المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله مقدمة رد الشيخ تقي الدين الهلالي على كتاب الاغلال بخط الشيخ السعدي رحمه الله الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين والصلاة والسلام على نبي الرحمة وهادي الامة وكاشف الغمة خاتم النبيين وامام المصلحين من بعث بدعوته الاموات وجمع الاشتات وعلى اله واصحابه المتصفة باحسن الصفات اما بعد فهذا مظهر الضلال في كتاب الاغلال نسأل الله ان يوفقنا فيه لاصابة الصواب ورفع الريبة عن كل مرتاب المقام الاول قوله سيقول مؤرخ الفكر انه بهذا الكتاب قد بدأت الامم العربية تبصر طريق العقل كان العرب قبل الاسلام متصفين بصفات من اقبح ما وصلت اليه امة منحطة منها الجهل ولذلك سمي زمانهم زمان الجاهلية ومنها تفرق الكلمة ومنها الذلة بالنسبة الى الامم الاخرى ومنها الفقر المدقع ومنها الجفاء وغلظ الطبع ومنها مساوئ الاخلاق كوأد البنات وعدم توريث النساء والصبيان بل كانوا يورثون النساء في بعض الاحوال واكرما لليتيم وقتل النفوس وشن الغارات والنهب والسلب واسترقاق بعضهم بعضا والتفاخر بالانساب لا بالاعمال واستلحاق اولاد الزنا الى غير ذلك مما هو معروف فجاء محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه من تمسك به نجا ومن زاغ عنه هلك فاحيا الله به العرب بعد الموت وجمعهم بعد الشتات واغناهم بعد الفقر واعزهم بعد الذلة وجعلهم سادة لمن كانوا لهم عبيدا اي الفرس والروم وابدلهم من القسوة رحمة ومن الخشونة والجفاء لطفا ولينا وبالجملة جعلهم سعداء بعد ان كانوا اشقياء وقد اخبر الله في هذا الكتاب وفي بيانه وهو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ان العرب وسائر المسلمين لن يزال الاعلين ما تمسكوا بهذا الكتاب واهتدوا بهدي النبي الكريم ومتى تركوه وابتغوا الهدى في غيره اضلهم الله وخيب سعيهم وردهم الى ما كانوا فيه من الشقاء وهذا ما وقع وهذا الرجل يقول ان الامة العربية بكتابه هذا تبدأ تبصر طريق العقل كان كتاب الله وبيان رسوله الذي حيت به الامة وسعدت باتباعه ثم ماتت وشقيت بتركه والتاريخ اصدق شاهد لا يكفي لبعث العرب وابصارهم طريق العقل والرشد وكلما الفه علماء الاسلام في زمان مجدهم لا يكفي لابصارهم طريق العقل حتى يأتي هذا الكتيب فيفتح اعينا عميا واذانا صما وقلوبا غلفا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم مؤمنين والمهم ان هذه امنيته وخيال تخيله المصنف وفرح به واستهواه واغواه واخذ يتكهن بمستقبل كتابه ويهيم في اودية الاحلام ان الاماني والاحلام تضليل المقام الثاني قوله في الصفحة الثالثة انما في هذا الكتاب هو من الحقائق الازلية الابدية التي تفقدها امة فتهوي لانها فقدت حقيقة من حقائقها الطبيعية وتأخذ بها امة اخرى فتنهض لانها قابلت الطبيعة الكاملة بطبيعتها الكاملة ولن يوجد مسلم واحد بين الاربع مئة مليون مسلم يستغني عن هذه الافكار اذا اريدت له حياة صحيحة طبيعية الحقائق الازلية ليست الا صفات الله تعالى لان كل ما سواه حادث الا اذا كان المؤلف يقول بقدم العالم فتلك مسألة اخرى والمسلمون يخالفونه في ذلك واما كون هذا الكتاب لا يستغني عنه مسلم يريد ان يحيا حياة صحيحة طبيعية فهذه دعوة واماني ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن يا لله العجب لقد الف الحكماء من المسلمين وغير المسلمين كتبا كثيرة متواضعين لله تعالى متبرئين من الدعوى فرفعهم الله تعالى ونفع الناس بعلمهم ولا نعلم احدا منهم ادعى لكتابه مثلما ادعى هذا الرجل كانه نبي اوحي اليه والدعاوي ما لم يقيموا عليها بينات ابناؤها ادعياء فصل لا نريد ان نناقش المؤلف في الالفاظ لان خطأه فيها غير مهم لا يستحق تضييع الوقت في تتبعه والرد عليه ولكننا رأيناه يستعمل لفظ الرومان في جمع رومي وهو خطأ ان اغتفرناه لعامة الكتاب الذين يتعلمون الانشاء في الصحف والمجلات فلا نغتفره لكاتب تعلم في المساجد وقرأ القرآن وفيه بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم غلبت الروم وبهذا اللفظ سميت السورة نفسها وهو الموجود في الاحاديث وكتب التاريخ والادب العربي ولم يستعمل لفظ الرومان الا في هذا الوقت الذي ضربت فيه الفوضى اطنابها في الانشاء فضاع بذلك اسلوب اللغة العربية ووقع الفساد في مفرداتها وتراكيبها بسبب ما ترجم من اللغات المتغلب اهلها على يد تراجمة جاهلين فاخذ الناس يحاكونهم ويقتدون بهم حتى صار الفقيه يترك الالفاظ الصحيحة التي يعرفها من القرآن وكلام العرب ويستعمل الالفاظ الفاسدة ظنا منه ان ذلك يرفعه الى درجة الفلاسفة ويجعله عصريا وهذه الالف والنون التي في لفظ الرومان هي في بعض اللغات الاوروبية بمنزلة ياء النسبة في اللغة العربية فالرومان في اللغة الانكليزية مثلا صفة كالرومي بالعربية في قولك العصر الرومي وتكون أسماء بمنزلة الرجل الرومي او الرجال الروميين ويظهر لنا ان المؤلف في هذا الكتاب لا يصيغ قلمه فكره بل ينتهب المعاني والالفاظ من كلام كتاب اخرين يسمون انفسهم عصريين واحرار الفكر ليكون مثلهم وقد خيل اليه انه بهذا يصير فيلسوفا عظيما وقد استعمل ايضا الانتاج وانما هو النتاج انظر الى قوله في الصفحة السابعة ولقد صار معلوما ان عظمة الشعوب ليست في الاستقلال السياسي الى ان قال ولكن عظمة الشعوب الحقيقية التي تطأطأ لها الدنيا امامها اجلالا ورهبة تتجلى في شيء واحد لا ثاني له هذا الشيء الواحد هو قدرة الشعب الذاتية على الانتاج العقلي والمادي من ناحية الافراد الشعب الذي يتفوق افراده في هذا الانتاج هو الشعب الذي له التفوق المطلق وله السيادة المطلقة وهو الشعب الذي تخفض له الدنيا رأسها والفرق بيننا وبين شعوب اوروبا وامريكا لا يعدو الفرق بين افرادنا وافرادهم في هذا الانتاج فانه لما وفر انتاج افرادهم العقلي والمادي وضعف انتاج افرادنا او اضحى مفقودا اضحوا اقوى منا في كل شيء فسادوا وتأخرنا الى اخره ذكر المؤلف في هذا الكلام سبعة اسباب للعظمة والسيادة المطلقة فنفى منها ستة وحصر الامر في سابعها وهو ما سماه قدرة الشعب الذاتية على الانتاج العقلي والمادي من ناحية الافراد ولا نريد ان نناقشه في نسبة ذلك الى الافراد دون الجماعة مع ما فيه ولكننا نقول من اين عرفت هذا؟ وما دليلك عليه والحق ان رقي الامة وسيادتها متوقف على امور كثيرة لا يغني احدها عن غيره الامة القليلة العدد مثلا لا تحصل بها السيادة المطلقة ولا تستطيع ان تحافظ على استقلالها وان بلغت الذروة العليا في النتاج من حيث الافراد ومن حيث الجماعات وقد رأينا ما وقع لفنلندا ولم تغلب هذه الدولة التي بلغت اوج الرقي في كل شيء الا بسبب قلة عددها والدولة التي غلبتها لا تساويها في الرقي وانما غلبتها في كثرة العدد فظهر ان كثرة العدد جزء من سبب السيادة ولا ندعي انها هي السبب كله وكذلك ثروة البلاد الطبعية لا الطبيعية هي من اسباب عظمتها فان الامة اذا كانت بلادها فقيرة لا تملك المواد الاولية الضرورية تكون دائما تحت رحمة الامم التي تمدها بذلك وكذلك الوطنية والحماسة فانها سبب لابد منه نقد كتاب الاغلال كشاف للمسائل الخبيثة والمباحث الخطيرة في كتاب الاغلال في الصفحة الرابعة عشرة محل تهكم منه بالمصلحين الذين يقولون ان رقي المسلمين ينحصر في الرجوع الى تعاليم الدين وارشاداته يقول هو في الصفحة الرابعة عشرة ويوجد جماعات تكاد تقيم الدنيا وتقعدها مبشرة بروح خلقية استاقت في طريقها جماهير الشباب واوشكت تصيب معظمهم بنوع من جنون الغارة التقي البار والجنون المقدس خلاصة هذه الرسالة ان طريق المجد ينحصر في الرجوع الى الاخلاق الدينية الاولى الى اخر ما قال وطول يردد هذا القول بكلام اكثره هذيان ولم يزل يهذي حتى قال في الصفحة السادسة عشرة ان اعاصير رجعية مجنونة لتهب في هذه الاونة على مصر التي رضيناها لنا زعيمه وانها لتترنح تحتها ولا ندري اتثبت لها ام تتهاوى تحت ضرباتها الوجيعة لست احاول وقف العاصفة فهي لن تقف ولكنها ستتكسر على الشواطئ الصخرية الى ان قال وحينئذ نرجو ان توجد العوامل التي تمنع هبوبها من جديد او لا توجد العوامل التي تجعلها تعصف مرة اخرى الرجعية المراد بها عند الملحدين الرجوع الى القديم الى ان قال في الصفحة السابعة عشرة وتجد كل الذين صنعوا الحياة وصنعوا لها العلوم والاساليب المبتكرة العظيمة هم من اولئك الموصوفين بالانحراف عن الدين والتحلل منه الى ان قال فيها طبيعة المتدين طبيعة فاترة ولا تجد اعجز ولا اوهن من الذين يربطون مصيرهم بالجمعيات الدينية ثم انه تناقض فقال ونرجع فنقول ان الدين نفسه لا ذنب له الى اخر عبارته ولما تكلم في الصفحة التاسعة والعشرين عن المسلمين والاجانب قال ان اولئك يعني المسلمين يريدون كل شيء من السماء من الالهة المتعددة واما هؤلاء فيعلمون ان عليهم ان يرجعوا الى انفسهم وان يطلبوا منها كل شيء وان في استطاعتها ان تهبهم ما فقدوا وما احتاجوا اليه ثم تهكم بعد هذا بالخطباء المتضرعين الى الله الى اخر كلامه بهرجته في الصفحة الرابعة والثلاثين في نقل كلام الزمخشري والرازي والامدي وابن ابي الحديد في حيرتهم ونسب هذه الحيرة الى الامة الاسلامية كلها وفي الصفحة الخامسة والثلاثين بعد تهكمه بمن يذم ارسطو وامثاله يقول انهم الذين وضعوا اللبنات الاولى للحضارة التي قامت عليها المدنيات ساقا بعد ساق الى اخر ما قال وقال في اثناء كلامه في الصفحة الخامسة والثلاثين ولكن الفرق بينهما اي الصالح والطالح ان الصالح امن بالاخرية ايمانا تاما اما الفاجر فانه لم يؤمن بها هذا الايمان وانما شك شكا وظن ظنا او كفر كفرانا او نسي نسيانا فراح يأخذ ما استطاع اخذه ولم يجد ايمانا بالعاقبة يحمله على ان يعطي عاجلا ليأخذ اجلا الى اخر ما قال وقال في الصفحة السادسة والثلاثين من الواجب المفيد من اين جاء للانسان هذا الكفر بانسانيته وذاته او لماذا كفر بهما هذا الكفر يلوح انه كفر هذا الكفر لانه اراد ان يؤمن بالله الايمان الذي تصوره فقد تصور ان اساس الايمان بالله قائم على التفريق بين الخالق والمخلوق او بين الله وعباده الى اخر ما قال في هذا المبحث الخبيث الى ان قال عن اهل الدين في الصفحة السابعة والثلاثين ولكن الديانات كلها مبنية على العبودية ومن اجل هذا كله ومن اجل غيره فانهم ما فتئوا يضعون الاهاجي المريرة الواصفة للانسان بجميع اوصاف الانحطاط الذهني وغير الذهني وقد رأوا وما زالوا يرون انهم بهذه الاهاجي يتقربون الى الله وينالون ويتملقون رضاه لانهم يذمون غيره فالخطيب والواعظ والشاعر والمفسر والمحدث الى ان قال وقد اكثروا من هذه الفلسفة المجنونة المخذولة والتدين المدخول الى ان قال في الصفحة الثامنة والثلاثين في سياق انكاره على المتدينين لو قيل لهم ان الانسان قد يستطيع التوصل الى جعل اخصاب المرأة كما يريد ان شاءه ذكرا وان شاءه انثى كما توصل الى هذا في كثير من الحيوانات بل قد قيل انهم صنعوه بالانسان نفسه الى ان قال مستدلا على امكان كون الانسان يقدر على كل شيء قال من غريب الاستدلال الباطل في حقيقته العجيب في مرماه ثم ذكر قصة بعض النصارى ان القول بالهية المسيح وان كان باطلا فانه مفيد في نتيجته ثم ذكر النتيجة الى ان قال في الصفحة الحادية والاربعين فان الحروب بل وكثيرا من هذه المظالم هي اعظم صقل تصقل به القوى الى ان قال فهي شرور في الظاهر فقط وفي الصفحة الخامسة والاربعين تحريف لحديث كنت سمعه الذي يسمع به الى اخره يفسره بان مدارك الانسان لا حد لها تقف عليه ولا شيء يقف في وجهها وفي اثناء كلامه على الانسان في الصفحة الثامنة والخمسين انه راح يولد هذا الوجود ويشهد تكوينه وتوارده الى اخر هذيانه عن تكون الكون بعضه من بعض الى ان قال في الصفحة التاسعة والخمسين ثم لم يقف بعلمه عند هذا بل ذهب يسابق الوجود فيسبقه وذهب يخبرنا عما بقي من عمر هذا العالم وعمر هذه الحياة وهذا الوجود الذي سبق وعما بقي من عمر هذا الانسان وغيره ويخبر عن الاحداث والحوادث التي لا تزال في طريق الوجود والتي لا تزال تترقب لتثيب وثبتها الى ان قال في الصفحة الستين ثم ذهب يتصل بالسماوات العلويات اما بالرسائل الكلامية الى ان قال نعم هم لم يصلوا حتى اليوم الى هذه الغاية ولكن من زعم انهم لن يصلوا يوما ما فقد اساء الى نفسه وفي هذه الصفحة تحريفه في تفسير ما اشهدتهم خلق السماوات وفي الصفحة الحادية والستين الانسان في وقت نزول القرآن الى طور لا يعدو النظرة السطحية والالمام بظواهر الاشياء دون النفوذ الى بواطنها الى ان قال في الصفحة الثانية والستين لطور لا يبعد جدا عن الطور الحيواني الى ان قال عن الاطفال في الصفحة الثالثة والستين يعتقدون ان الاطفال بطبيعتهم ملائكة مع ان الواقع انهم شياطين اشرار الى ان قال في تهكمه باهل الدين الذين يدعون الى التمسك بآدابه في الصفحة الرابعة والستين من اجل هذا فالحنين الى الماضي والتصايح بالدعوة لتقليد الاولين والاخذ عنهم بلاهة ثم حرف الحديث كل مولود يولد على الفطرة وفي الصفحة الخامسة والستين ثم لما نصر ان الانسان شرير من كل وجه قال مستدركا ولا يظن احد من القراء انه يدخل في هذا الاصل الخبيث الشرير والظالم ادم والانبياء الذين جاؤوا برسالة الاصلاح العامة الى اخر ما قال في الصفحة السادسة والستين وفي الصفحة السادسة والستين كان وقت نزول القرآن لم يعد كثيرا طور رؤية الظواهر دون معرفة البواطن وكانت الانسانية ترى امما تسقط واخرى تقوم ولكنها ما كانت تعرف لماذا يسقط هذا او ينهض من ينهض وكل ما يمكن ان تعلل به هذه الظواهر هو زعمها ان الالهة او الاله قد غضب على الامم الساقطة الهاوية فحفر لها واسقطها ورضي على الامم الاخرى القائمة السائدة فاقامها وسودها لا يخفى ما فيه من انكار عقوبات الله الدنيوية وفي هذه الصفحة تحريف لقوله وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وينزلها على الناس الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم واولهم الصحابة الى ان قال في الصفحة السابعة والستين كان هذا الطور الذي بلغته الانسانية يوم نزول القرآن وقد عمل الاسلام اعمالا باهرة لا تكفل لنقل الانسانية من طورها هذا الى ما هو اكمل منه وافضل الى ان قال في هذه الصفحة وانا لنخشى او نرجو وقد تحقق اي الامرين احسن ان يأتي الزمان الذي يقال فيه الانسان الصناعي والحيوان الصناعي وهذا ما لا يزال العلم عنده حيران عاجزا ولكنه لم الى اخر ما هدى به وفي الصفحة الثامنة والستين قوله ان من السخف المبين ان يظل خطباؤنا وعلماؤنا ووعاظنا وجميع رجال الدين فانطلق متهكما بهم ان يقوموا يذمون الانسان وانه لا يترقى الى مزاحمة رب العالمين ومنازعته في علمه وقدرته الى ما قال عنهم منكرا متمسخرا عليهم الى ان قال في الصفحة التاسعة والستين ان من الواجب ان تجدد ثقافة جديدة كل الجدة منتزعة من روحنا المضغوطة تحت هذه الثقافة الخبيثة القاتلة الى ان قال ثم ان هؤلاء الذين يدعوننا الى الكفر بالانسان فندعوهم مجرمين ونفعل معهم كذا وكذا يعني رجال الدين ثم انبعث في هذا الكلام الخبيث الى ان قال في الصفحة السبعين واخيرا لقد زعم هؤلاء الهدامون ان قول الرسول من عرف نفسه عرف ربه ثم زعموا ان معناه من عرف نفسه متصفا باضداد صفات الى اخر كلامه الخبيث الى ان قال لا يدعي هذه الدعوة الا قوم لا نصيب لهم في العقل والدين وفي الصفحة الحادية والسبعين تهكم بمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الانكار على من قرأ كتب الاوائل وقوله امتهوكون انتم وانكر على عمر ما جاء في الكتب الاولى على القرآن في كلام هذر كثير وفي تحريمهم لعلم المنطق قاله متهكما متمسخرا وفي الصفحة الثانية والسبعين رده على ابن القيم بتقسيم العلم الى قسمين الى ان انتقد قوله صلى الله عليه وسلم اكثر اهل الجنة البلة وفي الصفحة الرابعة والسبعين انكاره على المسلمين المجذرين على كتب الحسن ابن الهيثم وجابر ابن حيان وابي بكر الرازي والكندي ونحوهم وفي الصفحة السادسة والسبعين فيها الاشارة لملك الافغان ولبلاد العرب وقال في الصفحة السابعة والسبعين في رميه المسلمين بالتعصب نعم من الممكن ان يقال ان التعصب الديني هو الذي حمل المسلمين في لبنان على اجتناب تلك المعاهد الى ان قال في الفكر العاجز عنده رأوا بتفكيرهم العاجز ان اعظم فرق بين الخالق والمخلوق هو الضعف والقوة الضعف في المخلوق والقوة في الخالق الى ان قال في الصفحة الثامنة والسبعين وهذه الفكرة الفاسدة انما انتزعوها من قياس فاسد اخذوه مما بين ايديهم الى اخر ما هدى به الى ان قال في الصفحة الثمانين ومن الاوهام العظيمة التي جعلتهم يذمون الاشتغال بالعلوم اعتقادهم ان الانسان انما خلق لينفق كل جهوده واعماله واوقاته في العبادة الى اخر ما قال في الصفحة الواحدة والثمانين والثانية والثمانين محتجا بالمنحرفين على المسلمين وفي الصفحة الثالثة والثمانين تفسيره للعلم وانتقاده لتفسير المسلمين للعلم وقال في الصفحة الرابعة والثمانين كتب عليكم القتال وهو كره لكم فسرها بقتال الكفار بعضهم لبعض حرف كلام الله ولم يعبأ بتفسير المسلمين وقال في الصفحة الخامسة والثمانين مفضلا عقول الملاحدة على عقول المسلمين اقوام وهبهم الله عقولا ممتازة كبيرة عبقرية فشهدوها ثم استخدموها في اختراع اشياء عظيمة اسعدت الانسانية ونجت من ويلات كانت تعانيها منذ خلقت وقدمت اليها امورا كانت محروسة منها ايضا منذ وجدت ام قوم ذوو عقول ضيقة حرفية تقليدية الى ان قال راحوا يكتبون في تكفير من يصنع كيت وكيت الى اخر ما هدى به وفي الصفحة السابعة والثمانين كلامه على المرأة الى ان قال في الصفحة السابعة والتسعين في تهكمه بمن يلجأ الى النصوص ويقوم من يعدون منها مصلحين متنورين يديرون المعارك الجدلية منتزعين اسلحتهم من تلك النصوص وهاتيك الاديان ليقنعوا الاخرين بجواز ذلك ولقد جهلت وهانت تلك الامة التي تحتاج ازاء الحقيقة الباهرة الملموسة الى براهين دينية تقنعها بفائدتها او بجوازها وجواز الاخذ بها واذا ما رأيت الى ان قال في تفضيل الملحدين ولولا هؤلاء لما استطاعت الانسانية ان تنعم بشيء مما تنعم به اليوم من هذه الحياة المشرقة الواضحة ولما استطاعت ان تتدرج عن وجودها الاول الفطري البليد فكل هؤلاء الذين اعطونا هذه الحياة وعودونا على التحرر والخطو الى الامام شكر الانسانية اجمع الى اخر ما هدى به وفي الصفحة الثامنة والتسعين نقله لاراء المنحلين في سفور المرأة وزعمه انه يريد منهم استحسانه واستيعابه له وفي الصفحة الثالثة ومئة قالوا الى اخره وفي الصفحة العشرين ومئة تكذيبه لانس رضي الله عنه وغيره في طواف النبي صلى الله عليه وسلم على نسائه بغسل واحد وقال في الصفحة الرابعة والعشرين ومئة اننا نعلم ونعتقد ان الاسلام دين خالد عام فهل من الممكن ان يكون كذا وكذا اذا كان يحرم تعليم المرأة ويقضي عليها بالجهالة الابدية ونحن حينما نذكر العلم نريد العلم الناضج لا الناقص فان هذا العلم النصفي او الجزئي قد يكون عاجزا الى اخر ما قال وهدى وقال في الصفحة السادسة والعشرين ومئة وما بعدها يمدح الحياة الدنيا ويحمل على المسلمين في نقلهم الاحاديث الزهدية والحاثة على الصبر والفقر وغيرها جامعا معها اثارا باطلة للتوسل وقال في الصفحة الثانية والثلاثين ومئة مفسرا تكسب المعدوم اي انك لرجل تاجر ماهر الى ان قال في الصفحة الاربعين ومئة متهكما بالعلماء على اختلاف طبقاتهم والروايات في مدح الفقر والفاقة وذم الدنيا والغنى كثيرة جدا لا يخلو منها كتاب بل ادعى جماعات من هؤلاء ان غاية الدين وجملته اربع كلمات احداها كلمة ازهد في الدنيا ثم جعل ينحي عليهم بهدر كثير يدل على سخافته وعلى ردائته الى ان قال في الصفحة التاسعة والاربعين ومئة في خاتمة ذم المسلمين فما اعظم خطرهم واقبح اثرهم ثم قال مادحا لقدماء الفلاسفة لما اراد القدماء من الفلاسفة ثم عظمهم تعظيما الى ان قال في الصفحة الستين ومئة شاعت هذه الاقاويل المحطمة بين المسلمين وذكر ان نتائجها اندحار المسلمين وقد هذر هذرا كثيرا الى ان قال في الصفحة الخامسة والستين ومئة والمسلمون الذين اعتقدوا اقاويل هؤلاء الشيوخ ثم ذكر ما يروونه عن الدنيا وفيه منه شيء من التهكم بالجزاء على تقديم الدنيا على الدين الى ان قال في الصفحة السابعة والستين ومئة فلان تأثير هذه الافكار والاراء الميتة الموجودة في تلك الكتب الميتة الى ان قال في الصفحة السبعين ومئة وقال سهل وهو احد اصنامهم وقال في الصفحة الثامنة والسبعين ومئة وهذا خلاف ما عرف وعهد في الكتب الدينية فانها تعلق كل فلاح حتى الفوز بالدنيا وبالخيرات المادية على الصلاح والعبادة والتقوى وتعلق كل شر على ضد ذلك اي انها تعلل كل شيء تعليلا دينيا لا تعليلا طبيعيا الى اخر ما قال مفضلا ما تعلم عن التوراة عما جاء في القرآن وفي الصفحة التاسعة والسبعين ومئة قال متندما على احواله الماضية حالة الاستقامة ويود انها كحالته الموجودة الان ثم تهكم بمن يقول وكل الذي فوق التراب تراب وكانت الخطباء الى اخر ما سخر به من احوال الخطباء والوعاظ الى ان قال في الصفحة الثانية والثمانين ومئة تم ارثي لهؤلاء المساكين وجعل يتهكم بالواعظ والموعوظ وفي الصفحة الثالثة والثمانين ومئة انتقد من قال الزهد محله القلب وقال في الصفحة مئتين وقد كان الاولون ينسبون الى الارواح اغلب حوادث العالم المشهودة المرئية او كلها الافلاك عندهم الى اخر ما قال الى ان قال في الصفحة الخامسة ومائتين مستدلا وليعلم بعد هذا اننا ممن يؤمنون بالارواح والملائكة والجن وبكل ما جاء من الله وقال في الصفحة السادسة ومائتين منكرا للعين ومما يتصل بمسألة الارواح المعتدية مسألة الاصابة بالعين او النظرة الى اخره وقال في الصفحة السادسة والاربعين ومائتين منكرا الفقر الحقيقي الى الله بعد كلام له نقلا عن ابن القيم ولم يسمه تصل من ترك الاختيار الى اخر كلام ابن القيم وهو لا يرتضيه لما انهاه وقال وهذا كلام صريح في ترك العمل استسلاما للقضاء والقدر وقال في الصفحة الثامنة والستين ومئتين في ذكر الاسباب لست اريد ان اقول ان التوكل هو الاخذ بالاسباب مع الاعتقاد بان الله قد يدخل فيها فيجعلها ان شاء الى اخره وقال في الصفحة التاسعة والسبعين ومائتين اما الايات التي تنص على اجال الافراد والامم وانهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ثم ذكر كلاما معناه انكار ارتباطها وقال في الصفحة الثالثة والتسعين ومائتين اما هؤلاء الذين قلدوا الزعامة الدينية ثم فضل المتأخرين من الملحدين على السلف من المسلمين تفضيلا صريحا وانه يجب تقديم الجديد على القديم وقال في الصفحة السادسة والتسعين ومائتين متهكما بحديث انس لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه الى ان قال في الصفحة الثامنة والتسعين ومائتين وان الشر ابدا في ازدياد. وان كل شيء ينقص الا الشر فانه يزيد روايات من اصر على نسبتها للاسلام وللرسول ولصحبه فقد اصر على التنقيص والاتهام وقال في الصفحة الثانية وثلاثمائة كان رشد الانسانية امامها الى اخر ما قال ان الرشد في هؤلاء الملاحدة وضده في الصحابة والقرون المفضلة الى ان قال في الصفحة الثالثة وثلاثمائة اذا ما ادار نظرة حوله فوجد ان اكبر جامعة اسلامية قد بلغت من العمر اكثر مما بلغه نوح عليه السلام قد عقمت في عددها العديد الى اخر ما هذا به الى ان قال في الصفحة الخامسة وثلاثمائة في ذم رجال الدين السابقين والسبيل لانقاذ هذه الجماعات المتعددة ان تعلم الكفر بهؤلاء والشك فيهم واساءة الظن بهم وبعلمهم وانهم كانوا تحت ظنهم بهم جدا وانهم ابعدوا عن الكمال من المعاصرين ومن المتأخرين الى ان قال في الصفحة الحادية عشرة وثلاثمائة وعلى هذا الاعتقاد اعتقاد الكمال في الاولين ونقص الاخرين قامت اكبر جهالة رضيها الانسان لنفسه الى اخر ما هدى به وقال في الصفحة الخامسة عشرة وثلاثمائة المشكلة التي لم تحل حاول فيها التملص من الايمان وان الايمان بالله لا نجاح معه ثم حط على المتدينين وتهكم في الصفحة السابعة عشرة وثلاثمئة بالشرع والدين واهله ثم قال في الصفحة السابعة عشرة وثلاثمائة عجز المتدينون على اختلاف اديانهم وازمانهم وانبيائهم وامزجتهم واجناسهم على ان يهبوا الحياة شيئا جديدا او ان يكونوا فيها مخلوقات متألقة وقال في الصفحة الثامنة عشرة وثلاثمائة على انه لا خلاف في ان اسمى هذه الامال عبارات فيها تهكم بالاخرة وقال في الصفحة التاسعة عشرة وثلاثمئة ان اسباب عجزهم هو هذا التصوير اي تصور الاخرة وقال في الصفحة التاسعة عشرة وثلاثمائة من المعلوم ان اوروبا ثم شرع يصب عليها الثناء وقال في الصفحة الثانية والعشرين وثلاثمائة نقلا عن بعض فلاسفة الملحدين ان الايمان اكبر نكبة على البشر لانه وقف بالحضارة عن التقدم واستدرك قائلا انه يبرأ من كل الحاد الى ان قال ثم المتدين يفقد الميزان الفكري الذي توزن به الامور في الغالب ويصبحون من الناحية النفسية اناسا طيبين خيرين فاقدين لكل صناعة عقلية الى اخر ما قال عنهم الى ان قال في الصفحة الخامسة والعشرين وثلاثمائة بل يرون الوجود كله بما فيه من حوادث واحداث محكوما بقوة مجنونة او هي كالمجنونة في افعالها ثم ظن انه يستدرك في هذه المهالك الفظيعة فقال كل هذه حقائق لا ريب فيها ولكن ما معنى هذا هل معناه ان الدين مفسد للبشر ليس هذا هو المراد ولا هو الصحيح الى اخر ما قال عن الدين بعبارة باردة يراد بها دفع الاعتراض الى ان قال في الصفحة السادسة والعشرين وثلاثمائة ان البشر عاجزون فيما يبدو لنا حتى اليوم عن اخذه وفهمه على وجهه النافع المفيد بل هم اما ان يبقوا غير متدينين او متدينين تدينا باطلا ولابد من استثناء فترات او ومضات قليلة خافتة الى ان قال في الصفحة الثامنة والعشرين وثلاثمائة اخر الصفحات هذه المشكلة التي لم يستطع احد حلها بعد والا فكما استطاع الدين ان يهب الانسانية الامل الحار والوقود لتسير في طريقها الى ان قال عن الدين واحسن بعض الاحسان ولكن هذا اعتذار لا يفيده عند الناس شيئا انتهى الموجود من نقد كتاب الاغلال