المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي قال سبحانك ما يكون لي ان نقول ما ليس لي واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت الناس يتخذوني وامنية الهين من دون الله. وهذا توبيخ للنصارى الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة. فيقول الله هذا الكلام لعيسى فيتبرأ عيسى ويقول سبحانك عن هذا الكلام القبيح وعما لا يليق بك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق اي ما ينبغي لي ولا ان اقول شيئا ليس من اوصافي ولا من حقوقي. فانه ليس احد من المخلوقين. لا الملائكة المقربون ولا الانبياء المرسلون. ولا غيرهم له حق ولا استحقاق لمقام الهية وانما الجميع عباد مدبرون وخلق مسخرون وفقراء عاجزون. ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. فانت اعلم بما صدر مني وانت علام الغيوب. وهذا من كمال ادب المسيح عليه الصلاة والسلام في لربه فلم يقل عليه السلام لم اقل شيئا من ذلك. وانما اخبر بكلام ينفي عن نفسه ان يقول كل مقالة تنافي منصبه الشريف. وان هذا من الامور المحالة. ونزه ربه عن ذلك اتم تنزيه. ورد العلم الى عالم الغيب والشهادة. ثم صرح بذكر ما امر به بني اسرائيل. فقال ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت الرقيب عليهم ما قلت لهم الا ما امرتني فانا عبد متبع لامرك. لا متجرأ على عظمتك. ان اعبدوا الله ربي وربكم. اي ما امرتهم الا بعبادة الله وحده واخلاص الدين المتضمن للنهي عن اتخاذ وامية الهين من دون الله. وبيان اني عبد مربوب فكما انه ربكم فهو ربي. وكنت عليهم اذا ما دمت فيهم اشهد على من قام بهذا الامر ممن لم يقم به. فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم اي المطلعة على سرائرهم وضمائرهم وانت على كل شيء شهيد. علما وسمعا وبصرا. فعلمك قد احاط بالمعلومات. وسمعك بالمسموعات. وبصرك بالمبصرات. فانت الذي لتجازي عبادك بما تعلمه فيهم من خير وشر انت العزيز الحكيم اغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. ان تعذبهم فانهم عبادك وانت ارحم بهم من انفسهم واعلم باحوالهم فلولا انهم عباد متمردون لم تعذبهم. وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. اي فمغفرتك صادرة عن تمام وقدرة لا كمن يغفر ويعفو عن عجز وعدم قدرة. الحكيم حيث كان من مقتضى حكمتك ان تغفر لمن اتى باسباب المغفرة قال الله انا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من قال الله مبينا لحال عباده يوم القيامة ومن الفائز منهم ومن الهالك ومن الشقي ومن السعيد هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم. والصادقون هم الذين استقامت اعمالهم واقوالهم ونياتهم على الصراط المستقيم هدى القويم فيوم القيامة يجدون ثمرة ذلك الصدق. اذا احلهم الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر. ولهذا قال لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. رضي الله عنهم ورضوا عنه. ذلك الفوز العظيم. والكاذبون بضدهم سيجدون صار كذبهم وافترائهم وثمرة اعمالهم الفاسدة لله ملك السماوات والارض وما فيهن وهو على كل شيء قدير لله ملك السماوات والارض. لانه الخالق لهما والمدبر لذلك بحكمه القدري. وحكمه الشرعي وحكمه الجزائي. ولهذا قال وهو على كل شيء قدير. فلا يعجزه شيء. بل جميع الاشياء منقادة لمشيئته. ومسخرة بامره