المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحادي والسبعون الحديث الثاني عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول لتسون صفوفكم او ليخالفن الله بين وجوهكم ولمسلم كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى ان قد عقلنا عنه ثم خرج يوما فقام حتى كاد ان يكبر فرأى رجلا باديا صدره فقال عباد الله لتسون صفوفكم او ليخالفن الله بين وجوهكم رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث النعمان ابن بشير لتسون صفوفكم الى اخره فيه ان الامام ومن له نظر على الجماعة يتفقدهم ويعلمهم ما يحصل به كمال صلاتهم وفيه حسن تعليمه صلى الله عليه وعلى اله وسلم حيث انه يعلمهم بالقول والفعل والقداح هي النبل وتسويتهم بالمناكب والاكعب وهذا نص صريح في وجوب تسوية الصفوف لانه رتب على تركه هذا الوعيد الشديد وهو المخالفة بين الوجوه ويحتمل ان المراد بذلك قلب وجوههم الى اقفائهم ويحتمل وهو الظاهر واقرب لمراد الحديث والقياس وهو ان المراد المخالفة بين القلوب فلا يحب الانسان لاخيه ما يحب لنفسه وتقع النفرة والبغضاء ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وخلفاؤه من بعده يتفقدون الصفوف ويأمرون بتعديلها حتى كان عمر رضي الله عنه يأمر بالصلاة فتقام ثم ينظر الى الصفوف فمن رآه متقدما او متأخرا ضربه بالدرة وقد قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها قالوا وكيف يصفون يا رسول الله قال يتراصون ويتمون الاول فالاول ومدحهم بذلك وذكر عنهم قولهم وانا لنحن الصاون وقد قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الله لا ينظر الى صف اعوج فهل في صف لا ينظر الله اليه من خير