يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يقول الله جل وعلا ويقال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين رأى هذا الحرف جمهور القراء بضم الزاي والهمزة وقرأه حمزة وهي لغة تميم واسد وقيس وقرأه حفص عن عاصي بابدال الهمزة وو ومعنى قوله جل وعلا واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة ما ذكره المفسرون انه قتل في بني اسرائيل قتيل كما يأتي في قوله وان قتلتم نفسا فالدار اتم فيها يزعمون ان اسم القتيل عاميل قال بعضهم كان له قرباء فقراء وهو غني فقتلوه ليرثوه كانت تحته امرأة جميلة فقتله بعض الناس ليتزوجها. والاول اكثر قائلا وعلى كل حال الذين قتلوا قتيل دعوه على غيره وسالوا من نبي الله موسى ان يسأل الله لهم ليبين لهم قاتلا قتيلا فامرهم الله جل وعلا على لسان نبيه ان يذبحوا بقرة ويضرب القتيل بجزء منها يحيى القتيل ويخبرهم بقاتله هذا معنى قوله اذ قال اي حين قال موسى لقومه لما ادارؤوا في القتيل وتدافعوا كل يدفع قتله عن نفسه الى غيره ان الله جل وعلا يأمركم ان تذبحوا بقرة ايوة تضرب القتيل ببعضها فيحيى ليخبركم عن قاتله وقرأ هذا الحرف جماهير القراء يأمركم بضمة مشبعة على القياس وقرأه ابو عمرو يأمركم باسكان الراء وزاد عنه الدوري باختلاف الضمة وقد قدمنا وجه ذلك في قراءته فيه فتوبوا الى بارئكم وقوله ان تذبحوا بقرة المصدر هو متعلق الامر واصل امارة تعدى بالباء والاصل يأمركم بان تذبحوا بقرة اي بذبح بقرة وضرب القتيل بجزء منها كما اعد الامر بالباء في قوله ان الله يأمر بالعدل والاحسان المصدر المنسبك من ان وصلتها مجرور بحرف محلوف وحذف هذا الحرف قياس منقرض وما عقده في الخلاصة بقوله وابدي لازما بحرف جري وينحو ذي النصب للمنجر نقلا وفي ان وان يطردوا مع امن لبس ولطالب العلم هنا سؤال وهو ان يقول عرفنا ان المصدر الممسك من امن المحذوفة في قوله ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة اي يأمركم بان تذبحوا بقرة فهذا المصدر بعد حرف الفاء فهذا المصدر بعد حرف الباء محله الجر بالباء المحذوفة او محلهم نصب الجواب ان جماهير النحيين انه في محل نصب وانه لو عطف عليه لنصب على اللغة الفصحى وخالف في هذا الاخفش وقال ان محله الجر واستدل على ان محله الجر لانه سمع عن العرب المعطوف عليه في قول الشاعر وما زرت ليلى ان تكون حبيبة الي ولدين بها انا طالبه اخذ قوله ولا دين بالعطف على المصدر المنسبك من ان وصلتها المجرور بحرف محذوف وتقرير المعنى فما زرت ليلى ان تكون حبيبة اي لكونها حبيبة ولا لدين بها انا طالب واجاز في بويه الوجهين ان محله الكسر والعطف عليه بالخفض وان محله النصب والعفو عليه بالنصب واحتج الجمهور واجاب الجمهور عن البيت الذي اورده الاخفش لان الخفض فيه من عطش التوهم وعطف التوهم يكفي فيه مطلق توهم جواز الحفظ وعطف التوهم مسموع في كلام العرب من امثلته قول زهير ميدالية النيل لست مدرك ما مضى ولا سابق شيئا اذا كان جائيا الرواية نصب مدرك وخفض سابق والمقصود منصوب معطوف على المنصوب وهو عطف توهم اعني توهم الباء في خبر ليس اني لست مدرك ما مضى يجوز فيه لست بمدرك ولا سابق وما قال وبعد ما وليس جرا بالخبر تتوهموا الباء بمطلق الجواز وعطفوا عليه حفظا عفوا ونويره قول الاخر مصلحين عشيرة ولا معد الا بذين غرابها بخفض نائب عطفا على مصلحين لتوهم جواز دخول الله قالوا من ذلك ما زرت ليلى ان تكون حبيبة ولا الي ولا ديني لتوهم اللام وقوله جل وعلا ان تذبحوا بقرة الذبح معروف وبقرة قال بعض العلماء تائه للتأنيث وذكره يسمى ثور. يسمى ثورا وقال بعض العلماء هي تاء الوحدة البقاء يطلق على ذكره وانثاه وهذه الاية الكريمة تدل بظواهرها على انهم لو ذبحوا اي بقرة لا اجداد ولكنهم شددوا على انفسهم فشدد الله عليهم وقوله جل وعلا قالوا اتتخذنا هزوا اي قال قوم موسى بموسى لما قال لهم ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة لا تتخذنا هزوا مهزوءا منا من قبلك بان نقول لك ادع لنا ربك يبين لنا قاتل القتيل جسدي بنادق قولي فتجيبنا بقولك ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة هذا الجواب غير مطابق للسؤال فكأنك تستهزئ منا وتسخر منا ولن يفهموا ان المراد بذبح البقرة انه يضرب القتيل ببعض منها فيحيا دين الله ويخبرهن بقاتله قال نبي الله موسى اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين واتمنى بربي ان اكون من الجاهلين الجاهلون جمع الجاهل وهو الوصف من جهل واحسن تعاريف الجهل عند علماء الاصول انه هو انتفاء العلم بما من شأنه ان يقصد ويعلم وللعلماء فيه اقوال متعددة محل ذكرها والمعنى ان نبي الله موسى استعاذ بربه جل وعلا من ان يكون معدودا في عباد الجاهلين. والاية تدل على ان من يستهزئ من الناس انه جاهل لان نبي الله موسى استعاذ بالله من ان يكون اتخذه هزءا كما قالوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين فلما علموا ان الامر من الله جد وان الجواب مطابق لسؤالهم وان المراد بذبح البقرة ان يضرب القتيل بجزء منها فيحيى ليخبرهم بقاتله تعمدوا واكثروا الاسئلة شددوا على انفسهم فشدد الله عليهم قالوا مخاطبين نبيهم يا موسى ادعو لنا ربك اسعد لنا ربك يبين لنا ما هي المراد بقوله لله هنا يعنون ما سنها لان السؤال يوضح الجواب حيث قال لهم نبي الله موسى قال انه يقول انها بقرة لا هارب ولا بكر انها اي البقرة والذي سألتم عن سنها عوان بين ذلك والمعنى لا فارض ولا ذكر هي عوان بين ذلك الفارد المسنة التي طعنت في السجن وكل طاعن في السن يسموه العرب هاربا وكل قبيل ومن انزلته في كلام العرب قول خفاف ابن السلمي يهدي العباس ابن مرداس وقيل القائل ها القميص ابن عوف نعم لي لقد اعطيت دارك فارضا يساق اليه ما تقوم على رجلي ولم تعطه ذكرا فيرضى سمينة بالمودة والفضل ومن اطلاق الاعراب الفارب على ما تقادم عهده يعني انه تقادم عهده وقالت شنو قال بعض العلماء ومنه قول الاخر كيب اصداقي فراشي ابيض محافل فيها رجال في الربو طاعنون في السن والاظهر ان المراد بقول هذا على الضخم وقوله ولا ذكر الذكر هي التي لم يفتح لها الفحل صغرها وقال بعض العلماء الذكر التي ولدت مرة ولكن المراد هنا التي لم يفتعلها الفحم سنها والمعنى ليست هذه البقرة التي امرتم بذبحها ولادي صغيرة جدا لم يفتعل احد بل هي عوان بين ذلك اي لا طاعنة في السن ولا بكر اي لا صغيرة جدا بل هي عوان بين ذلك واصل النسف التي انتصف عمرها وهي وساق في السن ليست بصغيرة جدا وكل متوسطة في السن نصب نسميها العرب عوانا وهذا معنى معروف في كلام العرب ومنه قول الترمةح حصان مواضع النقوب الاعالي نواعم بين يعني بالابكار جمع ذكر الصغيرة التي لم تتزوج جمع اوان وهي النصر عمرها كفاية في وسط سنها ليست بكبيرة جدا ولا بصغيرة جدا ومنه قول كعبي زهير النهار كانت تجاوب مهامك فسر بعض الادباء في شعره اما صفدي التي انتصف عمرها حيث قال ان اتوك وقالوا انها لصف فان اطيب نصفيه الذي ذهب وقوله بين ذلك فيه سؤال معروف وهو ان ذلك اشارة الى مفرد وما قالت الخلاصة بوادي مفرد وبين لا تضاف للمفرد الا اذا اريدت اجزاؤه والجواب ان ذلك وان كان له هو مفردا فمعناه مثنى الاشارة راجعة الى ما ذكر من الفارج والذكر اي بين ذلك المذكور اصغر من اكبر من الذكر ونظير هذا من كلام العرب ان للشر وللخير مدن الى ذلك وجه وقبل ايوا الى ذلك المذكور من شر وخير لا تضاف الا بمثنى لفظا او معنى وهذا معنى قوله اوان بين ذلك افعلوا ما تؤمرون الاخ اللي مات ومرون به هو خالد وهذا الذي يؤمرون به هو ذبح البقرة يضرب القتيل بجزء منها فيحيى على قوله فافعلوا ما تؤمرون فزادوا تعنتا وسؤالا وتشديدا شدد الله عليهم ايضا قال قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما لونها. ادع لنا ربك يبين يبين في هذه مجزوم بجزاء الامر. وارجع للمضارع المجزوم في جزاء الطلب. يقول من علماء العربية انه مجزوم بشرط مقدر دل عليه الامر وتقرير المعنى ان تدعو لنا ربك يبين. يبين لنا ما لونها. اللون هي احدى الكيفيات التي يكون عليها يعني ما اللون الذي هي متلونة به؟ قال انه اي ربكم جل وعلا يقول انها بقرة صحراء بلون السفرة والتحقيق ان المراد بالصفرة هنا الصفرة المعروفة. وما ذهب اليه بعض اهل العلم من ان المراد بالصفرة السواد مردود من وجهين احدهما انه اكد الصفرة بقوله فاقع لونها لا يوصف به الا الصفرة الخالصة تماما ثانية ان العرب لا تطلق الصفرة وتريد السواد لله الابل خاصة ما يأتي في تفسير قوله انها ترمي بشرر في القصر والمراد بالصفر هناك السود لان شرار نار الاخرة اسود والعرب انما تطلق الصفرة على السواد خاصة دون غيرها من سائر الحيوانات اطلاق الاراضي الصفرة على على سواد الابل قول العشاء تلك يعني بقوله والتحقيق هو ان المراد بالصفرة هنا هي الصفرة المعروفة وقوله فاقع لونها هذا نعس سلبي والتحقيق في اعراض لونها انه فاعل بقوله فاقع سببي لقوله بقرة صفراء فاقع لونها ولونها فاعل به لقوله فاقع وقال بعض العلماء لونها مبتدأ مؤخر خبر مقدم جملة المبتدأ والخبر في محل النقص بقرة صفراء لونها فاقع سفرتها خالصة جدة وقوله تسر الناظرين اي يدخل السرور على من نظر اليها لكمال حسنها ذكروا في قصتها ان الشمس تتوضح في جلدها وعادة اذا نظر الانسان الى شيء جميل ولذا قال جل وعلا وقوله قالوا ادعون ما السؤال الاول عن سنها وهي كبيرة او صغيرة او متوسطة والسؤال الثاني عن لونها وقد تقدم الجواب فيهما والسؤال الثالث عن صفتها مدللة مروضة عاملة صعبة غير مروضة وهاد فيها لون يخالف لون جلدها الاخر ولذا اجابه بما يأتي. قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقرة تشابه علينا يعنون هذه الاوصاف كثيرة في البقر ليكثروا في البقر الصفرة والفقوع والتوسط في السن تتميز لنا هذه البقرة من غيرها من البقر للاشتراك في الصفات وافرد الضمير في تشابه وذلك يدل على ان اسماء الاجناس يجوز تنكيرها وتأنيثها وقراءة الجمهور هناك شابها هو اي البقر بصيغة الماضي وتنكيل الضمير لان البقرة جنس يجوز تذكيرها وتأنيثها. وفي بعض القراءات تشابه علينا واصله تتشابه هي اي البقر وهذه قراءة شاذة والبقاء يجوز تنكيره وتأنيثه وهو اسم جنس يقال فيه باقر وذيكور وفيه لغات غير ذلك ومن اطلاقه على قول الشاعر ذريعة لك بين الله والمطر سمي البقر بقرة لانه يذكر الارض يعني بحيث يشقها للحرف وهذا معنى قولي ان البقرة تشابه علينا وانا ان شاء الله لمهتدون مفعول المشيئة محذوف وتقرير المعنى وانا لمهتدون ان شاء الله هدايتنا فجاء ففصل بين اسم ان وخبرها وحدث مفعول انشاء لدلالة المقام عليه وتقرير المعنى وانا لمهتدون الى نفس البقرة المطلوبة ان شاء الله هدايتنا ذكر عن ابن عباس انه قال لو لم يقولوا ان شاء الله اليها ابدا انه اي ربكم جل وعلا يقول انها بقرة لا هي التي هللت بالرياضة حتى صاروا يعمدوا عليها يزرعوا عليها يحرض عليها ويستقام يقول العرب مثلا هذه دابة يلول بينة الذل بالكسر ورجل ذليل بين ذل انها بقرة لا يدوم. اي لم تدلل بالرياضة بل هي صعبة متوحشة قوله تثير لا دليل تثير الارض يعني لم تدلل ليست بدلول مروضة ولا تزيلوا الارض اي لا يحرث عليها لان البقر يزار عليها الارض وهذه البقرة لم تجدد الرياضة ولم تزر ارض الحرف بصعوبتها وتوحشها ولا تسقي تزيل الارض ولا تسقي الحرب يعني ليست مما يعرض عليه ولا يستنى عليه بسقي الزرع لانها صعبة متوحشة وهذا هو التحقيق ان تزيل وتسقي كلها معطوفات على النفي هي منفية والمعنى لا دليل ليست مدللة معروضة وليست تثير الارض للحرث ولا تسقي الحرف ايضا لانها صعبة متوحشة خلافا لمن زعم ان تزهير الارض مؤتمر والذين قالوا تزيل الارض يرد قولهم انه قال لا دلول والمراوضات للحرف يلوم واجاب بعضهم ان المراد بتثير الحرب تثير الارض اي تثيرها بشدة وطئ اظلافها لنشاطها وقوتها وهذا خلاف الظاهر الاية ان من صفات هذه البقرة انها غير معروضة وغير مجددة فليست تزيل الارض لانها لم تولى بذلك. ولا تسقي الحرث ولا يصطنى عليها لانها لم ترد ولم تذلل بذلك. هذا هو معنى الاية وقوله مسلمة من جميع العيوب ليس فيها عرج ولا عور هناك ولا اي عيب اي مسلمة من جميع العيوب. وقوله لا شية فيها واصل مادة ومعروف ان الميزان يضطرد حذف فاءه المصدر اذا كان على علة اذا كان على ايه ده وكذلك في الماضي في المضارع والامر كما عقده في الخلاصة بقوله جاء امري نوم ضارع منك وعد فاصل الشيات وشية من الوشم والوشم هو مال ان يكون في الشيء لولان مختلفان وكلنا هذا شيء فيه لولان مختلفان. تقول العرب فيه وشي واذا كان من هذا الحمار الوحش فيه خطوط يعني تخالف لونه في ارجلي يقولون له موسم ومن هذا المعنى قول نابغة الوديان اخوانا رح لي وقد زال النهار بنا من وحش وجرى موشي اسارعه يعني انها فيها وشية. الخطوط ان تخالف لونا اي لا وشي من خطوط مخالفة للونها. بل لونها كله اصفر فاقع على وتيرة واحدة حتى قال بعض العلماء ان اولافها وقرونها صفر وهذا معنى قوله لا شية فيها قالوا الان جئت بالحق الالف واللام زائدتان لزوما في الان ويعبر عنها بالوقت الحاضر وبعض العلماء يقول هو مبني على الفتح لانه خولفت به نظائره وعلى كل حال فالمراد بالان الوقت الحاضر في هذا الوقت الحاضر جئت يعني في صفات هذه البقرة المطلوبة بالحق ويتعين هنا حذف الصفة لانهم لولا لانه لو لم تقدر الصفة لكانوا كفارا لانهم لو زعموا انه لو قالوا لن يأتي بالحق الا في هذا الوقت وقبل هذا الوقت لم يكن اتيا بالحق داروا مكذبين جندي كريم ومن كذب نبيا كريما فهو كافر ولذلك يتعين تقدير النعش هنا والمعنى جئت بالحق الذي لا يترك في هذه البقرة نفسا لايضاحها بصفاتها الكاشفة تماما وقد تقرر في علم العربية اما حذف الصفة قيادة المقام عليه موجود في القرآن وفي كلام العرب ومن امثلته في القرآن كان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا اي كل سفينة صحيحة اذ لو كان يأخذ المعيبة لما كان في خرق الخبي للسفينة فائدة ولما قال فاردت ان اعيبها قال بعض العلماء ومنه ومنه ومن قرية الا نحن مهلكوها قالوا حذف وصفه اي وان من قرية ظالمة بدليل قوله وما كنا مهلكي القرى لله واهلها ظالمون ومن شواهد حلف النعش في لغة العرب قول الشاعر وهو المرقش الاكبر اوروبا سيدتي الخدين بكر مزهفة لها فرع وجيد ليلها فرع زاحم طويل ومن هذا القبيل قول عبيد بن الابرص الاشدي من قوله قول ومن فعله يعني من قوله قول الفصل لدلالة المقام عليها وهذا كثير في كلام العرب وان ذكر ابن مالك بالخلاصة اما حالف المعتقلين حيث قال وما من المنعوت والنعت عقل يجوز حيث هو في النعش يقي وهذا معنى قوله قالوا الان جئت بالحق اي جئت في الامر في الوقت الاخير بالحق الذي لا يتركه في هذه البقرة نفسا ولا يتركها تتشابه مع غيرها من البقر لانها ميزت بصفاتها الكاشفة التي تفصلها وتميزها عن غيرها يؤخذ من هذه الاية الكريمة جواز السلام في الحيوانات وانها تنضبط بصفاتها الكاشفة حتى تصيرك المرئية لان هؤلاء الناس لا يوجد ناس اشد منهم تعنتا واضطرتهم الصفات الكاشفة الى ان اعترفوا لان هذه البقرة ظهرت صفاتها وتميزت عن غيرها ويدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تصف المرأة المرأة لزوجها حتى كأنه يمر اليها وبين صلى الله عليه وسلم ان الصفات الكاشفة تقوم مقام النظر لانها تعين المنصوف وهذا دليل واضح لما ذهب اليه جمهور العلماء من السلف في الحيوانات اذا بينت صفاتها لان الوصفة يجعلها كالمرئية ويضغطها خلافا للامام ابي حنيفة رحمه الله الذي منع السلف في الحيوانات بناء على انها لا تنضبط صفاتها صفاتها ومما يؤيد السلام فيها خلافا للامام ابي حنيفة رحمه الله ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه استسلف بكرا ورد غبائيا وكما دلت عليه هذه النصوص قال بعض العلماء ويؤخذ من هذه القصة ايضا جواز النسخ قبل التمكن من الذئب لان قوله ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة نكرة في سياق للذات والنكرة في سياق للذات اطلاق فلو ذبحوا اي بقرة كانت لصدقت باسم تلك البقرة المطلقة ولما شددوا نسخ الله الاكتفاء ببقرة مجردة اية كانت الى بقرة موصوفة بالصفات منعوتة بمنعوت كثيرة شديدة ومن هنا قال بعض العلماء هذه من الادلة على النسخ قبل التمكن من وقال بعض العلماء هذا لا يصلح مثالا بالنسخ قبل التمكن من الجهد لان هذا حكم زيدت فيه الصفات ولم ينسخ ذبح البقرة بالكلية بل بقي محكما وانما زيدت في البقرات صفات واجاب القائلون بانه نسخ قالوا زيادة هذه الصفات تضمن نسخا في الجملة مضمون النص الاول يدل على ان كل بقرة ابيحت كائنة ما كانت ولو مدرجة عن تلك الصفات لاجساد وصفها بالصفات الاتية الجديدة باي بقرة كانت وعلى كل حال فهذه مسألة وصولية هي من هذا هل يجوز النسخ قبل التمكن من الفعل او لا يجوز والجماهير من العلماء على انه جائز وواقع ومن امثلته نصف خمس واربعين صلاة ليلة الاسراء بعد ان فرضت خمسين ونسخ منها خمس واربعين ثم اقرت خمسا ومن امثلتي قوله جل وعلا ابراهيم في قصة ابراهيم لولده وفديناه بذبح عظيم لانه امره ان يذبح ولده ونسخ عنه هذا هذا الامر والتحقيق والنهاية جائز وواقع ولا شك ان في سؤالا معروفا وهو ان يقول طالب العلم اذا كان الحكم يشرع ينسخ قبل العمل فما الحكمة في تشريعه الاول اذا كان ينسخ قبل ان يعمل به الجواب ان التحقيق ان حكمة التشريع منقسمة قسمة ثنائية وهي دائرة بين الامتثال والابتلاء ميزان نسخ الحكم بعد العمل به فحكمته الانتزال وقد انتهي واذا نسخ قبل العمل به تشريعه الاول الابتلاء وهو اختبار الخلق هل يتهيأون وقد وقع الابتلاء وقد نص الله جل وعلا في قصة ابراهيم على ان الحكمة في امره بذبح ولده معانا ان الله يعلم انه لا يمكنه من ذلك والابتلاء هل يتهيأوا ويطيعوا ربه؟ في ان يذبح ثمرة قلبه. كما قال جل وعلا فلما اسلما وتنده للجبين لينفذ فيه الذبح قال له ربه وناديناه ان ابراهيم قد صدقت الرؤيا وقال وفديناه بذبح عظيم ثم ان الله نص على ان الحكمة الابتلاء في قوله ان هذا هو البلاء المبين وقوله جل وعلا فذبحوها كيف ذبحوا البقرة وضربوه بجزء منها احيي واخبرهم بقاتله كما يأتي وقوله وما كادوا يفعلون يعني ما كادوا يذبحونها الا بعد جهد شهيد لما جاءوا به دون ذبحها من السؤالات والتعنتات والمعنى وقول بعض العلماء ان كاد اذا كانت في بالذات دلت على النفي واذا كانت في النفي دلت عن الاثبات هو في الواقع غير صحيح وان كاد فعل مقاربة يدل على مقاربة حصول الخبر للمنتدى واذا نهيت نفيت المقاربة يعني ما قاربوا ان يذبحوا يعني في مدة في زمن التعنت والاسئلة حتى انقضى زمن التعنت في اخر الامر ذبحوها والقرينة على ان هذا المراد انه صرح بانهم ذبحوها ذبحوها يعني في الاونة الاخيرة وما كادوا قبل ذلك في الازمان التي قبله. يفعلون لتعنتهم وكثرة سؤالاتهم وعدم امتداد وهذا معنى قولي ذبحوها وما كادوا يفعلون بارك الله فيكم لقول موسى عليه السلام قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين الاصول ما الفرق بين الجهل ضد العلم والجهل ضد الحلم مما يبين ذلك المناورة التي عقدها بعض الادباء بين الحزب والعقل حيث قال حلم الحليم وعقل العاقل اختلفا من الذي منه ما قد اكمل الشرف الاخ قال انا احرزت غايته لانني بي رب الناس قد عرف اصبح الحلم افصاحا وقال له بازن الله في تنزيله اتصفا للعقل ان الحلم سيده فقبل العقل رأس الحلم وانصرف