هو الواجب ان تعبده وان تخلص العبادة له. وهذا دليل على كمال قدرته. وانه لا يستطيع احد ان يفعل ذلك الا هو فوجب اخلاص العبادة له ثم بعد الظعف يقوى الانسان الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة في سورة الروم فانك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم والدعاء ولا تسمعوا الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين وما انت بهذه الام عن ضلالتهم ان تسمعوا الا من يؤمن باياتنا فهم مسلمون وهذه الاية هي بعد قوله جل وعلا ولئن ارسلنا ريحا فرأوهم اصفرا لظلوا من بعده يكفرون. ثم قال فانك لا تسمع الموتى وقد ذكرنا في الدرس الماظي ان نعمة انزال المطر ان ان نعمة عظيمة وان الله جل وعلا ذكر ذلك ليبين قدرته وعظمته فالخالق لهذه الاشياء والمنزل للمطر هو المستحق ان يعبد. ثم بين حال الكفار انهم حينما تهب ريحهم تفسدوا زروعهم او تفسدوا الارض ويصفر النبات فانهم يكفرون بالله جل وعلا فقال فانك لا تسمع الموتى لان هؤلاء الكفار موتى قال جل وعلا اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها فهنا الموتى المراد بهم الكفار وهم موتى اي لا يدخلون في الحق ولا يحيون بنور الايمان يقول ابن كثير يقول تعالى كما انك ليس في قدرتك ان تسمع الاموات في اجداثها ولا تبلغ كلامك الصم الذين لا يسمعون وهم مع ذلك مدبرون عنك كذلك لا تقدر على هداية العميان عن الحق وردهم عن ضلالتهم. بل ذلك الى الله فانه بقدرته الاموات يسمع الاموات اصوات الاحياء اذا شاء ويهدي من يشاء ويضل من يشاء وليس ذلك لاحد سواه ولهذا قال ان تسمعوا الا من يؤمن باياتنا ان تسمعوا الا من يؤمن باياتنا فهم مسلمون اي خاضعون مستجيبون مطيعون فاولئك هم الذين يستمعون الحق ويتبعونه وهذا حال المؤمنين والاول مثل الكافرين كما قال تعالى انما يستجيب الذين يسمعون والموت يبعثهم الله ثم اليه يرجعون اذا هذه الاية تبين ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك اسماع الكفار اسماع اسماء يقتضي الاتباع سماع الحق اما سماع الايات والمواعظ ودعوة الله فقد اسمعهم لك المراد به السماء الذي ينتفع به فهم لا يسمعون لا تسمعهم سماء ينتفعون به سماع الانتباه الذي يقتضي الاستجابة ولهذا يقول ابن جرير فانك يا محمد لا تجعل لهم اسماء يفهمون بها عنك ما تقول لهم وانما هذا وانما هذا مثل معناه فانك لا تقدر ان تفهم هؤلاء المشركين الذين قد ختم الله على اسماعهم فهم ما يتلى عليهم من مواعظ تنزيله كما لا تقدر ان تفهم الموت الذين سلبهم الله اسماعهم بان تجعل لهم اسماعا اذا يا نبينا انك لا تسمع الموتى تمام انتباه لا تسمعهم سماء ينتفعون به فيهتدون ويؤمنون ولا فانت لا تسمع الموتى لان هؤلاء موتى كفار موتى وقد يراد به الموتى الذين هم اهل القبور وعلى كل حال المعنى متقارب والهدف منه واظح المراد به ولا تسمعوا الصم ولا تسمع القوم الصم الذين صموا عن الحق وصموا اذانهم فصاروا لا يسمعون لا تسمعهم الدعاء دعاءك لهم اذا ولوا مدبرين ولوا وفروا وهربوا مدبرين عن الحق قد جعلوا ادبارهم اليك ووجوههم الى غيرك فهذا به هذا نظير قوله جل وعلا صم بكم عمي فهم لا يرجعون المراد به سماع الانتباع والا لهم اذان ويسمعون ولكنك لا تستطيع ان تسمع الموتى ولا تستطيع ايضا ان تسمع الصم اذا فروا وهربوا دعاءك وكلامك لهم ثم قال وما انت بهذه العمية عن ضلالتهم؟ وهذا دليل ان هؤلاء ان كفار قريش عميون وهذا فيه نوع تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم فما عليك يا رسولنا الا البلاغ عليك البلاغ والبيان والانذار اما هداية الخلق فالى الله قال جل وعلا انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء قال وما انت بهاد العمي عن ضلالتهم قال الطبري وما انت يا محمد بمسدد من اعماه الله عن الاستقامة ومحجة الحق فلم يوفقه لاصابته فلم يوفقوا لاصابة الرشد وما انت بهادي العمي عن ضلالتهم. ان تسمعوا الا من يؤمن باياتنا فهم مسلمون فتسمع فمع الانتباه من يؤمن باياتنا. اما الذين يكفرون باياتنا لا لا تسمعهم المراد كما قلنا سماع الانتباه يا اخوان ليس سماع الصوت ان تسمعوا الا من يؤمن باياتنا فهم مسلمون. نعم هؤلاء مسلمون مستسلمون للحق مستجيبون. فهؤلاء يسمعون سماء ينتفعون به فيسمعون ما تقول فيؤمنون بالله ويعملون بطاعته ويتركون الشرك ويحذرون المعاصي ثم قال جل وعلا الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ظعفا يخلق ما يشاء وهو العليم القدير اولا ضعف خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف ثم قوله ضعفا وشيبة ضعف اختلف القراء في قراءتها. فقرأ عاصم وحمزة من ضعف بفتح الضاد والباقون بالظم من ظعف هو الذي خلقكم من ظعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ظعفا وشيبا يخلق ما يشاء والمعنى لا يختلف باختلاف القراءتين لانهما لغتان في الكلمة يقال الضعف والضعف كما يقال الفرح والفرح والحزن والحزن ولها نظائر وايضا في القرح والقرح فالحاصل انهما لغتان في الكلمة لغتان في الكلمة لا يختلف المعنى باختلاف القراءتين وهذا كما قال ابن كثير قال ينبه الله جل وعلا على تنقل الانسان في اطوار الخلق حالا بعد حال فاصله من تراب ثم من نطفة ثم من علاقة ثم من مضغة ثم يصيروا عظاما ثم يكسى لحما وينفخ فيه الروح ثم يخرج من بطن امه ضعيفا نحيفا واهن القوى ثم يشب قليلا قليلا حتى يكون صغيرا ثم حدثا ثم مراهقا ثم شابا وهو القوة بعد الظعف ثم يشرع في النقص فيجتهل ثم يشيخ ثم يهرم وهو الضعف بعد القوة فتضعف الهمة والحركة والبطش وتشيب اللمة اللمة وتتغير الصفات الظاهرة والباطنة ولهذا قال ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما ما يشاء اي يفعل ما يشاء ويتصرف في عبده بما يريد وهو العليم القدير وقد افاد واجاد رحمه الله ولخص دلالة الاية فالانسان مخلوق من ضعف من نطفة ثم بعد ذلك يخرج ضعيفا يولد ضعيفا لا يملك لنفسه شيئا ولا يستطيع حتى يرظع ولا يعرف الثدي ولا يدفع عن نفسه شيء الا ان الله سخر له امه واباه من الذي فعل بك هذا؟ هو الله وحده لا شريك له. فالذي فعل بك ذلك واحسن اليك شابا ينمو ويكبر تصبح شابا حتى يبلغ الاربعين يستحكم تستحكم قوته غاية القوة ثم بعد الاربعين يبدأ النقص والظعف حتى يصبح كالا فعلا ثم شيخا ثم هرما سيبوه الهرم في هذا عبرة وعظة لمن يعتبر لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد وقد اورد ابن كثير هنا حديثا رواه الامام احمد وحسنه الالباني في صحيحه وظعيف ابي داود عن عطية العوفي قال قرأت على ابن عمر الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ظعفا ثم قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأت علي فاخذ علي كما اخذت عليك بين العلماء ان المراد ان عطية قرأ على ابن عمر ضعفا بالفتح وان ابن عمر انكر عليه قال ظعفا ضعفا بالظن ثم قال ابن عمر لعطية انا يعني قرأت عن النبي صلى الله عليه وسلم ضعفا بالفتح فانكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم او اخذ علي وقرأها بالظم قالوا لان الظعف بالضم هي لغة قائسي ولكن مع ذلك كما قدمنا فيها قراءتان سبعيتان متواترتان وهما لغتان في الكلمة ثم آآ قال جل وعلا وهو العليم القدير ختم الاية بالعلم والقدرة فهو العليم بالانسان وباحواله وما يناسبه ومن يعمر ومن يموت قبل ذلك وهو على كل شيء قدير. يفعل ما يشاء ولا يعجزه شيء جل وعلا ثم قال ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة يخبر جل وعلا عن حال قيام الساعة وهذا فيه اثبات البعث وفيه بيان حال الكفار عند قيام الساعة فانكاركم لقيام الساعة لا يعني عدم وقوعها ولا يعني عذركم ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون كذلك اي مثل ذلك يؤفكون اي يصرفون عن الحق قال ابن كثير يخبر تعالى عن جهل الكفار في الدنيا والاخرة ففي الدنيا فعلوا ما فعلوا من عبادة الاوثان وفي الاخرة يكون منهم جهل عظيم ايضا فمنه اقسامهم بالله انهم ما لبثوا في الدنيا الا ساعة واحدة ومقصودهم بذلك عدم قيام الحجة عليهم وانهم لم ينظروا حتى يعذر اليهم قال تعالى كذلك كانوا يأفطون يعني الكفار حينما تقوم الساعة يحلفون ايمانا مغلظة لان القسم هو الحلف لكن قال المجرمون لانهم اكثر الاجرام والعمل بالمعاصي واعظمه الشرك فيقسمون ما لبثوا غير ساعة ما بقوا في هذه الدنيا او كلما سبق يوم البعث ما لبثوا غير ساعة ساعة من الزمان مع انهم يعذبون في قبورهم لكن قال بعض اهل العلم لشدة اهوال القيامة والعذاب الذي هم مقدمون عليه في الاخرة والاخرة عذابها ادهى وامر ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب بل الساعة موعدهم والساعة ادهى وامر ينسون ويقولون ما ما جلسنا الا ساعة وكانهم بذلك كما يقول ابن كثير يظهر من كلام ابن كثير يريدون انهم ما اقيمت عليهم الحجة ساعة قليلة ساعة زمان ما اقيمت عليهم الحجة ولبين لهم حتى يتبعون وهم كذبة فجرة فقد عاشوا اعمارهم سنين عددا ابوا وتركبوا طريق الهداية قال جل وعلا كذلك كانوا يؤفقون يؤفكون يعني يصرفون عن الحق فهنا اوفيكو صرفوا عن الحق واقسموا انهم ما لبثوا غير ساعة. كما انهم في الدنيا كذلك كانوا قد صروا على الحق وعن التصديق وعن الايمان فهذا مثل ذاك فهم كذبة قال جل وعلا وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون قال الذين اوتوا العلم والايمان قال الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان وقال الذين اوتوا العلم يدخل فيه الملائكة والرسل والانبياء والصالحون. لان هؤلاء كلهم قد اوتوا العلم والايمان اوتي العلم ادخل فيه العلم الشرعي يدخل فيه العلم قيام الساعة واليوم الاخر والعلم ايضا بحال هؤلاء المكذبين. انها قد قامت عليهم الحجة وقف وظحت لهم المحجة وبينت لهم الرسل قالوا لهم لقد لبثتم في كتاب الله قال ابن كثير اي في كتاب الاعمال بما قضاه الله وقدره في كتاب الله يعني في كتاب الاعمال ويمكن اه بل هو ظاهر انه المراد كتابة الاعمال وان كان ذلك باللوح المحفوظ كتبه الله وقدره. لكن لبثتم في كتاب الله فيما كتبه الله وقدره عليكم الى يوم البعث بقيتم مدة طويلة من ولادتكم وعيشكم في الدنيا سنين كثيرة ثم بعد ذلك بقاؤكم مددا متطاولة يعلمها الله الى قيام الساعة فهذا يوم البحث هذا يوم البعث الذي بعثتم به بعثكم الله من الارض واعادكم واحياكم بعد ان كنتم امواتا فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون ولكنكم ايها الكفار كنتم لا تعلمون العلم الذي ينفع العلم الذي يعود على صاحبه بالعمل والا هم يعلمون قول النبي صلى الله عليه وسلم وما قرته الرسل من وجوب الايمان بالبعث سمعوا لكن ما علموا العلم النافع الذي يترتب عليه الايمان والاخذ بما سمعوا من ما جاءت به الرسل فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون فيومئذ اي يوم البعث لا ينفع الذين ظلموا. ظلموا يعني كفروا لان الكفر ظلم شرك ان الشرك لظلم عظيم فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم يعني اعتذارهم ما لبثنا غير ساعة ما قامت علينا الحجة ما اخبرنا ما علمنا لا ينفع هذا العذر لانه كذب قد مد الله باعمارهم واعطاهم العقول وجاءتهم الرسل ودعتهم وبينت لهم هذا كذب بل لبثوا سنين كثيرة وهم يقول ما لبثنا غير ساعة قال جل وعلا ولا هم يستأتمون قال ابن كثير لقد لبثوا في كتاب الله اي في كتاب الاعمال الى يوم البعث اي من يوم خلقت خلقتم الى ان بعثتم. ولكنكم كنتم لا تعلمون. قال الله تعالى فيوم اي يوم القيامة لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم اي اعتذارهم عما فعلوا ولا هم يستأتبون اي ولا هم يرجعون الى الدنيا كما قال تعالى وان يستأتبوا فما هم من المعتدين قال الامين الشنقيطي بمعنى يستأتبون قال قال بعض اهل العلم اي لا تطلب منهم العتبى بمعنى لا يكلفون ان ان يرضوا ربهم. لان الاخرة ليست دار تكليف. فلا يردون الى الدنيا ليتوبوا ولا هم يستأتبون يعني لن تطلب لهم العتبى وليردوا الى الدنيا حتى يرظوا الله لأن العتبى تدل على الرضا كما جاء في الحديث في الدعاء دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائفة وان كان فيه ضعف قال لك العتبى حتى ترضى ثم قال الامير الشنقيطي وقال بعضهم لا لا يستأثمون ولا هم يستأثمون اي يعتبرون بمعنى يزال عنهم العتب ويعطون العتبة وهي الرضا لان الله لا يرضى عن القوم الكافرين والقول هذه بينهما تلازم فهم لن يجاب الى طلبهم لانهم يريدون يستأتبوا يطلبون العتبة لاجل ان يرضوا ربهم فلن يعطوا هذا لانهم اعطوا فرصة وابوا اما يوم القيامة لا ما ما يعطون هذا ولا يردون الى الدنيا مرة اخرى وكذلك قول لا يزال عنهم العتب ولا يعطون الرضا من الله كذلك حق كلاهما حق فلا هم يردون الى الدنيا ليرضوا الله بالعمل ولا هم مرضي عنهم في الاخرة ولا يستأتبون لانهم كفرة بالله جل وعلا لا يستحقون رضا الله سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا ولقد ظربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم باية ليقولن الذين كفروا ان انتم الا مبطلون كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يؤمنوا لا يوقنون يقول جل وعلا ولقد ظربنا للناس بهذا القرآن من كل مثل قال ابن كثير اي قد بينا لهم الحق ووضحناه لهم وظربنا وظربنا لهم فيه الامثال ليتبينوا الحق ويتبعون نعم والله قد ضرب الله للناس كلهم في هذا القرآن العظيم من كل مثل من جميع الامثلة التي تدل على انه لا اله الا الله وان هو الذي يجب ان يعبد وانه مستحق للعبادة وحده لا شريك له وضربت امثلة في بيان بطلان الشرك وفي بيان عجز من يدعى مع الله وانهم لا يملكون نفعا ولا ظرا فضرب الله الامثال من كل مثل فقامت عليهم الحجة وتبينت المحجة ولكن هم لا يريدون ان يؤمنوا ولو جئتهم بكل اية لا يمكن ان يؤمنوا فالله قد اقام عليهم الحجة كونهم يقولون ان ما لبثنا غير ساعة هذا كذب منهم والا قد ضرب الله لهم الامثال التي تدل على الحق وترشدوا اليه وتحذروا من الكفر وتبينوا سوء عاقبته قال جل وعلا ولئن جئتهم باية ليقولون الذين كفروا انتم الا من الظلم وان جئتهم يا نبينا باية وعلامة ودلالة تدل على ما تدعو اليه اثر انشقاق القمر ليقولن الذين كفروا ان انتم الا مبطلون ليقولن الذين كفروا ان انتم انت واصحابك يا من تقول انكم مسلمون مبطلون هذا قول الباطل الذي تفعلونه وليس بحق اذا لا حيلة فيهم وهذا اخبار من الله العليم الحكيم الذي يعلم حالهم ومآلهم ومن طوت عليه قلوبهم فمهما تأتيهم به من اية فانهم لن يؤمنوا وسيكونون لك ومن ولمن يدعوهم الى ذلك ان انتم الا مبطلون مبطلون في قولكم اهل باطل قولكم غير صحيح يقول ابن كثير ولن جيتم باية الله يقول الذين كفروا ان انتم الا مبطلون اي لو رأى لو رأوا اي اية كانت سواء كانت باقتراح او غيره لا يؤمنون بها ويعتقدون انها سحر وباطل كما قالوا في شقاق القمر ونحوه كما قال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم ولهذا قال ها هنا كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر ان وعد الله حق نعم لا حيلة فيه كذلك يطبع الله على قلوبهم يعني كما انهم لا يقبلون ولا يؤمنون باي اية مثل هذا طبع الله على قلوبهم وختم عليها فلا يصل اليه الحق ولا تقبله جزاء وفاقا فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم قال جل وعلا كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون العلم النافع الذي يدلهم على العمل وينتفعون به فاصبر ان وعد الله حق هذا تسلية من الله جل وعلا لنبيه فاصبر عليهم وعلى اذاهم وعلى ما ينالك منهم قال ابن جرير الطبري اي فاصبر يا محمد اي فاصبر يا محمد لما ينالك لما ينالك من اذاهم وبلغهم رسالة ربك فان وعد الله الذي وعدك من النصر عليهم والظهر بهم وتمكينك وتمكين اصحابك وتباعك في الارض حق ولا يستخفنك اي ولا يستخف ولا يستخف حلمك ورأيك هؤلاء المشركون بالله الذين لا يوقنون بالمعادي ولا يصدقون بالبعث بعد الممات فيثبطوك عن امر الله والنفوذ لما كلفك من تبليغ رسالته ثم اورد ابن كفيل بعض او اثرا عن علي واورد له طرق وخلاصته ان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كان في الصلاة فناداه رجل من الخوارج كما قال سعيد عن قتادة قال نادى رجل من الخوارج عليا رضي الله عنه وهو في الصلاة فقال جاء بعض الروايات في صلاة الغداة يعني صلاة الفجر. فقال ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين انهم يعترضون على علي يقول تحكمت الرجال في كتاب الله يقولون انت كفرت كفروا الصحابة الخوارج فرد عليه فانصت له علي حتى فهم ما قال ثم فاجابه وهو في الصلاة فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون رد في غاية الاحكام الله عز وجل قال هذا لنبيه فاصبر يا نبينا على ما يصيبك وما تلاقيه من هؤلاء ولا يستخفنك هؤلاء عن دينك وما انت عليه فلتتركه او تتأثر بقولهم فهم لا يوقنون ولا يعرفون الحق ولا يوقنون به وليس عندهم يقين كذلك قال علي لأن علي الحق وهو ادنى الطائفتين الى الحق وهو مؤمن وهؤلاء يقول لئن اشركت ليحبطن عملك يتهمونه بالكفر قال فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ثم ختم ابن كثير هذه السورة لقوله ما روي في فضل هذه السورة الشريفة واستحباب قراءتها في الفجر. كان ينبغي هذا ان يذكر في اول السورة. لكن الحديث في ضعف فاورد ما رواه الامام احمد قال حدثنا محمد ابن جعفر وساق بسنده عن عبد الله بن مالك بن عمير سمعت شبيبا ابا روح يحدث عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح فقرأ فيها الروم فاوهم ما نعاوهم يعني ترك شيئا منها وهي مصابه يعني اخطأ في القراءة او نسي شيئا من السورة فقال انه يلبس علينا القرآن فان اقوام منكم يصلون معنا ولا يحسنون الوضوء فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء قال ابن كثير وهذا اسناد حسن ومتن حسن وايضا حسنه محقق مسند الامام احمد وذكروا له طرقا وان كان الالباني قد ضعفه ولكن مم حسنه حسنوه لطرقه. وابن كثير اه ممن حسنهم قال وهذا اسناد حسن وحسن ومثل ومتن حسن وفيه سر عجيب ونبأ غريب وهو انه عليه السلام تأثر بنقصان وضوئي من اتم به فدل ذلك ان صلاة المأموم متعلقة بصلاة الامام يهمه الانسان يحسن وظوءه ويحظر قلبه هي الا يؤثر على غيره في الصلاة ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ بعض الصحابة ورأه قال لعلكم تقرؤون خلف امامهم؟ قالوا نعم. قال وانا اقول ما لي انازع القرآن وبهذا نكون قد اتينا الى اخر سورة الروم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا وامامنا وقدوتنا محمد ابن عبد الله وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين