بدليل على ان من تاب من اي ذنب فان الله تعالى يتوب عليه تبع من السرقة ام من الزنا ابقى من من الشرك الذي هو اعظم الذنوب فان الله تعالى يقول توبته لا تقبل الفدية من الكفار يوم القيامة ويستمرون في النار ثم اخبر تعالى بما اعده لاعدائهم كفار من العذاب والنكال يوم القيامة. فقال ان الذين كفروا لو ان لهم ما فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه. ان الله غفور رحيم. الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء. والله على كل شيء قدير في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ماتوا قبل منهم ولهم عذاب اليم اي لو ان احدهم جاء يوم القيامة بملئ الارض ذهبا وبمثله ليفتدي بذلك من عذاب الله الذي قد احاط به احسن الله اليك. نعم. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون. ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب اليم يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم. عنوان الامر بالتقوى والوسيلة والجهاد يقول تعالى امرا عباده المؤمنين بتقواه وهي اذا قرنت بطاعته كان المراد بها الانكفاف عن المحارم وترك المنهيات وقد قال بعدها وابتغوا اليه الوسيلة. قال سفيان الثوري حدثنا ابي عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس اي القربة وكذا قال مجاهد وابو وائل والحسن وقتادة وعبدالله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد وقال قتادة اي تقربوا اليه بطاعته والعمل بما يرضيه. وقرأ ابن زيد اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة والوسيلة هي التي يتوصل بها الى تحصيل المقصود والوسيلة ايضا علم على اعلى منزلة في الجنة وهي منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم والوسيلة التي يتصل بها الى تحصيل المقصود. نعم والوسيلة ايضا علم على اعلى منزلة في الجنة. وهي منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وداره في الجنة وهي اقرب امكنة الجنة الى العرش. وقد ثبت في صحيح البخاري عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته الا حلت له الشفاعة يوم القيامة. وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي. فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا. ثم سلوا لي الوسيلة فانها منزلة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون انا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة وقوله وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون لما امرهم بترك المحارم وفعل الطاعات امرهم بقتال الاعداء من الكفار والمشركين الخارجين عن الطريق المستقيم والتاركين للدين القويم ورغبهم في ذلك بالذي اعده للمجاهدين في سبيله يوم القيامة من الفلاح والسعادة العظيمة الخالدة المستمرة التي لا تبيد ولا تحول ولا تزول في الغرف العالية الرفيعة الامنة الحسنة مناظرها الطيبة مساكنها التي من سكنها ينعم لا يبأس ويحيى لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه عنوان لا تقبل الفدية من الكفار اي الاية الكريمة وجه الله تعالى فيها الخطاب للمؤمنين يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا لهذه الوسيلة وجاهدوا في سبيله امرهم بثلاثة اوامر وجه الخطاب الى المؤمنين كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا سمعك فانه خير تؤمر بها وشر تنهى عنه. فهذا خطاب موجه للمؤمنين وامرهم الله تعالى بثلاث اوامر وبين هذه الاوامر سبب للفلاح هي الامر الاول تقوى الله الامر الثاني ابتغاء الوسيلة الامر الثالث الجهاد في سبيله. قال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله والتقوى اصلها توحيد الله والقيام بحقه وامتثال امره واجتاب الاحياء واذا قلت بالطاعة فالمراد به كف النفس عن المحارم اتقوا الله يعني وحدوا الله وكفوا انفسكم عما حرم الله وابتغوا اليه الوسيلة اطلبوا القربة الى الله بطاعته. الوسيلة هي التقرب الى الله بطاعته بوسيلة فيتوصل بهذا الشيء الطاعة يتوصل به الى الله والى رضاه وكرامته بهالوسيلة تطلق على السبب. السبب وسيلة العمل الصالح وسيلة لدخول الجنة ولهذا قال سبحانه ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون فالعمل سبب ووسيلة والطاعة سبب ووسيلة الى الفلاح وتترك الوسيلة على بيت النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة منزلته وهي اعلى غرف الجنة اعلى غرف الجنة هو منزل النبي الوسيلة. وسقف عرش الرحمن اقرب شيء للعرش كما سمعنا في الحديث من سمع النداء ثم قال واجاب المؤذن وقال مثلا اقول ثم صلي على النبي صلى الله عليه وسلم اتى بهذا الدعاء الله رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة عات محمدا الوسيلة والفضيلة حلت لو شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم الوسيلة يعني اعطه الوسيلة اي درجة منزلته عليه الصلاة وداره في الجنة عليه الصلاة والسلام قال له سير صرف على منزلة دار النبي صلى الله عليه وسلم والوسيلة هي الله بطاعته وابتغوا الى الوسيلة ثم قالت له اجاهد في سبيله جاهدوا في سبيل الله والجهاد انواع الجهاد يكون بالدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بهذا النفس على تعلم فعجب الله وجهادها عن العمل وجهاد الشيطان في دفع وساوسة وجهاد المنافقين والفساق بدعوتهم ومجادلتهم وامرهم بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى ذلك اجتهاد الكفار القتال وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون لعل هنا للتعليل وليست للترجي لان الله تعالى لا يرجو احدا ولا يخاف من احد والمعنى وجاهدوا في سبيله لكي تفلحوا لاجل ان تفلحوا لعل التعليل والمعنى ان هذه الامور من اسباب الفلاح والفلاح والحصول على المطلوب والنجاة من المرهوب واعظم ما يطلبه المسلم هو رضا الله والتمتع بدار كرامته واعظم ما يرهبه ويخافه المسلم وغضب الله سخطه والنار هؤلاء الذين امتثلوا هذه الاوامر يحصلون على الفلاح من يتقى الله وابتغى القربى اليه بطاعته. وجاهد في سبيله فهو من اهل الفلاح الله عز وجل يكون سب. نعم. نعم. المقام المحمود هو شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في يواقف القيامة شفاعة لا يربط فيها الاول والاخرون عسى يذكر كما مقاما محمودا الله تعالى يشفعه في الخلائق حتى يقظى بينهم. نعم احسن الله اليك. عنوان تيقن وصوله اليه ما تقبل ذلك منه. بل لا مندوحة عنه ولا محيص ولا مناص ولهذا قال ولهم عذاب اليم. اي موجع يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم. كما قال تعالى كلما ارادوا ان منها من غم اعيدوا فيها. الاية فلا يزالون يريدون الخروج مما هم فيه من شدته واليم مسه ولا سبيل لهم الى ذلك وكلما رفعهم اللهب فصاروا في اعلى جهنم ضربتهم الزبانية بمقامع الحديد فيردوهم الى اسفلها ولهم عذاب مقيم. اي دائم مستمر لا خروج لهم منها. ولا محيد لهم عنها عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم صلي يؤتى بالرجل من اهل النار فيقال له يا ابن ادم كيف وجدت مضجعك؟ فيقول شر مضجع فيقال هل تفتدي بقراب الارض ذهبا قال فيقول نعم يا رب فيقول الله كذبت قد سألتك اقل من ذلك فلم تفعل فيؤمر به الى النار. رواه مسلم والنسائي والله راح هذه الاية الكريمة فيها دليل على ان الكفار مخلدون في النار ابدا ابد لا يخرجون منها نسأل الله العافية وانه لا ينقذهم من عذاب الله احد ولا يستطيع احدا ان ينقذهم لو اجتمعوا على الارض ما استطاعوا ولا يقبل منه فداء ولو كان له مثل الارض ذهبا ومثله معه ما قبله الله منه بل لابد من العذاب والعذاب حتم وهو مؤبد نسأل الله السلامة والعافية ولهذا قال اسماعيل ان الذين كفروا يعني جحدوا توحيد الله ولم يؤدوا عبادته واشركوا بالله عز وجل وماتوا على الشرك والكفر الشرك الاكبر والكفر الاكبر لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه يعني من الذهب ليفتدوا به يعني يفادوا انفسهم يعني يقدمونه فداء لانفسهم فيكون ملء الارض ذهبا ومثله معه ملء الارض مرتين ذهبا يقدمونه حتى يستووا من العذاب ما قبله الله منهم مع ان هذا لا يمكن ولا يمكن له ان يأتوا بمثل ارضها لكن لو قدر لو هذي شرطية فرظية لبيان مقادير الاشياء فهذا الشرط المقدر ببيان مقادير الاشياء والا لا يكون هذا ولا يمكن ان يحصل احد على الارض يهبه مثلها مرتين ما يمكن يحصل. من اين يحصل هذا شروط من قوله تعالى ان اشركت ليحبطن عملك. والنبي معصوم من الشرك لكن البيان بين مقادير الشرك. مقادير الاشياء وان الشرك محبط للاعمال مما صدر منه كذلك هنا قال ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الارض لو فرض على الفرض والتقدير وهذا لا يكون لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه يعني من الذهب ملء الارض مرتين ومثله مع هذه المرة الثانية ليفتدوا به يفادوا انفسهم من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم بل لا بد ان يخلدوا وله عذاب مقيم مستمر لا نهاية له قال سبحانه وتعالى في الاية الاخرى ان الذين كفروا وماتوا وهو كفار فلن يقبل من احدهم يلو الارض ذهبا ولو افتدى به اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين قال سبحانه وتعالى يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولا هم على مقيم في هذه الاية. قال في الاية الاخرى كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار قال سبحانه وتعالى كلما خبث زدناهم سعيرا قال سبحانه العابثين فيها احقابا والاحقاد لهم حقد والحقد هي مدد المتطاولة التي لا نهاية لها. كلما حقب يعقبه حكم الى ما لا نهاية نسأل الله السلامة والعافية. ولا قال يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها كلما رفعهم لهبوا النار الى اعلى ضربتهم زبانها الملائكة بالمقابر حتى تردهم الى اسفلها نسأل الله السلامة والعافية وفي هذا الحديث انه يؤتى بالكافر يوم القيامة ويقال له لو كان لك مثل الارض ذهبا اكنت مفتديا به قال العبد في صحيح مسلم انه يؤتى بالرجل وعلى الصلاة من اهل النار فيقال لو كان لك مثل الارض ذهبا لو كنت مفتدي به؟ قال نعم. فيقول الله تعالى قد اردت منك اهون من ذلك قد عليك او انت في ظهر ابيك الا تشرك به شيئا فابيت الا ان تشرك بي. يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخلين منها ولهم عذاب مقيم وهذا فيه دليل على ان النار مؤبدة كما ان الجنة مؤبدة فاهل النار مخلدون فيها ابد الابد واهل الجنة مخلدون فيها ابد الابد. نعم قال تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله. والله عزيز حكيم عنوان الامر بقطع يد السارق يقول تعالى حاكما وامرا بقطع يد السارق والسارقة وقد كان القطع معمولا به في الجاهلية فقرر في الاسلام وزيدت شروط اخر كما سنذكره ان شاء الله تعالى كما كانت القسامة والدية والقراض وغير ذلك من الاشياء التي ورد الشرع بتقريرها على ما كانت عليه وزيادات هي من تمام المصالح عنوان متى تقطع يد السارق وثبت في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله السارق يسرق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده واخرج الشيخان البخاري ومسلم عن ابي عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدا ولمسلم عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقطع يد السارق الا في ربع دينار فصاعدا فهذا الحديث فاصل في المسألة ونص في اعتبار ربع الدينار لا ما ساواه وحديث ثمن المجن وانه كان ثلاثة دراهم لا ينافي هذا لانه اذ ذاك كان الدينار باثني عشر درهما فهي ثمن ربع الدينار. فامكن الجمع بهذا الطريق ويروى هذا المذهب عن عمر ابن الخطاب وعثمان ابن عفان وعلي ابن ابي طالب رضي الله عنهم. وبه يقول عمر ابن عبد العزيز وليت ابن سعد الاوزاعي والشافعي واصحابه واسحاق ابن راهوية في رواية عنه وابو ثور وداوود ابن علي الظاهري رحمهم الله وذهب الامام احمد بن حنبل واسحاق بن راهوية في رواية عنه الى ان كل واحد من من ربع الدينار والثلاثة دراهم مرد شرعي فمن سرق واحدا منهما او ما يساويه قطع واما الامام ابو حنيفة واصحابه ابو يوسف ومحمد وزفر وكذا سفيان الثوري رحمهم الله فانهم ذهبوا الى ان اصاب عشرة دراهم مضروبة عشرة دراهم مظروبة غير مغشوشة والثابت هو القول الاول وهو القطع في ربع دينار فصاعدا وانما ناسب في باب السرقة ان يكون القدر الذي فيه ربع دينار لئلا يسارع الناس في سرقة الاموال فهذا هو وعين الحكمة عند ذوي الالباب ولهذا قال جزاء بما كسبا نكالا من الله. والله عزيز حكيم. اي مجازاة على صنيعهما السيء في اخذهما اموال الناس بايديهم تناسب ان يقطع ما استعان به في ذلك نكالا من الله اي تنكيلا من الله بهما على ارتكاب ذلك والله عزيز اي في انتقامه حكيم اي في امره ونهيه وشرعه وقدره عنوان توبة السارق مقبولة ثم قال تعالى فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه. ان الله غفور رحيم اي من تاب بعد سرقته واناب الى الله فان الله يتوب عليه فيما بينه وبينه. روى الامام احمد عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاء بها الذين سرقتهم فقالوا يا رسول الله ان هذه سرقتنا فقال قومها نحن نفديها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقطعوا يدها فقالوا نحن فيها بخمسمائة دينار فقال اقطعوا يدها فقطعت يدها اليمنى فقالت المرأة هل لي من توبة يا رسول الله؟ قال نعم انت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك امك فانزل الله في سورة مائدة فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه. ان الله غفور رحيم. وهذه المرأة هي المخزومية التي سرقت وحديثها ثابت في الصحيحين من رواية الزهري عن عروة عن عائشة ان قريشا اهمهم شأن المرأة التي سرقت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح. فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا ومن عليه الا اسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي فاتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فيها تامة ابن زيد فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال اتشفع في حد من حدود الله عز وجل؟ فقال له اسامة استغفر يا رسول الله فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختطب فاثنى على الله بما هو اهله ثم قال اما بعد فانما اهلك الذين من قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقام عليه الحد واني والذي نفسي بيده لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ثم امر بتلك المرأة التي احترقت فقطعت يدها فقالت عائشة فحسنت ثوبتها بعد وتزوجت وكانت تأتي بعد ذلك فارفع حاجتها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لفظ مسلم. وفي لفظ له عن عائشة رضي الله عنها قالت كانت امرأة مخزومية تستعير ساعة وتجحده فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها ثم قال تعالى الم تعلم ان الله الكلمتين بيان حكم السارق والسارقة. قال تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسب نكالا من الله والله عزيز حكيم فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم في هذه هاتين الايتين بين حكم السرقة وان السارق والسارقة ذكر انثى اذا سرق تقطع يده نكالا من الله وعقوبة وجزاء له وان من تاب تاب الله عليه جاءت السنة ببيان شروط اقامة الحد على السارق وانه لا بد ان ان يسرق من حرز من شيء في حرز كان يكسر مثلا الصندوق او يكسر مثلا السيارة يعني حرز او يكسر الباب فهذا حرز اما لو ترك له الباب مفتوح او تركت له السيارة مفتوحة فهذا لا يرفع اخذا بالحرص هذا تفريط وان كان يعزر يعزر السارق بالسجن والضرب ويؤخذ لكن قطع اليد قطع اليد لابد من استكمال الشروط من حرز وان يسرق نصابا واني صبر ربع دينار و جاء في الحديث الاخر ان النبي قطع في ثمن رجال تسمى ثلاث دراهم فذهب الامام احمد الجماعة الى ان النصاب اما ثلاث دراهم او ربع دينار. من الذهب وثلاث دراهم من الفظة وقال اخرون الاصل هو الدينار. وذهبت جماعة كلم ابي حنيفة وجماعة الى ان النصاب عشرة دراهم فلابد من ان يسرق نصاب فاذا صراع اقل من ذلك فلا تقطع يده لكن يعزر يعزر بالسجن والضرب واخذ المال لكن قطع اليد لابد ان يكون يسرق بالحرز ولابد ان يكون يبلغ نصاب ثم قطع اليد فيكون الى الكف من مفصل الكف وهذه المرأة التي جاءت المقصودية كانت تجحد تأخذ المتاع وتجحده امر بها النبي في قظية الفتح في فتح مكة ان تقطع يدها فكبر ذلك على المشركين واهمهم شأنها شريفة وقالوا هذه كيف تقطع يدها وهي شريفة مخزومية فقالوا من؟ من يكلم النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا لا يكلمه الا اسامة محبوب للنبي صلى الله عليه وسلم احبه كثيرا وهو الذي يستطيع فقالوا كلموا اسامة قال اشعلنا الرسول لعله يسمع عنها الا تقطع يدها فكلم اسامة النبي فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وتلون وجهه وقال لاسر وتشفع في حد من حدود الله اتشفع في حد من حدود الله؟ كرر عليه. كيف تشفع في حتى لا يقام فخاف اسامة وقال ارصد استغفر لي فامر بها النبي فقطعت يدها ثم حسنت توبتها وتابت وكانت تأتي عائشة رضي الله عنها وترفع حاجتها الى النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال سبحانه والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا جزاء تنكيلا نكالا من الله تنكيلا من الله وجزاء لهما على صنيعهما لكان من الله عزيز حكيم عزيز قوي سبحانه وتعالى لا يغلب حكيم في ما يشرعه ويقدره سبحانه وتعالى وقال فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه. ان الله غفور رحيم ولكن الحدود لابد من اقامتها حد يقام عليه كما اقام النبي على المخزوبية ثم تابت وحسنت توبتها عليه سم. لا ربع دينار او الذي يساويه ثلاثة دراهم عند جمع من اهل العلم وعند الشافعي الذي ذكره المؤلف ان الاصل هو ربع دينار والاصل نعناع