يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة الاختيارات الفقهية. في مسائل العبادات والمعاملات. من فتاوى سماحة العلام الامام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله. جمعها ورتبها الشيخ خالد بن سعود بن عامر العجمي كتاب الحج. الزيارة للمسجد النبوي قال الامام العلامة ابن باز رحمه الله السنة لمن زار المدينة المنورة ان يبدأ بالمسجد النبوي فيصلي فيه ركعتين والافضل ان يكون فعلهن في الروضة اذا تيسر ذلك. تسن زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحج او بعده ليس لدخول مسجده صلى الله عليه وسلم ذكر مخصوص. كيفية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه يقف تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم بادب وخفض صوت. ثم يسلم عليه عليه الصلاة والسلام قائلا السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته لما في سنن ابي داوود باسناد حسن عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من احد يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى ارد عليه السلام وان قال الزائر في سلامه السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا خيرة الله من خلقه السلام عليك يا سيد المرسلين وامام المتقين. اشهد انك قد بلغت الرسالة واديت الامانة ونصحت الامة وجاهدت في الله حق جهاده فلا بأس بذلك لان هذا كله من اوصافه صلى الله عليه وسلم ويصلي عليه عليه الصلاة والسلام ويدعو له. لما قد تقرر في الشريعة من شرعية الجمع بين الصلاة والسلام عليه عملا بقوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ثم يسلم على ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ويدعو لهما ويترضى عنهما. كان ابن عمر رضي الله عنهما اذا سلم على الرسول صلى الله عليه وسلم صاحبيه لا يزيد غالبا على قوله. السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابتاه ثم ينصرف. وهذه الزيارة انما تشرع في حق الرجال خاصة اما النساء فليس لهن زيارة شيء من القبور. يستحب للزائر ان يكثر من صلاة النافلة في الروضة الشريفة حديث ان من صلى فيه يعني المسجد النبوي اربعين صلاة كانت له براءة من النار وبراءة من النفاق ضعيف عند اهل التحقيق فلا يعتمد عليه. قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يحث اصحابه حابه على ميامن الصفوف ومعلوم ان ميامن الصف في مسجده الاول خارج الروضة. فعلم بذلك ان العناية بالصفوف الاول وميامن الصفوف مقدمة على العناية بالروضة الشريفة. لا يجوز لاحد ان يتمسح بالحجرة او يقبلها او يطوف بها لان ذلك لم ينقل عن السلف الصالح بل هو بدعة من كرة. لا يجوز لاحد ان يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم قضاء حاجة او تفريج كربة او شفاء مريض ونحو ذلك لان ذلك كله لا يطلب الا من الله سبحانه وطلبه من الاموات شرك بالله وعبادة لغيره. دين الاسلام مبني على اصلين احدهما الا يعبد الا الله وحده الثاني الا يعبد الا بما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. لا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته حي حياة برزخية. اكمل من حياة الشهداء ولكنها ليست من جنس حياته قبل الموت. ولا من جنس حياته يوم القيامة بل حياة لا يعلم حقيقتها وكيفيتها الا الله سبحانه. ما يفعله بعض الزوار من رفع الصوت عند قبره الله عليه وسلم وطول القيام هناك فهو خلاف المشروع لان الله سبحانه نهى الامة عن رفع اصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم. وعن الجهر له بالقول كجهر بعض بهم لبعض وحثهم على غض الصوت عنده. ما يفعله بعض الزوار وغيرهم من تحري الدعاء عند قبره صلى الله عليه وسلم مستقبلا للقبر رافعا يديه يدعو هذا كله خلاف ما عليه السلف الصالح من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعهم باحسان بل هو من البدع المحدثات. حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة اخرجه ابو داوود والنسائي باسناد حسن. ما يفعله بعض الزوار عند السلام عليه صلى الله عليه وسلم من وضع يمينه على شماله فوق صدره او تحته كهيئة المصلي. فهذه الهيئة لا تجوز عند السلام عليه صلى الله الله عليه وسلم ولا عند السلام على غيره من الملوك والزعماء وغيرهم لانها هيئة ذل وخضوع وعبادة لا تصلح الا لله. وكذا ما يفعله بعض الناس من استقبال القبر الشريف من بعيد وتحريك شفتيه بالسلام او الدعاء. فكل هذا من جنس ما قبله من المحدثات ولا ينبغي للمسلم ان يحدث في دينه ما لم يأذن به الله. وهو بهذا العمل اقرب الى الجفاء منه الى الموالاة والصف ليست زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجبة ولا شرط في الحج. كما يظنه بعض العامة اشباههم بل هي مستحبة في حق من زار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم او كان قريبا منه. البعيد من المدينة ليس له شد الرحل لقصد زيارة القبر. ولكن يسن له شد الرحل لقصد المسجد الشريف فاذا وصله زار القبر الشريف وقبر الصاحبين ودخلت الزيارة لقبره عليه الصلاة والسلام وقبر صاحبيه تبعا لزيارة مسجده صلى الله عليه وسلم الاحاديث التي يحتج بها من قال بشرعية شد الرحال الى قبره عليه الصلاة والسلام احاديث ضعيفة الاسانيد الموضوعة كما قد نبه على ضعفها الحفاظ كالدار قطني والبيهقي والحافظ ابن حجر وغيرهم فلا يجوز ان يعارض بها الاحاديث الصحيحة. الدالة على تحريم شد الرحال لغير المساجد ثلاثة واليك ايها القارئ شيئا من الاحاديث الموضوعة في هذا الباب لتعرفها وتحذر الاغترار بها اه الاول من حج ولم يزرني فقد جفاني الثاني من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي الثالث من زارني وزار ابي ابراهيم في عام واحد ضمنت له على الله الجنة الرابع من زار قبري وجبت له شفاعتي فهذه الاحاديث واشباهها لم يثبت منها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحافظ ابن حجر في التلخيص بعدما ذكر اكثر الروايات طرق هذا الحديث كلها ضعيفة وقال الحافظ العقيلي لا يصح في هذا الباب شيء وجزم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان هذه الاحاديث كلها موضوعة وحسبك به علما وحفظا واطلاعا ولو كان شيء منها ثابتا لكان الصحابة رضي الله عنهم اسبق الناس الى العمل به. وبيان ذلك للامة ودعوتهم اليه لانهم خير الناس بعد الانبياء واعلمهم بحدود الله وبما شرعه لعباده. وانصحهم لله ولخلقه فلما لم ينقل عنهم شيء من ذلك دل ذلك على انه غير مشروع ولو صح منها شيء لوجب حمل ذلك على الزيارة الشرعية التي ليس فيها شد الرحال لقصد القبر وحده عن بين الاحاديث يستحب لزائر المدينة ان يزور مسجد قباء ويصلي فيه. ويسن له زيارة قبور البقيع وقبور الشهداء وقبر حمزة. لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم ويدعو لهم من ناحية المساجد الموجودة بالمدينة المعروفة حاليا فكلها حادثة ما عدا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء وليس لهذه المساجد غير المسجدين المذكورين خصوصية من صلاة او دعاء او غيرهما بل هي كسائر المساجد من ادركته الصلاة فيها صلى مع اهلها اما قصدها للصلاة فيها والدعاء والقراءة او نحو ذلك لاعتقاد خصوصية فيها فليس لذلك اصل بل هو من البدع التي يجب انكارها. الزيارة الشرعية للقبور يقصد منها تذكر الاخرة والاحسان الى الموتى والدعاء لهم والترحم عليهم. اما زيارة الموتى لقصد الدعاء عند قبورهم او كوفي عندها او سؤالهم قضاء الحاجات او شفاء المرضى. او سؤال الله بهم او بجاههم ونحو ذلك فهذه زيارة بدعية منكرة لم يشرعها الله ولا رسوله ولا فعلها السلف الصالح بل هي من الهجر الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم. حيث قال زوروا القبور ولا تقولوا هجرا لا يجوز للمسلم تتبع اثار الانبياء ليصلي فيها او ليبني عليها مساجد. لان ذلك من وسائل الشرك ولهذا كان عمر رضي الله عنه ينهى الناس عن ذلك ويقول انما هلك من كان قبلكم بتتبعهم اثار وقطع رضي الله عنه الشجرة التي في الحديبية التي بويع النبي صلى الله عليه وسلم تحتها لما رأى بعض الناس يذهبون اليها ويصلون تحتها حسما لوسائل الشرك وتحذيرا للامة من البدع وكان رضي الله عنه حكيما في اعماله وسيرته. حريصا على سد ذرائع الشرك وحسم اسبابه. فجزاه الله عن امة بمحمد خيرا ولهذا لم يبني الصحابة رضي الله عنهم على اثاره صلى الله عليه وسلم. في طريق مكة وتبوك وغيرها مساجد لعلمهم بان ذلك يخالف شريعته ويسبب الوقوع في الشرك الاكبر. ولانه من البدع التي حذر الرسول منها عليه الصلاة والسلام. بقوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد الاختيارات الفقهية