في قوله والحور لا تفنى اي لانهن خلقن للبقاء لا للفناء من التوضيح قال الامام ابن القيم رحمه الله ولاجل هذا؟ قال جهم انها عدم ولم تخلق الى ذا الان ولي اجلي ذلك لم يقر الجهم ارواح خارجة عن الابدان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله ولاجل ذلك لم يقر الجهم الى اخره اي ان الجهم يقول المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الامام ابن القيم رحمه الله فصل في مذهبه في الميعاد وتحقيق مذهب السلف قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته اعلم ان المؤلف جمع بهذا الفصل من الادلة والبراهين ما لم اظفر به مجموعا في غيره لا له ولا لشيخه شيخ الاسلام فضلا عن غيرهما وانما يذكر في بعض المواضع بعضا مما ذكر هنا كالكلام على الروح مفردة والكلام على الابدان وحدها قال الامام ابن القيم رحمه الله وقضى بان الله يجعل خلقه عداما ويقلبه جودا فاني قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله وقضى بان الله يجعل خلقه عدما هذا القول مبني على اثبات الجوهر الفرد انتهى من التوضيح والعدم الذي لا يبقى من اجزائه شيء بل يعدم كله قوله ويقلبه وجودا ثاني اي بعدما اعدمهم يقلبهم قلبا فانيا لا جمعا لاجزائهم المتفرقة المستحيلة المتلاشية قال الامام ابن القيم رحمه الله العرش والكرسي والارواح املاك والافلاك والقمران قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله العرش والكرسي البيتين ان هذه وغيرها يعدمها عدم المحضا قال الامام ابن القيم رحمه الله والارض والبحر المحيط وسائر اكوان من عرض ومن جثمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله والارض والبحر المحيط وسائر اكوان من عرض وهو الوصف ومن جثمان وهو الجوهر وقد وردت النصوص ان من المخلوقات شيء خلق للبقاء لا للفناء كما سيأتي ان شاء الله في كلامه قريبا ومنها العرش والكرسي والارواح وغيرها قال الامام ابن القيم رحمه الله كل سيفنيه الفناء المحضلا يبقى له اثر كظل فاني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله كل من هذه المذكورات سيفنيه الله الفناء المحض اي الخالص الذي لا يبقى له اي جزء ولا اثر كظل فاني فان الظل اذا زال وفني لا يبقى له اثر البتة قال الامام ابن القيم رحمه الله ويعيد ذا المعدوم ايضا ثانيا محض الوجود اعادة بزمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله ويعيد ذا المعدوم ايضا ثانيا اي بعدما يعدمهم اعداما محضا يعيدهم الله محض الوجود اعادة بزمان وهذا من باب اضافة الصفة للموصوف اي وجودا محضا اي خالصا ليس له بذر او اصل او اثر بل انما اعادهم خلقا لا اصل له قال الامام ابن القيم رحمه الله هذا المعاد وذلك المبدأ لدى جهم وقد نسبوه للقرآن قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله هذا المعاد وهو اعادتهم محض الوجود وذلك المبدأ اي ابتداء اعدامه اياهم وهو قوله فيما تقدم كل سيفنيه الفناء المحض قوله لدى جهم وقد نسبوه اي ان الجهمية نسبوا هذا القول للقرآن فقالوا ان القرآن يدل عليه قال الامام ابن القيم رحمه الله هذا الذي قاد ابن سينا والاولى قالوا مقالته الى الكفران قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله هذا الذي قاد ابن سينا والاولى اي الذين قالوا مقالته من الفلاسفة المنتسبين للاسلام كالفارابي وابن سبعين ونحوهم لانهم يزعمون ان العدم بين الوجودين محال فقادهم اعتقاد الجهم الى الكفران وهو انكار المعاد والسبب في ذلك ما ذكره بالبيت بعده وهو قوله لم تقبل الاذهان ذا قال الامام ابن القيم رحمه الله لم تقبل الاذهان ذا وتوهموا ان الرسول عناه بالايمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته لم تقبل الاذهان ذا اي قول جهم في امر المعاد وتوهموا ان الرسول عناه بالايمان حيث اوجب الايمان بالبعث فلذلك كفروا بالميعاد لان هذا شيء لا تقبله العقول هذا سياق مذهبهم وتفصيله ثم شرع المؤلف في رده وتزييفه وبيان المعاد على ما جاء في الكتاب والسنة قال الامام ابن القيم رحمه الله هذا كتاب الله انا قال ذا او عبده المبعوث بالبرهان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته فقوله هذا كتاب الله البيتين فيه نفي الدليل عن كلامهم قال الامام ابن القيم رحمه الله او صحبه من بعده او تابع لهم على الايمان والاحسان بل صرح الوحي المبين بانه حقا مغير هذه الاكوان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله بل صرح الوحي المبين بانه فيه الاستدلال للسلف على بطلان كلام الجهمية قوله حقا مغير هذه الاكوان اي تغيير صفات لا تغيير ذوات قال الامام ابن القيم رحمه الله فيبدل الله السماوات العلى والارض ايضا ذان تبديلان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله فيبدل الله السماوات الى اخره والتبديل قد يكون في الذات كما في ابدلت الدراهم بالدنانير وقد يكون في الصفات كما في ابدلت الحلقة خاتما وهو المراد لان الذي ورد في الكتاب والسنة تغيير الاكوان من حالة الى حالة ومن صفة الى صفة اخرى لا افناؤها بالكلية اما الاعدام والافناء المحض لكل شيء فهو مذهب جهم ولم يرد في كتاب ولا سنة ولا قول الائمة قال الامام ابن القيم رحمه الله وهما تبدي للجلود لساكني نيران عند النضج من النيران وكذلك يقبض ارضه وسماءه بيدهما العدمان مقبوضان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله وكذا يقبض ارضه الى اخره دليله ما في الصحيح عن ابن عمر انتهى من التوضيح قال الامام ابن القيم رحمه الله وتحدث الارض التي كنا بها اخبارها في الحشر للرحمن قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله وتحدث الارض دليله قوله تعالى يومئذ تحدث اخبارها بان تشهد على كل عبد او امة بما عمل على ظهرها انتهى من التوضيح قال الامام ابن القيم رحمه الله وتظل تشهد وهي عدل بالذي من فوقها قد احدثت الثقلان افيشهد العدم الذي هو كاسمه لا شيء هذا ليس في الامكان لكن تسوى ثم تبسط ثم تشر هدوا ثم تبدل وهي ذاتك كيان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله لكن تسوى البيتين هذا هو تفسير تبديل الارض وتغييرها اي انها تغير من حالتها الاولى الى صفة غيرها فتكون غير ما يعهده الناس قال الامام ابن القيم رحمه الله وتمد ايضا مثل مد اديننا من غير اودية ولا كثبان وتقيء يوم العرض ذا اكبادها كالاسطوان نفائس الاثمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وتقيئ يوم العرض من اكبادها هذا من جملة التبديل كما قال تعالى واخرجت الارض اثقالها اي ما في جوفها من الاموات والدفاين قوله كالاسطوان وهي العمد قال الامام ابن القيم رحمه الله كل يراه بعينه وعيانه ما لامرئ بالاخذ منه يدان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله ما لامرئ بالاخذ منه يدان اي قدرة وايضا قد اهمهم ما هو اكبر منه قال الامام ابن القيم رحمه الله وكذا الجبال تفت فتا محكما فتعود مثل الرمل ذي الكثبان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وكذا الجبال الثلاثة الابيات فلها ثلاث حالات اولا تفتح حتى تكون ككثيب الرمل ثم تكون كالعهن المنفوش وهو الصوف المصبوغ ثم تبس حتى تكون كالهباء المنثور قال الامام ابن القيم رحمه الله وتكون كالعهن الذي الوانه وصباغه من سائر الالوان وتبسم مثل ذاك فتنثني مثل الهباء لناظر الانسان وكذا البحار فانها مسجورة قد فجرت تفجير ذي سلطان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وكذا البحار فانها مسجورة اي موقدة بالنار قد فجر التفجير ذي سلطاني اي ذي قدرة وقوة فهي تفجر اولا ثم تسجر ثانيا قال الامام ابن القيم رحمه الله وكذلك القمران يأذن ربنا له ما فيجتمعان يلتقيان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله فيجتمعان يلتقيان ولم يجتمعا منذ خلقهما الله قبل هذا الاجتماع ولكن قد ذهب سلطانهما فلذا قال هذي الى اخره قال الامام ابن القيم رحمه الله هذه مكورة وهذا خاسف وكلاهما في النار مطروحان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته هذه اي الشمس مكورة اي مجموعة ملفوفة وهذا اي القمر خاسف اي ذاهب نوره وكلاهما في النار مطروحان ليراهما من كان يعبدهما في الدنيا فهو كالتوبيخ لهم قال الامام ابن القيم رحمه الله وكواكب الافناك تنثر كلها كان ان نثرت على ميدان وكذا السماء تشق شقا ظاهرا وتمر ايضا اي ما وراني قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله وكذا السماء تشق شقا ظاهرا قال تعالى اذا السماء انشقت اي انصدعت وتفطرت ومعنى انشقاقها انفطارها بالغمام الابيض وقيل تنشق من المجرة وبه قال علي بن ابي طالب والمجرة باب السماء انتهى من التوضيح قوله وتمور ايضا ايما ما وراني المور الاضطراب والحركة قال تعالى يوم تمور السماء مورا قال الامام ابن القيم رحمه الله وتصير بعد الانشقاق كمثل ماء ذا المهلئ اوتك وردة كدهان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وتصير بعد الانشقاق كمثلها ذا المهل الرصاص المذاب او تك وردة كدهان اي لونها كلون الوردة في حمرتها والدهان ما يدهن به نحو دردي الزيت وهو خثارته كما قال تعالى فاذا انشقت السماء فكانت وردة كدها قال الامام ابن القيم رحمه الله والعرش والكرسي لا يفنيهما ايضا وانهما لمخلوقان كذلك جنة مأوى وما فيها من الولدان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله والعرش والكرسي الى اخره المستثنى من الهلاك في قوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه ثمانية نظمها السيوطي فقال ثمانية حكم البقاء يعمها من الخلق والباقون في حيز العدم هي العرش والكرسي نار وجنة وعجب وارواح كذا اللوح والقلم والعرش غير الكرسي فان الكرسي كالمرقاة بين يدي العرش وقد زاد الناظم على ذلك الحور قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله ولاجل هذا اي لاجل النصوص الدالة على ان الجنة لا تفنى قال جهم انها عدم ولم تخلق الى ذا الان وذلك بناء على مذهبه الخبيث وهو قوله اول الفصل كل سيفنيه الفناء المحض اي لو كانت موجودة لفنيت ولكنها الان لم تخلق وانما يخلقها الله يوم المعاد قال الامام ابن القيم رحمه الله والانبياء فانهم تحت الثراء اجسامهم حفظت من الديدان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله والانبياء فانهم الى اخره اي فكل الانبياء لا تأكل الارض لحومهم وقد يشاركهم بعض الاولياء كرامة لهم قال الامام ابن القيم رحمه الله ما للبلاد لحومهم وجسومهم ابدا وهم تحت التراب يداني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله يدان اي قوة وطاقة قال الامام ابن القيم رحمه الله وكذلك عجب الظهر لا يبلى بلى منه تركب خلقة الانسان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله وكذا كعجب الظهر الى اخره كما ورد كل ابن ادم تأكله الارض الا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب وهو العظم الذي في اسفل الصلب واصل الذنب من ذوات الاربع مثل حبة الخردل منه ينبتون من التوضيح فهو لا يفنى ولو احرق الميت او اكله سبع ونحوه قال الامام ابن القيم رحمه الله وكذلك الارواح لا تبلى كما تبلى الجسوم ولا بنا اللحمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله من اللحمان بلا مصدر اي كما يبلى اللحم قال الامام ابن القيم رحمه الله ان الروح لا داخل البدن ولا خارجه ولا متصلة به ولا منفصلة عنه من التوضيح اي لا يقر بان الروح غير البدن بل هي من بعض الصفات التي يتصف بها البدن كالبياض والسمع والبصر والطول والقصر ونحوها قال الامام ابن القيم رحمه الله لكنها من بعض اعراض بها قامت وذا في غاية البطلان فالشأن للارواح بعد فراقها ابداننا والله اعظم شأني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله فالشأن للارواح بعد فراقها لانها في الدنيا محجوبة بالبدن مقصورة على مصالحه فاذا انفردت فيه صار لها والله اعظم شأن قال الامام ابن القيم رحمه الله اما عذاب او نعيم دائم قد نعمت بروح والريحان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله اما عذاب او نعيم دائم تأمل كيف جعل النعيم دائما والعذاب لم يطلق عليه انه دائم وذلك اشارة ان من نعم فنعيمه دائم ومن عذب فقد يكون عذابه دائما وقد لا يدوم فالكافر يدوم عذابه والمؤمن وان عذب ببعض ذنوبه فلا يدوم عذابه وقد يلحظ منه الايماء الى القول بثناء النار كما هو قول لبعض السلف قال الامام ابن القيم رحمه الله وتصير طيرا سارحا مع شكلها تجني الثمار بجنة الحيوان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله وتصير طيرا الى اخره اي ارواح عموم المؤمنين ولو غير شهداء كما نبه عليه في كتاب الروح لقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة من التوضيح قال الامام ابن القيم رحمه الله وتظل واردة لانهار بها حتى تعود لذلك الجثمان لكن ارواح الذين استشهدوا في جوف طير اخضر ريان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله لكن ارواح الذين استشهدوا معنى ان الشهداء لهم خصوصية بان ارواحهم تجعل في اجواف طير خضر قوله في جوف طير اخضر ريان اي ناعم قال الامام ابن القيم رحمه الله فلهم بذاك مزية في عيشهم ونعيمهم للروح والابدان بذلوا الجسوم لربهم فاعاظهم اجسام تلك الطير بالاحسان ولها قناديل اليها تنتهي ماوا لها كمساكن الانسان ترنح بعد الموت اكمل حالة منها بهذه الدار في جثماني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في جثماني هو الجسم وهو الجسد فهي الفاظ مترادفة قال الامام ابن القيم رحمه الله وعذاب اشقاها اشد من الذي قد عاينت ابصارنا بعيان والقائلون بانها عرض ابوا ذا كله تبا لذي نكران قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله والقائلون بانها اي الروح عرض ابوا ذا كله اي ما ورد من نعيم البرزخ وعذابه لانها عندهم تعدم وتتلاشى فعندهم انها عرض من اعراض البدن فاذا مات الجسم عدمت روحه كما تعدم سائر اعراضه المشروطة بالحياة فاذا مات فلا روح تصعد الى السماء وتعود الى القبر وتقبضها الملائكة ويستفتحون لها ابواب السماوات ولا تنعم ولا تعذب وانما ينعم ويعذب الجسد اذا شاء الله تنعيمه وتعذيبه رد عليه الحياة في وقت يريد نعيمه وعذابه والا فلا روح هناك قائمة بنفسها البتة وقال بعض ارباب هذا القول ترد الحياة الى عجب الذنب فهو الذي يعذب وينعم حسب وهذا قول يرده الكتاب والسنة واجماع الصحابة وادلة العقول والفطرة وهو قول من لم يعرف روحه فضلا عن روح غيره انتهى من التوضيح ملخصا قال الامام ابن القيم رحمه الله واذا اراد الله اخراج الوراء بعد الممات الى المعادي الثاني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله واذا اراد الله اخراجا الى اخره هذا مبدأ المعاد الثاني واما المعاد الاول فهو رجوع الروح الى البدن في البرزخ وتنعيمها او تعذيبها قال الامام ابن القيم رحمه الله القى على الارض التي هم تحتها والله مقتدر وذو سلطان مطارا غليظا ابيضا متتابعا عشرا وعشرا بعدها عشرا فتظل تنبت منه اجسام الوراء ولحومهم كمنابت الريحان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله كمنابت الريحان جميع البقولات والخضروات قال الامام ابن القيم رحمه الله حتى اذا ما الام حان ولادها وتمخضت فنفاسها متداني اوحى لها رب السماء فتشققت فبدا الجنين كاكمل الشبان وتخلت الام الولود واخرجته اثقالها انثى ومن ذكران قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وتخلت الام الولود كما قال تعالى والقت ما فيها وتخلت قال الامام ابن القيم رحمه الله والله ينشئ خلقه في نشأة اخرى كما قد قال في القرآن قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله والله ينشئ خلقه الى اخره اي ان هذه النشأة غير نشأتهم في الدنيا فان تلك قابلة للفناء والتغير والزوال وهذه قابلة للسرمدي والبقاء قال الامام ابن القيم رحمه الله هذا الذي جاء الكتاب وسنة هادي به فاحرص على الايمان ما قال ان الله يعدم خلقه ضرا كقول الجاهل الحيران قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله ما قال ان الله يعدم خلقه اضطرا ختم به هذا الفصل كما ابتدأه به اولا قوله كقول الجاهل الحيران ومراده بالجاهل الجهم ابن صفوان قال الامام ابن القيم رحمه الله فصل قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته يذكر الناظم في هذا الفصل جملة من المسائل المتقدمة وانما كررها تبيانا لما فيها من المعاني الغوامض وتفريعا عليها وجمعا لها قال الامام ابن القيم رحمه الله وقضى بان الله ليس بفاعل فعلا يقوم به بلا برهان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله وقضى بان الله ليس بفاعل تضمن كلام المصنف مسألتين عظيمتين احداهما في افعال الله هل لله تعالى فعل يقوم به بمشيئته وقدرته ام الفعل هو المفعول والخلق هو المخلوق الاول هو الذي ذكره الفقهاء من اصحاب ابي حنيفة والشافعي واحمد ومالك في كتبهم وذهبت الجهمية والمعتزلة او اكثرهم والكلابية والاشعرية الى ان الخلق هو المخلوق والفعل هو المفعول وليس لهؤلاء عند الرب فعل يقوم به تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا من التوضيح قوله فعلا يقوم به ان يتصفوا به بلا برهان متعلق بقضاء قال الامام ابن القيم رحمه الله بل فعله المفعول خارج ذاته كالوصف غير الذات في الحسبان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله بل فعله هو المفعول وهو خارج ذاته كما ان الوصف عنده غير الذات في الحسبان قال الامام ابن القيم رحمه الله والجبر مذهبه الذي قرت به عين العصاة وشيعة الشيطان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله والجبر مذهبه الى اخره اي ان مذهب جهم هو الجبر وهذه المسألة الثانية ومعنى الجبر ان العباد مجبورون على افعالهم وليس لهم عليها قدرة وليسوا هم الفاعلين لها الا على وجه المجاز والا فهي افعال الباري انتهى من شيخنا وقد اختلف الناس في افعال العباد هل هي مقدورة للرب والعبد ام لا فقال الجهم واتباعه الجبرية ان ذلك الفعل مقدور للرب لا للعبد وكذلك قال الاشعري ان المؤثر فيه قدرة الرب دون قدرة العبد وقال جمهور المعتزلة ان الرب لا يقدر على غير مقدور العبد انتهى من التوضيح قال الامام ابن القيم رحمه الله كانوا على وجل من العصيان ذا هو فعلهم والذنب للانسان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله كانوا على وجل الى اخره اي ان افعال العباد غير اختيارية بل هم مجبورون عليها كحركة المرتعش وتحريك الهواء للاشجار ونحو ذلك فاذا كان اصل القدرية المجبرة ان ارادة الرب تعالى هي عين محبته ورضاه فكلما شاءه فقد رضيه واحبه وكلما لم يشأه فهو مسخوط مبغوض بل مسخوط المبغوض هو ما لم يشأ والمحبوب المرضي هو ما شاء هذا اصل القدرية الجبرية المنكرين للحكم والتعليل والاسباب وتحسين العقل وتقبيحه انتهى من التوضيح قوله كانوا على وجل الى اخره اي انهم اذا اذنبوا ذنبا خافوا ان يعاقبهم الله على ذنوبهم لانهم الفاعلون لها وهم الملومون عليها لانها ناشئة عن ارادتهم وقدرتهم قال الامام ابن القيم رحمه الله واللوم لا يعدوه اذ هو فاعل بارادة وبقدرة الحيوان فاراحهمجهم وشيعته من لوم العنيف وما قضوا باماني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله فاراحهم جهم وشيعته من لوم العنيف بان قال ان الله هو الذي اجبركم عليها وليست افعالا لكم حقيقة ولكنهم ما قضوا باماني لهم اي انهم لم يؤمنوهم من العذاب فقالوا ان العصيان ليست افعالا لكم ومع ذلك ان الله يعاقبكم عليها ولو لم تكن افعالا لكم بل الله الذي فعلها فيكم ويعاقبكم عليها قال الامام ابن القيم رحمه الله لكنهم حملوا ذنوبهم وعلاء رب العباد بعزة وامان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله بعزة وامان اي بجراءة عليه وامن من العقوبة على هذه الجراءة قال الامام ابن القيم رحمه الله وتبرؤوا منها وقالوا انها افعاله ما حيلة الانسان ما كلف الجبار نفسا وسعها ان وقد جبرت على العصيان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله ما كلف الجبار نفسا وسعها هذا مصادم للاية لا يكلف الله نفسا الا وسعها قال الامام ابن القيم رحمه الله وكذا على الطاعات ايضا قد غدت مجبورة فلها اذا جبراني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وكذا على الطاعات ايضا قد غدت مجبورة اي ان الله جبرهم على المعاصي وعلى الطاعات قوله فلها اذا جبراني ومن هنا نعلم ان ما ذكره اكثر المفسرين على قوله تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك تذكروا ما يدل على مذهب الجهمية ونحوهم ان العبد مجبور على فعل المعاصي لا على فعل الطاعات فالصواب ان مذهبهم ان العبد مجبور على الطاعات والمعاصي كما هو صريح عبارة الناظم فتأمل قال الامام ابن القيم رحمه الله والعبد في التحقيق شبه نعامة قد كلفت بالحمل والطيران قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله والعبد في التحقيق شبه نعامة اي لاجل ان لها اجنحة فتشبه الطير من هذا الوجه ولها اخفاف تشبه اخفاف الناقة فلهذا قال قد كلفت بالحمل والطيران انتهى من التوضيح قال الامام ابن القيم رحمه الله اذ كان صورتها تدل عليهما هذا وليس لها بذاك يدان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله هذا وليس لها بذاك يدان المراد باليد هنا القوة قال الامام ابن القيم رحمه الله فلذاك قال بان طاعات الورى وكذا كما فعلوه من عصيان هي عين فعل الرب لا افعالهم فيصح عنهم عند ذا نفيان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله فيصح عنهم عند ذا نفيان الى اخره هذا الزام لهم قال الامام ابن القيم رحمه الله نفي لقدرتهم عليها اولا وصدورها منهم بنفي ثاني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله نفي لقدرتهم عليها اولا وهذا يقرون به ولا ينكرونه وقوله وصدورها منهم بنفي ثاني هذا من لازم مذهبهم والا فلا يقولون به قال الامام ابن القيم رحمه الله فيقال ما صاموا ولا صلوا ولا زكوا ولا ذبحوا من القربان وكذا كما شربوا وما قتلوا وما سرقوا ولا فيهم غوي زاني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته هذا الزام لهم ذكر امور العبادات وامور العادات وامور المعاصي قال الامام ابن القيم رحمه الله وكذلك لم يأتوا اختيارا منهم بالكفر والاسلام والايمان انا على وجه المجاز لانها قامت بهم كالطعم والالوان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله الا على وجه المجاز الى اخره اي لانهم ليس لهم عليها قدرة بل قامت بهم كالطعم والالوان فالانسان كما لا يقدر ان يغير لونه عن حالته الاصلية من السواد والبياض كذلك لا يقدر ان يفعل او يترك بقدرته وارادته بل هو مجبور قال الامام ابن القيم رحمه الله جبروا على ما شاءه خلاقهم ما ثمدوا عون وغير معاني الكل مجبور وغير ميسر كالميت ادرج داخل الاكفان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله الكل مجبور قد اشبع الكلام فيه الناظم في مشهد اصحاب الجبر في شرح منازل السائرين انتهى من التوضيح قوله وغير ميسر كالميت ادرج داخل الاكفان اشارة الى انهم خالفوا ما ثبت في الصحيحين اعملوا فكل ميسر لما خلق له الحديث من التوضيح ولما فرغ الناظم من الكلام على القول بالجبر وذكر بعض ما يلزم اهله شرع ايضا ببيان ما يلزمهم من وجه اخر من الشناعات فقال وكذاك افعال المهيمن الى اخره قال الامام ابن القيم رحمه الله وكذا كافعال المهيمن لم تقم ايضا به خوفا من الحدثان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه وكذلك افعال المهيمن الى اخره وذلك بزعمهم خوفا من قيام الحوادث بذات الرب لانهم اذا قالوا انها قائمة به لزم قيام الحوادث بذاته فيلزم حدوثه لان ما قامت به الحوادث فهو حادث انتهى من التوضيح وقد تقدم هذا المعنى مرارا وانما ذكره ليبني قوله فاذا جمعت مقالتيه الى اخره اي اذا الفعل ليس فعلا للرب والعبد مجبور لا فعل له حقيقة بل تسمى افعالا له مجازا كان نسبة ذلك الفعل الى الرب كذبا لانه ليس بفاعل للمعاصي وصار نسبته منه ايضا كذبا لانه ليس بفاعل وانما هو مجبور قال الامام ابن القيم رحمه الله فاذا جمعت مقالتيه انتج كذبا وزورا واضح البهتان اذ ليست الافعال فعل الهنا والرب ليس بفاعل العصيان فاذا انتفت صفة الاله وفعله وكلامه وفعائل الانسان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله فاذا انتفت صفة الاله وفعله وكلامه هذه الثلاثة هي التي فيها النزاع والجدال بين السلف والمبتدعة قال الامام ابن القيم رحمه الله فهناك لا خلق ولا امر ولا وحي ولا تكليف عبد فاني قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله فهناك لا خلق ولا امر ولا وحي كما الزمهم به الناظم من التوضيح قوله ولا تكليف عبد فاني اشارة الى انه لا يقدر على الحركة بل هو كالفان الذي لا حركة له البتة هذا على زعمهم قال الامام ابن القيم رحمه الله وقضى على اسمائه بحدوثها وبخلقها من جملة الاكوان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وقضى على اسمائه بحدوثها الى اخره لانها عندهم غيره ولانها من القرآن والقرآن غيره وكل ما كان غيره فهو محدث مخلوق بائن عنه قال الامام ابن القيم رحمه الله فانظر الى تعطيله الاوصاف الافعال والاسماء للرحمن قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته هذه الثلاثة الايمان بها هو اركان الايمان بالاسماء والصفات فتعطيله الاوصاف نفيها فالجهم ينفي صفات الباري وتعطيله الافعال حيث يقول ان فعله لم يقم به بل الفعل هو المفعول والخلق هو المخلوق وتعطيله الاسماء حيث يقول انها غير الله حادثة بائنة منه قال الامام ابن القيم رحمه الله ماذا الذي في ضمن ذا التعطيل منه نفي ومن جحد ومن كفران لكنه ابدى المقالة هكذا في قالب التنزيه للرحمن قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله لكنه ابدى المقالة الى اخره ولو لم يفعل هكذا ما روج بضاعته على بعض العقول الفاسدة قال الامام ابن القيم رحمه الله واتى الى الكفر العظيم فصاغه عجلا ليفتن امة الثيران قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله واتى الى الكفر الى اخره اي انه شابه السامري حيث صاغ العجل ليفتن بني اسرائيل فهذا صاغ كلامه وزوقه لفتن الناس فيه قال الامام ابن القيم رحمه الله وكساه انواع الجواهر والحلي من لؤلؤ صاف ومن عقيان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وكساه انواع الجواهر الى اخره ولو لم يفعل ما راج قوله قال الامام ابن القيم رحمه الله فرآه ثيران الورى فاصابهم كمصاب اخوتهم قديم زمان عجلان قد فتنا العباد بصوته احداهما وبحرفهذا الثاني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله عجلان قد فتنا العباد بصوته احداهما هو العجل الحقيقي الذي صاغ السامري وبحرفه ذا الثاني اي بعبارته المزوقة وكلامه الفصيح ومراده اعتقاد جهم قال الامام ابن القيم رحمه الله والناس اكثرهم فاهل ظواهر تبدو لهم ليسوا باهل معاني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله والناس اكثرهم الى اخره اي انهم لا ينظرون بعين البصيرة الى ما وراء هذه الظواهر قال الامام ابن القيم رحمه الله فهم القشور وبالقشور قوامهم واللب حظ خلاصة الانسان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته واما خلاصة الانسان فهم اللب والاصل ولهم ما يناسبهم من اللب والاصل قال الامام ابن القيم رحمه الله ولذا تقسمت الطوائف قوله وتوارثوه ارث ذي السهمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته اي كتقاسم الورثة للتركة بالاسهم فاخذت الجبرية قوله في الجبر وقالوا ان العبد ليس بفاعل حقيقة واخذت المعطلة من المعتزلة والاشاعرة والماتريدية ونحوهم قوله في نفي الصفات وتعطيل الرب فقالوا انه لا يقوم به وصف ولا فعل فعطلوا الاسماء الحسنى والصفات العليا واخذت المرجئة قوله في الارجاء فقالوا ان الايمان مجرد التصديق واخرجوا الاعمال والاقوال عن مسمى الايمان وكل هذا قد تقدم تفصيله وان النصوص الصحيحة الصريحة ترده من غير وجه قال الامام ابن القيم رحمه الله لم ينج من اقواله طرا سوى اهل الحديث وشيعة القرآن فتبرأوا منها براءة حيدر وبراءة المولود من عمران قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله فتبرأوا منها اي تبرأ اهل الحديث من اقواله براءة حيدر هو لقب لعلي ابن ابي طالب وبراءة المولود من عمران هو موسى عليه السلام قال الامام ابن القيم رحمه الله من كل شيعي خبيث وصفه وصف اليهود محلل الحيتان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله من كل شيعي خبيث وصفه هذا من باب اللف والنشر اي ان اهل الحديث تبرأوا من قول جهم كما تبرأ موسى من بني اسرائيل الذين عبدوا العجل وتحيلوا على صيد الحيتان يوم السبت وكما تبرأ علي من الشيعة الذين ادعوا فيه الالهية فلما لم يتوبوا من مقالتهم الشنيعة اتفق الصحابة على قتلهم فخد لهم علي الاخاديد واضرم فيها النار وحرقهم وجعل يقول اني اذا عاينت امرا منكرا اججتنا لي ودعوت قمبرا وقوله وصفه وصف اليهود محلل الحيتان اي ان الشيعة يشابهون اليهود في كثير من صفاتهم فهم غلوا في اشخاص حتى عبدوهم من دون الله وجفوا في اشخاص حتى لم يقدروهم قدرهم وكذلك الشيعة غلوا بعلي حتى عبدوه وجفوا بحق اكابر الصحابة واليهود اصحاب حيل على ابطال الحق واستحلال الحرام وكذلك الشيعة فهم موافقون لهم في كثير من صفاتهم الشنيعة وقد ذكر في المنهاج جملة من الصفات التي وافقت الشيعة فيها اليهود