اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها اذا اؤتمن خان واذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث السابع عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم متفق عليه قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه النفاق اساس الشر وهو ان يظهر الخير ويبطن الشر هذا الحد يدخل فيه النفاق الاكبر الاعتقادي الذي يظهر صاحبه الاسلام ويبطن الكفر وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية وصاحبه في الدرك الاسفل من النار وقد وصف الله هؤلاء المنافقين بصفات الشر كلها من الكفر وعدم الايمان والاستهزاء بالدين واهله والسخرية منهم والميل بالكلية الى اعداء الدين لمشاركتهم لهم في عداوة دين الاسلام وهم موجودون في كل زمان ولا سيما في هذا الزمان الذي طغت فيه المادية والالحاد والاباحية والمقصود هنا القسم الثاني من النفاق الذي ذكر في هذا الحديث فهذا النفاق العملي وان كان لا يخرج من الدين بالكلية فانه دهليز الكفر ومن اجتمعت فيه هذه الخصال الاربع فقد اجتمع فيه الشر وخلصت فيه نعوت المنافقين فان الصدق والقيام بالامانات والوفاء بالعهود والورع عن حقوق الخلق هي جماع الخير ومن اخص اوصاف المؤمنين فمن فقد واحدة منها فقد هدم فرضا من فروض الاسلام والايمان فكيف بجميعها فالكذب في الحديث يشمل الحديث عن الله والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الذي من كذب عليه متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن اظلم ممن افترى على الله الكذب ويشمل الحديث عما يخبر به من الوقائع الكلية والجزئية فمن كان هذا شأنه فقد شارك المنافقين في اخص صفاتهم وهي الكذب الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اياكم والكذب فان الكذب يدعو الى الفجور وان الفجور يدعو الى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ومن كان اذا اؤتمن على الاموال والحقوق والاسرار خانها ولم يقم بامانته فاين ايمانه واين حقيقة اسلامه وكذلك من ينكث العهود التي بينه وبين الله والعهود التي بينه وبين الخلق فهو موصوف بصفة خبيثة من صفات المنافقين وكذلك من لا يتورع عن اموال الخلق وحقوقهم ويغتنم فرصها ويخاصم فيها بالباطل ليثبت باطلا او يدفع حقا فهذه الصفات لا تكاد تجتمع في شخص ومعه من الايمان ما يجزي او يكفي فانها تنافي الايمان اشد المنافاة واعلم ان من اصول اهل السنة والجماعة انه قد يجتمع في العبد خصال خير وخصال شر وخصال ايمان وخصال كفر او نفاق ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما قام به من موجبات ذلك وقد دل على هذا الاصل نصوص كثيرة من الكتاب والسنة فيجب العمل بكل النصوص وتصديقها كلها وعلينا ان نتبرأ من مذهب الخوارج الذين يدفعون ما جاءت به النصوص من بقاء الايمان وبقاء الدين ولو فعل الانسان من المعاصي ما فعل اذا لم يفعل شيئا من المكفرات التي تخرج صاحبها من الايمان فالخوارج يدفعون ذلك كله ويرون من فعل شيئا من الكبائر ومن خصال الكفر او خصال النفاق انه خارج من الدين مخلد في النار وهذا مذهب باطل بالكتاب والسنة واجماع سلف الامة