يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة الاختيارات الفقهية. في مسائل العبادات والمعاملات. من فتاوى سماحة العلام الامام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله. جمعها ورتبها الشيخ خالد ابن سعود ابن عامر العجمي كتاب الجهاد قال الامام العلامة ابن باز رحمه الله الجهاد في سبيل الله من افضل القربات. ومن اعظم الطاعات. بل هو من افضل ما تقرب به المتقربون. وتنافس فيه منافسون بعد الفرائض وهو فرض كفاية على المسلمين. اذا قام به من يكفي سقط عن الباقين. قد يكون في بعض الاحيان من الفرائض العينية التي لا يجوز للمسلم التخلف عنها الا بعذر شرعي. كما لو استنفره الامام او حضر بلده العدو او انا حاضرا بين الصفين. ففي هذه المسائل الثلاث يتعين القتال. خفافا وثقالا اي شيبا الجهاد جهادان. جهاد طلب وجهاد دفاع والمقصود منهما جميعا هو تبليغ دين الله. ودعوة الناس اليه. واخراجهم من الظلمات الى النور. واعلاء دين الله في في ارضه وان يكون الدين كله لله وحده. ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اخذ الجزية من مجوسه هجر فهؤلاء الاصناف الثلاثة من الكفار وهم اليهود والنصارى والمجوس ثبت بالنص اخذ الجزية منهم فالواجب ان يجاهدوا ويقاتلوا مع القدرة حتى يدخلوا في الاسلام. او يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون اما غيرهم فالواجب قتالهم حتى يسلموا في اصح قولي العلماء لان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل العرب حتى دخلوا في دين الله افواجا. ولم يطلب منهم الجزية ولو كان اخذها منهم جائزا تحقن به دماؤهم واموالهم لبينه لهم. ولو وقع ذلك لنقل يستثنى من الكفار في القتال النساء والصبيان والشيخ الهرم ونحوهم ممن ليس من اهل القتال ما لم يشاركوا وفي فان شاركوا فيه وساعدوا عليه بالرأي والمكيدة. قاتلوا كما هو معلوم من الادلة الشرعية. الجهاد في الاسلام على اطوار ثلاثة الطور الاول الاذن للمسلمين في ذلك من غير الزام لهم. كما في قوله سبحانه اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير الطور الثاني الامر بقتال من قاتل المسلمين والكف عن من كف عنهم وفي هذا النوع نزل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي وقوله تعالى وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وقوله تعالى وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا. ان الله لا يحب المعتدين في قول جماعة من اهل العلم وقوله تعالى في سورة النساء ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم اولياء حتى يهاجروا في سبيل الله. فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا. والاية بعدها الطور الثالث جهاد المشركين مطلقا وغزوهم في بلادهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ليعم الخير اهل الارض وتتسع رقعة الاسلام. ويزول من طريق الدعوة دعاة الكفر والالحاد. ذهب بعض اهل العلم الى ان الطور الثاني وهو القتال لمن قاتل المسلمين. والكف عن من كف عنهم قد نسخ لانه كان في حال ضعف المسلمين وذهب اخرون من اهل العلم الى انه لم ينسخ بل هو باق يعمل به عند الحاجة اليه فاذا قوي المسلمون واستطاعوا بدء عدوهم بالقتال وجهاده في سبيل الله فعلوا ذلك عملا باية التوبة وما في معناها اما اذا لم يستطيعوا ذلك فانهم يقاتلون من قاتلهم واعتدى عليهم ويكفون عن من كف عنهم عملا باية النساء وما ورد في معناها وهذا القول اصح واولى من القول بالنسخ وهو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. وبهذا يعلم كل من له ادنى بصيرة ان قول من قال من كتاب العصر وغيرهم ان الجهاد شرع للدفاع فقط قول غير صحيح وقد تعلق القائلون بان الجهاد للدفاع فقط بايات ثلاث الاولى قوله جل وعلا وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا والجواب عن ذلك كما تقدم ان هذه الاية ليس معناها القتال للدفاع. وانما معناها القتال لمن كان شأنه القتال كالرجل المكلف القوي. وترك من ليس شأنه القتال. كالمرأة والصبي ونحو ذلك ولهذا قال بعدها وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فاتضح بطلان هذا القول ثم لو صح ما قالوا فقد نسخت باية السيف وانتهى الامر بحمد الله والاية الثانية التي احتج بها من قال بان الجهاد للدفاع هي قوله تعالى لا اكراه في الدين وهذه لا حجة فيها لانها على الاصح مخصوصة باهل الكتاب والمجوس واشباههم فانهم لا يكرهون على الدخول في الاسلام اذا بذلوا الجزية هذا هو احد القولين في معناها والقول الثاني انها منسوخة باية السيف ولا حاجة للنسخ بل هي مخصوصة باهل الكتاب كما جاء في التفسير عن عدة من الصحابة والسلف فهي مخصوصة باهل الكتاب ونحوهم فلا يكرهون اذا ادوا الجزية. وهكذا من الحق بهم من المجوس وغيرهم. اذا ادوا الجزية فلا اكراه. ولان لدى ائمة الحديث والاصول انه لا يصار الى النسخ مع امكان الجمع. وقد عرفت ان الجمع ممكن بما ذكرنا فان ابوا الاسلام والجزية قوتلوا كما دلت عليه الايات الكريمات الاخرى والاية الثالثة التي تعلق بها من قال ان الجهاد للدفاع فقط قوله تعالى في سورة النساء فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا قالوا من اعتزلنا وكف عنا لم نقاتله وقد عرفت ان هذا كان في حال ضعف المسلمين اول ما هاجروا الى المدينة. ثم نسخت باية السيف وانتهى امرها او انها محمولة على ان هذا كان في حالة ضعف المسلمين فاذا قضوا امروا بالقتال كما هو القول الاخر كما عرفت وهو عدم النسخ وبهذا يعلم بطلان هذا القول وانه لا اساس له ولا وجه له من الصحة وقد الف بعض الناس رسالة افتراها على شيخ الاسلام ابن تيمية وزعم انه لا يرى القتال الا لمن قاتل فقط وهذه الرسالة لا شك انها مفتراة وانها كذب بلا ريب وقد انتدب لها الشيخ العلامة سليمان بن سحمان رحمة الله عليه. ورد عليها منذ اكثر من خمسين سنة وقد اخبرني بذلك بعض مشايخنا ورد عليه ايضا اخونا العلامة الشيخ سليمان بن حمدان رحمه الله القاضي سابقا في المدينة المنورة كما ذكرنا انفا ورده موجود بحمد الله وهو رد حسن واف بالمقصود. فجزاه الله خيرا. قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة وقوله سبحانه يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم يدل على وجوب العناية بالاسباب والحذر من مكائد الاعداء ويدخل في ذلك جميع انواع الاعداد المتعلقة بالاسلحة والابدان. صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان انه قال الحرب خدعة ومعناه ان الخصم قد يدرك من خصمه بالمكر والخديعة في الحرب ما لا يدركه بالقوة والعدد وذلك مجرب معروف وذلك من دون اخلال بالعهود والمواثيق. لما تغير المسلمون وتفرقوا ولم يستقيموا على تعاليم ربهم واثر اكثرهم اهواءهم. اصابهم من الذل والهوان وتسلط الاعداء. ما لا يخفى على احد. وما ذاك الا بسبب الذنوب والمعاصي والتفرق والاختلاف وظهور الشرك والبدع والمنكرات في غالب البلاد وعدم تحكيم اكثرهم الشريعة. كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. الرباط هو الاقامة في الثغور. وهي الاماكن التي يخاف على اهلها من اعداء الاسلام والمرابط هو المقيم فيها. المعد نفسه للجهاد في سبيل الله والدفاع عن دينه واخوانه المسلمين لا شك ان الدفاع عن الدين والنفس والاهل والمال والبلاد واهلها من الجهاد المشروع ومن يقتل في ذلك وهو مسلم يعتبر شهيدا. الجهاد بالمال له شأن عظيم. فهو اوسع انواع جهاد لان المال يستعان به على استخدام الرجال والسلاح والدعاة فالمال اوسعها واكثرها نفعا. ولهذا بدأ به الله قبل النفس في اغلب الايات. وقد اختلف العلماء بل على المرأة جهاد بالمال على قولين. والاقرب والارجح ان عليها جهادا بالمال. لانها داخلة في العموم اذا كان عندها مال وعندها سعة فانها تجاهد من مالها مع قيامها بما يسر الله من الحج والعمرة والمرأة قد تصل بنيتها اذا احسنتها ما لا يصل اليه الرجال. قال تعالى وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا. ان الله لا يحب المعتدين قال بعض السلف في هذه الاية انه امر في هذه الاية بقتال من قاتله. والكف عن من كف عنه وقال اخرون ان هذه الاية ليس فيها ما يدل على هذا المعنى وانما فيها انه امر بالقتال للذين يقاتلون اي من شأنهم ان يقاتلوا ويصدوا عن سبيل الله وهم الرجال المكلفون القادرون على القتال بخلاف الذين ليس من شأنهم القتال كالنساء والصبيان والرهبان والعميان والزملاء واشباههم. فهؤلاء لا يقاتلون لانهم ليسوا من اهل القتال وهذا التفسير كما سيأتي ان شاء الله تعالى اظهر واوضح في معنى الاية. المجوس ملحقين باهل الكتاب في اخذ الجزية فقط لا في حل طعامهم ونسائهم. ما يتعلق بالجزية فقول من قال انها تؤخذ من الجميع اظهر الا من العرب خاصة. الصحيح ان سبي العربي استرق مثل سبي للعجم سواء. اخذ الجزية مؤجل ومؤقت الى نزول عيسى فاذا نزل عليه الصلاة والسلام انتهى هذا الشرع ووجب بعد ذلك اما الاسلام واما السيف. الامر الى ولي الامر ان شاء قاتل وان شاء كف وان شاء قاتل قوما دون قوم على حسب القوة والقدرة والمصلحة للمسلمين لا على حسب هواه وشهوته ولكن ينظر للمسلمين وينظر لحالهم وقوتهم. كل الاحاديث تدل على ان القتال شرع لازالة الكفر والضلال ودعوة الكفار للدخول في دين الله. لا لانهم اعتدوا علينا فقط. روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنه منهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله انما اقتصر عليه الصلاة والسلام على الشهادتين والصلاة والزكاة. لانها الاسس العظيمة والاركان الكبرى فمن اخذ بها ودان بها وتمسك بها فانه يؤدي ما ورائها عن ايمان وعن اطمئنان واذعان من باب اولى. اعلموا ان النصر المبين والعاقبة الحميدة ليست للعرب دون العجم ولا للعجم دون العرب ولا لابيض دون اسود ولا لاسود دون ابيض ولكن النصر باذن الله لمن اتقاه واتبع هداه. وجاهد نفسه لله واعد لعدوه ما استطاع من القوة تأمل يا اخي امر الله لعباده ان يعدوا لعدوهم ما استطاعوا من القوة ثم تأمل امره لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين عند مقاتلة الاعداء والقرب منهم ان يقيموا الصلاة ويحملوا السلاح وكيف كرر الامر سبحانه في اخذ السلاح والحذر لئلا يهجم عليهم العدو في حال الصلاة لتعرف بذلك انه يجب على المجاهدين قادة وجنودا ان يهتموا بالعدو. وان يحذروا غافلته وان يعدوا له ما استطاعوا من قوة وان يقيموا الصلاة ويحافظوا عليها. مع الاستعداد للعدو والحذر من كيده وفي ذلك جمع بين الاسباب الحسية والمعنوية. ما يتكرر كثيرا في بعض الاذاعات العربية من قولهم النصر لنا الله معنا النصر للعرب النصر للعرب والاسلام وما اشبه ذلك ان هذه كلها الفاظ خاطئة ومخالفة للصواب. ينبغي ان يكون شعار المسلمين في اذاعاتهم وصحفهم وعند لقائهم لاعدائهم في جميع الاحوال هو الشعار القرآني الاسلامي الذي ارشد الله اليه عباده وذلك بان يقولوا الله مع المتقين الله مع المؤمنين. الله مع الصابرين. وما اشبه هذه العبارات يكونوا قد تأدبوا باداب الله وعلقوا النصر باسبابه التي علقه الله بها لا بالعروبة ولا بالوطنية ولا بالقومية ولا باشباه ذلك من الالفاظ والشعارات التي ما انزل الله بها من من سلطان كل ما اصاب المسلمين في الجهاد او غيره من هزيمة او جراح او غير ذلك مما يكرهون هو باسباب تقصيرهم وتفريطهم فيما يجب من اعداد القوة والعناية بامر الحرب او باسباب معاصيهم ومخالفتهم لامر الله. ايها المسلمون ايها المجاهدون اليكم نماذج من كلمات اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم. حين مقابلتهم لجيش الروم يوم اليرموك لما فيها من العبرة والذكرى كلام خالد بن الوليد رضي الله عنه لما جمع خالد رضي الله عنه الجيوش يوم اليرموك لقتال الروم قام فيهم خطيبا فقال ان هذا يوم من ايام الله لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي اخلصوا جهادكم واريدوا الله بعملكم وان هذا يوم له ما بعده وقام ابو عبيدة رضي الله عنه في الناس خطيبا فقال عباد الله انصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم يا معشر المسلمين اصبروا فان الصبر منجاة من الكفر ومرضاة للرب ومدحضة للعار ولا تبرحوا مصافكم ولا تخطوا اليهم خطوة ولا تبدأوهم بالقتال واشرعوا الرماح واستتروا بالدرق والزموا الصمت الا من ذكر الله في انفسكم. حتى امركم ان شاء الله تعالى وقام معاذ بن جبل رضي الله عنه في الناس خطيبا ذلك اليوم. فجعل يذكرهم ويقول يا اهل القرآن ومتحفظ الكتاب وانصار الهدى والحق ان رحمة الله لا تنال وجنته لا تدخل بالاماني. ولا يؤتي الله المغفرة والرحمة الواسعة الا المصدق الم تسمعوا بقول الله تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم. وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا. يعبدونني لا بي شيئا فاستحوا رحمكم الله من ربكم ان يراكم فررا من عدوكم وانتم في قبضته. وليس لكم ملتحد من دونه ولا لا عز بغيره وقام عمرو بن العاص رضي الله عنه في الناس فقال يا ايها المسلمون غضوا ابصاركم واجثوا على الركب واشرعوا الرماح فاذا وثبوا عليكم فامهلوهم. حتى اذا ركبوا اطراف الاسنة فثبوا اليهم واثبت الاسد فوالذي يرضى الصدق ويثيب عليه ويمقت الكذب ويجزي بالاحسان احسانا. لقد سمعت ان المسلمين سيفتحون كفرا كفرا وقصرا قصرا فلا يهولنكم جمعهم ولا عددهم. فانكم لو صدقتموهم الشد. تطايروا تطاير اولاد الحجل وقام ابو سفيان بن حرب رضي الله عنه في الناس فتكلم كلاما حسنا من ذلك قوله والله لا ينجيكم من هؤلاء القوم. ولا تبلغن رضوان الله غدا الا بصدق اللقاء الصبر في المواطن المكروهة هذه نماذج حية عظيمة. نقلتها لكم ايها المجاهدون من كلام اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعلموا ان النصر في الدنيا والفوز بالجنة في الاخرة لا يدركان بالامان ولا بالتفريط واضاعة الواجب وانما يدركان بتوفيق الله بالصدق في اللقاء ومصابرة الاعداء والاستقامة على دين الله وايثار حقه على ما سواه. الدولة السعودية احتاجت الى الاستعانة الجيوش من جنسيات متعددة ومن جملتهم الولايات المتحدة وانما ذلك للدفاع المشترك مع القوات السعودية عن البلاد والاسلام واهله. ولا حرج في ذلك لانه استعانة لدفع الظلم وحفظ البلاد وحمايتها من شر الاشرار وظلم الظالمين وعدوان المعتدين. فلا حرج لا شك ان الاستعانة بغير المسلمين في الدفاع عن المسلمين وعن بلادهم وحمايتها من كيد الاعداء امر جائز شرعا بل واجب متحتم عند الضرورة الى ذلك. مما يجب التنبيه عليه ان بعض الناس قد يظن ان الاستعانة باهل الشرك تعتبر موالاة لهم. وليس الامر كذلك فالاستعانة شيء والموالاة شيء اخر فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم حين استعان بالمطعم بن عدي او بعبدالله بن اريقط او بيهود خيبر مواليا لاهل الشرك ولا متخذا لهم بطانة وانما فعل ذلك للحاجة اليهم واستخدامهم في امور تنفع المسلمين ولا تضرهم. الواجب على جميع دولي وجميع الجماعات وجميع القبائل وجميع المسلمين في كل مكان ان يرجعوا الى حكم الله فيما يتنازعون فيه ويختلفون فيه وان يحذروا العدوان والظلم وان تحل المشاكل بينهم بالطرق السلمية والوسائط العاقلة الطيبة فان لم يتيسر ذلك وجب الحل بالحكم الشرعي لا بالعدوان والظلم. من نصر الله الاستقامة على طاعته. والتوبة اليه من جميع المعاصي والاعداد لجهاد الاعداء والصبر والمصابرة في جهادهم. وبذلك يحصل النصر والتأييد لاولياءه الله واهل طاعته ويحصل الاذلال والهزيمة على اعداء الله. قال الله سبحانه وما النصر الا من عند الله ليس النصر بالاسباب وانما هي اسباب وليس النصر بالجيوش وانما هي اسباب فالنصر من عنده عز وجل ولكنه سبحانه امر بالاسباب وامر بالاعداد للعدو واخذ الحذر وامر باعداد الجيوش والسلاح المناسب. لا مانع من كون المسلمين يتخذ الاسباب التي تنفعهم في وقت الحرب كأن يستعمل الكمامات التي تمنع من وصول الغازات السامة اليه. وغيرها من اسباب الوقاية عند الحاجة الى ذلك سؤال معلوم ان هناك جيوشا غير اسلامية تقاتل حاكم العراق معنا فهل قتالنا معهم تحت راية واحدة يعتبر جهادا؟ ومن قتل منا هل يعتبر شهيدا؟ الجواب المجاهد في هذا السبيل ان اصلح الله نيته وهو يجاهد لدفع الظلم ونفع المسلمين. فهو مجاهد في سبيل الله وهو شهيد ان قتل وهذه الجيوش ليست تحت راية الكفرة. بل كل جيش تحت قيادة قائده فالجيوش السعودية تحت قائدها خالد بن سلطان وتحت القائد الاعلى خادم الحرمين الشريفين والجيوش المصرية تحت قائدها المصري والجيوش السورية تحت قائدها السوري والجيوش الانجليزية تحت قائدها الانجليزي وهكذا ولكن بينهم اتفاق على التنظيم لا بد منه. والله تعالى يقول ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم فلا بد من التنظيم والتعاون بين الجميع حتى لا يحدث الفشل وحتى لا يطمع العدو. عمل المتطوعين في كل بلد ضد الفساد مع رجال الامن يعتبر من الجهاد في سبيل الله لمن اصلح الله نيته وهو من الرباط في في سبيل الله. قنوت النوازل سنة مؤكدة في جميع الصلوات وهو الدعاء على الظالم بان يخزيه الله ويذله ويهزم جمعه. ويشتت شمله وينصر المسلمين عليه المشروع للمسلمين اذا اصيب اخوانهم بشيء من الجراحات واحتاجوا الى دم من اخوانهم الاحياء ان يتبرعوا لهم بذلك. بشرط ان يكون التبرع بالدم لا يضر المتبرع اذا قرر الطبيب المختص ذلك. قال جل وعلا وشاورهم في الامر فالتشاور في الامور التي ليس فيها دليل واضح من اهم المهمات اما اذا كان النص صريحا من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا تشاور. قال اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قد اصبتم مثليها يعني يوم بدر قتلوا سبعين من الكفار واسروا سبعين. وحصلت جراحات في الكفار كثيرة قلتم انى هذا يعني استنكرتم من اين اصبنا قال تعالى قل هو من عند انفسكم وهذا يفيد ان معصية بعض الجيش واخلال بعض الجيش بالاسباب مصيبة للجميع فاصيبوا بسبب بعضهم وهكذا الناس اذا رأوا المنكرات وشاعت ولم تغير. عمت العقوبات معاصي الجيش عون لعدوهم عليهم كما جرى يوم احد المجاهد للنفس في اداء الواجبات وترك المحارم والوقوف عند حدود الله. هذا من اهم الجهاد ومن اهم واجبات والفرائض. الجهاد اقسام بالنفس والمال والدعاء والتوجيه والارشاد والاعانة على الخير من اي طريق واعظم الجهاد الجهاد بالنفس ثم الجهاد بالمال والجهاد بالرأي والتوجيه والدعوة كذلك من الجهاد فالجهاد بالنفس اعلاها. القول ان الاسلام انتشر بالسيف على اطلاقه باطل فالاسلام انتشر بالدعوة الى الله سبحانه وتعالى. وايد بالسيف. من حج الفريضة فالافضل ان يتبرع بنفقة الحج الثاني للمجاهدين في سبيل الله. يجوز للرجل ان يدع زوجته في البيت ويذهب للحج او العمرة او للصلاة او للجهاد او لحاجاته الخاصة في التجارة. لا بأس بذلك كله كل من سماه النبي صلى الله عليه وسلم شهيدا فانه يسمى شهيدا كالمطعون والمبطون وصاحب الهدم والغرق والقتيل في سبيل الله والقتيل دون دينه او دون ماله او دون اهله او دون دمه لكن كلهم يغسلون ويصلى عليهم ما عدا الشهيد في المعركة. لا ريب ان مكافحة المسكرات والمخدرات من اعظم الجهاد في سبيل الله قوله تعالى والذين جاهدوا فينا اي جاهدوا انفسهم وجاهدوا الكفار وجاهدوا المنافقين وجاهدوا العصاة وجاهدوا الشيطان فالاية عامة تشمل انواع الجهاد الاحاديث المتعلقة بالفتن والتحذير منها محمولة عند اهل العلم على الفتن التي لا يعرف فيها المحق من المبطل فهذه الفتن المشروع للمؤمن الحذر منها وهي التي قصدها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله القاعد فيها خير من القائم. والماشي خير من الساعي. الحديث. اما الفتن التي يعرف فيها المحق من المبطل والظالم من المظلوم فليست داخلة في الاحاديث المذكورة بل قد دلت الادلة الشرعية من الكتاب والسنة على وجوب نصر المحق والمظلوم على الباغي والظالم. ثبت بشهادة العدول الثقات ان الانتفاضة الفلسطينية والقائمين بها من خواص المسلمين هناك وان جهادهم اسلامي لانهم مظلومون من اليهود. ولان الواجب عليهم الدفاع عن دينهم وانفسهم واهليهم واولادهم واخراج عدوهم من ارضهم بكل ما استطاعوا من قوة وقد اخبرنا الثقات الذين خالطوهم في جهادهم وشاركوهم في ذلك عن حماسهم الاسلامي وحرصهم على تطبيق الشريعة اسلامية فيما بينهم فالواجب على الدول الاسلامية وعلى بقية المسلمين تأييدهم ودعمهم ليتخلصوا من عدوهم وليرجعوا الى بلادهم لا شك ان الواجب على المسلمين ان يطالبوا بالقدس. وان يردوها الى اهلها وان يجتهدوا في ذلك لان اهلها مظلومون ونصر المظلوم لازم وواجب. ولان القدس للمسلمين ما هي للكفار. تجوز الهدنة مع الاعداء مطلقة ومؤقتة. اذا رأى ولي الامر المصلحة في ذلك. بقاء المسلمين في بلادهم ولو استولى عليها بعض الكفرة بقاؤهم في بلادهم اصلح اذا استطاعوا اظهار دينهم واستطاعوا الدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو باللسان. واظهار الدين. هذا اصلحوا حتى لا يضيع الدين في بلادهم وحتى لا يلبس الامر على من بقي من المسلمين الضعفاء فاذا كان المسلم لا يستطيع اظهار دينه بل يخشى على نفسه فانه يلزمه ان يهاجر مع القدرة لان الله سبحانه اوجب الهجرة على المسلمين مع القدرة. الصلح مع اليهود او غيرهم من الكفرة لا يلزم منهما حجتهم ولا موالاتهم. بل ذلك يقتضي الامن بين الطرفين. وكف بعضهم عن ايذاء البعض الاخر وغير ذلك كالبيع والشراء وتبادل السفراء وغير ذلك من المعاملات التي لا تقتضي مودة الكفرة ولا موالاتهم. كل دولة تنظر في مصلحتها اذا رأت من المصلحة للمسلمين في بلادها الصلح مع اليهود في تبادل السفراء والبيع والشراء وغير ذلك من التي يجيزها شرع الله المطهر فلا بأس في ذلك وان رأت ان المصلحة لها ولشعبها مقاطعة اليهود فعلت ما تقتضيه المصلحة الشرعية وهكذا بقية الدول الكافرة حكمها حكم اليهود في ذلك. مع القدرة على جهاد الكفار والزامهم بالدخول في الاسلام او القتل او دفع الجزية ان كانوا من اهلها فلا تجوز المصالحة معهم وترك القتال وترك الجزية وانما تجوز المصالحة عند الحاجة او الضرورة مع العجز عن قتالهم او الزامهم بالجزية ان كانوا من اهلها. ايضاح وتعقيب على مقالة فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي حول الصلح مع اليهود الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الامين. وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذا ايضاح وتعقيب على مقال فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي المنشور في مجلة المجتمع العدد الف ومئة وثلاثة وثلاثين. الصادرة يوم التاسع من شعبان من عام خمسة عشر واربعمائة والف للهجرة للعاشر من شهر يناير من عام خمسة وتسعين وتسعمائة والف للميلاد. حول الصلح مع اليهود وما صدر مني في ذلك المقال المنشور في صحيفة المسلمون الصادرة في يوم الواحد والعشرين من شهر رجب من عام خمسة عشر واربعمئة والف للهجرة جوابا لاسئلة موجهة الي من بعض ابناء فلسطين وقد اوضحت انه لا مانع من الصلح معهم اذا اقتضت المصلحة ذلك ليأمن الفلسطينيون في بلادهم ويتمكنوا من اقامة دينهم وقد رأى فضيلة الشيخ يوسف ان ما قلته في ذلك مخالف للصواب. لان اليهود غاصبون، فلا يجوز الصلح معهم الى اخر ما ذكره فضيلته وانني اشكر فضيلته على اهتمامه بهذا الموضوع ورغبته في ايضاح الحق الذي يعتقده ولا شك ان الامر في هذا الموضوع واشباهه هو كما قال فضيلته يرجع فيه للدليل وكل احد يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو الحق في جميع مسائل الخلاف لقول الله عز وجل فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا وقال سبحانه وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله وهذه قاعدة مجمع عليها بين اهل السنة والجماعة ولكن ما ذكرناه في الصلح مع اليهود قد اوضحنا ادلته واجبنا عن اسئلة وردت الينا في ذلك من بعض الطلبة بكلية الشريعة في جامعة الكويت وقد نشرت هذه الاجوبة في صحيفة المسلمون الصادرة في يوم الجمعة التاسع عشر من شهر شعبان من عام خمسة عشر عشرة واربعمئة والف للهجرة الموافق للعشرين من شهر يناير من عام خمسة وتسعين وتسعمائة والف للميلاد وفيها ايضاح لبعض ما اشكل على بعض الاخوان في ذلك ونقول للشيخ يوسف وفقه الله وغيره من اهل العلم ان قريشا قد اخذت اموال المهاجرين ودورهم كما قال الله سبحانه في سورة الحشر للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا. وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون ومع ذلك صالح النبي صلى الله عليه وسلم قريشا يوم الحديبية سنة ست من الهجرة ولم يمنع هذا الصلح ما فعلته قريش من ظلم المهاجرين في دورهم واموالهم مراعاة للمصلحة العامة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم لجميع المسلمين من المهاجرين وغيرهم. ولمن الدخول في الاسلام ونقول ايضا جوابا لفضيلة الشيخ يوسف عن المثال الذي مثل به في مقاله. وهو لو ان انسانا غصب دار انسان واخرجه الى العراء ثم صالحه على بعضها اجاب الشيخ يوسف ان هذا الصلح لا يصح وهذا غريب جدا بل هو خطأ محض ولا شك ان المظلوم اذا رضي ببعض حقه واصطلح مع الظالم في ذلك فلا حرج لعجزه عن اخذ حقه كله وما لا يدرك كله لا يترك كله وقد قال الله عز وجل فاتقوا الله ما استطعتم وقال سبحانه والصلح خير ولا شك ان رضا المظلوم بحجرة من داره او حجرتين او اكثر يسكن فيها هو واهله خير من بقائه في العراء اما قوله عز وجل فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون والله معكم ولن يتركم اعمالكم فهذه الاية فيما اذا كان المظلوم اقوى من الظالم. واقدر على اخذ حقه فانه لا يجوز له الضعف والدعوة الى السلم. وهو اعلى من الظالم واقدر على اخذ حقه اما اذا كان ليس هو الاعلى في القوة الحسية فلا بأس ان يدعو الى السلم كما صرح بذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره هذه الاية وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم الى السلم يوم الحديبية. لما رأى ان ذلك هو الاصلح للمسلمين والانفع لهم انه اولى من القتال وهو عليه الصلاة والسلام القدوة الحسنة في كل ما يأتي ويذر لقول الله عز وجل لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ولما نقضوا العهد وقدر على مقاتلتهم يوم الفتح. غزاهم في عقر دارهم. وفتح الله عليه البلاد. ومكنه من رقاب اهلها حتى عفا عنهم وتم له الفتح والنصر ولله الحمد والمنة فارجو من فضيلة الشيخ يوسف وغيره من اخوان اهل العلم اعادة النظر في هذا الامر بناء على الادلة الشرعية لا على العاطفة والاستحسان مع الاطلاع على ما كتبته اخيرا من الاجوبة الصادرة في صحيفة المسلمون في التاسع عشر من شهر شعبان من عام خمسة عشر واربعمائة والف للهجرة الموافق للعشرين من شهر يناير من عام خمسة وتسعين وتسعمائة والف للميلاد وقد اوضحت فيها ان الواجب جهاد المشركين من اليهود وغيرهم مع القدرة حتى يسلموا او يؤدوا الجزية ان كانوا من اهلها كما دلت على ذلك الايات القرآنية والاحاديث النبوية وعند العجز عن ذلك لا حرج في الصلح على وجه ينفع المسلمين ولا يضرهم. تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم في في حربه وصلحه وتمسكا بالادلة الشرعية العامة والخاصة. ووقوفا عندها. فهذا هو طريق النجاة وطريق السعادة والسلامة في الدنيا والاخرة والله المسئول ان يوفقنا وجميع المسلمين قادة وشعوبا لكل ما فيه رضاه وان يمنحهم الفقه في دينه الاستقامة عليه وان ينصر دينه ويعلي كلمته وان يصلح قادة المسلمين ويوفقهم للحكم بشريعته والتحاكم اليها. والحذر مما يخالفها. انه ولي اي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه واتباعه باحسان ليس للجنود صلاة الخوف الا اذا كانوا مصافين العدو او يخافون هجومه. حديث واعلموا ان انك تحت ظلال السيوف المقصود من ذلك التحريض على الجهاد والحث عليه والترغيب فيه. وان الشهداء لهم الجنة. حديث للشهيد عند الله ست كرامات. انه لا يجد الم الموت الا كقرصة البعوض وانه يغفر له عند اول قطرة من دمه. وانه لا يصله الفتان في القبر وانه يكسى تاج الوقار وانه يتنزل في منازل النبيين ويشفع في سبعين من اهل بيته لا اعلم حال هذا الحديث ولا اعرف صحته ولكنه له شواهد تدل على صحة بعضه. حديث يوزن مداد العلماء ودماء الشهداء يوم القيامة. فلا يفضل احدهم على الاخر لا نعلم صحة هذا الحديث والظاهر انه من الموضوعات مما وضعه الكذابون. ليس له اصل. حديث عجب الله من قوم يقادون الى الجنة بالسلاسل معناه انهم يؤسرون في الجهاد ثم يسلمون فيدخلون الجنة كانوا كفارا فاسرهم المسلمون ثم هداهم الله ودخلوا في دين الاسلام وصاروا من اهل الجنة حديث من لم يهتم بامور المسلمين فليس منهم مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث ضعيف ليس بصحيح الاختيارات الفقهية