المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة السادسة في طريقة القرآن في تقرير التوحيد ونفي ضده. القرآن كله لتقرير التوحيد ونفي ضده. واكثر الايات يقرر الله فيها توحيد الالوهية واخلاص العبادة لله وحده لا شريك له. ويخبر ان جميع الرسل انما ارسلت تدعو قومها الى الى ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا. وان الله تعالى انما خلق الجن والانس ليعبدون. لماذا لم يكن تقرير الانبياء ودعوتهم الى توحيد الربوبية؟ لان توحيد الربوبية كانوا مقرين به لا ينكرونه ولم ينكر احد توحيد ابدا الا مكابرة والا ما في احد يعتقد ان هذا الكون آآ خلق نفسه ابدا حتى المجوس الثانوية يرون ان للعالم خالقين ومع هذا يرون ان احد ان احد الخالقين اكمل من الثاني. يرون ان النور يخلق الخير والظلمة تخلق الشر ويقولون ان النور اله خير نافع والظلمة اله اله شر شر شرير. ويظن ايضا بعظهم ان هذه الظلمة حادثة بعد ان لم تكن بخلاف النور. وعلى هذا وعلى كل حال ما تجد احدا من الخلق يقولون ان هذا العالم خلق بغير بدون خالق ابدا الا مكابر والمكابر مشرك. اما الالوهية فانه هو الذي وقع فيها النزاع والجدال بين الرسل واممهم. وان الكتب والرسل بل الفطر والعقول السليمة وان الكتب والرسل بل الفطر والعقول السليمة كلها اتفقت على هذا الاصل. الذي هو اصل الاصول كلها وانما لم يد بهذا الدين الذي هو اخلاص العبادة والقلب والعمل لله وحده فعمله باطل. لان اشركت ليحبطن عملك. ولو اشركوا يطعنهم ما كانوا يعملون. ويدعو العباد الى ما تقرر في فطرهم وعقولهم من ان الله المنفرد بالخلق والتدبير. والمنفرد بالنعمة الظاهرة والباطنة هو الذي يستحق العبادة وحده. ولا ينبغي ان يكون شيء منها لغيره. وان سائر الخلق ليس عندهم اي قدرة على خلق ولا ولا دفع ضر عن انفسهم فضلا عن عن ان يغنوا عن احد غيرهم من الله شيئا. عن احد غيرهم من الله شيئا ادعوهم ايضا الى هذا الاصل بما يتمتع به ويثني على نفسه الكريمة من تفرده بصفات العظمة والمجد والجلال والكمال. وان من له هذه هذا الكمال الذي لا يشاركه فيه مشارك. احق من اخلصت له الاعمال الظاهرة والباطنة. ويقرر هذا التوحيد بانه هو الحاكم وحده. فلا غيره شرعا ولا جزاء. ان ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. وتارة يقرر هذا بذكر محاسن التوحيد. وانه الدين الوحيد الواجب شرعا وعقلا وفطرة على جميع العبيد. وبذكر مساوئ الشرك وقبحه واختلال عقول اصحابه بعد اختلال اديانهم. وتقليب افئدة وكونهم اضل وكونهم اضل من الانعام سبيلا. وتارة يدعو اليه بذكر ما رتب عليه من الجزاء الحسن في الدنيا والاخرة والحياة الطيبة في الدور الثلاث. وما رتب على ضده من العقوبات العاجلة والاجلة. وكيف كانت عواقب المشركين اه اسوأ العواقب وشرها. وبالجملة فكل خير عاجل واجل فانه من ثمرات التوحيد. وكل شر عاجل واجل فانه من ثمرات الشرك الله اعلم