المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الثالث والسبعون الحديث الرابع عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يصلي من الليل فقمت عن يساره فاخذ برأسي فاقامني عن يمينه رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث ابن عباس بت عند خالتي ميمونة الى اخره ميمونة ام المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وفيه حرص ابن عباس رضي الله عنهما على العلم لانه لم يبت عندها الا ليتعلم صلاته صلى الله عليه وعلى اله وسلم وفيه ان موقف الواحد مع الامام عن يمينه لانه لم يقره على موقفه الاول بل اخذ برأسه واقامه عن يمينه وهل هذا واجب او مستحب فيه خلاف والصحيح انه مستحب ويجوز وقوفه عن يساره وعلى كل فالاولى الا يقف عن يساره مع خلو يمينه والقاعدة الاصولية ان فعله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الغالب انه للاستحباب وامره للوجوب وفيه على القول بوجوب الوقوف عن يمينه انها لا تبطل بمجرد الوقوف بل اذا استمر على موقفه الى الركوع كالفذ خلفه او خلف الصف وفيه انه لا بأس بصلاة البالغ بالصبي كمصافته لان ابن عباس ذلك الوقت عمره مقارب الثلاثة عشر واما امامة الصبي بالبالغ ففيها خلاف والصحيح جواز ذلك خصوصا اذا كان اقرأ او افقه للعمومات وكما صلى بقومه عمرو بن سلمة الجرمي وهو صبي عمره سبع سنين لانه اقرأهم وذلك بزمنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وفيه ان الحركة اذا كانت لمصلحة الصلاة فلا بأس بها بل تستحب وقد جاء في بعض الروايات انه يأخذه النعاس ثم يأخذ صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشحمة اذنه فيوقظه ففيه ان النوم اليسير لا يضر في الصلاة لكن ورد ان الانسان اذا قام من الليل فاخذه النوم فلينم حتى يستريح ويذهب عنه النعاس فانه قد يسب نفسه او كما قال واما اذا كان النوم طبعا وعادة للانسان فينبغي ان يجاهد نفسه ويعودها وفيه انه لا بأس اذا جاء انسان لاخر يصلي فاراد ان يأتم به ولو لم ينوي الامامة من اول الصلاة وورد عنه انه لما رأى حرصه دعا له فقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل فكان رضي الله عنه بحرا زاخرا