المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل اربعة عشر وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون. الايمان بالملائكة احد اصول الايمان. ولا يتم الايمان بالله وكتبه ورسله الا بالايمان بالملائكة وقد وصفهم الله باكمل الصفات وانهم في غاية القوة على عبادة الله والرغبة العظيمة فيها. وانهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون وانهم لا يستكبرون عن عبادته بل يرونها من اعظم نعمه عليهم وانهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ففي هذا بيان كمال محبتهم لربهم وقوة انابتهم اليه ونشاطهم التام في طاعته وانهم لا يعصونه طرفة عين. وهم الوسائط بينه وبين رسله. وخصوصا جبريل افضلهم واعظمهم واقواهم وارفعهم عند الله منزلة فانه ذو قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين. وما هو على الغيب بضنين. وانه لتنزيل من رب العالمين نزل به الروح الامين. على قلبك كون من المنذرين. وكما انهم الوسائط بينه وبين عباده في تبليغ الوحي والشرائع الى الانبياء وهم الوسائط في التدبيرات القدرية. فان الله وصفهم بانهم المدبرات امرا. فكل طائفة منهم قد وكله على عمل هو قائم به باذن الله فمنهم الموكلون بالغيث والنبات والموكلون بحفظ العباد مما يضرهم وبحفظ اعمالهم وكتابتها والموكلون بقبض الارواح وبتصوير الاجنة في الارحام كتابة ما يجري عليها في الحال والمآل والموكلون على الجنة والنار. ومنهم حملة العرش ومن حوله من الملائكة المقربين. الى غير ذلك مما وصفوا به في الكتاب والسنة. فيجب الايمان بهم اجمالا وتفصيلا. وكثير من سور القرآن فيها ذكر الملائكة. والخبر عنهم فعلينا ان نؤمن بذلك كله. ولا تكاد تجد احدا ينكر وجود الملائكة الا الزنادقة المنكرين لوجود ربهم. ومن تستر الايمان منهم فانه ينكر الملائكة حقيقة. وينكر خبر الله ورسوله عنهم ويفسر الملائكة تفسيرا سيئا وتحريفا خبيثا فيزعم ان الملائكة هي القوى الخيرية والصفات الحسنة الموجودة في الانسان وان الشياطين هي القوة الشريرة فيه. وغرضهم من هذا التحريف دفع الشنعة عنهم. وقد ازدادوا بهذا التحريف شرا الى شرهم ورا جهاد التحريف الخبيث وراج هذا التحريف الخبيث على بعض الذين يحسنون الظن بهؤلاء الزنادقة وليس عندهم بصيرة في اديان الرسل وان اظهروا تعظيمهم فان زنادقة الفلاسفة اعظم في قلوبهم من الرسل. وكفى بالعبد ضلالا وغيا ان يصل الى هذه الحال ونعوذ بالله من مضلات الفتن. ولم تزل بهم هذه الجرأة والخضوع لاقوال جهلة الزنادقة حتى فسروا الملائكة بذلك التحريم حتى زعم بعضهم ان سجود الملائكة لادم ليس حقيقة وانما ذلك تسخير الله للادميين جميع ما في الارض من قوى والمعادن وغيرها. فانكر ما هو معلوم بالضرورة بخبر الله الصريح في كتابه وخبر رسوله وقال هذه المقالة التي فيها مع تكذيب الله ورسوله تسوية كفار الادميين وفجرتهم واولهم واخرهم بادم ومضمون ذلك بل صريح قولهم ان الملائكة سجدت لجميع الادميين برهم وفاجرهم فاين قول الناس في موقف القيامة يا ادم انت الذي خلقك الله بيديه ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته فلولا ان مثل هذه التحريفات والتكذيب لله ورسوله موجود في كتب من يشار اليهم بالعلم لم يكن بنا حاجة الى دفع هذا القول الجريء. الذي يعلم كل مسلم لم تغيره العقائد الباطلة بطلانه ولنقتصر على هذا المقدار من الاشارة الى العقائد المتعلقة بالتوحيد والرسالة واليوم الاخر والجزاء. وان كان القرآن معظمه في تقرير هذه الاصول العظيمة بشدة الحاجة والضرورة اليها في كل وقت وحال ولكن حصل ولله الحمد التنبيه الذي يحصل به المقصود ويعين على غيره والله اعلم