المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله باب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته باب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذكرها المؤلف لان على الانسان ان يقتدي به صلى الله عليه وعلى اله وسلم في جميع احواله خصوصا في الصلاة التي هي اكد اركان الاسلام بعد الشهادتين وقد قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي وقد ورد عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم استفتاحات كثيرة منها وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا الى اخره ومنها اللهم انت نور السماوات والارض الى اخره وهما اطول ما ورد ومنها سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك الى اخره واختاره الامام احمد لما اشتمل عليه من الثناء ولان عمر كان يجهر به في الفرظ ليعلمه الناس ومنها اللهم رب جبرائيل وميكائيل الى اخره ومنها اللهم باعد بيني وبين خطاياي الى اخره وينبغي للانسان الا يقتصر على استفتاح واحد في كل صلاته بل يتنوع في ذلك ليحصل له كمال الاقتداء وينبغي الاكثار من استعمال الطوال في قيام الليل لورود ذلك فيه الحادي والثمانون الحديث الاول عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل ان يقرأ فقلت يا رسول الله بابي انت وامي ارأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول قال اقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله اللهم باعد الى اخره هذا اعظم المباعدة لان الانسان اذا غفرت سيئاته ضوعفت حسناته والمراد بذلك غفران الذنوب الماضية والمستقبلة بالتوفيق لتركها والعصمة عنها لان من سعادة العبد ان ييسر له فعل الخيرات وترك السيئات وقوله اللهم نقني من خطاياي الى اخره التنقية لا تكون الا من دنس وخص البياض لان اقل دنس يظهر فيه فتنقيته اعظم من غيره وايضا لان القلب كالثوب الابيض فاذا اذنب العبد تدنس شيئا فشيئا فاذا كثر والعياذ بالله ران على القلب وغطاه حتى لا يرى الحق ولا يعمل به فان تداركه العبد بالتوبة النصوح غسل وصقل فما احسن تشبيه القلب بالثوب الابيض لان اقل دنس يظهر فيه وقوله اللهم اغسلني من خطاياي الى اخره لم يذكر الماء الحار مع ان فيه زيادة التنظيف لانه يرخي والماء فيه قوة التنظيف والثلج والبرد فيها التبريد والتصليب لان البارد يصلب الاعضاء وهذا احسن ما يكون التنظيف والتصريب فيكون القلب نظيفا نقيا من الذنوب صلبا قويا على طاعة الله تعالى وفيه حرص ابي هريرة حيث سأله عما يقول في السر وقوله هنيهة وفي نسخة هنيئة اي قليلا وقوله سكت اي عن الجهر والا فعنده معلوم انه يقول شيئا بدليل لفظ السؤال