يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين باب في اسماء الله وصفاته استنكار العبد للوساوس في ذات الله تعالى هو صريح الايمان من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى حضرة الاخ المكرم عين نون عين زاده الله من العلم والايمان وجعله مباركا اينما كان. امين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ في السابع والعشرين من شهر محرم من عام خمسة وتسعين وثلاث مئة والف للهجرة وصلك الله بحبل الهدى والتوفيق وما تضمنه من السؤال عما القاه اليك بعض الزملاء بقوله انه يعترف ان الله سبحانه هو خالق السماوات والارض والعرش والكرسي وكل شيء. ولكنه يسأل قائلا الله ممن تكون فاجبته بقولك كلامك الاول صحيح لا تعليق عليه اما قولك الثاني وهو قولك ممن تكون فلا يقوله مسلم وينبغي ان يسع كما وسع الصحابة رضي الله عنهم فانهم لم يسألوا مثل هذا السؤال وهم الفطاحل في العلم وقلت له ايضا ان الله سبحانه قال عن نفسه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقوله هو الاول والاخر والظاهر والباطن. وهو بكل شيء عليم الى اخر ما ذكرت رغبتك في الاجابة عن هذه الشبهة كان معلوما والجواب اعلم وفقني الله واياك وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه. ان شياطين الانس والجن لم يزالوا ولن زالوا يوردون الكثير من الشبه على اهل الاسلام وغيرهم. للتشكيك في الحق واخراج المسلم من النور الى الظلمات وتثبيت الكافر على عقيدته الباطلة وما ذاك الا لما سبق في علم الله وقدره السابق من جعل هذه الدار دار ابتلاء وامتحان وصراع بين الحق باطل حتى يتبين طالب الهدى من غيره وحتى يتبين الصادق من الكاذب. والمؤمن من المنافق كما قال الله سبحانه الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين وقال سبحانه ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا واخباركم وقال تعالى وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم. وان اطعتموهم انكم لمشركون وقال سبحانه وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن. يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة. وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون فاوضح سبحانه في الايات الاولى والثانية والثالثة انه يبتلي مدعي الايمان بشيء من الفتن ليتبين صدقه في ايمانه وعدمه كما اخبر سبحانه انه فعل ذلك بمن مضى ليعلم سبحانه الصادقين من الكاذبين وهذه الفتنة تشمل فتنة المال والفقر والمرض والصحة والعدو وما يلقي الشياطين من الانس والجن من انواع الشبه وغير ذلك من انواع الفتن فيتبين بعد ذلك الصادق في ايمانه من الكاذب ويعلم الله ذلك علما ظاهرا موجودا في الخارج بعد علمه السابق لانه سبحانه قد سبق في علمه كل شيء. كما قال عز وجل لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. قال وعرشه على الماء اخرجه مسلم في صحيحه ولكنه عز وجل لا يؤاخذ العباد بمقتضى علمه السابق وانما يؤاخذهم ويثيبهم على ما يعلمه منهم بعد عملهم اياه. ووجوده منهم في الخارج وذكر في الايات الرابعة والخامسة والسادسة ان الشياطين يوحون الى اوليائهم من انواع الشبه وزخرف القول ما يغرون لهم به ليجادلوا به اهل الحق ويشبهوا به على اهل الايمان ولتصغي اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة ويرضوا به. فيصول ويجولوا ويلبس الحق بالباطل ليشككوا والناس في الحق ويصدوهم عن الهدى وما الله بغافل عما يعملون لكن من رحمته عز وجل ان قيد لهؤلاء الشياطين واوليائهم من يكشف باطلهم ويزيح شبهتهم بالحجج الدامغة والبراهين القاطعة. فيقيموا بذلك الحجة ويقطعوا المعذرة وانزل كتابه سبحانه تبيانا لكل شيء كما قال عز وجل ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين وقال سبحانه ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا قال بعض السلف هذه الاية عامة لكل حجة يأتي بها اهل الباطل الى يوم القيامة وقد ثبت في الاحاديث الصحيحة ان بعض الصحابة رضي الله عنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله انا نجد في انفسنا ما يتعاظم احدنا ان يتكلم به قال وقد وجدتموه؟ قالوا نعم قال ذاك صريح الايمان قال بعض اهل العلم في تفسير ذلك ان الانسان قد يوقع الشيطان في نفسه من الشكوك والوساوس ما يصعب عليه ان ينطق به لعظم بشاعته ونكارته حتى ان خروره من السماء اهون عليه من ان ينطق به فاستنكار العبد لهذه الوساوس واستفظاعه اياها ومحاربته لها هو صريح الايمان لان ايمانه الصادق بالله عز وجل وبكمال اسمائه وصفاته. وانه لا شبيه له ولا ند له وانه الخلاق العليم الحكيم الخبير يقتضي منه انكار هذه الشكوك والوساوس ومحاربتها واعتقاد بطلانها ولا شك ان ما ذكره لك الزميل من جملة الوساوس. وقد احسنت في جوابه ووفقت للصواب فيما رددت به عليه زادك الله علما وتوفيقا وانا اذكر لك ان شاء الله في هذا الجواب بعض ما ورد في هذه المسألة من الاحاديث وبعض كلام اهل العلم عليها لعله يتضح لك من ذلك وللزميل المبتلى بالشبهة التي ذكرت ما يكشف الشبهة ويبطلها ويوضح الحق ويبين ما يجب على المؤمن ان يقوله ويعتمده عند ورود مثل هذه الشبهة ثم اختم ذلك بما يفتح الله علي في هذا المقام العظيم وهو سبحانه ولي التوفيق والهادي الى سواء السبيل قال الامام البخاري رحمه الله في كتابه الجامع الصحيح في صفحة ستة وثلاثين وثلاثمائة من المجلد السادس من فتح الباري طبع المطبعة السلفية في باب صفة ابليس وجنوده حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال اخبرني عروة ابن الزبير قال ابو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان احدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فاذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ثم رواه في كتاب الاعتصام صفحتي اربع وستين ومئتين في المجلد الثالث عشر من فتح الباري عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟ انتهى واخرج مسلم في صحيحه اللفظ الاول من شرح مسلم للنووي واخرجه مسلم ايضا بلفظ اخر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس يتسائلون حتى يقال هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد شيئا فليقل امنت بالله ورسله ثم ساقه بالفاظ اخر ثم رواه من حديث انس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل ان امتك لا يزالون يقولون ما كذا ما كذا حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله خرج مسلم ايضا رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء ناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه انا نجد في انفسنا ما يتعاظم احدنا ان به قال وقد وجدتموه؟ قالوا نعم قال ذاك صريح الايمان ثم رواه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال تلك محض الايمان قال النووي رحمه الله في شرح مسلم بالمجلد الاول صفحة اربع وخمسين ومئة لما ذكر هذه الاحاديث ما نصه اما معاني الاحاديث وفقهها فقوله صلى الله عليه وسلم ذلك صريح الايمان ومحض الايمان معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الايمان فان استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به. فضلا عن اعتقاده انما يكون لمن استكمل الايمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك واعلم ان الرواية الثانية وان لم يكن فيها ذكر الاستعظام فهو مراد وهي مختصرة من الرواية الاولى ولهذا قدم مسلم رحمه الله الرواية الاولى وقيل معناه ان الشيطان انما يوسوس لمن ايس من اغوائه. فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن اغوائه واما الكافر فانه يأتيه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف اراد فعلى هذا معنى الحديث سبب الوسوسة محض الايمان او الوسوسة علامة محض الايمان. وهذا القول اختيار القاضي عياض واما قوله صلى الله عليه وسلم فمن وجد ذلك فليقل امنت بالله وفي الرواية الاخرى فليستعذ بالله ولينته فمعناه الاعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء الى الله تعالى في اذهابه قال الامام المازري رحمه الله ظاهر الحديث انه صلى الله عليه وسلم امرهم ان يدفعوا الخواطر بالاعراض عنها والرد لها. من غير استدلال ولا نظر في ابطالها قال والذي يقال في هذا المعنى ان الخواطر على قسمين فاما التي ليست بمستقرة ولا اجتنبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالاعراض عنها. وعلى هذا يحمل الحديث وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة فكأنه لما كان امرا طارئا بغير اصل دفع بغير نظر في دليل. اذ لا اصل له ينظر فيه واما الخواطر المستقرة التي اوجبتها الشبهة فانها لا تدفع الا بالاستدلال والنظر في ابطالها. والله اعلم واما قوله صلى الله عليه وسلم فليستعذ بالله ولينته فمعناه اذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ الى الله تعالى في دفع شره عنه وليعرض عن الفكر في ذلك وليعلم ان هذا الخاطر من وسوسة الشيطان وهو انما يسعى بالفساد والاغواء فليعرض عن الاصغاء الى وسوسته. وليبادر الى قطعها بالاشتغال بغيرها والله اعلم وقال الحافظ في الفتح في المجلد السابع صفحة ثمانية وستين وخمسمائة في الكلام على حديث ابي هريرة المذكور في اول هذا الجواب ما نصه قوله من خلق ربك فاذا بلغه فليستعذ بالله ولينته اي عن الاسترسال معه في ذلك بل يلجأ الى الله في دفعه ويعلم انه يريد افساد دينه وعقله بهذه الوسوسة فينبغي ان يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها قال الخطابي وجه هذا الحديث ان الشيطان اذا وسوس بذلك فاستعاذ الشخص بالله منه وكف عن مطاولته في ذلك اندفع قال وهذا بخلاف ما لو تعرض احد من البشر بذلك فانه يمكن قطعه بالحجة والبرهان قال والفرق بينهما ان الادمي يقع منه الكلام بالسؤال والجواب. والحال معه محصور فاذا راعى الطريقة واصاب الحجة انقطع واما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء بل كلما الزم حجة زاغ الى غيرها الى ان يفضي بالمرء الى الحيرة. نعوذ بالله من ذلك قال الخطابي على ان قوله من خلق ربك كلام متهافت ينقض اخره اوله لان الخالق يستحيل ان يكون مخلوقا ثم لو كان السؤال متجها لاستلزم التسلسل وهو محال وقد اثبت العقل ان المحدثات مفتقرة الى محدث فلو كان هو مفتقرا الى محدث لكان من المحدثات. انتهى والذي نحى اليه من التفرقة بين وسوسة الشيطان ومخاطبة البشر فيه نظر لانه ثبت في مسلم من طريق هشام ابن عروة عن ابيه في هذا الحديث لا يزال الناس يتسائلون حتى يقال هذا الله خلق الخلق. فمن خلق الله فمن وجد من ذلك شيئا فليقل امنت بالله فسوى في الكف عن الخوض في ذلك بين كل سائل عن ذلك من بشر وغيره وفي رواية لمسلم عن ابي هريرة قال سألني عنها اثنان وكان السؤال عن ذلك لما كان واهيا لم يستحق جوابا او الكف عن ذلك نظير الامر بالكف عن الخوض في الصفات والذات قال المازري الخواطر على قسمين فالتي لا تستقر ولا يجلبها شبهة هي التي تندفع بالاعراض عنها. وعلى هذا ينزل الحديث وعلى مثلها ينطلق اسم وسوسة واما الخواطر المستقرة الناشئة عن الشبهة فهي التي لا تندفع الا بالنظر والاستدلال وقال الطيبي انما امر بالاستعاذة والاشتغال بامر اخر ولم يأمر بالتأمل والاحتجاج لان العلم باستغناء الله جل وعلا عن الموجد امر ضروري. لا يقبل المناظرة. ولان الاسترسال في الفكر في ذلك لا يزيد المرء الا حيرة ومن هذا حاله فلا علاج له الا الملجأ الى الله تعالى والاعتصام به وفي الحديث اشارة الى ذم كثرة السؤال عما لا يعني المرء وعما هو مستغن عنه وفيه علم من اعلام النبوة لاخباره بوقوع ما سيقع فوقع وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه بيان موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول ولفظ التسلسل يراد به التسلسل في المؤثرات وهو ان يكون للحادث فاعل وللفاعل فاعل وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلاء. وهذا هو التسلسل الذي امر النبي صلى الله عليه وسلم بان يستعاذ بالله منه وامر بالانتهاء عنه وان يقول القائل امنت بالله ورسله كما في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان احدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول له من خلق ربك فاذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته وفي رواية لا يزال الناس يتسائلون حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله قال فبين انا في المسجد اذ جاءني ناس من الاعراب فقالوا يا ابا هريرة هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله قال فاخذ حصى بكفه فرماهم به ثم قال قوموا قوموا صدق خليلي وفي الصحيح ايضا عن انس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله ان امتك لا يزالون يسألون ما كذا ما كذا حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق. فمن خلق الله انتهى المقصود من كلام الشيخ رحمه الله ولعله يتضح لك ايها السائل ولزميلك الذي اورد عليك الشبهة. مما ذكرنا من الايات والاحاديث وكلام اهل العلم ما يزيل الشبهة ويقضي عليها من اساسها. ويبين بطلانها لان الله سبحانه لا شبيه له ولا كفؤ له ولا ند له وهو الكامل في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله. وهو خالق كل شيء وما سواه مخلوق وقد اخبرنا في كتابه المبين وعلى لسان رسوله الامين عليه من ربه افضل الصلاة والتسليم. بما يجب اعتقاده في في حقه سبحانه وبما يعرفنا به ويدلنا عليه من اسمائه وصفاته واياته المتلوة واياته المشاهدة ده من سماء وارض وجبال وبحار وانهار وغير ذلك من مخلوقاته عز وجل ومن جملة ذلك نفس الانسان. فانها من ايات الله الدالة على قدرته وعظمته. وكمال علمه وحكمته كما قال عز وجل ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار. لايات لاولي الالباب وقال تعالى وفي الارض ايات للموقنين وفي انفسكم افلا تبصرون اما كنه ذاته وكيفيتها وكيفية صفاته. فذلك من علم الغيب الذي لم يطلعنا عليه. فالواجب علينا فيه والتسليم وعدم الخوض في ذلك. كما وسع ذلك سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم واتباعهم باحسان فانهم لم يخوضوا في ذلك ولم يسألوا عنه بل امنوا بالله سبحانه وبما اخبر به عن نفسه في كتابه او على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولم يزيدوا على ذلك مع ايمانهم بانه سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وعلى من وجد شيئا من هذه الوساوس او القي اليه شيء منها ان يستعظمها وينكرها من اعماق قلبه انكارا شديدا وان يقول امنت بالله ورسله وان يستعيذ بالله من نزغات الشيطان. وان ينتهي عنها ويطرحها كما فامر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك في الاحاديث السابقة واخبر ان استعظامها وانكارها هو صريح الايمان. وعليه الا يتمادى على السائلين في هذا الباب. لان ذلك قد تفضي الى شر كثير والى شكوك لا تنتهي فاحسن علاج للقضاء على ذلك والسلامة منه هو امتثال ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم. والتمسك به والتعويل عليه. وعدم الخوض في ذلك وهذا هو الموافق لقول الله عز وجل واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله. انه هو السميع العليم فالاستعاذة بالله سبحانه واللجأ اليه. وعدم الخوض فيما احدثه الموسوسون وارباب الكلام الباطل. من الفلاسفة ان سلك سبيلهم في الخوض في باب اسماء الله وصفاته. وما استأثر الله بعلمه من غير حجة ولا برهان. هو سبيل اهل بالحق والايمان وهو طريق السلامة والنجاة والعافية من مكائد شياطين الانس والجن وفقني الله واياك وسائر المسلمين للسلامة من مكائدهم ولهذا لما سأل بعض الناس ابا هريرة رضي الله عنه عن هذه الوسوسة حصبهم بالحصباء ولم يجبهم على سؤالهم وقال صدق خليلي ومن اهم ما ينبغي للمؤمن في هذا الباب ان يكثر من تلاوة القرآن الكريم وتدبره لان فيه من بيان صفات الله عز وجل وعظمته. وادلة وجوده وكماله. ما يملأ القلوب ايمانا ومحبة وتعظيما واعتقادا جازما بانه سبحانه هو رب كل شيء ومليكه. وانه الخالق لكل شيء والعالم وبكل شيء والقادر على كل شيء. لا اله غيره ولا رب سواه كما ينبغي للمؤمن ايضا ان يكثر من سؤال الله المزيد من العلم النافع والبصر النافذ والثبات على الحق والعافية من الزيغ بعد الهدى فانه سبحانه قد وجه عباده الى سؤاله ورغبهم في ذلك ووعدهم بالاجابة كما قال الله عز وجل وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين والايات في هذا المعنى كثيرة واسأل الله ان يوفقنا واياك وزميلك وسائر المسلمين للفقه في الدين والثبات عليه وان يعيذنا جميعا من مضلات الفتن ومن مكايد شياطين الانس والجن ووساوسهم. انه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه التوقيع رئيس الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة