المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في الجنة وما قرب اليها من قول وعمل. الحمدلله الذي جعل جنات الفردوس للمؤمنين المتقين نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا. وجعل ما في هذه الدارزينة لها ليبلو عباده ايهم احسن عملا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الذي لم يرضى الموفقون بغيره وغير التقرب اليه بدلا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبين الصراط المستقيم. المخبر لهم ان معرفة الحق واتباعه موصل الى جنات النعيم. اللهم صل وسلم على هذا رسولي الكريم وعلى اله وصحبه اولي الفعل الجميل والقول السديد والكرم والتكريم. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان لم يخلقكم عبثا ولا ترككم سدى. وانما خلقكم لعبادته. وبعد قيامكم بها تنتقلون الى كرامته. وقد نهاكم عن تراري بهذه الدار وطمأنينتي للذاتها والاعراض عن دار القرار. فكيف تتخذونها قرارا؟ وتطمئنون اليها اغترارا وقد رأيتم كثرة نكدها وافاتها وفهمتم حقيقة صفاتها. انسيتم انها دار ممر وعبور؟ لا منزل مقر وحبور وان المقصود منها الاستعداد بالاعمال الصالحة لرضى الرب الرحيم. والتزود منها الى جنات النعيم. اما علمتم ان امامكم دارا جمعت المشتهيات وسلمت من جميع النقائص والانكاد والافات. وهي الدار التي يسعى اليها الاولون والاخرون. ويتنافس في الى خيراتها المتنافسون لانهم يعلمون انهم اذا وصلوا اليها فثم الخلود الدائم والملك العظيم والكرم والمكارم والغاية التي لا غاية وراءها. والمطلوب الذي ينتهي اليه كل مطلوب. والمرغوب الذي يضمحل دونه كل مرغوب. هنالك والله ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين واهلها فيها خالدون. هنالك لذة القلوب والارواح وكثرة السرور والافراح عين الابدان والقلوب والابتهاج بالقرب من علام الغيوب. فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على القلوب والظنون فلمثلها فليعمل العاملون. والى خيراتها وافنان لذاتها فليستبق المستبقون. وقد اخبر الله ورسوله بالعمل المنصف اليها وانه لا يسير على من يسره الله عليه وسهل له طريق الوصول اليها. قال معاذ بن جبل رضي الله عنه يا رسول الله اخبرني بعملي يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت. ثم قال الا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا قوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. ثم قال الا اخبركم برأس الامر وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله. قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة. وذروة الجهاد في سبيل الله ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسان نفسه فقال كف فعليك هذا. قلت يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال ثكلتك امك يا معاذ. وهل يكب الناس في النار على وجوههم الا حصائد السنتهم. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانه هم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم