المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل وقد امر الله بالتفكير والتدبر في السماوات والارض. وما خلق الله من شيء. وحتى على استعمال الفكر في اياته المخلوقة وفي اياته القرآنية اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شيء وقال سبحانه قلت سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل. فقال كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الألباب وقد امر باستعمال العقل والفكر في اياته المخلوقة في اياته المتلوة ليدرك العبد بعقله ما في المخلوقات من المنافع والايات. فيفقهها ويستعملها وينتفع بها بحسب واخبر انها ايات لقومي يؤمنون. ولقومي يعقلون ولقومي يوقنون فاهل الايمان والعقل الصحيح واليقين الصادق تفكروا فيها وانتفعوا وارتفعوا في الدنيا والاخرة وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون فالذين لا ينتفعون بايات الله اما رجل في غاية الجهل والضلال قد حرم نعمة العقل والفهم واما رجل معاند مكابر قد غره عقله وذكاؤه وتكبر عن ايات الله فالعاقل الموفق كلما تفكر في الكون وفهم اسراره وحكمه امتلأ قلبه ايمانا ويقينا وقال سبحان الله عن ان يخلق شيئا عبثا او سدى. وسبحانه ان تكون افعاله البديعة خالية من الحكم اياتي الحميدة سبحان من خلق هذا الكون العجيب المحكم في نظامه في ساقه وارتباط بعضه ببعض ما بين ارضه وسمائه وانسانه وحيوانه ونباته فعرف ان خالقها ومدبرها رب واحد واله واحد فتوجه اليه بالايمان والاعتراف والشكر والطاعة وخضع لحكمته وعظمته وسلطانه ولم يكن ككثير ممن انقطعوا بالمخلوقات عن خالقها وبالمسببات عن مسببها ولم ينفذوا في علمهم من السبب الى المسبب ومن الخلق الى الخالق كحالة اكبر الماديين القاصرين في علمهم وعقلهم والعاقل يحمد الله على العافية من هذا الداء العضال الذي هلك فيه كثير من الخلق