اذا ورد في الاية قراءتان او اكثر وكان لكل قراءة معنى يختلف عن معنى القراءة الاخرى فهما بمنزلة الايتين فنعتبر ان هذه الاية التي وردت بقراءتين كانهما ايتان مستقلتان وينبني على ذلك وقرأ ايضا بالجر وارجلكم فاذا طبقنا هذه القاعدة فاننا نقول تنوع الايات تنوع القراءات بمنزلة تعدد الايات فقراءة النصب تدل على وجوب غسل الرجل لان ارجلكم معطوفة على الوجوه فاغسلوا وجوهكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين. وعلى اله وصحبه اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم طلاب وطالبات منصة في هذا الدرس درسنا هذا هو الدرس الثاني من الوحدة الثانية ونتكلم فيه باذن الله عز وجل عن قاعدة مهمة من قواعد التفسير تنوع القراءات بمنزلة تعدد الايات هذا الدرس سيكون في ثلاثة عناصر. العنصر الاول في في ايضاح معنى القاعدة والثاني في تطبيقات القاعدة عند المفسرين ونختم بعد ذلك بالعنصر الثالث في فوائد دراسة القاعدة اه اما العنصر الاول وهو توضيح معنى القاعدة فمعنى هذه القاعدة تنوع القراءات بمنزلة تعدد الايات انه اذا امكن اجتماع معنى القراءة الاولى ومعنى القراءة الثانية بلا تعارض فان الاية ستحمل عليهما معا وان كان ظاهرهم التعارض فاننا نجمع بينهما بطريقة من طرق الجمع المعروفة كأن تحمل القراءة الاولى على معنى والقراءة الثانية على معنى اخر كأن تحمل القراءة الاولى على حال والقراءة الثانية على حال آآ اخرى او على زمان وزمان مختلف كما سيأتي معنا في الوحدة التالية باذن الله عز وجل سنذكر بعد طرق الجمع بين الايات التي ظاهرها التعارض هذه القاعدة عبر عنها الثعالب رحمه الله في تفسيره الجواهر الحسان بقوله تنوع القراءات يقوم مقام تعدد الايات ثم قال بعد ذلك وذلك ضرب من دروب البلاغة يبتدأ من جمال الايجاز وينتهي الى كمال الاعجاز. وعبر العلامة الامين الشنقيطي رحمه الله تعالى عن هذه القاعدة بقوله اعلم ان القراءتين اذا ظهر تعارضهما في اية واحدة لهما حكم الايتين طيب ناخد مثال يبين لنا هذه القاعدة بشكل اوضح قوله جل وعلا ذو العرش المجيد قرأ بالرفع وقرأ بالجرع. ذو العرش المجيد بالرفع وذو العرش المجيد بالجر فاذا جعلنا كل قراءة بمنزلة اية مستقلة فان المعنى يتسع لانه على قراءة الرفع يكون قوله جل وعلا ذو العرش المجيد صفة لله عز وجل فهو سبحانه وتعالى مجيد مجدا يليق بجلاله سبحانه وتعالى ولا يشابهه في ذلك احد من خلقه وعلى قراءة الجر يكون قوله ذو العرش المجيد صفة للعرش وهو عرش مجيد والمعنيان صحيح ان ثابتا ونقول ان تنوع القراءات بمنزلة تعدد الايات فكما لو جاءتنا ايتان مستقلتان ذو العرش المجيد المجيد وذو العرش المجيد نقول هذان المعنيان الصحيحان ولا تعارض بينهما فتحمل الاية على هذا وهذا فيكون في الاية اثبات ان الله جل وعلا مجيد وهذه صفته وان عرشه سبحانه وتعالى كذلك مجيد ومجد الله عز وجل يليق بجلاله سبحانه وتعالى والمجد الذي وصف به العرش يليق ويناسب اه اه وصف العرش طيب مثال اخر قوله سبحانه وتعالى بل عجبت ويسخر قرأت هذه الاية بالفتح بل عجبت اي عجبت يا محمد وقرأت ايضا بل عجبت ويسخرون فيكون التعجب من فعل الله عز وجل وهو عجب يليق بجلاله سبحانه وتعالى. والمعنيان صحيحان وثابتان ففي الاية ان الله جل وعلا عجب وان النبي صلى الله عليه وسلم ايضا تعجب فتحمى الاية عليهما ننتقل للعنصر الثاني من عناصر هذه هذا الدرس تطبيقات القاعدة عند المفسرين سنأخذ هنا مثالين المثال الاول في قوله جل وعلا تلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم وارجلكم قرئ بالنصب وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين اه ثم قال بعد ذلك وارجلكم فالواجب غسل الرجلين واما قراءة الجر وارجلكم فتدل على مسح الرجلين وذلك يكون في حال لبس الخف فالاية وامسحوا برؤوسكم وارجلكم اي مسح ما على الرجل من خف ونحوه. وقد اشار السيوطي رحمه الله لهذا التطبيق في كتاب الاتقان وايضا في كتابه الاكليل في استنباط التنزيل قال رحمه الله وارجلكم قرئ بالنصب والجر فالاولى للغسل والثانية لمسح الخف لان تعدد القراءات بمنزلة تعدد الايات اذا اعتبرنا كأنه عندنا ايتين وارجلكم وارجلكم ثم ان الجمع بين هاتين الايتين بين بين هاتين الايتين ان نحمل هذه الاية على حال والاية الاخرى على حال اخر فقراءة الجر وارجلكم تحمل على حال لبس الخف وقراءة النصب وارجلكم تحمل على حال ما اذا كانت القدم مكشوفة فانها تغسل المثال الثاني في قوله جل وعلا في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون. فيها قراءة بما كانوا يكذبون وبما كانوا يكذبون فعلى القراءة الاولى سبب تعذيبهم او قد استحقوا العذاب بسبب كذبهم وعلى القراءة الثانية يكون استحقاقهم للعذاب بسبب عذرا. على القراءة الاولى استحقاقهم للعذاب بسبب كذبهم وعالقراءة الثانية استحقاقهم للعذاب بسبب تكذيبهم ونطبق هنا القاعدة تعدد القراءات بمنزلة تعدد الايات ولذلك قال ابن كثير رحمه الله بعد ذكر القراءتين قال وقد كانوا متصفين بهذا وهذا فانهم كانوا كذبة ويكذبون بالغيب يجمعون بين هذا وهذا نختم هذه القاعدة بالعنصر الثالث في ذكر بعض الفوائد المستفادة من دراسة هذه القاعدة من فوائد معرفة هذه القاعدة ان يعلم الدارس ان القراءة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها حق يجب الايمان بها واتباع ما فيها قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهذه القراءات التي يتغير فيها المعنى كلها حق قال وكل قراءة منها مع القراءة الاخرى بمنزلة الايتين يجب الايمان بها كلها واتباع ما تضمنته من المعنى علما وعملا ولا يجوز ترك موجب احداهما لاجل الاخرى وايضا من فوائد دراسته هذه القاعدة ان يعلم سعة ان تعلم آآ سعة معاني القرآن الكريم فانه اذا عمل بجميع القراءات ونزلت منزلة الايات اتسعت المعاني وكثرت الدلالات بهذا نكون قد انتهينا من درسنا هذا ونلقاكم باذن الله جل وعلا في دروس قادمة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين