اقترن بذلك القيام بالحمد والشكر للمولى. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في القناعة. الحمد لله اللطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي القدير. الذي دبر العباد بحكمته علمه وهو الرحيم العفو الشكور. ورفع بعضهم فوق بعض درجات في العلم والدين والغنى والقوة والعافية واضدادها يبلوهم ايهم احسن عملا واقوم بالحق الذي عليه وهو العزيز الغفور. فسبحان من احاط علمه بالبواطن والضمائر فعلم ما تحتوي عليه من النيات او صفاء السرائر فيسر كلا منهم لما خلق له وجعل الارادات الباطن تدعو الى ما يشاكلها من اقوال اللسان واعمال الظواهر. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. الاول والاخر تر والباطن والظاهر واشهد ان محمدا عبده ورسوله المؤيد بالبرهان القاهر والحق الباهر والنور المبين اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله واصحابه اولي العزم الحازم والعمل الجازم والرضا عن الله فيما اجراه من مكروه المقادر. اما بعد ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم ورزقكم وعافاكم. والذي وسقاكم وكساكم. والذي ارشدكم الى صلاح قلوبكم ودينكم ودنياكم. الاوان تقوى الله لا تتم الا شكر الله والرضا بما قسم الله والقناعة كل القناعة برزق الله. الا وان القناعة كنز لا ينفد. وغنى حاضر وراحة للقلوب. وهي من اجل الطاعات واعظم القرب لعلام الغيوب. فاستعينوا الله عليها. وانظروا الى من فضلتم عليه بالعافية والرزق والعقل. ولا تنظروا الى من هو فوقكم لان لا تزدروا نعمة الله عليكم. فالمعافاة في في بدنه وسمعه وبصره وقلبه ينظر الى من ابتلي بشيء منها فيشكر ويحمد الله والمبتلى بشيء منها ينظر الى فمن هو اعظم منه ابتلاء فيحمد الله. والغني يتأمل الفقير الذي لا يجد من قوته وكسوته وضروراته الشيء اليسير والفقير يجد من هو افقر منه بحيث يكون عادما للفتيل والنقير. والمسلم الذي انعم الله عليه بالاسلام ولو بلغ في البلاء والحاجة ما بلغ ووصل الى حد الاضطرار يثني على ربه انه لم يكن من الكفار والفجار. قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى القلب. وقال من يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. فمن استغنى بما اتاه الله ووثق وبما عند الله ولم يلتفت قلبه الى المخلوقين فهو الغني على الحقيقة. وان كان معدما. ومن لم يستغن بماءه اتاه الله واعطاه وقلبه لا يزال يلتفت الى سواه فهو الفقير على الحقيقة وان كان ذا مال وضياع وهو الذليل وان كان ذا جنود واتباع. وقد قال صلى الله عليه وسلم قد افلح من هدي الى الاسلام. وكان رزقه كفافا وقنع به. ومن كان عنده بيت يؤويه ومؤونة قليلة ترضيه. فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها فاستعينوا عليها بسلوك طرقها واسبابها. ومرنوا نفوسكم على الرضا والطمأنينة واتوا البيوت من ابوابها وانظروا الى من هو دونكم في العافية وسائر الارزاق. ولا تنظروا الى من فوقكم لئلا تزدروا نعمة كالخلاق والمسلم المبتلى بانواع البلايا والاسقام يحمد الله عافيته من كل ما يضاد دين الاسلام. فما من ابتلاء يبتلى به المؤمن من مرض او فقد حبيب او مال او فقر او شدة مؤنة الا وهو خير له. اذا