المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وجوب المشاورة في كل الامور الكلية وفوائدها قال تعالى وشاورهم في الامر وقال في وصف المؤمنين وامرهم شورى بينهم وهذا يشمل جميع الامور التي يحتاجونها وتتعلق بها منافعهم الدينية والدنيوية فعلى المسلمين ان يتشاوروا في تقرير المصالح والمنافع وفي كيفية الوصول اليها. وفي تقرير الخطط التي يتعين سلوكها في صلاح احوالهم الداخلية واصلاحها بحسب الامكان وفي الحذر من اعدائهم ومقاومتهم وسلوك الطرق السلمية او الحربية بحسب ما تقتضيه المصلحة وبحسب الاحوال والظروف الحاضرة وان يعدوا لكل امر عدته وتجتمع قواهم كلها وعزائمهم على ما اتفقت ارائهم على نفعه ومصلحته فان المشاورة من اعظم الاصول والسياسات الدينية وفيها من الفوائد امتثال امر الله وسلوك الطريق التي يحبها الله. حيث نعت المؤمنين بها وفيها الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فانه مع كمال عقله ورأيه وتأييده بالوحي. كان يشاور اصحابه في الامور المهمة ومن فوائدها انها من اكبر الاسباب لاصابة الصواب وسلوك الوسائل النافعة لاجتماع اراء الامة وافكارها وتنقيحها وتصفيتها مع ان الله يعينهم في هذه الحال التي فعلوا فيها ما امرهم به ويسددهم ويؤيدهم. ومنها ان المشاورة تتنور فيها الافكار وتترقى المعارف والعقول فانها تمرين للقوة العقلية وتربية لها وتلقيح للاذهان واقتباس لبعضهم من اراء بعض ومنها انه قد يكون الصواب من مجموع رأيين او ثلاثة او اكثر. واذا تقابل الصواب والخطأ ووزنتها العقول السليمة بالموازين العقلية التي لا تركن الا الى الحقائق الصحيحة. ظهر الفرق بين الامرين ولا سبيل لذلك الا بالمشاورة ومنها ان المشاورة من اسباب الالفة والمحبة بين المؤمنين وشعور جميعهم ان مصالحهم واحدة مشتركة وتنبيه للافكار والاراء على النافع والانفع. وعلى الصالح والاصلح فان ترك المشاورة يخمد الافكار ويضيع الفرص التي يضر تضييعها ففتح باب المشاورة عون كبير في اصلاح الامور واكمالها وتجنب المضار وقد اتفق العقلاء على ان الطريق الوحيد لتحقيق الصلاح الديني والدنيوي هو طريق الشورى والله قد ارشد المسلمين فالى هذا الطريق وان يسعوا في ترقية احوالهم بها. وعلمهم كيفية الوصول الى كل امر نافع فاذا تعينت المصلحة في امر سلكوه واذا ظهرت المضرة في طريق تركوه واذا تشابهت عليهم المسالك وتقابلت المنافع والمضار رجحوا ما ترجحت مصلحته من فعل وترك فلا يدعون مصلحة داخلية ولا خارجية الا بحثوا فيها وتشاوروا عليها. وعملوا على ما اتفقت عليه اراؤهم وبذلك يحمدون ويشكرون ويفلحون