ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم. الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم. فاعلموا ان الله غفور رحيم سم الله احسن الله اليك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم صلي وسلم وعلى اله واصحابه ومن والاهم اما بعد. اللهم صلي وسلم فغفر الله لك وللسامعين. امين يقول الله عز وجل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا. ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع عنوان يجب على الانسان ان يحترم الانسان. يقول الحافظ ابن كثير يقول تعالى من اجل قتل ابن ادم اخاه ظلما وعدوانا كتبنا على بني اسرائيل اي شرعنا لهم واعلمناهم انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض كأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا. اي من قتل نفسا بغير سبب من قصاص او فساد في الارض واستحل قتلها بلا سبب ولا جناية فكأنما قتل الناس جميعا لانه لا فرق عنده بين نفس ونفس ومن احياها اي حرم قتلها واعتقد ذلك فقد سلم الناس كلهم منه بهذا الاعتبار. ولهذا قال فكان احيا الناس جميعا. وقال الاعمش وغيره عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال دخلت على عثمان يوم الدار فقلت جئت لانصرك وقد طاب الظرب يا امير المؤمنين. فقال يا ابا هريرة ايسرك ان تقتل الناس جميعا؟ واياي معهم قلت لا قال فانك ان قتلت رجلا واحدا فكأنما قتلت الناس جميعا فانصرف مأذونا لك مأجورا غير مأجور قال فانصرفت ولم اقاتل وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس هو كما قال الله تعالى من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا واحياؤها الا يقتل نفسا حرمها الله. فذلك الذي احيا الناس جميعا. يعني انه من حرم قتلها الا بحق. حيا الناس منه وهكذا قال مجاهد ومن احياها اي كف عن قتلها وقال العوفي عن ابن عباس في قوله فكأنما قتل الناس جميعا يقول من قتل نفسا واحدة حرمها الله فهو مثل من قتل الناس جميعا. وقال سعيد بن جبير من استحل دم مسلم فكأنما استحل دماء الناس جميعا. ومن حرم دم مسلم ان ما حرم دماء الناس جميعا. قال ابن جريج عن الاعرج عن مجاهد في قوله فكأنما قتل الناس جميعا من قتل النفس المؤمنة متعمدا. نعم. جعل الله جزاءه جهنم. وغضب عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. يقول لو قتل الناس جميعا لم يزد على مثل ذلك العذاب قال ابن جريج قال مجاهد ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا. قال من لم يقتل احدا فقد حيا الناس منه عنوان تهديد المسرفين. قوله تعالى ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات اي بالحجج والبراهين والدلائل الواضحة ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون وهذا تقريع لهم وتوبيخ على ارتكابهم المحارم بعد علمهم بها. كما كانت بنو قريظة والنظير وغيرهم من بني قينقاع ممن حول المدينة من اليهود الذين كانوا يقاتلون مع الاوس والخزرج اذا وقعت بينهم الحروب في الجاهلية ثم اذا وضعت الحرب اوزارها فدو من اسروه وودوا من قتلوه وقد قد انكر الله عليهم ذلك في سورة البقرة حيث يقول واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون. ثم انتم لا تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان. وان يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم. افتؤمنون ببعض الكتاب اتكفرون ببعض؟ ما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا. ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون عنوان جزاء المحاربين والاشرار. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فهذه الاية الكريمة فيها بيان عظم قتل النفس لمن استحلها وبيان عظم اجر من وقف عند حدود الله ولم يستحل قتل مسلم وحرم قتل مسلم قال تعالى من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا من اجل ان احد ابن ادم قتل اخاه بغير حق كتب الله على بني اسرائيل بما شرعه لهم ان من قتل نفسا في غير نفس او فسادا في الارض فكأنما قتل الناس جميعا يعني من استحل قتل نفس معصومة بغير قصاص وبغير فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا كانه قتل الناس جميعا لانه لا فرق عنده بين نفس ونفس فاذا استحل قتل هذه النفس المعصومة بغير حق بغير قصاص فكأنه وقتل الناس جميعا لانه لا فرق بينه وبين نفس ونفس يستحل القتل بغير بغير حق اذا استحل قتل نفس واحدة فكأنه استحل قسم النفوس جميعا لان النفوس كلها معصوبة فاذا انتهك حرمة المؤمن المعصومة وصار لا يبالي فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما ومن احياها يعني من اعتقد تحريم قتل نفس بغير حق ولم يستحل القتل قتل نفس المعصومة ورأى ان النفس المعصومة لا لا يجوز قتلها ولا مسها بسوء فكأنما احببت جميعا لان الناس سلموا منه جميعا لان النفوس المعصوبة واحدة فاذا حرم النفس المعصومة فنفوس الناس المعصومة كلها كذلك ولذلك فكأنما احيا الناس جميعا هذا هو معنى الاية فيما قره العلماء السلف الذي ذكره حافظ رحمه الله ان قتل النفس معصومة بغير حق كانه قصر للناس النفوس جميعا لان الناس كلها معصوبة واحياء النفس المعصومة تعظيمها وعدم استفاد قتلها فهذا تعظيم للنفوس جميعا فهو احياء للنفوس جميعا قال سبحانه ولقد جاءت رسلنا بالبينات يعني ارسل الله تعالى الرسل للحجاج البينات والبينات الواضحات وان كثيرا منه بعد ذلك في الارض لمسرفون يعني يسرفون في القتل ويتجاوزون حدود الله كما فعلت اليهود حينما يقاتلون مع الاوس والخزرج يقاتلون معهم اخوانهم لان لان الاوس لهم حلفاء من اليهود. لهم حلفاء من اليهود فاذا قاتل اوس الخزرج قاتل معهم حلفاؤهم وقتلوا معهم حلفاؤهم من اخوانهم من اليهود فاذا انتهت الحرب فدوهم مع ان الله تعالى اخذ عليهم الميثاق الا يقاتلوا اخوانهم ولا يفادونهم. ولهذا انكر الله عليه بقوله واذا اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم السارة فادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم وهكذا كان اليهود يقاتل بعضهم بعضا مع حلفائهم من من الاوس والخزرج فيقتل اليهودي اخاه اليهودي لانه يقاتل مع حنيفة فاذا انتهت الحرب فداه بدأ بعضهم بعضا ولهذا انكر الله عليهم. وجعل هذا من الايمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه. ولهذا قال افتوا بعض الكتاب وتكفرون ببعض وهذا من الاسراف مجاوزة الحد ومن تجاوز حدود الله وتجاوز ما حد الله له فهو من المسرفين. نعم احسن الله اليك عنوان نعم انا واحيا الناس جميعا لان ما معهم من الخوف يمنعهم من قتل من لا يستحق الله. نعم هذا هو المعنى. يعني استعظم قتل النفس ورأى ان قتل النفس معصومة محرم فهذا معناه سلمت النفوس جميعا لانه حكم واحد الحكم عنده واحد هذه النفس المعصومة رأى انه لا يجوز قتلها واستبقاها فكذلك النفوس الاخرى حكمها حكمها سلمت من النفوس جميعا والذي استحلقت النفس المعصومة فكأنما قتل الناس جميعا لان النفوس معصومة كلها الحكم واحد اذا استحل هذا فمعناه استحل الاخرى نعم نعم يقاتل العبد قال للعبد العدوان هذا قد يكون اه مستحل وقد يكون غير مستحل اذا استحلها هذا كفر والعياذ بالله هذه ادعاء الاسلام لانه كذب لله اما اذا قتله آآ طاعة الهوى الشيطان بعثت نفسه بسبب الخصومة او بسبب المال وهو يعلم انه حرام هذا لا يكون كافر وعليه الوعيد الشديد نعم او ابدانهم واموالهم كالكفار المحتجين والمحاربين والدعاة الى البدع الذين لا يتشرون الا في الحياة. نعم هذا يكون ولي الامر الحاكم الشرعي يحكم عليهم بالقتل تعزيرا تعزير المفسدية في الارض مثل المحاربين الذين يفسدون في الارض ديال الناس او يأخذ اموالهم او لا يستحقون القتل ردتهم وخروجهم عن الاسلام. نعم احسن الله اليك عنوان جزاء المحاربين والاشرار وقوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض الاية المحاربة هي المضادة والمخالفة. نعم. وهي صادقة على الكفر وعلى قطع الطريق واخافة السبيل وكذا الافساد في الارض يطلق على انواع من الشر روى ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قال انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الى تمام الاية نزلت هذه الاية في المشركين فمن تاب منهم من قبل ان تقدروا عليه لم يكن عليه سبيل وليست تحرز هذه الاية الرجل المسلم من الحد ان قتل او افسد في الارض او حارب الله ورسوله ثم لحق بالكفار قبل ان يقدروا عليه لم يمنعه ذلك ان يقام عليه الحد الذي اصاب ورواه ابو داوود والنسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس نزلت في المشركين من تاب منهم قبل ان يقدر عليه لم يمنعه ذلك ان يقام عليه الحد الذي اصابه. اي وروان. ورواه ابو داوود والنسائي. نعم. من طريق عكرمة عن ابن عباس في قولهن ما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله؟ قال نزلت في المشركين من تاب منهم قبل ان يقدر عليه لم يمنعه ذلك ان يقام عليه الحد الذي اصابه والصحيح ان هذه الاية عامة في المشركين وغيرهم ممن ارتكب هذه الصفات كما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي قلابة واسمه عبد الله بن زيد الجرمي البصري عن انس ابن مالك ان نفرا من عقل ثمانية قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبايعوه على الاسلام فاستوخموا المدينة وسقمت اجسامهم فشكوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك. فقال الا تخرجون مع راعينا في ابله فتصيبوا من ابوالها والبانها. فقالوا بلى. فخرجوا فشربوا من ابوالها والبانها فصحوا فقتلوا الراعي وطردوا الابل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبعث في اثارهم فادركوا فجيء بهم فامر بهم فقطعت ايديهم وارجلهم وسمرت اعينهم ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا لفظ مسلم وفي لفظهما من عقل او عرينة وفي لفظ والقوا في الحرة فجعلوا يستسقون فلا يسقون وقوله ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض قال ابن ابي طلحة عن ابن عباس في الاية من شهر السلاح في فئة الاسلام واخاف السبيل ثم ظفر به وقدر عليه فامام المسلمين فيه بالخيار ان شاء قتله وان شاء صلبه وان شاء قطع يده ورجله وكذا قال سعيد بن المسيب ومجاهد وعطاء والحسن البصري وابراهيم النخاعي والضحاك وروى ذلك كله ابو جعفر ابن جرير ومستند هذا القول ان ظاهر او للتخيير كما في نظائر ذلك من القرآن. كقوله في جزاء الصيد فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوى عدل منكم هديا بالغ الكعبة او كفارة طعام مساكين او عدل ذلك صياما. وكقوله في كفارة الفدية. فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية من صيام او صدقة او نسك وكقوله في كفارة اليمين فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم او تحرير رقبة هذه كلها على التخيير فكذلك فلتكن هذه الاية واما قوله او ينفوا من الارض قال بعضهم هو ان يطلب حتى يقدر عليه فيقام عليه الحد او يهرب من دار الاسلام. ايش؟ واما قوله. نعم. او ينفوا من الارض قال بعضهم هو ان يطلب حتى يقدر عليه فيقام عليه الحد او يهرب من دار الاسلام رواه ابن جرير عن ابن عباس وانس ابن مالك وسعيد ابن جبير والضحاك والربيع ابن انس والزهري والليث ابن سعد ومالك ابن انس وقال اخرون هو ان ينفى من بلده الى بلد اخر او يخرجه السلطان او نائبه من معاملته بالكلية ها؟ يخرجه السلطان او نائبه من معاملته بالكلية كذا من معاملته؟ نعم. وقال سعيد بن جبير وابو الشعثاء والحسن والزهري والضحاك مقاتل بن حيان انه ينفى ولا يخرج من ارض الاسلام وقال اخرون المراد بالنفي ها هنا السجن وقوله تعالى ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم اي هذا الذي ذكرته من قتلهم ومن صلبهم وقطع ايديهم وارجلهم من خلاف ونفيهم خزي لهم بين الناس في هذه الحياة الدنيا مع ما ادخر الله لهم من العذاب العظيم يوم القيامة وهذا يؤيد قول من قال انها نزلت في المشركين فاما اهل الاسلام ففي صحيح مسلم عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال اخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما اخذ على النساء الا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل اولادنا ولا يعظه بعضنا بعضا ولا يعضه يعظه باسكان العين عندي شكلا ولا يعظظ بالظاد؟ نعم احسن الله اليك يعضده اقعد الله يعوضه نعم. فمن وفى منكم فاجره على الله. ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له ومن ستره الله فامره الى الله ان شاء عذبه وان شاء عفا عنه وعن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اذنب ذنبا في الدنيا فعوقب به فالله اعدل من ان يثني عقوبته على عبده ومن اذنب ذنبا في الدنيا فستره الله عليه وعفا عنه. فالله اكرم من ان يعود عليه في شيء قد عفا عنه رواه الامام احمد والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حسن غريب وقد سئل الحافظ الدارقطني عن هذا الحديث فقال روي مرفوعا وموقوفا قال رفعه صحيح وقال ابن جرير في قوله ذلك لهم خزي في الدنيا يعني شر وعار ونكال وذلة وعقوبة في عاجل الدنيا قبل الاخرة ولهم في الاخرة عذاب عظيم اي اذا لم يتوبوا من فعلهم ذلك حتى هلكوا لهم في الاخرة مع الجزاء الذي جازيتهم به في الدنيا والعقوبة التي عاقبتهم بها فيها عذاب عظيم يعني عذاب جهنم عنوان تسقط حدود المحاربة اذا تاب المحاربون قبل القدرة عليهم وقوله تعالى الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم اما على قول من قال انها في اهل الشرك فظاهر واما المحاربون المسلمون فاذا تابوا قبل القدرة عليهم فانه يسقط عنهم انحتام القتل والصلب وقطع الرجل وظاهر الاية يقتضي سقوط الجميع وعليه عمل الصحابة كما روى ابن ابي حاتم عن الشعبي قال كان حارثة ابن بدر التميمي من اهل البصرة وكان قد افسد في الارض وحارب فكلم رجال من قريش منهم الحسن ابن علي وابن عباس وعبدالله بن جعفر فكلموا عليا فيه فلم يؤمنه فاتى سعيد ابن قيس الهمداني همدان. الهمداني فخلفه في داره. ثم اتى عليا فقال يا امير المؤمنين ارأيت من حارب الله ورسوله؟ وسعى في الارض فسادا فقرأ حتى بلغ الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم. قال فكتب له امانا. قال سعيد بن قيس فانه حارثة بن وكذا رواه ابن جرير وروى ابن جرير عن عامر الشعبي قال جاء رجل من مراد الى ابي موسى وهو على الكوفة في امارة عثمان رضي الله عنه بعدما اصلى المكتوبة؟ فقال يا ابا موسى هذا مقام العائذ بك. انا فلان ابن فلان المرادي. واني كنت حاربت الله رسوله وسعيت في الارض فسادا واني تبت من قبل ان تقدروا علي. فقام ابو موسى فقال ان هذا فلان ابن فلان وانه كان حارب الله ورسوله وسعى في الارض فسادا. وانه تاب من قبل ان نقدر عليه. فمن لقيه فلا يعرض له الا بخير فإن يكن صادقا فسبيل من صدق. وان يك كاذبا تدركه ذنوبه فاقام الرجل ما شاء الله ثم انه خرج فادركه الله بذنوبه فقتله ثم روى ابن جرير عن موسى ابن اسحاق المدني ان عليا الاسدي حارب واخاف السبيل واصاب الدم والمال فطلبه الائمة والعامة فامتنع ولم يقدروا عليه حتى جاء تائبا. وذلك انه سمع رجلا يقرأ هذه الاية يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. الاية. فوقف عليه. فقال يا عبدالله اعد قراءتها فاعادها عليه فغمد سيفه ثم جاء تائبا حتى قدم المدينة من السحر فاغتسل ثم اتى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فصلى الصبح ثم قعد الى ابي هريرة في غمار اصحابه فلما اسفروا عرفه الناس فقاموا اليه فقال لا سبيل لكم علي. جئت تائبا من قبل ان تقدروا علي فقال ابو هريرة صدق واخذ بيده حتى اتى مروان ابن الحكم وهو امير على المدينة في زمن معاوية فقال هذا علي جاء تائبا ولا سبيل لكم عليه ولا قتل فترك من ذلك كله وخرج علي تائبا مجاهدا في سبيل الله في البحر فلقوا الروم فقربوا سفينته الى سفينة من سفنهم فاقتحم على الروم في سفينتهم فهربوا منه الى شقها الاخر فمالت به وبهم فغرقوا جميعا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة. هذه الاية الكريمة في المحاسبين يقول تعالى انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزوا في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليه فاعلموا ان الله غفور رحيم هذه الاية تشمل المشركين الذين حاربوا الله ورسوله وتشمل المسلمين قطاع الطريق ولهذا لما جاء نفر من عكن ابن مزينة جاؤوا مسلمين بايع النبي صلى الله عليه وسلم واسلموا ثم استوخموا المدينة. يعني اصابهم وخم ومرض ولم تناسبهم هواؤها فامرهم النبي ان يلحقوا بالصدقة في البرية ويشرب من ابوالها والبارها حتى يصحوا هذا يدل على ان البان الابل وابوالها علاج يعالج به وصحة هذا استرخوا بالمدينة ومرضوا واصابهم المرض والوخم هذا علاج نبوي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم اذهبوا الى ابل الصدقة واشربوا من ابوالها والبانها وايضا كذلك يشمون الهواء في البرية الهواء النقي وهو المدينة لا يناسبها لم يناسبهم فذهبوا والى البرية وشربوا من ابوال الابل البانها فصحوا وذهب ما به من الوخب والمرض وصحت اجسامهم فكفروا بالله ورسوله وقتلوا الراعي وفي قتلوا الرعيان فرعاة الابل وسبنوا اعينهم يعني الحديد على اعينهم سرقوا الابل سرقوها فجاء الصريخ الى النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في في الصحيحين فارسل النبي صلى الله عليه وسلم في اثارهم فجيء بهم لما في منتصف النهار فامر بهم النبي صلى الله عليه وسلم اه قطع كل واحد يده ورجله. كل واحد قطع يده اليمنى ورجله اليسرى وامر بهم النبي صلى الله عليه وسلم في فسمرت اعينهم كما فعلوا بالرعاة بصاص امر به فاحبيت الحديد ووضعت على اعينهم وقطعت يده ولم تحسب حتى استمر الدم وتركوا في الحرة يستسقونه ولا يسقون حتى ماتوا وقال ابو هريرة وقال ابو هريرة هؤلاء كفروا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله كفروا بالله ورسوله سرقوا الابل هؤلاء كفروا وقتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم فعل بهم مثل ما فعلوا بالرعاة ثم اعينهم وقطعت ايديهم وارجلهم قتلوا واما اذا كانوا مسلمين فكذلك ايضا يقام عليهم الحد اذا كانوا مسلمين وقطعوا الطريق واخف السبل فمن العلماء من قال انه ان الامام انه ينظر في حالهم قطع الطريق الذين يقفون في في الطرقات ويسرقون اموال الناس ويقتلونهم قال بعض العلماء ان هذه الاية فيها التخيير وانهم ان قتلوا قطع الطريق يؤتى بهم ويقتلون وان لم يقتلوا ولكن سرقوا تقطع كل واحد بيده اليمنى والرجل اليسرى وان لم يقتلوا ولم يسرقوا ينفوا من العرض ومن العلماء وقال للامام خيروا فيهم يختار واحد من هذه الامور الثلاثة والله تعالى يقول انما جزاء الذين احيوا الله ورسوله ويسمعون ان يقتلوا. فاذا قتلوا قتلوا او يصلبوا واذا قطعوا ولم يقتلوا قطعت. قطع ايديهم وارجوهم من خلاف واذا لم يقتلوا ولم يقطعوا ينفى من الارض ومن العلماء قال ان الامام المخير فيهم وهذا اذا اخذوا قبل ان ان يتوبوا. اما اذا تابوا من قبل ان يقطر عليهم وجاءوا وسلموا انفسهم فانه يسقط عنه الحد وتبقى حقوق العباد ولهذا قال الله تعالى الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم فمن تاب من قبل القدرة عليه فانه يسقط احد. واما من اخذ وغلبته فانه قام عليه الحد نعم نعم هذا لابد من حقوق الادمين ترد عليه ترد عليه الكفار يقتلون الكفار اذا تابوا اذا تابوا يكون توبة من الشرك سوف تجيبها قبلها لو حقوق الادمي ترد ترد عليه لابد من ردها نعم ها؟ هذي حقوق من حقوق الادمية القتل من حق الادميين نعم