المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل وقال الله تعالى قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى اي اعطى كل مخلوق خلقته اللائقة به المناسبة لحاله ثم بعد هذا الخلق هدى كل مخلوق لما خلق له وهذا يشمل انواع الهدايات كلها. فالحيوانات غير الانسان هدى كل صنف منها الى ما يناسبها مما لا تتم حياتها الحيوانية الا به. من حيث المنافع الخاصة ودفع المضارب عن نفسها. واما الانسان فهداه الله هذه الهداية واختصه بهدايات اخر تكمل بها دينه ودنياه. اذا استعملها كلها واما اذا استعملها في غير ما خلقت له فهذا قد استحب واختار العمى على الهدى كما قال تعالى واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى وبهذه الهداية الخاصة بالانسان سخر له جميع ما وصلت اليه قدرته من علوم الكون وهذه الهداية تشمل الهداية المجملة والمفصلة في علوم الشرع واعماله لعلوم الكون واعماله فعلمه العلوم الشرعية وهداه الى معرفتها ثم الى العمل بها وعلمه علوم الكون ثم يسر له سبلها فسلكها وكل احد اعطاه من هذه الامور ما هو اللائق به. وما تقتضيه حكمته التي منها ان عرف الامور النافعة وحرص عليها وعلى اتباع الحق واستعان الله عليها يسرها عليه. وفتح عليه منها بحسب حاله وقوته وكفاءته كما قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وهذا الحديث في الصحيح فقوله احرص على ما ينفعك دخلت فيه الامور الدينية والدنيوية. فمن حرص عليها واجتهد في تحصيلها وسلك الطرق الموصلة اليها اعان الله عليها تم له ما اراد ومن لم يحرص على الامور النافعة او لم يستعن بالله في تحصيلها طاب وخسر وقد اخبر الله في عدة ايات ان القرآن هدى للناس وانه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. ويهدي للتي هي اقوم فكل امر فيه خير وصلاح ونفع فالقرآن يهدي اليه ويرشد العباد اليه