المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفصل السادس في الصدق والامانة. قد امر الله بالصدق واداء الامانات في عدة ايات. واثنى على الصادقين الذين هم لاماناتهم وعهدهم طاعون قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال سبحانه اجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. رضي الله عنهم ذلك الفوز العظيم. وقال سبحانه تؤدوا الامانات الى اهلها. وهذا شامل لجميع الامانات في الولايات الصغار والكبار وامانات والحقوق والاسرار وغيرها. وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر. وان البر يهدي الى الجنة. ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. واياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور. وان الفجور اهدي الى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. وانما حث الشارع على الصدق واداء الامانة ورعايته بانها مقدمة الاخلاق الجميلة وهي الداعية اليها كما نص عليه في الحديث في قوله فان الصدق يهدي الى البر. والبر اسم جامع لكل كل خير وطاعة واحسان الى الخلق والصدق عنوان الاسلام وميزان الايمان واس الدين وعلامة على كمال المتصف به وان له قام الاعلى في الدين والدنيا وهو صريح الاخلاص. فان المخلص قد استوى ظاهره وباطنه والصادق كذلك. وبالصدق يصل العبد الى الابرار وبه تحصل النجاة من جميع الشرور. وبالصدق واداء الامانة تحصل البركة والطمأنينة. ويكون صاحبها معتبرا عند الله وعند خلقا. قال صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا. فان صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما. وان كذبا وكتما لحقت بركة بيعهما. متفق عليه فاخبر وهو الصادق المصدوق ان البركة مقرونة بالصدق والبيان. وان المحق والتلف مقرونان الكذب والكتمان والمشاهدة اكبر شاهد على ذلك فانك لا تجد صادقا في معاملته مؤتمنا في اماناته فقد استوى ظاهره وباطنه لوجدت رزقه رغدا واسبابه جارية على السداد ومعاملاته مستقيمة. وقد حاز مع ذلك الشرف وحسن السمعة والاعتبار وتسابق الناس الى معاملته وبذلك تتم له سعادة الدنيا والاخرة. كما انك لا تجد كذابا غشاشا سيء المعاملة الا وجدته بعكس هل الصادق لا ترى صادقا الا مرموقا بين الناس بالمحبة والثناء والتعظيم ولا كاذبا الا ممقوتا بهذا الخلق الاثيم. الصادق يطمئن الى قلبه العدو والصديق والكاذب لا يثق به الصديق والقريب. ما احلى احاديث الصادقين وما اقبح اقوال الكاذبين الصادق الامين مؤتمن على الاموال والحقوق والاسرار. ومتى حصل منه كبوة او عثرة فصدقه شفيع مقبول. والكاذب لا يؤمن على مثقال لذرة ولو قدر صدقه احيانا لم يكن لذلك موقع ولا حصل به ثقة ولا طمأنينة. بالصدق تبرم العهود الوثيقة وتطمئن لها قلوب على الحقيقة ما كان الصدق في شيء الا زانه ولا الكذب في شيء الا شانه. الصد طريق الايمان والكذب بريد النفاق. الله اللهم تفضل علينا بالصدق في اقوالنا وافعالنا وجميع احوالنا يا جواد يا كريم