وتهكم برواة حديث انس الذي في البخاري لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه وزعم ان هذه الاية يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله رسالة الشيخ عبدالرحمن السعدي بالتحذير من كتاب هذه هي الاغلال من عنيزة في الثامن عشر من صفر سنة ست وستين وثلاثمائة والف من المحب عبدالرحمن الناصر السعدي الى الولد المكرم عبد الله العبد العزيز العقيل المحترم حفظه الله امين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عن صحتكم صحتنا مع الوالد والعيال والاخوان تسركم ارجو الله ان يتم على الجميع نعمه وصلني كتابك من الرياض وما شرحته من عزمكم على التوجه لمكة فجيزان لضف اشغالكم هناك وقد وصلت برقيتكم للوالد بالتوجه يسر الله امركم في حلكم وترحالكم وجميع حركاتكم اما ما شرحته عن كتاب عبد الله القصيمي الذي سماه الاغلال ومقت المشايخ للكتاب المذكور وذكركم انكم سترسلون لنا بوصولكم مكة نسخة نطلع عليها فنحن قد اطلعنا عليه وهو فوق كل ما قيل فيه من الانحراف عن الدين فمن امعن فيه النظر جزم جزما لا يمتري فيه انه دعاية صريحة لنبذ الدين مع كثرة تهافت صاحبه وتناقضه واعتذاراته انه بريء من الالحاد وانه مؤمن بالله وبما اخبر الله به وعدم استقراره فصاحب البصيرة والذي يرى تناقض صاحبه وعدم ثبوته وتلون ارائه لا يمتري ببطلان كلامه وهاك على سبيل الاجمال واختصار الزائد جمل ما يحتوي عليه جملا رددها وكررها بكتابه بعبارات واساليب متنوعة كتابه هذا عن الدين ينقض جميع كتبه السابقة عنه فهو قد كذبه او هي كذبته يحتوي على الحث الكثير على نبذ الايمان بالله ويقول انه من اكبر الاغلال المانعة من الرقي وانه لا يمكن المسلمين ان يرتقوا في هذه الحياة ما داموا مؤمنين بالله وهو مع ذلك يموه ويزعم ان الناس لا يمكن ان يفهموا دينهم بالكلية بل ذلك متعذر يعني فيتعين عليهم ان يرفضوه فهو يحث على نبذ الدين والايمان ويرغب غاية الترغيب في طريق الملحدين المعطلين لرب العالمين ولافعاله وربوبيته ويتوسل الى هذه الدعاية بذكر خرافات المتصوفة واهل الخرافات كابن عربي والشعراني ومن سلك سبيلهم من اهل الانحراف ويطبق احوالهم وما يقولونه على المسلمين ليتمكن بذلك من القدح في المسلمين ومن الطامات انه يزعم ان الناس مسلمهم وكافرهم وقت نزول القرآن في طور الطفولية بل في طور دون ذلك يقرب من طور الحيوانات وان الناس في هذا الوقت ليس كل الناس بل المراد اهل الاختراعات قد بلغوا رشدهم وكملت عقولهم وكرر على هذا الاصل الخبيث الحمل على السابقين الاولين وعلى قرون الامة وزعم انه لا خير فيهم وان الجامعة الاسلامية كلها من اولها الى اخرها لم يخرج منها عبقري ولا مرشد نافع للامة واوجب رفض القديم واعتناق الجديد وفرع على ذلك وجوب نبذ العلوم والاخلاق والاداب السابقة وفي مقدمته العلوم الدينية والاخلاق الدينية وانه يجب ان يعلم الناس الكفر بجميع ما خلفته الجامعة الاسلامية من كتب وعلوم واخلاق واعمال وانه يجب مقتهم مع الاقبال على ما قاله الملحدون كرر ذلك في مواضع وان السابقين من الانبياء وغيرهم لم ينفعوا الانسانية ولم يرشدوها الى الامور النافعة فقدح صريحا بجميع الانبياء والائمة والهداة ورغب في المعاهد الاجنبية وحمل حملات منكرة على المسلمين من اولهم الى اخرهم وزعم ان المسلمين من اولهم الى اخرهم يحثون على الفقر وحصول الامراض وانواع المصائب ويسعون لطلبها وفي هذه الفقرة كذب كل نص فيه فضل الفقر والفقراء والامراض وردها وحرفها ومن تمويهاته وتزويراته انه يذكر الاحاديث الصحيحة ثم يضم اليها احاديث باطلة واثارا ساقطة فيرد الجميع ويتهكم بالرواة لتلك الاحاديث لا يرفعها عن صحابي ولا تابعي ولا امام من ائمة الهدى وكذلك رد الاحاديث الدالة على ان هذه الامة اولها افضل من اخرها انها منطبقة على عصر التنزيل وان الصحابة والقرون المفضلة لا يعلمون الا علما ظاهرا بسيطا واما العلوم النافعة فانها لمن يعظمهم من الزنادقة الملاحدة وكذلك قوله تعالى وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون ينظرون الى ظاهر النبي صلى الله عليه وسلم ولا يبصرون باطن دينه ولا حقيقته ويريد تنزيلها على المسلمين وقت التنزيل وانهم لم يعرفوا الدين لهم ولا من بعدهم وفهمهم اياه فهم ظاهري غير حقيقي ويحتوي على صرف القلوب عن عبادة الله وحده لا شريك له ويذم الافتقار الى الله ونقل عبارات بعض العلماء منهم ابن القيم ولكنه لم يسمه في الفقر الى الله وجعل يردها ويتهكم بها ويسخر منهم ومنها ويحث على عبادة الطبيعة وصرف الظاهر والباطن اليها ويحتوي كتابه على التهكمات الشنيعة في وعد الله ووعيده وعقوباته ومثوباته الدنيوية والاخروية في مواضع كثيرة من كتابه ولا يرضى بتفسير التوكل والقدر بتفسير الجبرية ولا بتفسير القدرية ولكنه نصر تفسير الفلاسفة الزنادقة وان معنى ذلك ان تؤمن فقط بنظام هذا العالم وانتظامه وان الاسباب مستقلة لا يقدر الله على تغييرها ولا تحويلها ولا التصرف فيها بوجه من الوجوه وانما ذلك عمل الطبيعة فقط ويقول عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وقت خلواته بالله ووقت انتقاله من الدنيا انه متوجه الى الطبيعة وشاخص اليها وليس لله ذكر ولا خبر فخلوته ليست بالله وقوله عند احتضاره في الرفيق الاعلى ليس طلبه القرب من الله وانما يقصد التعلق بعالم السماوات وبالطبيعة فقط في كلام طويل مردد وصرح ان الانسان في اول امره مثل البهائم مكث مدة طويلة لا ينطق ولا يتكلم الا اصواتا مثل اصوات الاطفال وقت ولادتهم ثم انتقل الى طور الاشارات فقط ثم انتقل بعد مدة طويلة الى طور الكلام فكذب بهذه الجمل التي رددها جميع ما اخبر الله به عن ادم وحواء واول الادميين ومن بحوثه الفظيعة انه يمكن الانسان ان يزاحم رب العالمين في علمه وقدرته فيمكنه ان يعلم كل شيء ويقدر على كل شيء وانه علم مبدأ العالم ومنتهاه وانه سيرتقي علمه الى العالم العلوي بعدما يفرغ من العالم السفلي وانه قد يتمكن من ايجاد المخلوقات الحية وينفخ فيها الروح وان التفريق بين الله وخلقه جهل وضلال وغلط فقدح بجميع الكتب وجميع الرسل واتباعهم اذ اصل الدين والتوحيد والايمان هو التفريق بين الله وبين خلقه لكن هذا كلام من لا يثبت لله اصلا وكرر ان الايمان قيد وغل مانع من الرقي ومضعف للقلوب والهمم والعزائم فحث على الرفض حثا كثيرا شنيعا ورد كثيرا من الاحاديث الصحيحة النبوية واما ما فيه من انكار الغيرة والحث على السفور والتهكم باهل الصيانات لنسائهم فحدث ولا حرج ومن عجيب امره ان كتابه ملئان من السخريات والتهكمات بالدين وحملة الدين ومن نظر في كتابه وكتبه السابقة وكيف كان هذا الانقلاب الفجائي في اصول الدين واسسه فلا بد ان يفهم الاسباب التي حملته على تصنيف هذا الكتاب وبالحقيقة كتابه هذا اشنع واطم من كتب دعاة النصارى والمبشرين لانه دعاية لنبذ الدين في قال بانه من انصاره وهو يحاربه ويوهم الناس انه يحارب له فنامل ان حكومتنا يوفقها الله تعالى للمنع الصارم لتسرب نسخ هذا الكتاب للمملكة وان كان ولله الحمد والمنة في المشايخ والمتبصرين بركة بايقاف الاغرار على ما في كتابه من الامور الضارة في الدين ولكن على كل حال ابعاد مثل هذا الكتاب عن المملكة اهون شرا لانه يوجد شبيبة لا رأي لهم ويرغبون في الكتب العصرية وقراءة الصحف فخطره عظيم على امثال هؤلاء ونرجو الله تعالى ان يقمع الملحدين وان ينصر دينه وكتابه وعباده المؤمنين انه جواد كريم هذا ما لزم تعريفك منا السلام على جميع من تتصل به من المشايخ والاخوان والاصحاب كما من الوالد والولد محمد والاخوان والشيخ وجميع المحبين والسلام