وولادتهما ونشأتهما وبموسى وولادته ونشأته كل ذلك وغيره. لم يكن يعرفه اهل الكتاب على حقيقته فاجأ القرآن فقص ذلك على ما وقع وحصل. مما ادهش اهل الكتاب وغيرهم. واخرس السنتهم حتى لم يقدر احد منهم ممن كان في وقته المفصلة التي يفصلها الرسول صلى الله عليه وسلم. بما اوحى اليه بما اوحي اليه تفصيلا. صحح به اكثر الاخبار. والحوادث التي كانت في كتب اهل الكتاب المحرفة. محرفة ومشوهة بما اضافوا اليها من خرافات واساطير. حتى ما يتعلق منها بعيسى وامه المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة السابعة. في طريقة القرآن في تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الاصل الكبير قرره الله تعالى في كتابه المتنوعة التي يعرف بها كمال صدقه صلى الله عليه وسلم. فاخبر انه صدق المرسلين ودعا الى ما دعوا اليه. وان جميع المحاسن التي في الانبياء آآ في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وما نزهوا عن عنه من النقائص والعيوب. فرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم اولاهم واحقهم بهذا التنزيل. وان شريعته مهيمنة على جميع الشرائع. وكتابه مهيمنا على كل الكتب. فجميع محاسن الاديان والكتب قد جمعها الله في هذا الكتاب وفي هذا الدين. وفاق وفاق عليها بمحاسن واوصاف لم توجد في غيره. وقرر نبوته وبانه امي لا يكتب ولا يقرأ. ولا جالس احدا من اهل العلم بالكتب السابقة. بل لم يفجأ الناس الا وقد جاءهم بهذا الكتاب. الذي لو جماعة الانس والجن على ان يأتوا بمثله ما اتوا ولا قدروا ولا هو في استطاعتهم. ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. وانه محال مع هذا ان يكون من تلقاء نفسه او ان يكون قد تقوله على ربه او ان يكون على الغيب ضنينا. واعاد القرآن وابدى في هذا النوع. وقرر ذلك بان انه يخبر بقصص الانبياء السابقين مطولة على جميع الواقع. الذي لا يستريب فيه احد ثم يخبر تعالى انه ليس له طريق ولا وصول الى هذا الا بما اتاه الله من الوحي. كمثل قوله تعالى لما ذكر قصة موسى مطولة. وما كنت بجانب الغربي اذ قضينا الى موسى الامر ولما ذكر قصة يوسف واخوته مطولة قال وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون. فهذه الامور والاخبارات لا ممن كانوا بعد ذلك ان يكذبوا بشيء منها. فكان ذلك من اكبر الادلة على انه رسول من الله حقا. وتارة يقرر نبوته بكمال حكمته الله سبحانه وتعالى وتمام قدرته وان تأييده لرسوله صلى الله عليه وسلم ونصره على اعدائه وتمكينه في الارض هو مقتضى حكمه ورحمة العزيز الحكيم وان من قدح في رسالته فقد قدح في حكمة الله وفي قدرته. وفي رحمة الله بل وفي ربوبيته. وكذلك قصره وتأييده الباهر لهذا النبي صلى الله عليه وسلم. على الامم الذين هم اقوى اهل الارض من ايات من ايات رسالته وادلة توحيده كما هو ظاهر للمتأملين. وتارة يقرر نبوته ورسالته بما جمع له وكمل به من اوصاف الكمال. وما هو عليه من الاخلاق الجميلة وان كل خلق كل خلق عال سام فلرسول صلى الله عليه وسلم منه اعلاه واكمله. فمن عظمت صفاته وفاقت نعوته جميع الخلق التي اعلاها الصدق والامانة. اليس هذا اكبر الادلة على انه رسول رب العالمين؟ والمصطفى المختار من الخلق اجمعين. وتارة يقررها بما هو موجود في كتب الاولين. وبشعارات الانبياء والمرسلين السابقين اما باسمه العلم او باوصافه الجليلة واوصى في امته واوصاف دينه كما في قوله تعالى ومبشرا برسوله يأتي من بعدي اسمه احمد. وتارة يقرر رسالته بما اخبر من الماضية والغيوم المستقبلة التي وقعت في زمان مضى على زمانه. او وقعت في زمانه والتي لا تزال تقع في تقع في كل وقت. فلولا الوحي ما وصل اليه شيء من هذا ولا كان له ولا لغيره طريق الى العلم به. وتارة يقررها بحفظه اياه. وعصمته له من الخلق مع تكالب الاعداء وضغطهم عليه وجدهم التام في الايقاع به بكل ما في وسعهم. والله يعصمه ويمنعه منهم وينصره عليهم وما ذاك الا لانه رسوله حقا. وامينه على وحي والمبلغ بما امر به. وتارة يقرر رسالته بذكر عظمة ما جاء به وهو القرآن. الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزل من حكيم حميد. ويتحدى اعداءه ومن كفر به ان يأتوا بمثله او بعشر سور مثله او بسورة واحدة. فعجزوا ونقصوا وباءوا بالخير والفشل وهم اهل اللسان المبرزون. المبرزون في ميدان القول والفصاحة. ومع ذلك ما استطاعوا مع شدة حرصهم ومحاولتهم ان يأتوا بصورة وما استطاعوا ولا قدروا مع شدة حرصهم ومحاولتهم. ان يجدوا فيه نقصا او عيبا ينزل به من اعلى درجات الفصاحة التي ملكت ذمتي ازمة قلوبهم فلجأوا الى السيف واراقة دمائهم. وما كانوا يعمدون الى هذا لولا انهم لم يجدوا سبيلا الى محاربته بالقول وما كانوا يزعمونه عندهم علوما وحكما فكان عدولهم الى السيف واراقة الدماء اكبر الادلة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم. وانه لا ينطق عن الهوى. ان هو الا وحي يوحى واقطع البراهين على انه الحق والهدى من عند الله الذي جمع الله فيه لرسوله وللمؤمنين به كل ما يكفل لهم سعادة الدنيا والاخرة في كل وان هذا القرآن لاكبر ادلة ادلة اكبر ادلة رسالته. واجلها واعمها والله تعالى يقرر ان القرآن كاف جدا ان يكون هو الدليل الوحيد على صدق رسوله صلى الله عليه وسلم. في مواضع عدة. منها قوله او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك رحمة وذكرى لقومه يؤمنون. وتارة يقرر رسالته بما اظهر على يديه من المعجزات وما اجرى له من الخوارق الدال كل واحد منها بمفرده. فكيف اذا اجتمعت على انه رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق الذي لا انطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فتارة يقررها بعظيم شفقته على الخلق وحلوه الكامل على امته. وان وبالمؤمنين رؤوف رحيم. وانه لم يوجد ولن يوجد احد من الخلق اعظم شفقة ولا برا واحسانا الى الخلق منه. واثار ذلك ظاهرة للناظرين. فهذه الامور والطرق قد اكثر الله من ذكرها في كتابه. وقررها بعبارات متنوعة ومعان مفصلة واساليب عجيبة وامثلة وها تفوق العد والاحصاء. والله اعلم