المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفصل الخامس ومنها فضل الايمان الكامل واليقين والطمأنينة بالله وبذكره حيث اتصف بها يوسف صلى الله عليه وسلم اوجبت له الثبات في اموره كلها. والاشتغال فيما هو بصدده من وظائفه الحاضرة وهو في احواله وتنقلاته مطمئن القلب ثابت النفس ليس عنده قلق لبعده عن ابيه واحبابه مع ما يعلمه من شدة الشوق والحب المفرط بينه وبين والديه خصوصا اباه. وهو يعلم المكان الذي هو فيه. ويتمكن من مراسلته ولكن اقتضت حكمة الله الا يحصل اللقاء الا في تلك الحال التي اشتدت مشقتها وعظمت شدتها فاعانه الله وايده بروح منه. وهذا من اجل ثمرات الايمان ومنها انه لا بأس بالاستعانة بالمخلوق في الامور العادية التي يقدر عليها بفعله او قوله واخباره كما قال يوسف للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك. ومن كمال اخلاص يوسف وكمال خلقه لانه لم يعاتب هذا الذي اوصاه ان يذكره عند ربه فنسي. وجاءه يسأله عن رؤيا الملك. فاجابه ولم يعاتبه او نفوا او يعامله بسوء خلق وبحسن الخلق تحصل للعبد الحياة الطيبة العاجلة والاجلة ومنها ان الانسان اذا وجهت له تهمة هو بريء منها لا يلام على طلب الطرق والوسائل التي يحصل بها الوضوح والبيان عام للناس كما فعل يوسف صلى الله عليه وسلم مع طول مكثه لما جاءه الرسول يستدعيه للحضور عند الملك. قال دع الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن الى اخر الاية حيث بان لكل احد برائته التامة التي التي لا شبهة فيها فلم يخرج من السجن لمواجهة الملك الا في حالة براءته وهيبته ورفعته. وتعظيم منهم لعلمه وفضله ونزاهته عليه الصلاة والسلام