يتأكد استحبابها وان كانت على الصحيح ليست خاصة برمضان فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه اعتكف في شوال ولا يشترط فيها الصيام على الصحيح من قولي اهل العلم كما قال الشافعي واحمد خلافا لغيرهما فانه قد ورد في الصحيح ان عمر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انذرت ان اعتكف ليلة في المسجد الحرام فقال النبي صلى الله عليه وسلم او في بنذرك او في بنذرك. مما يدل على ان الاعتكاف لا يشترط فيه الصيام. لا يشترط فيه الصيام. ومن هذا ايضا في باب العمرة. فان صلى الله عليه وسلم قد اخبر بان العمرة في رمضان تماثل الحج في الاجر. فقال عمرة في رمظان كحجة معي كحجة معي ليس معناه ان العبد عندما يعتمر في رمضان يسقط عنه فرض الحج فان المماثلة في الاجر لا تعني الاكتفاء باحد الامرين عن الاخر وعندما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن سورة الاخلاص بانها تعدل ثلث القرآن يعني تعدلها في المعنى او في الاجر وليس معناها انها تكفي عن القرآن. ومن المسائل التي اشار اليها مؤلف ايضا في باب الحجامة الحديث افطر الحاجم والمحجوم افطر الحاجم والمحجوم. هذا المحجوم خرج منه الدم قد يضعف بدنه فهذا الحاجم لماذا يقال عنه بانه افطر من يجيب نعم خطأ خطأ خلاص خطأ لا تقولوا على الله بلا علم نقول افطر الحاجم لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بذلك ونحن نسلم للنص ولو لم نعرف معناه لا يشترط في تطبيق الحكم الشرعي ان تعرف علته ومصلحته انت تسلم لله وتعمل للاخرة لا تعمل للدنيا وبالتالي لا يكن علمك بمصلحة العبادة الدنيوية شرطا في اداء تلك العبادة سمع وطاعة عرفناه ولم نعرف اكل لحم الجزور ينقض الوضوء بامر النبي صلى الله عليه وسلم. لماذا لابد له مصلحة لكن نحن لا نعرفها ونحن نعمل بالنص لان الله امرنا بذلك وامرنا رسوله به كما قال سبحانه وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ونحن نجزم بان الله غني عنا وعن عباداتنا ونجزم بان الله لم يفرض بين شيئا الا فيه مصلحتنا دنيا واخرة. وان الله قد رحمنا بالشرع وعطف علينا ابه وان لم نكن نعرف وجه ذلك كما قال تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. وكما قال سبحانه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث وكما قال تعالى اليوم احل لكم الطيبات. فهذا فظل من الله علينا. كما قال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فهذا الاسلام تمت به نعمة الله علينا وتتحقق به مصالحنا. سواء عرفنا وجه المصلحة او لم نعرفها هل هذا واجب على الله؟ نقول لا هذا تفضل من الله ورحمة من الله واحسان من الله لعباده وهو سبحانه قد رحمنا بهذا الشرع. فليست الاحكام الشرعية مبنية على مجرد الابتلاء والامر والنهي وليس تحقيق الشرع لمصالح العباد على سبيل الوجوب على الله بل نحن نعمل بكتاب الله وبسنة رسوله رغبة في الاخرة. ورغبة في رظاء رب العزة والجلال فتتحقق لنا المصالح الدنيوية تبعا بدون ان نقصدها وبدون ان تكون منوية في قلوبنا كما ورد او كما اعترض بعضهم بحديث ان صلة الرحم تكون من اسباب زيادة العمر ومن اسباب بسط الرزق. فهذه الامور صلة الرحم ليست عبادة محضة لو نوى الانسان بصلة الرحم هذه الامور جاز له لكن ليس له اجر في الاخرة بخلاف العبادات لابد ان تنوي انها لله لابد ان تنوي انها لله جل وعلا و المقصود ان العبد ينبغي به ان يعمل بمقتضى امر الله ومقتضى امر رسوله صلى الله عليه وسلم على سبيل الطاعة والانقياد سواء علم الحكمة من الفعل و او لم يعلمها فانه يعبد الله طاعة لله. وليس لتحقيق امور الدنيا ومصالحها ومن ثم فنحن نعمل بالامر امتثالا. ونجزم ونوقن بان رحمة الله بالعباد تجعل الشرع محققا لمصالحهم وهذا على سبيل الامر الاجمالي الكلي والا فانه في بعض الصور والجزئيات قد ينتفي هذا من امثلة هذا في قول الله عز وجل من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون فقوله حياة طيبة قد هذا امر لا يلزم ان يكون في كل جوانب الحياة هذا من جهة. جهة الثانية ان هذه الحياة ان طيبة هذه الحياة قد لا يتمكن من مشاهدتها كل احد كيف يأتيه شخص مؤمن فيعذب مثل اصحاب الاخدود او غيرهم ادخل السجن يجلد اه قد اه تقطع اطرافه كيف تقولون حياة طيبة وشف حياة المؤمنين يقول طيب الحياة بان تشعر براحة وطمأنينة في كل ما يأتيك من الاقدار فعندما يأتي شخص مؤمن يؤمن بقضاء الله وقدره ويرظى عن الله فيما يقدره عليه تقطع ايدينه وهو راضي مرتاح لانه راضي عن الله هل هذا نعم في الحياة؟ نعم نعم. وان كانت اعضاؤه مقطعة فليست العبرة بما يشاهده الناس او ما يظنونه. وانما العبرة بحقائق الامور اسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم ممن عرف مقاصد الشرع اللهم عرفنا بمقاصد شرعك اللهم ارزقنا الايمان التام والرضا الكامل اللهم يا حي يا قيوم لا تجعلنا ممن استهوته الشياطين اللهم لا تجعلنا ممن استهوته الشياطين برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم يا حي يا قيوم اذنا من الشيطان الرجيم اللهم اعذنا من ابليس اللهم اعذنا من ابليس اللهم ارزقنا التوبة النصوح اللهم ارزقنا التوبة النصوح اللهم واصلح احوال الامة ردهم اليك ردا حميدا. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لما تحب وترضى واجعلهم من اسباب الهداية والتقوى برحمتك يا ارحم الراحمين. هذا اخر لقاءاتنا في شرح رسالتي حقيقة الصيام لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وفقكم الله لما يحب ويرضى وهذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين