يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة فصل القرب قال المصنف رحمه الله وقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب. كما جمع بين ذلك في قوله واذا سألك عبادي عنه اني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. وقوله صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه. خصص المصنف رحمه الله هذا البحث بهذين الامرين. وذلك لشدة الحاجة الى الايمان بقربه واجابته ليكون العبد مراقبا لله عز وجل اذا امن بقربه ايمانا تاما كثيرا لهج بذكره ودعائه منيبا اليه على الدوام اذا امن باجابته للسائلين واثابته للمطيعين ثم ذكر رحمه الله الجمع بين الايمان بعلو الله وقربه ومعيته. لان لا يظن الظان ان ذلك مثل صفات المخلوقين. وانه اذا قيل انه علي فوق خلقه كيف يكون معهم وقريبا منهم؟ فاجاب بما تضمنه هذا الاصل الثابت في الكتاب والسنة واجماع الامة وهو ان الله تعالى ليس كمثله شيء في جميع نعوته. ومن نعوته اللازمة العلو المطلق والقرب العام والخاص. وادنى القرب والعلو وفي حقه يجتمعان لعظمته وكبريائه واحاطته من كل وجه. وهو العلي في دنوه القريب في علوه. وهذا الاصل ينفعه في كل ما ورد عليك من صفات الله عز وجل الثابتة فاثبتها ولا تتوقف. فان الذي اثبتها هو الله عز وجل الذي هو اعلم بنفسه. ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي واعلم الخلق واورعهم وانصحهم للمخلوقين. فان خطر ببالك تمثيل او تشبيه. فتفطن لقوله ليس كمثله شيء وكذلك ايضا فان الكلام على الصفات مثل الكلام على الذات. فكما انه لا نظير له ولا مثيل له في ذاته. فكذلك لا مثيل له ولا نظير له في صفاته